صليب الحب| Yoonseok

By kim_vena

263K 17.5K 38.3K

انا وَانتَ ، اتعرِف من نحنُ في الحُب؟. نحنُ من لايترُك سوء الدنيا يقاتهُما. نحنُ من اجتمعَ كل ماعلَى الارضِ... More

الاول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون
واحد وعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون
الثلاثين
الواحد والثلاثين
الثاني والثلاثين
الثالث والثلاثين
الرابع والثلاثين
الخامس والثلاثين
السادس والثلاثين
السابع والثلاثين
الثامن والثلاثين
التاسع والثلاثين
الأربعين
الثاني والاربعين
الثالث والاربعين
الرابع والاربعين
الخامس والاربعين
السادس والاربعين
السابع والاربعين.
الجزء الأخير

الواحد والاربعين

4.2K 279 817
By kim_vena

دعنا نُحول الدنيا الى جحيم لاحِقاً ، امسِك بيدي
الآن ، اخبرني مايِخيفك وسأعدك انه لن يتحققُ.



كُنا ننتظِر الحياة لتزورنا، زارنا الجميعُ ومضَت
هِي دوننا.






حتَى لو كان في ذلك الكثيرُ من الكلافَة، والكثيرُ من
الصعوبَة على العالمِ، ان لايتمكنَ من الأخذ بخاطرِ
اِنسان واحِد..امن الصعبِ كذلك..الأخذ بخاطِر طِيبته؟.

لِماذا..لِماذا يتأذّى الشخصُ الجيد لا السيء؟.

هذا العالمُ الدنيءُ، لماذا هو مبنيّ على حطام الخواطِر بدل جبرِها؟.

لماذا يجتهدون بهذا الشكلِ، في كسرِ المزِيد منها،
من ارواحِ الناس، من سعادتهم، من طمأنينتهم، من
خواطِرهم!.

الايمكن لاي احد إيقاف هذا الجنونِ عن المُضي قدماً
اكثر؟ لانني حاولتُ ، بذلتُ كل جهودِي لاوقِفه، لكنه
يفوقنِي، يأتي بحجم اعظَم في كُل مرة، تضربُني
الكسورُ من حيثُ لا احتسِب، يمتلِئ داخلِي بالتشققات،
يُعذبون املي.

خيبة امل جديدة، عاصِفة اُخرى، برُوق ورعُود،
ينهض الربيع ويقصف الشتاءُ كُل طرفٍ بالصقيع،
قيامة تقُوم، ولايواجهها سواي، اقف وَحيداً امام
الكون يُجن جنونهُ علي، ولم؟ ماهو السبب الذي يجعلني
مُذنباً يستحق هذا القدر من العقوبة؟.

لكنِي لا اسأل بحثاً عن إجابة ، بل لانني مُدرك اني
لن احصُل على واحِدة، حدُّ اليأس ان لايبحث المرءُ
عن الأمل في شيءِ، وانا اُجيد لُغة اللا أمل بكُل إتقان.

فمتى يُجيدني الأمل ويتخلّى عنِي؟ لانه لايؤذي المرء
شيءُ سوى املهُ، الذي يبقيه حياً، ويتخلّى عنهُ في لحظته
المُهمة، عندما يقع من سفحٍ عميقِ يُفلت يدهُ، وان
لم تقتله
تلك الوقعة، فسيعود لإمساك يده، لانه سيتركه عند
السفح القادِم، ولن يتعلم القلبُ اَبداً ان يُفلت يد الأمل اولاً.

وماحِيلة القلب وهو مركزُ الحياةِ ان وجد نفسهُ في
بئر من الموتِ لايحيطه الا الأجلُ والكثير منهُ؟.

+هوسوك+

وقعت خطواتي على الفناء الخارجي لمنزلِي، رن
هاتفي، واجبتهُ مُستنكراً عبارة الرقم المحميّ
"اتقضي وقتك الأخير جيداً؟" ساءني الصوتُ
الذي تعرفتهُ، ليوليو أنخل..الوغد مع الحماية
المشددة.

"هذا السؤال موجه مباشرةً إليك" اخبرتهُ ببرودِ،
راغباً في اغلاقِ الهاتِف حين وصلتُ نحو أبواب
سيارتِي، سمعتهُ يُقهقه، يرُد بنبرة مُنزعِجة يُزيف
المُتعة فيها "لقد قتلت رجلاً مهماً لي، وافسدت
أعمالي بمايكفِي كي لا يروق لي منحُك ايام اخيرة سعيدة.." وضعتُ ذراع نظارتي بين شفاهِي،
مستنداً على سقف السيارَة، مفكراً بمالذي يقصده
هذا المعتوه؟.

"لاتُثرثر، لو لم تكن بالجُبن الكافي للاختباء مني خلف
جيوشِ من الحُراس ماكنت تتنفس في هذه اللحظة
وليس لسبعة ايام أيضاً" او ربما هو لايختبِئ،
يخطط بطريقة سليمة، بدل القفزِ في النارِ ينفخُ
فوقهَا دون ان تمسَّه، لكني رجُل قدِيم، ان لم تخرج
قبالتِي بلا حيلٍ فلست جسوراً مهما كانت جرأة عقلك.

"خمسة ايامٍ ، ولاتتعجل، انا اُجهز ولِيمة لاجلِك"
صحح الفترة المتبقية، لابُد انه يعدُّ بِشغف،
ليس لقتلِي فهو لايملك مشكلة معي، بل لمَ سيحضى
به ان حدثَ ونجح بإزاحتِي "احلامٌ كبيرة لديكَ"
سخِرتُ ،
اردت ان تكون تلك نهاية هذه المحادثة اللامفهومة
السبب، لكِنه تمتمَ بنبرَة ماكِرة مُستمتعة..

"انظُر الى النافِذة، اخبرنِي كم تبدُو المرأة هُناك
مُهمة لك؟" توقفت انفاسِي ، كان الهواء موجوداً
لكنه بدى مُصمتاً ومفرغاً كقطعة من جو الفضاءِ،
كأني اتنفس سموماً مُميتة تتوغل في شرايين قلبي.

"سام!!!" اندفعتُ عن السيارة، صرختُ بكُل قوة
في حبالِي، لكنها بالطبعِ لم تسمعنِي، لم تكن حتى
تنظر نحوي، لو فعلت.. لو لم تلتفت..لو رأتني!!.

"أُمزقك الى أشلاء يابن العاهِرة!! إياك!!"
حذرتهُ، وصلت خطواتِي قُرب باب الديارِ "لاتلمسهَا! انت تريدني انا، وانا هنا لذا لاتجرُؤ وتلمس اختي!!" قُلت حين شعرتُ اني لن اصل مهما ركضت بسرعة، وانها لن تسمعني مهما تمزقت حنجرتي من صراخي.

رنتّ كلمات ردِّه البارد في اذنِي كصوتِ احتكاك
الحديد في سقوطِ المقصلة على رأس المُعدَم
"راقبني وانا اَفعَل" .

تحطم الزُجاج بطلقة مجهولة المصدر، سقطت سامٍ
امام عينِي، ارتطم هاتفي ونظارتِي بالارضِ من يدي،
كُسِرت، استمعتُ لِصوتِ دواخلي تنهارُ، لقلبي لاينبض
بل يحاول بجهد نفضَ الفجيعة عن ان تغشاهُ فيتوقفّ،
للعالمِ يهرسُني اسفل عظيم ثقلِه ولايُبالي.

