1

4 0 0
                                    

. كانت تجلس فوق فراشها الكبير الذي يتوسط غرفتها الضخمه تنظر الى الفراغ فقط لا تشعر بأي شيء حولها وكأنها وحدها في هذا العالم....
عينيها مليئه بالحزن.. الكسره.. الوجع.. الخذلان.
جفت الدموع من عينيها، قلبها يؤلمها بشده تريد ان ينتهي هذا الوجع وتعود الى ما كانت عليه ف الماضي،  حيث كانت تلك الفتاه المرحه والبريئه
التي لا تعي شيء ف هذه الحياة فقط كل ما تريده ان تكون بجانب عائلتها الجميلة واخواتها واصدقائها.
وان تكون معه وبجانبه هو سارق افكارها واحلامها وعقلها،  ولكن اين هو الان؟!.
اختفى وتركها تواجه هذا العالم البشع بأكمله.
لا تصدق انه لم يعد بجانبها وانه ذهب حيث لا تعلم
مر عامان على وفاته ومن ذالك الوقت وهي لم تعد كما هي فقد تركها زوجها والرجل الوحيد الذي عشقته حد النخاع ولم ترى غيره والى الان لم ترى ولن تعشق غيره.
لم تصدق الى الان انه مات.. كيف.. كيف يموت ومازال قلبها ينبض بعشقه هو فقط يصرخ شوقا ل ان يراه ولو لمرة واحده فقط.
هذه كانت حالتها منذ سنتين دائما بغرفتها لا تخرج ولا تقابل احد حتى الطعام والدتها هي من تدخله اليها فقط والدتها  ولا احد غيرها يدخل اليها او يتحدث معها... لانها تتجاهله تماما وكأن الذي يتحدث معها هواء او سراب وسيذهب من امامها.. 
كانت تتذكر كل لحظه قضتها معه وكم كانت ف تلك الايام اسعد فتاه على الاطلاق وهي تتواجد وسط عائلتها ومعشوقها الذي لما يفارق خيالها...
ترقرقت عينيها بالدموع وهي تتذكر اخر وداع بينهم
flash back
كان يقف امام المرأه وهو يضع عطره النفاذ قبل ان يذهب الى عمله.. شعر بيديها الرقيقه تتمسك به من يديه ابتسم بعشق على تصرفاتها الطفوليه..
ونظر اليها وجدها تنظر اليه بعبوس طفلة وكأنها تترجاه ان لا يرحل ويتركها بمفردها..
اقترب منها اكثر وقبل ارنبة انفها بعشق وهو يهمس بعشق شديد:  معلش يروحي انتي عارفه ان شغلي مهم ولازم اروح لأن ف ناس دلوقتي محتاجاني.
قالت بعبوس وغيظ: بس أنت لسه جاي من ساعتين بس وملحقتش اقعد معاك حاجه.
نظر بداخل عينيها وهو يهمس بحنان وحب:  خلاص متزعليش بقى ونا اوعدك اول م اخلص شغلي هاخدك ونسافر بعيد عن هنا في مكان م يكونش فيه غيرنا بس.
نظرت اليه بسعاده مفرطه وهي تقول بتسأل:  توعدني؟
همس بعشق جارف:  اوعدك يروحي...
سيبيني بقى امشي علشان اتأخرت جامد
اومأت له برأسها وهي تقبله من خده:  مع السلامه
ابتسم لها وكاد ان يخرج من الباب الغرفه ولكنه توقف فجأة ونظر اليها بعمق وهو يقترب منها
حتى وصل اليها نظرت هي له بتساؤل واستغراب وهو فهم نظراتها.... واخيرا تكلم بعد صمت دام لدقائق:  عايزك توعديني انك تخلي بالك من نفسك كويس ومش عايزك تضعفي في يوم او تخافي من اي حاج فاهمه.
استغربت حديثه هذا ولكن لا تعلم م هذا الالم الذي تشعر به نظرت اليه وارتمت في احضانه وهو استقبلها بصدر رحب... احتضنته بقوه وهو ايضاً حتى كاد ان يكسر عظامها وكأنه اخر عناق بينهم...
ابتعد عنها واخيرا وودعها وخرج من الغرفه متجها الى عمله.. اما هي ظلت تنظر في اثره تشعر بألم شديد في قلبها لا تعرف م سبب هذا الالم ولكنها قررت عدم التفكير في اي الشيء فقط تفكر بخاطف قلبها وحبيب عمرها جلست تنتظره حتى يأتي...  لا تعلم لما الالم يشتد عليها وكأن هناك شيء سيحدث...
اخذت هاتفها وهي تحاول التواصل معه ولكن لا يوجد رد.. هي تعلم جيدا أنه عندما يكون بعمله لا يجيب على اي مكالمات تصله....
رمت الهاتف بعيد عنها وهي تشعر بالضيق يحتل قلبها...  وبعد قليلا من الوقت وجدت هاتفها يرن.. ذهبت اليه بلهفه ولكنها وجدت رقم مجهول قررت عدم الرد ولكن لم يكف عن الاتصال... امسكت هاتفها وضغطت زر الاجابه.. وضعت الهاتف على اذنها وهي تهمس:  الو
: حضرتك مدام المقدم رحيم البارودي
همست بقلق:  ايوه انا مين حضرتك
: انا اسف جداً يفندم على اللي هقوله بس المقدم رحيم اخد رصاصه ف مكان خطر و..  والبقاء لله
end flash back.
نزلت دموعها بغزاره وهي تتذكر هذا اليوم كما لو انه كان البارحه..
قطع تفكيرها دخول سيده في العقد الخامس من عمرها وهي تنظر الى ابنتها التي لم تعد تلك الفتاه المرحه الجميله.. الان هي لاتبدو فتاه ف الرابع والعشرون من عمرها..  بل سيده عمرها ستون عاما..
هزت رأسها بيأس على حالة ابنتها التي لم تتحسن بل تزداد سوءا عن زي قبل تتمنى فقط ان تعود إلى حيث م كانت عليه ولكن كيف والوحيد الذي كان دائما يقف بجانبها ويساندها في كل شيء ذهب الان ولم يعد موجود... تنهدت بحزن على هذا الحال الذي وصلوا به الان قبل ان تقترب من ابنتها الجميلة التي برغم كل هذا الحزن البادي عليها وملامحها التي بهتت بشده والسواد تحت عينيها ولكن برغم هذا مازالت جميله ولكن ليس ك السابق...
نظرت اليها بحنان وهي تهمس بحب:  روڤان حبيبتي عامله ايه النهارده.
نظرت الى والدتها بشرود وهي تهز رأسها بصمت
همست والدتها بيأس:  يروحي اتكلمي بقى لحد امته هتفضلي كده دول سنتين عدو.. مش معقول كل الوقت ده ولسه زي م انتي مش قادره تنسي ولا حتى راضيه تخرجي من الاوضه دي تفكي عن نفسك شويه.. انا عارفه انها بتفكرك بيه بس انتي كده هتتعبي اكتر.. ده حتى الكلية بتاعتك سبتيها مع انك كان نفسك تدخلي الكليه دي بس من ساعة اللي حصل ونتي دمرتي حياتك كلها انا مش عارفه اقول اي بس مينفعش اللي بتعمليه ده بقالك سنتين على نفس الحال ولا بتكلمي حد ولا بتخرجي برا الاوضه دي... طيب ردي عليا حتى كلميني انا امك ومليش غيرك متعرفيش انا بموت في اليوم كام مره ونا شايفه حالتك بتسوء بمرور الايام و. و..
صمتت و لا تعرف ماذا تقول تقسم انها لم ترى يوم جيد بعد هذا اليوم المشؤم بالنسبه الى جميع العائله...
نظرت اليها على امل ان تتحدث او تقول شيء ولكن لا جدوى تنهدت بيأس وهي تخرج من غرفتها تاركه اياها تنظر الى الفراغ فقط... الى متى ستظل هكذا لا تتحدث مع احد ولا تخرج من غرفتها حتى الطعام لا تأكل الا القليل في اليوم وهذا فقط بسبب اصرار والدتها... اغمضت عينيها وهي تتذكر ايامها مع زوجها الراحل.. ولكن مهلا هو لم يرحل ويتركها فهو دائما معها وبداخلها ولكنها تريد ان تراه ولو لمره واحده تشبع عينيها به لكن كيف هذا وهو مختفي منذ اكثر من سنتين... الجميع يقولون انه توفى في هذه المهمه التي كانت تحت اشرافه...  ولكنها لم تصدق هذا الهراء لانها واثقه مئه بالمئه انه لم يتركها ويذهب..
ظلت تفكر به حتى غفت لتراه فقط في احلامهاا...
♡______________________________♡
.. في هذا القصر الكبير حيث تتجمع العائله ب اكملها في غرفة المعيشة... نزلت هذه السيده اليهم وعلى وجهها الحزن واليأس لا تعرف الى متى ستظل عائلتها بهذا والحال الذي هم عليه.. والاهم هي ابنتها الصغيرة تريد ان تتعافى من الماضي وتفكر بحياتها القادمه.. ولكن اولا عليها ان لا تفكر في زوجها الراحل لانه لم يعد له وجود الان ويجب ان تتخطاه...
كانت تفكر في هذا وهي عازمه على ان تجعل ابنتها تتخطى هذا الحزن وتفكر في مستقبلها  الذي اهملته بسبب حزنها على فراق زوجها...
قطع سيل افكارها زوجها وهو يتقدم منها وينظر اليها بتساؤل وهو يهمس:  ها طمنيني هي عامله اي دلوقتي
همست بيأس:  لسه زي ماهي مش راضيه تاكل اي حاجه او تطلع بره الجناح
تنهد هذا الرجل بحزن على ابنته وابن اخيه الراحل فهو كان يعلم بمدى عشقهم للاخر ولكن ما باليد حيله... يعلم جيدا حال ابنته منذ ان توفى زوجها وهي لا تتحدث مع احد او تخرج من غرفتها ولا تقابل احد...
كانت تقف بعيدا عنهم بقليل وتنظر اليهم بشماته وحقد دفين لا تستطيع ان تخفي سعادتها وهي تراهم بهذا الحال الذي وصلوا اليه... هذه هي نارين الابنه الاكبر ل ممدوح البارودي انها فتاه طماعه بشده مثل امها ولا تحب إلا نفسها كانت تعشق رحيم ابن عمها ولكن عندما تزوج ب روڤان حاولت بجميع ان تفصلهم عن بعضهم ولكن حبهم كان اقوى من اعمالها السيئه وشرها.. ولكن كان للقدر رأي اخر عندما فرقهم....
تقدمت من زوجة عمها الاصغر وهي تتصنع الحزن وتقول:  متزعليش يطنط هي هتبقى كويسه إن شاءلله.
نظرت اليها حوريه بتشفي ولم ترد عليها فهي تعرف كم تكرهه ابنتها ولا تتمنى لها الخير..
تقدمت هي وزوجها من جميع العائله ويجلسون معا ويتحدثون ولكن  بداخل كل شخص منهم تفكيره الخاص منهم من يشعر بالحزن ومنهم من لا يهتم وايضا منهم الذي يكرهه هذه العائله بشده...
♡________________________________♡

To już koniec opublikowanych części.

⏰ Ostatnio Aktualizowane: Jun 01, 2023 ⏰

Dodaj to dzieło do Biblioteki, aby dostawać powiadomienia o nowych częściach!

ضحية الماضيOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz