الپيسين | La Piscine

By tearsaftersex

150K 6.3K 1.7K

♢ ♢ ♢ هناك أشياءٌ كثيرة يمكنك فعلها في الريف الفرنسي. القراءة، الاسترخاء، التنزه، النوم، أكل المثلجات... وم... More

0. مَطلَع.
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
12
13
14

11

11.7K 520 129
By tearsaftersex

"لأننا أناسٌ جميلة، ومشاكلنا جميلة."

⚘ ₯ ⚘

لم أعلم ماذا دهاني الليلة. كنت أبكِ كثيرًا. لطالما صاحبني شعورٌ من الحزن والضيق في صدري، لكن كانت هذه مرتي الأولى في البكاء ليلًا. البكاء حتى حررت روحي من قبضتي؛ لأنام.

وتنفس صباح اليوم التالي، واستنشقت الصعداء، أعود لدوامتي. نميمة نورماندي الأكبر اليوم؛ كانت مغادرة السيد نيكولو نورماندي للأبد، وكيف أنه ترك الحسناء راشيل قبل زفافهما بأيامٍ معدودة.

لم؟

وهل تجرأت أن أسأل نفسي؟

لا لم أفعل.

وبينما تتهامس ليلي بشأن الأمر مع ماكس، كل ما فعلته هو التحديق بالفراغ، أصب القهوة، وأنشغل بالطلبات، أحاول قدرما استطعت تجاهل هذه الأحاديث.

هذا العام المشؤوم سينصرم قريبًا، سأعود لحياتي الحقيقية – لأن هذه لم تكُن حياتي. ولذلك غادر نيكولو، لأنه مدركٌ أن هذه ليست حياتي، وليست حياته.

وبينما كنت سعيدةً لتحرره من قبضة أبيه، واستقلاليته هذه – لم أرغب باستكمال أي شيءٍ معه.

"يخونها، أقول." أردف ماكس. "لا يترك أحدٌ شخصًا هكذا، وليس قبل زفافه هكذا أيضًا. يخونها."

"هو أنبل من هذا صدّقني.." أجابت ليلي. "لقد تحدثت معه كثيرًا، وبدا كرجلٍ صالح."

"ويعني؟" هز كتفه. "لم قد يتركها إن لم يكن لأجل امرأةٍ أخرى..."

"الأميرة الشاردة، كيف الجو عندك؟" اعترضت ليلي صمتي. الأميرة الشاردة، الجميلة السرحانة، كلها ألقاب تنعتني بها ليلي كلما هدأت للحظة.

قلبت عيناي. "حارٌ كالجمر، نحن في أغسطس، عودا للعمل وكفوا كلامًا عن الناس."

"بحقك ماتيلدا؟" قال ماكس يضحك، "زفاف أشهر زوج في نورماندي قد تم إلغاؤه – هكذا فقط! ألا يشغل بالك؟"

نعم.

"لا." قلت بحزم، أحمل صينيتي وأغادر بعيدًا عنهم.

سماع حديث الناس المتواصل دفعني للجنون، كان حديث المدينة حرفيًا. ولم أكن لأتفاجأ إن تحدث عنه جميع أهل فرنسا.

لم أشارك شيئًا كلما سئلت عن أمورٍ لها علاقةٌ بهما، وبوجهٍ جامد طوال الصباح، انتظرت انتهاء ورديتي.

وبالفعل انتهت، وعدت إلى منزلي، لا أذهب إلى حديقةٍ ولا شاطئ. لا زوار لدينا في منزلنا، فقط أمي تجلس في حديقتنا، ممسكة بهاتفها على بعد مترٍ على الأقل، ترتدي نظارتها.

"ماذا تقرئين؟" قلت، أجلس أمامها. تناولت سكينًا، وقطعت بعض الخوخ.

"أخبار العالم."

"لم أعرفك، ما الجديد؟" قلت، آكل فاكهتي.

"لا، لا شيء – أواكب العالم، فحسب."

"مثيرٌ للاهتمام."

"كيف العمل؟" قالت، تكتب شيئًا على هاتفها.

"لا يهُم، سأغادر قريبًا."

"لا تذكريني!" صاحت، تضعه جانبًا، ثم تخلع نظارتها. "أحزن كلما تقولين هذا."

"ألم تعتادي على رحيلي بعد؟"

"لا، لم أفعل، ولن أفعل." قالت. "أنتِ قطعةٌ من روحي، أفقدك إذا غادرتي."

ابتسمت بدفءٍ لها، أقول: "يا لكِ من شاعرية، هل هذا ما تقرئينه على هاتفك؟"

"صراحةً؟ راشيل تريد مني التواصل معها، لمواساتها وهكذا." قالت. "كما تعلمين، لا أحد غيرنا يعلم الحقيقة." أكملت.

كانت أمي كعادتها تتقمص دور حلالة المشاكل. كانت امرأةً صالحة – لكن لو أنها تهدأ، وتبتعد عن أشغال الناس، لكان أفضل لكلينا. وخاصةً لي.

التصرف بأنانيةٍ ليس من شيمك، ماتيلدا.

"الآن تعالي هنا، أخبريني كيف أكتب على الصور؟" قالت، ترتدي نظارتها مجددًا، وابتسمت لها.

نهضت وجلست بمحاذاتها، أتناول هاتفي كي أريها. لم أكُن مصوّرةً، ولم أنشغل بهاتفي قط؛ لذا قلما استخدمته – وحين فتحت معرض صوري، فوجئت.