"لا!!" صرختُ، بعد اللحظاتِ المُصمتة من الفراغ
الخانقِ التي عشتها، صرخ قلبي باستنجاد لشيء يهرب
به من ان يُجن بوجعهُ، صرختُ بكل قوتِي، بكُل جُزء
من روحِي، بكل ما املِك، لا..ليس في سامِ، لايجبُ
ان اُكسر في اُختي، لايجب ان يحمل انسان واحد
هذا القدر من الخيبات ويبقى حياً.

يجبُ ان يوجد في نهاية الطريق الطويل ضوءُ،
لاخيبة تقتُله على عدم انهزامه سابقاً..لم يكن
ثمة طريق واحد..واحد فحسبُ ! سلكتهُ ولم
يوصلني الى فاجعة..اصبحت الانسان الأول
الذي مات مئة مرَة قبل موتهِ الحقيقِي، والذي
سيكون اخفهُم وطأة.

ولكن لا..لايجبُ ان اموتَ اكثَر مِن ذلِك، يجبُ ان
يوقف اَحدُهم هذا القدرَ من الفناءِ عن رجل لازال قلبه
ينبضُ.

-

+ يُونقِي +

لاشيءَ.. انا كُتلة من اللاشيءَ، لا لون للحياة في
وجهِي، خُطفت الروحُ مِنِّي مع تهاوِي ذلك الجسدِ اَمامِي، ذلك الزُجاج المُحطم حولهَا ، أهُو طُمأنينتي؟.

مِن اين اصابَني هذا البردُ؟ فالقميصُ الذي ارتديه
يُغطي عُنقي واطراف أصابعي، المعطفُ فوقهُ
صوفي جداً ، اينبعثُ البردُ من داخلِي لا من حولِي؟.

لستُ ادرِي بأي قُوة استطعتُ تحرِيك جسدي، اسرعت
الى الستائِر من حيث جاءت الرصاصة، واسدلتُها،
لانه لايُهم من الفاعِل لكنه بالتأكيد قناصُ سيُعمى بلا
بصرِه بيننا.

هرعَ روِي الى أكاسيا ، بملامحهِ المصدومَة والقلِقة،
احتضنهَا مُغلقاً مجال رؤيتها بِدس رأسها على حُضنه،
تُسمع بعُسر همساتهُ لتهدئة صُراخها الباكِي فزعاً،
يحدِق بعينهِ اللامُغطاة نحوَ الجسدِ الساقطِ بيني وماركوس الذي شرعت عينيه بالبُكاءِ.

"فاليتصِل احدكُم بالإسعاف!!" القيتُ امرِي، بالكثيرِ
من الارتباك والوجلِ في نبرتي الصارِخة، "سأفعلُ!"
تمتم روِي متحركاً بسُرعة الى الخارِج، حيثُ ترك
هاتفهُ على المقاعدِ امام هذه الغُرفة.

"سامَ!" ناداها كلينا، لم تكن أصواتنا عالية، كنّا
مفجوعين بمايكفِي كيَ تجفُ حناجرُنا، أجفانها مُنسدلِة، تصدر مع كُل نفسٍ بطيء أنيناً ضعيفاً كدبيب نملهُ،
الدمُ يُغرِق قميصها الأبيض كعروقِ مقطوعة لرسغِ الموتِ، لاتثبِت نظرتها علينا، انها لاتشعُر بوجودنا.

وكأن منظرها لايكفِي لحرقِ أرواحنا ، كانت عودَة
الرئِيس ليجتمع بفجِيعتهِ اكتواءً اردَى بنا الِى اسفلِ
ماقد تحويه الدُنيا من سعيرِ، وكأننا ضُربنا بمأساتين،
بسام وهوسوك.

"سـام!!"
جلجلَ المكان بِصرخة، ترتعدُ صلابة الجدران والاحجارِ والارضِ ليس منها بل لِأجلِها ، ستحنُ
الجماداتُ وتبكِي رأفة بِه ، فكيفَ بأرواحنا التي تُحبّه؟
بِنفسي التي تعشقُ سرورهُ وتسمعهُ حتى اعماقِ
اعماقها يصرُخ من فرطِ عذابهِ في هذه اللحظة؟.

ركضَ نحوهَا مُتخبِطاً ، اِنحنت رُكبتيهِ، يقعُ قُريباً
منها بتعابيرِ فائِضة مِن العجزِ، والأسى، الرجاءَ
والتضرُّع، وعظيم الذُعرِ والهلعِ، امسك رأسها
بين يديهِ، مسح على خُصلها بلا حِيلة، نظر بعينيهِ
الحمراءُ لوجهها الساكِن "ماذا فعلُوا بكَ؟! اختي!!روحِي!" بالكثير من الارتجافِ والاهتزاز في
صوتهِ تكلم.

"ارجُوك لَا.. انا هُنا! اخيك هنا سامِانثا انظرِي
لِي! اتوسلُ  إليك لا ليس انتِ ! ليس انتِ!! رَجاءً لايُمكنُكِ فعل هذا بي!!"
حدثَّها بصوت يتقطعُّ، يتمزقُ داخلهُ كلما استلَّ ثغرهُ صوتهِ، صرخَ بجزع، وتناثرت دموعهُ كعقدٍ
مقطوع من الخرَزِ ، حط بكفها على وجههِ، ضمَّها
الِى صدرهِ كغريق البحر الذي يُمسك طوق نجاتهِ،
ناح صوتهُ مُتلوياً وكأنه عبرَ اشتعالَ لهيب لاحنجرته
"لا تدعيهم ياخذونكِ مِنِّي!!!".

ارتعشَت مُهجتي، اِهتز نبضِي كأرض ضربَ عروقها
الثابتة زلزالِ، في لحظَاتِ لمعتَ بحريتِي بِعدسة مائية
مالِحة، ارتجفَ ثغرِي، شعرتُ بحاجة للنواحِ كرعود
السماءِ، اني سُحقت تماماً اسفَل طبقة من الارضِ، 
لم اكن انظر لهُ، لقد كنت اشعُر بِه.

الَا يُوجد احدُ بمقدورِه انتزاعنا من هذا الكابوسِ؟.

"لاترحلِي!! ابقِي هُنا!!" ايُوجد في العالمِ تعبيرِ
ابلغَ عن العجزِ مِن اِنسانٍ يصرُخ متوسلاً الموتَ
ان لا يأخذ منهُ عزيزهُ؟ كَلَّا ، لقد كانتّ هذهِ بؤرَة
اللاحِيلة، سفح اليأس القاتلِ.

"لقد جاءتِ الاسعَاف!" عبرَ خبرُ روِي اليهِ كالهواءِ
الِى رِئة من اُخرِج من الغرق في الماءِ، احاطَت ذراعهُ
الأخرى اسفلَ فخذيهَا، يقفُ ويهرعُ بخطواتهِ الِى
الخارِج، وخطواتنا تتبعهُ.

"ستكونين بخيرِ، لن يُصيبك شيءِ، انا اعدك!"استمعتُ
الى وعودهِ المُرتجفَة، لِم يفعل هذا؟ لمَ يعدُها بشيءِ
ليس بيدِه؟ لاتفعَل! لاترتكب هذا الذنب بحقِك، سيقتُلك
ان لم يتحقق.

سمح المُسعفون له وحدهُ بالصعودِ، غادرت العربَة
وهي تُعلِن لكل الخليقَة انها تحوي فاجعتنا المُجزعة،
نُواح صافِراتها كان كفيلاً بتحويلُ الدُنيا الى جحيمِ
مليءِ بالذبولِ.

التفتُ الى الرجُلين خلفِي، لمستُ عضد روي اخبره
"لايُمكنُ ان نأخذ طفلة الى مشفى، اِبقى مع أكاسيا
هنا وسأخبرك بكل جديدِ" رجوتُ من هدوءِ صوتي
ان يتسلل الى قلبي، الذي مازالَ ينتفضُ على صدى
صرخاتِ رجُلي.

اَومأ لي ، وحرفتُ بصري ناحية الآخَر ، مَسحَ
دُموعَه لكنها تجددت، نظر لي باعتراض قبل ان
انطُق حتَى "إياك ان تحاوِل-" قاطعتهُ، ان بدء
بالتهديدِ فلَن يسحب كلمَتهُ "بلى واللعنّة على احدهم
فعل هَذَا! امسك بالقناصِ، يجبُ ان تكونَ احد تلك
البناياتِ يساراً لا أمامنا مباشرةً، كانت الرياح قوية
بمايكفي لتمنعه من تصويبة مستقيمة، لذا كلما اتجهت
يساراً اقتربت منه اكثرَ، يجبُ ان تكون هناك كاميرات
في الجوارِ استفِد من روِي، وجِدهُ حياً!! لاتهمني أطرافه لكن لاتقترب من رأسه".

ذلك الرجُل سياسِي، حمايتهُ كُلها مُقدمة له من
قبل الدولة، ان استطعت فعل هذا..ان تمكنتُ من
إمساك دليل مخالفته القانونية حينها أهدمُ كل حصونهِ،
واقلبُ طاولته على ناصِيته.

اِبتلع تلك المعارضة التي كانت على طرفِ لِسانهُ،
راقب نظرتِي الحازِمة، صرامة اللاتراجِع في تعابيري،
رفع بصرهِ للسماءِ كمن يلعنُ بلا صوتِ "سأنُفِذ،
واللعنة على تشابهكُما الخسيس" قالَ بِلا رِضى،
يهرولُ لحيثُ أمرتهُ ساحباً مجموعة من الرجال معهُ.
تشابُهنا..هل انَا وهوسوك؟.

رفعتُ بصري عن الفراغِ، انهَى عقلي عن الشرودِ،
حدقتُ بروي ، انبسُ "مفاتيحي في الاعلّى.." لا
يترُكني اُنهي طلبي، فهمنِي مُبكراً فأخرج مفاتيحهُ
يُسلمها لِي "الرئيسُ..انهُ في عُهدتك" وصانِيّ،
توصية حرص من القلب على من يُهمونهُ.

"لاتقلَق" ابتسمتُ ببُهت وضربتُ بخفة كتفهُ لمرتينِ، واخذتُ خطواتِ عجِلة الى المرآبِ، لايقلقُ؟ اِن
صدق هو كلامَك استجرؤ انت على تصدِيقه؟.

لا واللعنة! لقد كنت قلقاً جداً، وكأن كل مخاوف اهلِ
هذا العالمِ اصبحت على عاتقِي، وانا المسؤول عن
تهدئهم جميعاً، كل ذلك الصخب، والجزعِ، ينتظرُني
لامحيهُ بينما احملُ بمثلهِ أضعافاً.

اِنني خائِف ان تندثِر تِلك اليدُ التي تسحبُني دائماً
من اسفلِ اطنانِ لكُتلِ رمادِ حياتي حين يُغطينِي،
ان يتلاشى صوتُ الملاكِ من حياتنَا، ان يمضي يومُ
بلا شمسِها تُشرِق بِنا.

ايِ ثبات امتلِكُه؟ كيف هي جافة عينايّ وكل هذا
الذُعر في جوفِي؟ انا مذعُور على نَفسِي، اِن هوسُوك
بكى وصرَخ بعجزِ من جديدِ، كيفَ لي ان اُواجه ذلك؟
كيف يحتملُ المرءُ انهمار الأوجاع على مَن يُحبه؟.

بسُرعة عالية، تجاوزتُ الكثير من إشارات المرورِ،
لستُ حتى اذكُر منذُ متى اصبحت اقودُ وكأن الشارِع ملكِي، اوقفتُ السيارة بعشوائية ، سحبتُ المفاتيح
وجريتُ الى داخِل المشفى.

تباطأت خطواتِي، تكادُ تتوقفُ وتجمُد الى الابدِ
هنا، على بداية الممرِ الذي يُوصلني اليه، النفق
الذٍي ينتهِي بحُفرة عمِيقة من الظُلمة، قبضتُ أصابعي
على كفي، ام رُبما على قلبي، كان الانقباض بذات القدر
من اِحكام الضيقِ واللامُتنفَّس.

كُلما اقتربت منهُ، اُتضح الوهنُ في هيأته اكثرَ، على
يديهِ لازالت هناك اثارُ للدمِ، يرصُّ بذراعيهِ حولَ
ساقِيه التِي يُقربها الى صدرهِ، يجلسُ على الارضِ
كمن فقد كُل شيء وتساوى عالمهُ بِها، يُخفض رأسه
ناظراً بأعيُن حمراء ممتلئة بالحِيرَة وفيضِ الأسَى
الى الفراغ امامَهُ وكأنه قضِية مُهمة، منعزلُ
عن ماحولهُ بالكامِل.

جلستُ على رُكبتايَ جوارهُ، على رُخام الارضِية
الذي اخترقت برودتهُ قماشَ ملابسِي، سحبتُ نفساً
بفمِي، اشعُر ان احدهُم اشعل جمرة في حُنجرتِي،
لمستُ ذِراعهُ، أناديه كي ينتبه لوجودِي"هوسُوك ".

رَمش بهدوءِ، مالَت نظرتُ خضراوتيهِ الباهِتة
اليّ، كان منطفئاً جداً، خشيتُ انهُ لم يعُد حياً..
وضعتُ كلتي يداي علَى كفِّه التي تُمسك ذراعهُ،
أخذتها بين كفايّ لتُحل احاطته لِساقيه، تمتدُ احدُهمَا
بينما تنتصبُ الأخرى.

"لقدَ فرَّطوا بِها..دخلَت رصاصَة في جسدِ امرأة
تملِك طِفلة لازالَت رضِيعة، كيف يحدثُ هذا؟
لم تفعَل شيئاً لِأَحَد ، لم تلمِس سلاحاً منذُ حملت
أبنتها، لماذا يحدُث هذا لأختي يُونقِي؟" وقع في
حيرة شديدَة، لايصدقُ ما رأته عينهُ، لايفهمُ ماينطُقه
لسانهُ، حطَّت على رأسهِ مُصيبة اكبر من ان يستوعبها.

"اِهدأ..كُل هذا سيمضِي" قبلتُ يدهُ الراكِدة بخمولٍ
واستسلامٍ مُقشعِر، احطُ بها على صدرِي، في عناقٍ
طفيفِ، اُحس بِه يرتجفُ بِخفة لاملحوظة، وهذا سيء،
ارتجافُ هذا الانسانِ يهُز عالمِي بشدة مُروّعة.

