اليوم الثاني للجامعة .
" صباحك خَير ."
تكلم جيمين لزوجه الذي يشرب القهوة .
" صباحُك خير حبيبي ، هل نمت جيداً ؟ "
" أجل ، شكراً لك ."
" لا بأس ."
توتر جيمين من عودته للجامعة لم يستطع النوم فقام يوُني الخاص به بالعبث بشعره و غناء التهويدات له حتى غفيَّ .
وضع جيمين بنطالاً جينزياً أزرق و قميصاً نُصف كم أبيض اللون على جسده ، مصففاً شعرهُ الذي صبغه البارحة بالوردي الكاحل ..
" يوُني ، ماذا أفعل لشعري ؟ لقد دمرته ، كان علي الإنصات لك و عدم صبغه من جديد مباشرةً ."
تذمر جيمين ليرفع يونغي حاجبه :
" من الجيد أنك لاحظت ، تعال إلى هنا و أحضر مصفف الشعر و المثبّت كذلك ."
ليصفف له شعره ، جاعلاً من القِسم الأمامي يقف إلى اليسار ، وقف جيمين أمام المرآة .
" واه ! هذا جميل ..شكراً يون يون ، أُحبّك ."
قبّل الأصغر السعيد وجنة الأكبر المبتسم بذبول فمساءً رحلته العائدة إلى كوريا .
" ألن تذهب معي ؟ " سأله الصغير معطياً إياه كوب القهوة خاصته ..
" آليس لديك محاضرات ؟ ماذا سأفعل حينها ؟ "
" عزيزي ، في الأسبوع الأول لا ندرس شيئاً ، نذهب إثباتاً للحضور فحسب .."
" لمَ ؟ "
" لأن أي بروفيسور لن يعيد محاضرته لأجل طالب أو اثنين تأخرا بسبب الجامعة و إن أعطى محاضرة في غيابهم سيضطر لإعادتها بضغط عميد الجامعة ."
" اها ."
" أجل ، لذا تعالْ ، ستستمتع ."
خرج يونغي مع جيمين بعد ارتداؤه لقميص نُصف كم و بنطال أسود يحيط بفخذيه جيداً .
استقليا السيارة ليضع جيمين بعض الموسيقى الهادئة على مُسجل الصوت ممسكاً يد يونغي الحُرّة .
" انعطف يُسراً و ها قد وصلنا ."
دخلا لموقف السيارات ليصفّ السيارات ، نزلا من السيارة ، ليمشيا بمحاذاة بعضهما بهدوء ..
دخلا لساحة الجامعة الأمامية ليجدوا الطُلاب مجتمعون على شكل مجموعات و أصوات الضحكات و التحيات الصاخبة في كل مكان ، كان يبحث جيمين بعيونه عن رفاقه ..
حتى جاءت مجموعة من الفتيات ..
" هاي جيمي ، كيف حالك ؟ "
اقتربت إحداهن ترتدي تنورةً قصيرة و قميص بالكاد يغطي نهديها و بطنها مع شعرها الأحمر المموج و اللِبان الذي تمضغه لتقبّل وجنة جيمين و يبتسم لها ..
" بخير و كيف حالك يا فتاة ؟ "
" بخير للغاية و لا سيما برؤياك ، ألم نتفق على الخروج سوياً في العُطلة ؟ أين اختفيت ؟ "
سألته بعتاب و غِنج .
" امم ، أعمال ، لا أعلم ، كنت مشغولاً حقاً .."
كان جيمين يجيبها بحرج .
" أوه جيمي ، لا بأس عزيزي لكن عدني أن نخرج .."
" أجل ، سنرى بهذا الأمر ."
" حسناً جيمي ، أراك ." اقتربت من وجههِ لتلمسه لكنه أبعد وجهه بهدوء لتبتسم الفتاة بحرج و تغادر مع صديقاتها .
