كانت هي كضوء الفجر حين يلامس كثبان الرمل، بوجهٍ مزينٍ بالنمش كأنه نثر شمسٍ على صفحةِ القمر، في عينيها يسكن السراب، لكنه لم يكن خادعًا، بل كان وعدًا بالماء في صحراء عطشى، وحين تبتسم، تشق ضحكتها طريقها بين الجفاف، كنبعٍ وُلد في أرضٍ ظنّ الجميع أنها لا تُنبت.
أما هو، فكان كقصيدةٍ لم يكتمل بيتها الأخير، رجلًا كُتب عليه التيه في صحراء القدر، لكنه لم ينسَ عنوانه القديم... عينيها، كان الصمتُ رفيقه، لكنه حين يهمس، تسمع في صوته حكايات الريح والنار، وأشواق السنين التي دفنها في صفحات ديوانه
رواية زمهرير لهب الصحراء
فاطمة الزهراء عرفات