"لاشيء واللعنة يمضِي!!، فرطوا بك قبلها،
انتشلتُك حديثاً من براثِن الموتِ، لازِلت لَم تشفى
من ذلِك، رمُوا بك على الفراشِ ليومينِ، ولم يكفِي
ذلك لم يكفي انني لم استطِع حمايتَك، عادُوا من جديدِ، ولم استطِع حمايتها!!
وقفتُ هناك..أشاهدهم يأخذونها ، هل تُدرِك؟ لقدَ اُصيبت
اختي اَمامِي ، لم أخذ الرصاصة عنها، لم اتمكن من
تحذيرها، كُل مافعلتهُ كان مشاهدة ذلِك!! يُمكنُنِي حماية
الارضِ ومن عليهَا ولكن حين يَأْتِي الأمرُ إليكُما كل
ما افعله هو المشاهدة!!".

بقهر وسخط
ضربَ جبينهُ بيده الاُخرى، لم يكن يبكِ، كان صوتهُ
يفعلُ، يخرج جافاً وخشِناً، ممتلِئاً بالبحة اثرَ همسهِ،
وبكاءِه الذي لازالت آثاره على عينيهِ المحاطة بلون قرمزِي كلحظة غرُوبِ، سحبتُ ماء انفِي، حاولتُ اعمار نبرتي بالثباتِ "اُشش، سَيمضِي، لاتخَف،
انا هنا الى جانِبك".

"لاتكُن بجانبِي! الا ترَى؟ كل مايُصيبك أساساً
لايصيبك الا لِأنّك بجانبِي ، لاشيءَ لعينَ يترُك مطاردتِي، كُلما قُلت سأنجح هذه المرّة ، هذه هي
مصيبتي الأخِيرَة..تأتِي من جديدِ، مُتدافعة، وكأنها
غيمة على رأسي " صمتّ، زممتُ شفاهي محاولاً
حبس تأثُرِي من الظهورِ، ماذا يمكن للمرءِ ان يفعل
اَمامَ الحقيقة غير ان يصمُت؟ ليس احتراماً لمدى تعاستها، بل من فرطِ المرارَة..يغدُو اللسانُ اثقل من
ان يتحرّك.

"ولاتقل بربّك سيمضِي..اي شيء سيمضِي غيرُ
دوامِ مصائبي؟ حُباً بالرَّب اخبرنِي انتَ، اخبرنِي ماذا افعلُ؟ هل اغضبُ على عجزِ نفسِي ؟  هل اجد الفاعل وأوسعه بالرصاصِ؟ هَل اُحرق كل ماتقع عليهِ عيني؟مَن اُحاسِب على هذا البلاءِ؟" اِحتدت نظرتهُ وتعابيرهُ ، بدى قابلاً لفقدان السيطرَة، التي لم تكن حقاً موجودة لديهِ.

يُرعبني حالهُ حين يُصبح فاقداً للتحكُّم، يبدو كقنبلة
بلا مؤقِت، بلا جهازِ، بلا صاحِب بإمكانها الانفجارِ
في وجه كل شيءُ.

"فلتقُل شيئًا، لاتصمُت يُونقِي!" لم يكن ذلِك امراً،
رُغم حدة كلماتهُ الا انهُ كانَ تائهاً للغايّة ومُخفِضاً
لصوتهُ في نُطقِها، مُتكسراً لكن ثابتاً، وكأنه كُومة حطامِ
مركونَة على بعضها، يظُنها الجاهلُ جبلاً ومن يعرفها
سيدرك..نفخَة واحدة ستُبعثرها.

حطَّت اناملِي على خُصلِه الخلفيهِ، انحنيتُ نحوهُ
وجررتُه بخفة الِي، اُلصق على جبينهُ شفاهِي،
واشدُ بامساكِ يدهُ بيدي الأخرى على صدرِيّ ،
تركتُ قُبلة طوِيلَة، ناعِمة، وددتُ لُو تلمسُ قلبه المُرتاع،
لو تترُك اثراً تافهاً جداً في عاصِفة ذُعرِه.

"ماذا تُريد؟ اعطنِي اِسماً لأقتُله، اشِر لي على مكان
لأُحرِقه، اخبرنِي وسأصبح لعنَة في وجهُ اي شيءِ،
لكن ان سألتني من تلُوم على حالنا، سأقول لك هُم،
لستُ أعرفهم لكني ادرِي..انهم لن ينتهُوا مِن لومِنا
على حُبنا، سُكان هذه الارضِ البشِعة!
ان سوءُ هذه الدُنيا لايترُك ياقتنَا..لِذَا ايّاكَ ان
تغضَب على شيءِ سواهَا..هذه الدُنيا الكاذِبة".

الدُنيا كاذبة، لانه حين يصيبنا فرحُ، نظُنه سيدُوم،
ثم تأتينا مُصِيبَة ، تأخذ سرورنا معها، وحين يعود..
لانُصدق بعودتهُ، نظلُ متوجسِين من لحظَة تلاشِيه
القادِمة، لانُصدق بوجوده، نفقدُ ايماننا في الضحكة..

نُحمِل الدّموع كُل اشياءنا الجيدة والسيئة، تعبُرنا
البهجة لا لونَ لها ولاطعمُ، ويعبرنا الحُزن بكُل طقوسه،
بكُل سطوة، بكل مايملكه حضورهُ مِن ترَف.

اِن الدُنيا لعينة، لان المرءَ فيها اصبح يخافُ ان
يُحِب فيفقِد، فيضعفَ، فيخسَر، فيتوجع.

انتفضت اجسادُنا الى الطبيبِ الخارِج من خلف
أبواب غُرفة العملياتُ، سَأَل عن هويتنا، اجابهُ
"انا أخوها ، ماذا حدث؟ اين هي لم خرجت وحدك؟!"
كان من فرطِ قلقهِ مُستعدّاً لايذاءهِ ليجيبه، او
رُبما السجودَ متوسلاً لهُ ان لايجيبه، لهذا الحد
كان مُبعثراً.

اخذ الطبيبُ نفساً متوتِراً، لم تبدُ على ملامحهُ ايُ
تعابير مُريحة.

"لقد اصابت الرصاصَة وريداً، ان أخرجتها فهناك
نسبة عالية لحدوثِ نزيف، ان ابقيتها، فقد دخلت بالفعل
قُرب الأعصاب، بقاءها اطولَ قد يُسبب شللاً دَائماً
في جهازها العصبيّ وإخراجها يحمل ذات الاحتمالية..القانون يجبرني على اخذ إذنك لأنها
حالَة خطيرة تحمل نسبة عالِية لفقدان المريضة،
هل أخرجها؟" .

هل كان يخبرنا بكلماتٍ من حروفٍ ام يُغلق في وجهنا
المزيدَ من الأبواب بعشراتِ الأقفال الحديدية؟ ماخطبُه..
الا يُحِس كم كانَت كلماتهُ ساحقة علينا؟.

تعابيرُ المأساة، بكُل تفاصِيلها المُنهزِمة كانت تعلُو
وجهَ هوسوكُ، المُتجمدِ وكأن بدنهُ فرُغ من روحهِ،
"لاتعبَث معِي!! من يمكنه الإجابة على هذا الجنونِ!!"
امسَك بياقَة الطبيبِ، الذي كان متفهماً بمايكفِي كي لايغضبَ حتى، وقفتُ حائلاً بينهُما، ادفعهُ من
صدرهِ بعيداً عنهُ.

"فلتهدأ هوسُوك!" الستُ اُخبره بهذا منذ رأيتهُ؟
اني لا اشعُر مُطلقاً اني اُريده ان يُنفِذه، لانهُ سيكُون
مثلَ اَنَنِي آمُره ان يقفزّ الى النارِ ويخرُج دون ان تحترق منه شعرهُ، تماماً، ان امرهُ بالمُستحيل.

"انهُ يُخبرني ان اقتُلها او اشُلَّها!!". صاح في وجهي،
امسكت يديه بأكتافي، توسعَت اعيُني وشعرتُ ان
جوفها يشتعِل، ان صدرِي يتحطمُ، يهوِي كما يهوِي
الحطبُ المُتفحِم الى مزيدٍ من اللهبِ، لاتفعَل! لاتضع
دمعك على عاتقِي.

"او بوسِعه إيقاف النزيفِ من ان يحدُث وينقِذها!"
حاوطتُ وجهه بكفايّ، مسحتُ عن وجنتهِ الجمرَة
التي ذرفهَا وفِي مركز وجداني قد سقطتَ، نظرتَ
زُمردتيهِ نحوِيّ بثباتِ، بجمودِ، وكأني نطقتُ بالمرغوب المكرُوه، بالمُستحِيل المُمكن، بالأمنية
المُبئِسة.

"اتقُول ان اُخرِجها..؟" استفسرَ، يودّ ان يتأكد اَنَنِي
معهُ ، انّ حِمل أسوأ الاحتمالاتِ حين يُصيب لن يصيبه
وحدهُ، سيتقسمُ على اثنين، سيضربني ويضربهُ، لرُبما
لن يكون الحِملُ قاتلاً حينها.

هززتُ رأسِي، حاولتُ خلقَ نظرة واثِقة فِي بحريتِي
اللامِعة، "انا اعِدُك، لن يحدُث اي شيء سيء" واخبرتُه
مفلتاً عن نفسُي كُل إستراتيجيات الأمان ، من يهتمُ بإلقاء وعودِ لايَملِك يقينَ تحققها؟ ان كان سيواسِيه،
ليس واحداً بل العشرات، المئات، سأصنع ملايين الوعودِ الحالِمة لأجلِه! .

ماركُوس مُحق ، نحن متشابهينِ جِداً، قويين للغايّة
في وجه انفُسنا، في وجه كل مصائب الدُنيا،
ضعيفَين كنقشٍ على رملِ شاطئ، موجَة واحِدة
تُصيب أعزاءنا ستمسحُنا.

لقد نظرَ اليّ بكُل أملٍ مُرتجف، نُفِض قلبي بخشونَة
علَى تِلك النظرَة، وكأنها تتوسَل الحياةَ منِّي، وان
وعدِي ذاكَ، لم يكن احرُفاً عادية، بل اشبه بحروفٍ
تُنطقَ لبريءِ على ساحة اعدامهِ انهُ حُرّ، انبعاثُ الروح
والحياة في مقلتيّ ذلك البريءِ، بعد الموتِ الشديد الذي
دُهست بهِ، كان اَمامِي بأصغر تفاصِيله.

لكِن..ذلِك البريءُ حضيَ بِها، اما هوسُوك فهو وُعِد
بِها، وتصدِيقهُ لوعدِي كمالو كانَ تنبُؤاً مُستقبلياً لاجدال
فيهِ قد دخلَ لاعماقِي بِحدة لم اكن انتظِرُها، وحطّ علَى
شغافُي بحملٍ ثقيلِ، لقد حقنتُ لتوي بالأمل رجُلاً
تخلّى منذ زمن طويلٍ عن ايمانه بهذا الشعورِ.

فماذا ان خذلنا الأمل مُجدداً ؟.

اعطَى مُوافقتهُ على اِخراج الرصاصَة ، انطلقَت
دقائق التعذِيب البطِيئة المُسماة انتظارِ، ننتظِر
انتهاءَ العمليَة.

راقبتهُ يذهبُ ويأتِي حولَ البابِ، يجلسُ في الزاوية
أرضاً ويعتصرُ رأسهُ بين يديهِ، ثم يعودُ للدورانِ
ومُراقبة الباب كما لو انه سيستطيع رؤية ماخلفهُ.

"لماذا تتأخر الى هذا الحدِّ؟ هل تُخرج رصاصة ام
تصنعها!!" في نهاية تحمُّله قد صرخَ بارتفاع مُجلجل،
راكلاً بقدمهِ البابِ، يصدرُ صوتٌ مِحذِّر ومُنزعِج "فلتهدأ ايها السيد انت في مشفى!"
اغلقتُ اعيُني لاعناً هذا المُمرِض سيء الحظّ، انت
فقط ايها المعتوه كنت تنقصُني.

"وإن لم اهدأ ماذا ستفعل؟"
لانه وكما لم اتوقع عكسهُ مُطلقاً لقدَ اتجه الرئيسُ
اليه، ليس مُستعدّاً للكمِه فحسبُ لا اظُنه يمانع دفنهُ
هذا النهارَ، دفعهُ من صدرهُ بخشونَة، تعرقلَ توازنهُ
ليرجع بخُطى متعثِرة الى الخلفِ، مصتدماً بماكان يجرُّه
من طاولة تحمل ادواتٍ قبل ان يتطفلّ، لم يفعلِ المزيد
حقاً لاني كنت في لحظات امامهُ لإيقافه.

حطَّت خضراوتيهِ بفيضُ من العصبية علَى بحريتي
الهادئة، لم اكن متبلداً ، كُل مافي الأمرِ اني كنت في صفِّه، اِن شاءَ ليُحرق ذلك الممُرِض، لِيكسر يدي
الموضوعة على صدرهِ والتي يُمسك معصَمها برعُونة
ويتجمَّد، لايدفعُ ولايترُك، ليُحطم ويصرُخ على من شاء، انا لا اجهلُ سببهِ في ذلِك، بل اَنَنِي سأعاوِنه.
ان اراد تحويل الارجاء الى جحيمِ.

لانهُ حِين حزِنَ هُو، حين وخزَت شوكة قلبهُ، كُل
المنطقِ والخيرُ، الفضيلة والعدالَة تلاشَت من اَمامِي،
لم يتبقَى سِوى حُبي، وحُبي قويّ جداً، بمايكفِي ليجعلنِي كائناً اشدُّ إخافة من الجحيمِ، اكثرُ دناءةً من ساكنِيها.

"ماخطبُك؟ هَيّا ادفعني، اوسِعه ضرباً ، اخرج
سلاحك واملأ الطابق بالجُثث، لن اُوقِفك اَبداً ،
ان شعرتَ ولو قليلاً جداً ان هذا سيشعرك بتحسُن،
افعلهُ، قم بإيذاءِ كُل شيءِ، الا تتحسن دائماً هكذا؟
سادعمك هذه المرة، لن اكون مكابِحَك" لستُ
ادرِي بعد الآن من كُنت انَا قبل ان اكُون انا الذي
يُحِبه..ليس من طبعِي الشعورُ هكذا، وليس في ذاكرتي
تصور واضح عما كانت عليه اطباعي حقاً.

كانت لي في هذه اللحظة نظرة دامِسة جداً، ونبرة
اكثرُ ظلاماً، كما لُو انني الكائن الوحيدُ على الارضِ
الذي لم يرَ شمساً ولم تطلع عليه شمسُ قطّ، واعتقد
ان هذا ماجعلهُ يتوقفُ محدقاً بِي باندهاشٍ مُتناسياً
حتى ماغضبَ عليهِ.

يُقال انه في كل انسانٍ يوجدُ الشرُّ والخيرِ، وهذا
صحيحِ حتى يتدخلَ الحُب في مُنتصِفهما، فيمُوت الخيرُ
عن نفسِه، يبقى خيرُه لِمن احبهُ، واحياناً ، قد يُصبح
حتى ذلك الخيرُ في سبيل حُبه سوءً ، ويغرقانِ معاً..
مثلنا، أحياناً اشعر اننا لم نرتكِب الحُب، لقد ارتكبنا
شيئاً اعظَم، اخطرَ، اشدّ حِدة ، اعمقُ ألماً، اوثَق حناناً،
اكبرُ اماناً.

عُقِدت حاجبيهِ باستياء، عاد رأسي للوراءِ
قليلاً اِثر هبوطِ جبينهِ على جبينِي، افلَت معصمِي
بعد ان تركت اصابعهُ طابعاً احمراً حولهُ، "لاتفعَل،
ان شجعتنِي على الجنونِ فسارتكبهُ بأترَف حالاتهِ،
لِأنّك من يعقدُني بالصوابِ دائماً.." لم اغلق اعيني،
بقيتُ ارمقهُ بذاتِ الطريقَة ، وكأنني بحرُ ساعات
الليلِ الأخيرة ، مظلِم جداً، وراكِد للغاية، اعماقهُ
مليئة بالسوءِ، مُستعِد لغدرِ ركوده والهيجانِ في ثانية.

ابتسمتُ بِخفة، اُلامس باناملي اصابِعه، انبسُ
"مُخطِئ ، انا المجنونُ الاكبَرُ في حياتِك، والفيلسوف
المُعقّد الذي يُحوِل الجنونَ الى منطقِ في نظرِك"
لانه في الأصل ، منطِق هذا العالِم ان لايكون له منطِق،
لا صوابَ، لاعقلَ يُبقونه في المرءِ، يُشعلون غضبهُ،
يقتلُون صبرهُ، ثم يطالبونه بمنطِق؟ ان هذا ماتعنيه
العتة.

"اعليّ قتلُه بالفعلِ؟" سَأَل بنظرَة داكنة، رفع راسه
قليلاً الا ان خُصلنا لازالت تتلامَس، انهُ ضربُ من
الجنونِ اَنَنِي بدأتُ اشعر بالاستفزاز أيضاً من
ذلك الممرِض لانه استفزه فحسبُ "اتحتاجُ سلاح؟".

لقد كان روي اهوجاً بالكامِل حين وضعه في أمانتي.

تفقد جيوبهُ في حين التفتُ انا الى ذلك الرجُل، يقفُ
قُرب رُكن الاستعلاماتِ، هتفتُ لهُ "اُهرب ياهذَا
لقد تورطتّ مع معتوهين من الطراز الرفيعِ"
التفت نحوي بتعابيرِ مُستحقِرة، تلاشَت تَماماً حين
لمحَ لمعة السلاحِ في خاصِرته، كنتُ احجبهُ عن
الكاميراتِ بوقوفِي مُلاصقاً لهُ، ركضَ الرجُل سَريعاً،
لم نطارده، كان واضحاً انه من النوع الذي سيركض
خارج المكسيك بأكملها لاجل حياته.

"كُنت اعلَمُ انكَ ستُنقِذه" انصتُّ الى تمتمة الرئيسِ،
الذي اغلقَ معطفهُ حول سلاحه من جديد، همهمتُ
بنفيّ مُجيباً "لاتمازحني، لقد انقذتك انتَ لا هُو"
اشرتُ بعينايّ الى زاوِية لايمكنه رؤيتها من مكانه
ويمكنني انا رؤيتها ، كان رجُلين من الشُرطة يقفان
هُناك ، ويراقباننا، لمحتُهما فورَ ان استدرتُ سابقاً،
هُما لايرتديان زياً رسمياً لكِن إمساكهم سهلُ لعيني
المُتمرِسة على رؤيتهم،
لانه بحق لايمتلك اسم ايفيريا سمعة جيدة في هذه المدينة.

"دعنا نُحول الدنيا الى جحيم لاحِقاً ، امسِك بيدي
الآن ، اخبرني مايِخيفك وسأعدك انه لن يتحققُ"
نظرتُ الَى ايدينا التي شابكتِها ونظر هو الى سكُون
وجهِي، بعُمقهِ السحِيق الغائِر في اعيُنهِ، وكأنما خُلِق
خلاصهُ على ملامحِي، مُمتن لوجودِي، وكأنني قارِب
علَى بحرِ الحسرة الهائج.

اِصتدَم قلبِي بقلبهِ حِين عانقنِي فجأةً ، باحتواءٍ مُحكَم،
غرِق انفي في رائِحة عطرهِ المُلتصِق بملابسهِ، لقد
مضَت يومينِ بلا عناقِ، انتهكنِي الصقيعُ كثيراً، ادركتُ
ذلِك الآن ، حين التصَق بِي هذا الفيضُ من الدفءِ،
شعرتُ ان خشُونة وحُلكة نفسي قد تلاشَت، أمتلأتُ
بشعورٍ رقيقِ للغايَة، كما لو كانت روحي بتلَة زهرِ.

مسحَت يدُه على رأسِي، اِرتعشَت نبضاتِي، ولمسة
يدي فوقَ ظهرهِ، بِهدوء ياقلبي..بهدوءُ، اخشَى ان
يقتُلني شعُورُك ان نبضتَ هكذا وانا مازِلتُ لم
اكتفِي مِنه بعدُ، اِنبثقَ في اعمَاقِي القاتِمَة شيءُ
من الرأفَة، الرحمَة اُنزِلت على حروبِي الطاحِنة،
فتوقفَت المخاوِف، ذبُلَت الهمومُ، تلاشَى للعدمُ كل سيّء.

"كم يُمكِن لروحِ المرءِ ان تُحرَق قبلَ ان تفنَى؟"
كما لُو انهُ يُطرَق في مُنتصف قلبينا مِسمارُ حامٍ،
كُل طرقَة، كُل عِمقِ يُمزقه مسمارُ الواقعِ اكثرَ،
نشعُر بِقوتهِ تهُز كُل طرفِ في الجسدِ، كَصوتهِ الآن،
وهُو يسألني كم ستؤلِمه الدنيا اكثر؟.

"لستُ ادرِي، لعلّ أرواحنا تحترقُ حتى نفنى، لكِني
اِعلَم ان روحك احترقت تحترق خاصتِي، ان وخزتكَ ابرَة يتوجعُ قلبي، الست وجع قلبي لهذا السبب؟ لان
كُل مايمسُّك يمسُّني قبلَك" لم نكُن نتعانق، كنا نتشارُك
السعير كرُوح واحِدة، نقتسم الأذى والأسى ، لانهُ في حياتنا، لاخيارَ ثالث يُزاحِمهما.

عانقنِي حين اشتدَّ وجعهُ، وادركتُ عظِيم وجعِي
حين عانقتهُ،
نتنافسُ ؛ مَن الذي كان محتاجاً للعناقِ اكثرَ؟.

رفعتُ يدِي على ظهرهِ، واعدتُها بسكِينة، ربُّت
فوقهُ بخفة، لازِلتُ مُحاطاً بصدرِهِ، اِعوجت حاجبايّ وقسَوة على بحريتِي رفضاً للمعانِ الحُزنِ حين تذكرت
ماقالهُ سابقاً، تمتمتُ "ولاتقُل لي ابداً ان اترُك جانِبك،
ليصيبنا مايُصبنا، لايُهم مادُمتَ هنا، ومادُمتُ انا هنا!".

اُرتفع عن الالتحام بجسدي، يِقابل اعيُننا في بعضهَا،
بدَت نظرتهُ مُنهكَة، كُل تعابيرِه بدت كذلك، في ترفٍ
من التعَب، حاوط بكفيهِ وجهِي "لم اقصِد ذلِك،
كل مافي الأمرِ ان ماكُنت اتمسكُ بِه قد سقطَ، لم
اشعُر اني سأقدر على الوقوفِ ثانية" لَم اكُن اُعاتِبه
ولا اغضبُ بماقُلته، لكِنه اجابَ وجِلاً من انهُ اذَى
خاطري، بينما خاطرهُ مُتحطم بهذا القدرِ، فكر بي.

"تمسَّك بِي، لَن اُحوِل ظُلمتك الى نورِ وضياء، لكني
سأشاركُك اياهَا ، بمايكفي كي لاتبتلِعك" وضعتُ
كفايّ على يديه حول وجهِي، خُلقت ابتسامة ضئيلة
مُواسية على ثُغرِه، "هذا ما افعلهُ أساساً، حتى وان
لم أشأ ، كل مابي حين سقوطهِ يركضُ اليك".

ذلِك الاعترافُ البسيطُ ، الذي يُشابه في باطِنه
حالتي أيضاً،
انبأنِي ان هُناك ديناً اخر على من يُحب ان يُسدده،
لا ملجأ لكَ الّا من احببتهُ، وكأن كُل الخلِيقة قُتلِوا
حين احببتَ ولم يبقى سواهُ.

جررتهُ لنعود الى المقاعِد، لنتحدثَ عن أشياء
تافهة، حاولنا الهربَ بِهَا مما ننتظِره، لكنه كان يعود
سهواً، يصتدم بنا واقع انه لامهربَ.

"اتُريد كأس ماء؟"
وبمُضي المزيد من الدقائق، سألتُ ورد صمتهُ
ووقع ثقلُ على كتفِي عليّ، ضرب قلبي في صدرِي، التفتُ اليهِ متفاجئاً ، اجفانهُ مُنسدِلة وانفاسهُ مُنتظِمة
ساكِنة، لقد غفَى؟ امنحتهُ ذلك القدر من الطُمأنينة لينام وساَم لم تخرُج بعد؟.

لمستُ بكفِي وجههُ، بفيضٍ من الحنان والحِب
قبلتُ بعُمق خُصلاتهُ، اغلقتُ اعيُنِي مُستنشقاً
رائِحتهُ ، اشعُر اني
عُوِّضت بمايكفِي عن تعاستي بهذه اللحظة فقطّ،
لقد آويتهُ..استطعتُ ان أكون ملجأ عاصفته رُغم
كل عواصِفي، يكفي لي هذا لأشعر انني اَملِكُ العالم
في كفي.

اَن يحُط رأسُ حُبي المُتعب باستسلامِ على كتفِي،
اذاً لقد كان هُناك هذا القدرُ من الخيرِ في الدُنيا!.

وأخيراً ، وبعد اربعة ساعات من الانتظارِ، شُرعت
أبواب تلك الغُرفة، استيقظَت من غفوتي على راْسه
واستفاق من غفوته على كتفِي، لم نعتدِ النومَ حين
يكونِ الفراشُ خالياً من احدنا، وليلة الأمس وقبلها
كانت كذلِك وهذا ماجعلنَا مُتعبين جداً لنغفُوا بعُمق
على مقاعد صلبة.

هذه المرة، كان الطبيبُ مُبتسماً ومُشرِق المُحيا،
بالنسبة لنا لم تكن تلك تعابير رجُل، انها مفاتيحُ
قبُو، مفاتيح ابوابٍ الفرَج الضخمَة، تحدَّث "تم اخراج
الرصاصة والسيطرة على النزيف، المريضة
في حالة مُستقِرة، سنتأكد من سلامة أعصابها حين
تستيقِظ لكني لا اُرجِح انها تضررّت، لقد تجاوزتُم
السوءُ، بالسلامّة" يفتحُ امامنا تلك البوابات المُغلقة، فنُدهش انها اكبرُ بأضعافِ الفرج الصغير الذي كنا
ننتظِره، كما لو كنا نود فتح باب ففتح امامنا جدارُ كامل.

"انتظِر انا لم افهَم، اللعنة اتخبرني انها بخيرِ!!"
اِقتحم الرئيسُ من سرورِه مساحة الطبيب الشخصية،
مُمسكاً عضديهِ بكفيهِ، اَومأ الطبيبُ بارتباك، لمَ يصرخ
في وجههِ بعد تلقي خبر سعيد؟ لابَأس عليك ايها الطبيب
نحن هكذا لانجيد التعامل مع الفرِح الا بطُرقنا المعتادة
حين نتعامل مع الكدرٍ.

لكنه كان سعيداً..وفائضاً بسعادتهِ، عينيهُ الخضراءُ
تلمعُ كنهرٍ لِجنَة.

"الآن فلتخبرني بكل أحلامك!! اتُريد قصوراً؟
طائرات؟ قل ماتريدُ سأُغرقك به!" ولازال يَصْرُخ،
وكُنت اضحكُ، هذا الرجُل حقاً يملك ردات فعلٍ مُعقدة،
ابعدته عن الطبيبِ معتذراً منهُ على تصرف هذا المعتوه، ومن الجيدِ انهُ لم ينزعِج، لقد كان مسروراً
بسرورنا.

"انت فلتحقق أحلامي اولاً ثًم اسعَى لاحلام الناس!"
اخبرتهُ ساخِراً ، اتصنعُ تعابيرَ الملامَة، لكِنهُ صدمني
بذهابهُ ابعدَ مماتوقعتهُ، رفعنِي مِن خاصرتِي ليدُور
بي في الهواءِ كأنني أكاسيا، "ماذا تريدُ ياعُقدتي؟
سأعطيك القمر والمجراتِ والكونَ بأكمله!"
يجهرُ وكأنه مُصِر على ادراكِ كُل الارضِ انهُ تجاوزها، انهُ بخيرِ، ان الأمل لم يخذُله، انهُ سعيدُ.

كان ذلك لطيفاً جداً، ان يكون حبيبي مسروراً،
ان لايكسِر وعدي ظهرِي، مالذي جرى للدُنيا
لتتحولَ نعيماً في لحظة؟ لم اكن مُهتماً ، ارجوا منها
فقط ان لاتنتكِس سَريعاً.

"انزلني ايها المعتُوه!" تمسكتُ باكتافه، حذِراً من
ان لا اسقط لانه لن يجد في هذا مانعاً بالتأكيد ، وانا
احتاج اضلاعي غير مكسورة، حطَت اقدامِي على
صلابَة الارضِ، اردتُ التقاطَ ماخطفَ الضحكُ من انفاسِي، لولَا انه في لحظَة لثمَ ثغره بثغرِيّ، يُشارِكني
فرحتهُ، بادلتهُ ببهجة، قُبلة قوية، يمنعها من التعمَُق تمرد ابتسامَة على شفتينا.