كان يونغي يقف في الخلف مع سيجارتهِ ، يتطلّع إلى جيمين بسخرية ..
" هل حقاً تعرفها ! "
ضحك جيمين بسخرية و صوتٍ عال ..
" أنا حتى لا أذكر اسمها ."
ابتسم يونغي لغباءه ..
" أوه هاي جيمي .." سمعا صوتاً آخراً بلهجة ساخرة ليجدا مارك خلفهما يمثّل وجه تلك الفتاة .
" يا لك من مُثير جيمي ، ضاجعني أرجوك ، تشه عاهرة شمطاء و لازال الحقير جاكسون يسايرها ."
غضب مارك في النهاية ليضحك جيمين و يونغي ليعانقوا بعضهم بخف .
" أتلاحق جاكسون أيضاً ؟ "
" تُلاحق الجميع .. جيمي المسكين كاد أن يقع ضحيتها في البداية لأنه بريء للغاية و لكن جاكسون و هوبي أنقذاه ."
" لستُ بريئاً .." صاح جيمين .
" جيمين أرجوك ، كادت أن تأخذك إلى منزلها فيما تمثّل كونها مريضة و متعبة ."
" اخرسْ ، لستُ بريئاً ، أنا شرير ."
تكلم جيمين بصياح طفولي ليضحك كليهما .
جاءت فتاةٌ أخرى لتقفز على ظهر جيمين معانقة إياه ..
" رو ! "
" هااي طفليي ."
التف جيمين لذات الشعر القصير و اللون البنفسجي .
" رو ، كيف حالك ! كيف كانت إيطاليا ؟ "
" رائعة ، مذهلة ، شهية و تحتوي على الكثير من المثيرين ، كيف كانت عُطلتك طفلي ؟ "
" هيا ، بحقّ كل شيئ لستُ طفلكِ ، عطلتي جيدة ، رو تعالي أعرفك و لكن أرجوكِ لا تصرخي كالمجنونة مع القفز و جذب انتباه كل من في الجامعة ."
" سأحاول ، أوه من هذا الجميل ؟ "
اقترب رو من يونغي الذي ينظر لها بحقد ، أمسك جيمين بيد الأكبر ليمدّ يديهما التي تحمل الخواتم .
" إنه زوجي ، مين يونغي ، يوني ؛ هذه روما صديقة إيطالية الأصل ."
" ماذا ! " صرخت روما ..
" رو ، لا تُصرخي ."
أمسك مارك بفمها مغلقاً إياه لتبدأ في القفز مكانها و القيام بحركات عشوائية عدة لتهدأ بعد دقائق
" هي دائماً متحمسة و ضوضائية ."
همس جيمين ليونغي .
" مذ متى أنتَ مثليّ ؟ مذ متى أنت لديك حبيب ؟ مذ متى أنت تعير انتباه لأحد ما ! طوال سنتك لم تعبّر عن إعجاب لأحد و الآن أنت متزوج ، عطلتك حافلة ."
" لا يا رو ، نحن متزوجان قرابة السنتين ، لكننا كُنا على خِلاف و لهذا هجرنا بعضنا لعلّنا نعود و ها نحن ."
" أنتَ حقاً سافل ، أنا أكرهك كيف لك أن لا تُخبرني عن هذا الأمر ..."
قذفت كلماتها راحلةً عن جيمين الذي استهجن تصرفها ليضحك يونغي .
" ما لعنتها! و ما بك تضحك ! "
قال جيمين بغضب طفيف لتصرف صديقته .
" مُعجبة بكَ ، حبيبي هل أسقطت قلوب معظم الفتيات هُنا ؟ "
" بالطبع سيفعل و من ينسى جيمين في حفل نُصف الفصل الثاني .."
تكلم مارك ضاحكاً ليشهق جيمين و يمسك بفم مارك مُغلقاً إياه مبتسماً بسذاجة ليونغي الذي يرفع حاجباً .
" و ما الذي حدث مارك ؟ "
" امممهممهمهم. "
هذا ما أطلقه مارك .
" جيمين دعه ، لن أعضّ ."
" لا ، مستحيل ، لن تتركني لحظةً واحدة هنا لو علمت ."
" جيد ، سبب لأخذك ."
رفع مارك حاجبيه بتفاجؤ .
" أزل يديك جيمين أو سأسأل تلك العاهرة التي تنظر لك ."
زفر جيمين بقلة حيلة ليفعل و لكن مارك بقيَّ صامتاً .
" تكلم مارك ."
" لا .."
" لا ! "
" لن أدعك تأخذ جيميني منا ."
عانق جانب جيمين الذي ابتسم بوسع لمارك و خُبث ليونغي الذي حرك رأسه بقلة حيلة .
" أتعلم مارك لقد جعلتني أتذكر ..أخبرني جيمين مرةً أن جاكسون قابل بضعة ... آه لحظة لا يمكنني إخبارك لقد وعدت ميني أن لا أفعل ."
" ها ؟ ما الذي فعله زير النساء و الرجال ذاك ! "
" لا أذكر بأنني قلتُ لكَ شيئاً ! " تحدث جيمين بإستغراب بعدها شهق :
" ها ، تحاول خداعه ، مارك عزيزي هو يحاول خداعك للمُقايضة تخبره فيخبرك ."
شهق كذلك مارك ليضرب كتف يونغي و يضحك الأكبر عليهما و على شهقاتهما .
" مرحباً .."
صاح من خلفهم هوبي ليقفز على ظهر جيمين الذي سقط و يسقط فوقه هوبي .
" نبّهني قبلاً أرجوك ، ظهري كُسِر ."
تكلم جيمين بألم فيما يضحك هوبي عليه ساعده يونغي على النهوض و عينيه حانقة على الأكبر .
هوبي : " هذه عقوبة ما فعلتماه بي منذ يومان ."
جيمين : " سأجعلك تعلم معنى العقوبة ."
و ما أن قالها جيمين حتى هرب هوبي و لحقه جيمين بين أروقة الجامعة ، ليروا التفات الطُلاب إليهم ضاحكين فيما يشجع البعض جيمين و البعض الآخر هوبي و هناك البعض الذي لا يهتم .
" يا له من مثير لعين ذاك الجيمين ."
" انظري إلى جايهوب .."
" جايهوب حُجِز لفتاةٍ من كلية علم النفس و لم يتبّقَ سوى جيمين متفرّغاً ، سيكون ممتعاً مرافقته .."
كانت فتاتين تتحدثان خلف يونغي و مارك الذي التفّ لهم غامزاً يونغي الذي ابتسم لهُ :
" هيه كلوي .. أسمعتِ آخر الأخبار ؟ "
" ما هي ؟ مارك " قالت الفتاة بغيظ ..
" لا أعتقد بأنه من الصائب ، إخبار أحد ." تكلم يونغي بهدوء .
" ها؟ "
" لابدّ من وجوك أعداء للمثليّة و لا أريد من جيمين أن يفقد هذه الشهرة التي يتمتع بها ، هو سعيد بها ، لطالما عشق لفت الإنتباه ."
" لكنني سأحفظه لك رغم إنني مع جاكسون لكننا لا نواجه المتاعب ، هنا في لندن لا أحد يكترث مع من تشارك سريرك ." كانا يتحدثا بالكورية ليعود مارك لكلوي بلغته الإنكليزية المتقنة :
" جيمين في علاقة من سيؤول ."
" يا لك من كاذب ! و لم سأصدقكَ ؟ "
" أسأليه إن كان في علاقة حينما يصل ." رفع كتفيه ، أومئت الفتاة و بعد دقائق عاد الهوبمين متعبان من الركض لتقترب الفتاة ..
