الفصل التاسع والثلاثون

Start from the beginning
                                    

لم تتحدث معه بشأن أي شيء فقط طلبت منه بتردد :

_ ممكن أشوف البنت يا فاروق عايزة أشم ريحتها...

اتسعت عيناه بذهول من طلبها إلا أنه أومأ إليها سريعاً لتكون زهرة الصغيرة بين أحضان أزهار بعد ثواني معدودة، ضمتها إليها بحنان، بشوق، برغبة كبيرة لو كانت ابنتها هي، تحارب شعورها بالنقص ابتسمت بسعادة مع رائحتها التى تشبه رائحة فاروق تماما...

بعد ربع ساعة كانت الصغيرة غارقة بالنوم لتمد أزهار يديها لفاروق مردفة ببحة غير مفهومة :

_ ما شاء الله جميلة جداً شبه مامتها مفيش فيها حاجة منك، وديها تنام في سريرها و بعدين هات مدام جوليا و تعال حابة أتكلم معاها و معاك أنت كمان...

جلس على ساقيه مردفا بقلق ينهش بقلبه :

_ أزهار يا شكولاتة قلبي أنتِ بخير قوليلي فيكِ إيه..

بعدت كفه عن فخذها قائلة بتعب :

_ فاروق اعمل زي ما طلبت منك أنا مش قادرة أتكلم كتير...

أين فاروق فهو خائف لا بل مرتعب، نغزة قوية بقلبه تكاد تخرج بروحه، أخذ نفس عميق يكتم به ألمه ثم أتى بجوليا التى جلست على المقعد المقابل لأزهار بتوتر مردفة باللغة العربية الفصحى :

_ أعتذر منكِ سيدة أزهار فأنا أقول للجميع إني زوجته من أجل سمعتي، و لكن بالحقيقة لا يوجد أي روابط بيني و بين فاروق سوا زهرة ابنتنا فقط...

ابتسمت أزهار بمرارة مردفة :

_ و هو في أقوى من كدة رابط يا مدام جوليا، أنا بيني و بينه ورقة أنتِ بينك و بينه دم؛ عشان كدة أنا قررت أقطع الورقة دي و بنتكم تعيش حياة طبيعية بين أبوها و أمها....



______ شيماء سعيد _____


بسيارة فارس...

جلست فريدة بالمقعد الخلفي تكاد تموت من الغيظ، هو تخطى مراحل الوقاحة بكثير، أتلك الحمقاء تجلس بجواره و هي بالخلف بلا قيمة، عضت على شفتيها بقوة تمنع لسانها بالتفوه بأي كلمة تحاسب عليها فيما بعد...

انتفضت من مكانها على رنين ضحكة الست سمية المغرية لأي رجل، ضربت زجاج الشباك بيدها لينظر إليها فارس من الزجاج قائلا بهدوء :

_ بالراحة على الشباك يا بنت خالتي أحسن تطير حاجة منه في وش سمية...

في وجه سمية؟!.. هذا كل ما يهمه و لا يبالي بكفها أو وجهها هي، رسمت إبتسامة باردة على شفتيها قائلة :

_ متخافش عليها، بس إلا قولي يا فارس هي جاية مشوار عائلي مع راجل و مراته ليه؟!...

رمقها بسخرية قبل أن يقول :

حي المغربلين Where stories live. Discover now