اِلتفت الى الطبيبِ ، يستفسِرهُ بابتسامَة ولُهاثٍ طفيف
"وبعدُ؟ متى أراها ؟" اَومأ بخفة مُتمتماً بذات الرسمية
"بضعة دقائِق وتُنقل لِتلك الغُرفة، يمكنكما الانتظار هناك" شكرناهُ، شكرناه كَثيراً ، وهُو طبطبَ على
كتِفينا وغادرَ، بعد ان انقذ دُنيانا من التدمُّرِ اكثرَ، اهذا
مايُسمى بالملاك؟.

كانت الغُرفة التي قادنا لها بسيطة جداً، فارِغة الا من
اريكتينِ في طرفٍ جوار الباب، يقابلها النافِذة الكبيرة،
كُل طرفٍ ممسُوس بالابيضِ، كما قالَ، لم ننتظِر كثيراً
جُلِبت سام فاقدة الوعي على سريرِ يُجر بعجلاتِ،
ثُبت في منتصف الغُرفة رفقة الأجهزة الموصولة بها.

"كم ستنامُ؟" سَأَل الممرضتين اللتين جلبتاها، "ليس
كثيراً ، لربما ساعة" زمّ شفتيهِ، اَومأ بِتقبُّل واغلقَ
خلفهُما البابَ، جر المقاعِد الى سريرِها، لنجلسَ حولها،
رأسي على كتفِه وذقنه فوق رأسي.

"هل اجلبُ القهوة؟" استفسرتهُ بما اني كنت اريدُ
وَاحِدَة، تمتمَ "لاتضع سُكراً في خاصتي" كانت
تلك موافقتهُ، وقفتُ على اقدامِي ومددتُ يدي كالمتسول،
حدق بيدي ثم وجهي، ثم بيدي من جديد، لم هذا الاحمَق
لايفهم من الإشارة ؟.

"ليس معي مال! اعطني المال" احسست بالغرابة لقول
ذلِك ، لِم ابدو كمن يطلُب مصروفهُ من والده! حُفرت غمازتيهُ حين ضحِك، يستندُ للخلفِ رافعاً اقدامه على
بعضها، فارداً يديه فوق ظهر الارِيكة "ماذا ستفعل
به؟ اتظُنني اجد مالي في الشوارِع؟" هل قلت سابقاً
اني اكرهه حين يصبح مزاجه جيداً؟ لاني اكرهه حقاً.

"الم اكن ساجلبُ القهوة!" نطقتُ مُذكِراً، اصدر
"اُوه" مُستوعِبه، يعتدلُ في جلستهِ ليُخرج محفظتهُ
من جيبهِ، ومدها اليّ، "مهلاً كُلها؟" تساءلتُ بتعجب،
من يُعطي محفظته كلها الايملك شيئاً ليخسرهُ؟ .

"لاتقلَق لو تذهبُ وتلقيها في البحر لن تهُز شيئاً من
ثروتِي، حتى اتعرف ماذا تفعل؟ اصرفها كُلها لقد
استحقيتَ ذلُك" انا سأسحب كلماتي، لا شيء اُحبه
اكثر من الرئيس ذو المزاج الجيدِ، ان لم يُمسكه
احد سيخرج في الشوارع ليوزِع الهدايا.

"احسنتَ يارجُلي! اصرِف علي اكثر قليلاً وسأعتزل
الدُنيا واجلسُ في زاوية واعبُدك" قبلتُ شفتيهِ على عجلٍ، واخذت خطواتِي نحو الباب، رفع ابهامهُ مُجيباً
"انا هُنا اشِر على ماتُريدُه وساشتريه لاجلِك!" وانا
قررتُ، بالتأكيد سوف اجعله يندم على هذا العرض.

سيكون جيداً ان لايمسك به ماركوس وهو مستعد للدفع
هكذا، لانه سيجعلُنا نتسول بجدية حين يمتص
كل قرش في جيب الرئيس لاجلِ شراء سياراته الثمينة التي يحلم بها.

اخذت خطواتِي باتجاه المصعدِ، رنّ هاتفِي برقم
روِي، اوه تباً نسيت ان اطمئنهُ "كم لي حين
اُعطيك البُشرى؟" تمتمتُ بابتسامَة وسرورُ، اضغطِ
سهم المصعدِ لياتِي "سأعطيك عيني الاُخرى وكلية
ماركُوس فقط هات البشرى نحن نحتاج خبراً سعيداً بحق" من فرط مايعرضُ ماركوس كليته لم يصبح
توزيعها عمله وحدهُ حتى حبيبه مشارك في ذلك.

"لاشكراً ابقها في داخِله لا احد سياخذها منِي، على
كُل ان سام بخيرِ، وستنهضُ قريباً، اخبرني ماذا
فعلتُما بشأن القناص؟" سمعتهُ يتنهدُ، اُخمن ان وجهه
عبسَ، ردَّ "سيكون جيداً ان تجهز خطة اُخرى،
لقد صعد سيارة اُجرة، طاردناهُ الِى حيِّ قدِيم،
ثُم ضاعَ منا".

"لاعليكَ، قمتم بعمل جيد، لديَك صفات السيارة
والسائق أوليس ؟" همهم بايجابِ، فودَّعتهُ وقد وضعت
في عقلي التفكِير بشأن ذلك، فُتحت أبواب المصعدِ،
خطوتُ الى داخِله معيداً لجيبي هاتفِي.





+هوسُوك+

اِن نُقطة السوءِ في هذا العالمِ، ليسَت أحداثهُ، بقدر
ماهِي جهلهُ، يجهلُ المرءُ ماهية ثانيتهِ القادِمة،
لكنه يعيشُها، بلا وعي فعليّ بكم هُو مُرعِب انهُ
لاشيءً يمنعُ الكوارُث من ان تُصيبك فيها، وبكم
انت جاهل لذلك.

ولقد اصبحتُ اشعُر انني في كل مرة اتنفسُ اجرُ
المصائب لنفسِي، لايمكن لي إيقاف انفاسِي ، تماماً
كما اعجزُ عن إيقاف عجلَة الأقدار.

"لقدَ تأخرَ.." همستُ ناظراً لساعة الحائِط،
وسحبتُ هاتفِي حين وردُه صوتُ رِسالة.

'ايُهما اسرَع؟ انت امَ قُنبلة المِصعد؟'.



























مرحباا

كيف البارت؟

رأيكم ايُهما اسرع😚؟

فوت وكومنت؟ سي يو💙.

Continue Reading

You'll Also Like

440K 8.6K 35
ملاحظ:الرواية مجرد تخيل لا أكثر ملاحظ:قد يكون محتوى الرواية غير مناسب لبعض الناس لأنه🔞🔞🔞🔞🔞جدا ب الإضاف أنه يتحدث عن مثيلي الجنس ملاحظ:إذا لقيت و...
2.9M 145K 29
وفي اللحظة التي تٌدرك بها عٌمق الشعور، عظيم المكانة، سمفونية النبضات المٌتسارعة.... تخسر كل شيء. عِندما يفقد الصغير تايهيونغ اخر شخص من أفراد عائلته...
2.8M 60.5K 46
تحذير:🔞🔞 اصيب بهوسه بها في ليلة توقفت فيها الشمس عن احتضان القمر ليقتلها به، فبدى له العالم كأرضية كئيبة مزدانة بلون احمر شبيه بذاك الذي بالحروب، ل...
2.6M 106K 20
تايهيونغ تعرض للأستغلال من قبل حبيبه لهذا عوضاً عن البكاء هو قرر أن يعيد الأخر معتذراً و متوسلاً للحصول على رضاته ڤِيكَوك: المُسيطر؛جيون جونغكوك الخَ...