" جيمي ، هاي "
" هاي كلوي ، كيف حالكِ ؟ "
" بخير ، أصحيح أنك في علاقة ؟ " باشرت الفتاة بسؤالها لينصدم جيمين:
" أجل أنا كذلك عزيزي و ها هو أمامكِ .."
" لحظة ! هو ؟ "
انصدمت الفتاة
" أجل زوجي مين يونغي ."
" زوجك ! "
بتقرف أجابت .
" أجل و أرجوك أذيعي الخبر كعادتك حتى أرتاح من ركضكنَّ خلف قضيبي ."
سخر منها بوقاحة لنظراتها المتقرفة .
" أنتم حقاً الكوريين شواذ ! "
صاحت الفتاة بجيمين و صفعته ، أمسك جيمين بشعرها قبل أن تمشي مرجعاً إياها للخلف مهسهساً بأذنها :
" أعيدي ما قلته عن أبناء بلادي أيتها العاهرة قليلة القيمة ، أقلّاً نحنُ لا نركض خلف الرجال للحصول على ليلة عاهرة كوجهك الساقط و أحذركِ ، اصفعي مين جيمين مرةً أخرى و ستتناولين ذراعيك على العشاء كتحلية ."
الفتاة بكت من آلم رأسها ليدفعها جيمين و يلتقطونها صديقاتها الخائفات و مشين بسرعة من نظرات جيمين الحادة .
" يا إلهي مين جيمين أهدأ ! أشتاق لبارك ." قال هوبي ليضحك يونغي .
" هل أخيك كذلك ؟ "
سأل هوبي ليونغي .
" لا شقيقي هادئ ."
" جيد ."
استمتع الجميع بمصاحبة بعضهم البعض و بعدها توجه الزوجين لمطعم ما ليتناولا الغداء سوياً و من ثم توجها نحو المسرح لحضور مسرحية غنائية .
و بالطبع انتهت ليلتهم أمام نهر التايمز
" يوني ، فقط تذوقها ، إنها لذيذة "
كان جيمين يحاول إقناع يونغي بتناول رقائق البطاطس المقرمشة .
" لا ، نكاد لا نعلم من أين جلبها ."
" من محال الخُضار ."
" لا تكن سخيفاً ، لربما ليست نظيفة أو أسوأ لم يغسل يديه بعد دخول الحمام أو عبث مع حيوانٍ ما و لم يغتسل ، أيو هذا مقرف ."
تذمر يونغي بصوت عال لينظر لهُ جيمين بإستخفاف .
" مهووس "
" ماذا ! "
انتفض يونغي .
" ماذا ؟ مهووس نظافة "
أجاب ببرود .
" لستُ كذلك ."
انفعل يوني .
" بلا ."
" لا "
" بلا ."
" لا "
" أثبت لي ."
لازال على بروده .
" كيف ؟ "
" لا أدري ."
استفزه أكثر .
" حسناً .."
نهض الأكبر طالباً وجبة مقرمشات مختلفة ،و أمسك بيده و حشر بفمه البعض .
ليبتسم له جيمين بخبث .
" لستُ مهووس ."
" لستَ مهووس حبيبي .." ضحك جيمين ، ليرميّ يونغي البطاطس على جيمين بعدما انتبه أن الصغير قام بخداعه .
ليعاود جيمين رمي البطاطس عليه و يتشاجرا كالأحمقان حتى انفجرا ضاحكين فيما يضحك بعض الناس عليهما .
نظفّا ما فعلاه بسرعة ليتوجها نحو المنزل الفارغ و يستحما سوياً بأدب .
و بعدها جلسا يشاهدان التلفاز بهدوء حتى حان موعد مغادرة يونغي ، فعانقا بعضهما بشدة و أشبع يونغي نفسه بنسبة قليلة من شفتيّ الصغير ثم انطلق لوحده مانعاً جيمين من لحاقه .
فهو حتماً لا يستطيع إلقاء نظرة أخيرة .