تلك الصورة التي التقطتها لنيكولو في باريس كانت تعتلي شاشتي، وبتصلبٍ نظرت إلى أمي.

"أهذا نيكولو؟" قالت باستغراب. "وأهذا برج إيفل؟ أين قابلته؟"

حككت نحري، لا أستطيع تأليف كذبة. وتنهدت.

"قابلته في باريس، وقت ذلك المؤتمر؟" قلت، أُنعش ذاكرتها. "لقد تجولنا معًا قليلًا."

"لمَ؟" ضيّقت عيناها.

نظرت أرضًا لوهلة. لطالما سمحت أمي لأمورٍ كثيرة أن تمر بسهولة، لكن لمَ تمسكت بهذا؟

"لقد كنا في نفس الفندق..." أجبت.

نظرت نحوي مطولًا، ثم إلى الصورة. عيناها مليئةٌ بالريبة والشك. "هل هناك ما تخفينه ماتيلدا؟"

"لا..." قلت ببطء.

"يمكنكِ إخباري."

"قلت... لا."

تنهدت أمي، عيناها لا تفارق وجهي. "حسنًا إذن، لكنكِ ذكيةٌ كفاية لتعلمي أن التجول مع رجلٍ مثله وحدكما في باريس أمرٌ مشبوه، ولا أتهمك بشيءٍ يا قلبي – إنما هذا ليس سلوكًا حسنًا منكِ."

فاجأني حديثها، وردة فعلها للأمر، وربما حينها أدركت حجم الأمر كليًا، وأن حتى تناسيه والتصرف وكأنه لم يحدث لا يغير من حقيقة كم كان عميقًا وكبيرًا.

كيف سيكون الأمر إن فُضح أمري؟

كيف ستدَمر حياتي؟

كيف سأدمر حياة نيكولو؟

كيف سأكسر قلب راشيل المكسور أكثر؟

خيبة أمل أمي وأبي؟

خشيت كل هذا.

"أمي، ليس عليكِ... لم يحدث شيئًا، كما تقولين دومًا – إنه صديق لعائلتنا، وقد عاملني كشقيقةٍ له وحسب." كذبت، معدتي تؤلمني.

"تمام."

"...تمام."

ولأول مرةٍ شعرت أن أمي تحمل شكًا تجاهي.

* * *

"تغادرين!" استعجبت أمي، تصيح.

راشيل كانت هنا هذا الصباح، حالها يبدو أفضل، ورغم رفضي لمقابلة عيناها أو التحدث معها – لِما استحضر لي من مشاعرٍ كارهة لنفسي، إلا أنها بدَت في حالٍ أفضل.

ارتدت بنطال جينز على قميصٍ أصفر، شعرها مهذب، وعيناها تغطيها نظاراتٌ شمسية، قبل أن ترفعهما – تخاطب أمي بشأن الأمر أكثر.

وبينما أصرت على أنه لا سبب لها أن تظل هنا للمزيد من الوقت، عبرت أمي عن استيائها، أما أنا شعرت وكأن هذا الصيف كان الأسوأ للجميع.

لا أظن أن أيّ أحد انتصر بشيء.

كنت أخطط للهرب سريعًا للمقهى حين رأيتها، لكن اعترضني حديثها ذاك، ونادتني أمي حينها.

"سأشتاق لكل الذكريات التي صنعتها هنا،" قال بابتسامةٍ ضعيفة. "أحببت كل لحظة، حتى تلك المؤلمة."

رفعت رأسها، تنهض وتبتسم مرةً أخيرة. "هذا هو الوداع مادام كازويل، وماتيلدا. أتمنى كل الخير لكنّ، سيداتي."

ذلك الشعور السيء عاد بقوة، يصفعني على وجهي، يركلني في معدتي – ثم أمام أمي وراشيل بدأت أجهش في البكاء.

لربما كان ساذجًا منهن أن يفكرن أنه بسبب رحيل راشيل، لكن جزءٌ منه كان بالتأكيد بسبب ذلك.

كنت السبب في رحيلها حزينةً هكذا.

كنت الشخص السيء وحسب.

وغادرت راشيل بعد محاولاتٍ عديدة لتهدئتي.

فقد كل شيءٍ طعمه.

ظل ذلك المنزل لا يحمل شيئًا عدا ذكرى من عاش به.

ومرت الأيام الأخيرة لي هنا، أودع كل لحظةٍ قضيتها – وعلى عكس راشيل، كل لحظةٍ لي كانت سعيدةً أم مؤلمة؛ كرهتها. تمنيت أنها لم تحدث يومًا.

⚘ ₯ ⚘

فصل قصير كي لا أطيل في التحديث. 

أظن أن الكتاب تغمره مشاعرٌ كئيبة حاليًا، لكن لابد من وجودها. 

هل تمتلكون أي توقعات؟ :)

Continue Reading

You'll Also Like

5.3M 145K 59
عِش العراب. روايه صعيديه... من الصعيد الچوانى فتاه تحمل على عاتقها خطيئة أختها تؤخذ بذنب لديها يقين أن أختها لم ترتكبه عنوه تُغصب أن تكون الزوجه ا...
10.7M 263K 15
"الحقيقة أغَـرب مِـن الخَـيال دائماً" #الكاتبة_سارة_الحسن #الأشيب #ملجأ_الغرباء
191K 13.9K 7
عاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطا...
3M 88.1K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم