الفصل السابع والعشرون:

Zacznij od początku
                                    

لم يكن يُريدُها أن تختفي يُريدها أن تؤنس وحدته حتى يموت...يخشى جدا موته وحيدًا!

صوتُ الرياح كصفيرٍ بينما يخترقُ تشققات الألواح الخشبية التي بُني منها الكوخ...لم يستطع أن يُميز إلا مدفأة تقليدية عليها إناء لُون سطحه بألأسود من كثرة استعماله...لاشئ يدلُ على حياةٍ قريبة هنا...تنفس بعمقٍ يُحاولُ التركيز على جسده ليتبن موضع إصابته، حاول  النهوض لكنه لم يستطع.
استسلم أخيرا وقد أنهك جسده من كل الضربات التي تعرض لها، ومن الذكريات التي تُهاجمه.

استسلم!

أسدل جفنيه بتعبٍ والبرد عاد يغزو جسده، الا من معصمه حيث تقبع ساعة اهداه اياه اخيه، الذكرى الوحيدة التي يحملها من " عامر"، بصعوبة كان ينزعها يُقربها من اذنه وكأن تكتكتُها تُمثل له الونيس الذي وجده بأخيه، ابتسامته الخجولة، نظرته الصلبة...كل شيء بأخيه كان يمثل له الأمان.
في اللحظة التي تسلم بها بريده بأن كلاهما يعلم بوجود الآخر "فلماذا لا يلتقيان.." كلمات بسيطة لكنها خَلقت السهاد له لأيام، منذ فتح الرسالة الالكترونية بثقة وفضول ثم بأصابع مرتعشة يُعيد إغلاقها.
"لماذا لا يلتقيان؟"..."كلاهما يعرف بوجود الآخر"... "أخي".... كلمات وجمل كانت تتراقص حوله في كل خطوة يخطوها، كل غمضة جفن.... ثم تليها رسالة أخرى بعد أيام.

"؟"

علامة استفهام فقط. مجرد رمز بالكاد لفت انتباهه سابقا... لكنه الآن كان كل سؤال تبادر لذهنه وهو يُراقب والدته وأخيه بعيون طفل مشتاق.
ثم بعيون مراهق غاضب
ثم بعيون رجل ناضج غاضب لكنه يشتاق كطفل تُركَ مرغمًا.
في كل يوم يمر، كان ذلك الاشتياق يكبر داخله، نجح مرات أن يُحوله لكره...لكن هذه العلامة البغيضة حولته لاشتياق جارف...كسيول شتاء غاضب.

التقاه... نظراته لهذا الأشقر الجميل الذي لم يحمل برود ملامح والده رغم أنه نسخته...بل كان يحمل دفئا لذيذا يجعله يهفو أن يُعانقه...لكنه لم يملك الجرأة أو بالأحرى لم يعرف كيف يُعانق.

كالعادة، كان عامر من يكسر الجمود في علاقتهما... ففي اللحظة التي كان ينهض تاركا مجلسهما... أحس بحرارة تصعقه وذراعان قوية تُحيط به من الخلف.
الحرارة كانت صدمة لروحه التي حولتها الأيام لصقيع... لم يأتي ببنت شفة...ولا بخطوة، بل بقي مسمرا رغما عنه يغوص في شعور الأخوة.

أهكذا يكون أن يُعانقه أحد؟

أيكون عامر أول شخص يُعانقه في حياته، فهو لم يتذكر أبدا عناق والدته له.

أراد أن يبكي ....لأنه شعور جميل.
لن يسامح من جعله يفتقده طول حياته... لن يُسامح!

تك تك تك...تكتكةُ الساعة الرتيبة أسكنته، ليُعيد غلق عيونه على ذكرى أخيه وهو يُقدم له الهدية، ساعة تُماثل تفاصيلا كتلك التي يضعها في معصمه... ذكرى دائما ما ترسلُ دفئا جميلا لقلبه...كالآن !

To już koniec opublikowanych części.

⏰ Ostatnio Aktualizowane: Jun 09, 2021 ⏰

Dodaj to dzieło do Biblioteki, aby dostawać powiadomienia o nowych częściach!

جرح وشم الروح! ملاك علي.Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz