في الشقة المقابلة

10

استيقظت كريستل صباحاً بسبب منبه الهاتف، أدركت حينها أنه لديها عمل فقامت بروتينها و ذهبت للمتجر لتجد ميليسا جالسة هناك

بدأت بعملها بملل لتجد ويلو قد دخلت للمتجر لتبتسم بسعادة

عانقتا بعضهما لتتحدث ويلو: لقد سمحوا لي بالعمل هنا!

قضت وقت جيد برفقة ويلو ومازال قلبها على أوناي

لاحظت شخص مألوف يدخل للمتجر ليتضح أنه الشاب ذو الشعر الأحمر

تقدمت كريستل نحوه لتتحدث باستغراب "أتحتاج المساعدة؟"

نظر الآخر لويلو ليبتسم بجانبية فهمس "أريدك في موضوع مهم جداً غداً بعد المدرسة في الحديقة أرجوكِ لا ترفضي"

رحل لتعقد كريستل حاجبيها لتتمتم "لا يبدو أنه سيُلحق بي الأذى لذلك علي أن أذهب"

مر بعض الوقت لترى كريستل أوناي يدخل للمتجر وعلى وجهه ابتسامة ساخرة باردة

اتجهت كريستل نحوه لتتحدث بملل "ما الذي جاء بك إلى هنا؟"

أوناي "على رسلك فقط جئت لشراء قميص"

زفرت أنفاسها لتتحدث ببرود "إذاً تفضل من هنا"

نظر أوناي للكم الهائل من القمصان فأخذ واحد ذو لون أسود ليتفوه "هل يمكنكِ أن تمسكيه لي"

تأففت كريستل ووضعت ذلك القميص على ذراعها

وضع أوناي العشرات من القمصان على ذراعيها لتتشتت كريستل فحملها صعب

أوناي "إتبعيني نحو المحاسب"

سارت كريستل بينما تحاول التوازن

فشهق أوناي ومازالت تعابيره ساخرة ليتفوه "ليس لدي مال كافٍ للأسف... اظن أني سآخذ قميص واحد فقط"

زمجرت كريستل لتتمتم "سأقتله!

أوناي بسخرية "المعذرة إتضح أن محفظتي في المنزل لن أتمكن من شراء شيء"

خرج من المتجر لتقوم كريستل بشتمه بخاطرها وندمت لأنها أشفقت عليه لأنها هي من ستقوم بطيّ كل القمصان التي أخرجها

أعادت كل شيئ كما كان وأكملت أعمالها وثرثرت مع ويلو حتى اقتضى اليوم

خرجت من المتجر بقفز وميليسا ترافقها

ما أن وقفت أمام باب شقتها وأدخلت المفتاح ليتحدث أوناي من خلفها "أهلاً بكِ"

تجاهلته تماماً ودخلت

وفي الصباح الموالي فتحت عينيها ونظرت حولها

ليرن المبه ويفزعها أطفأته وهنأت نفسها لأنها استيقظت قبل المنبه، لتدرك أن السماء تمطر

ارتدت ملابسها بسرعة وما أن فتحت الباب وجدت أوناي يكاد يطرقه

نظرت له ببرود مصطنع لتتحدث "ماذا؟"

ابتسم أوناي بجانبية كالعادة ومد لها مظلة ليتحدث "يجب أن لا تعانديني فقط لمرة وأن تأخذي المظلة"

كريستل "وما شأنك بي إبتعد عن طريقي سأذهب"

أوناي "ربما لأني أحبك سأجبركِ على أخذ المظلة"

دفعته كريستل وركضت على الدرج بإحراج وما إن سارت بضع خطوات وضع أوناي ذراعه حول عنقها ممسكاً بالمظلة التي تحجب المطر عنهما

تحدثت كريستل بحدة مخفية إحراجها "إبتعد عني!"

أوناي ببرود "لا"

زمجرت كريستل وحاولت إبعاد ذراعه لكنها فشلت، نظرت حولها لتجد الناس يفتحون متاجرهم لذلك لا مجال لإلقاء حيلة سحرية فقررت أن تحاول تقبل الأمر وإكمال سيرها حتى يصلان

لكنها رأت ويلو تحتمي بمظلة في طريقها أيضاً لتصرخ بإسمها فهي ستنقظها من أوناي

إتجهت نحوهما لتتحدث باستغراب "مرحباً... أنت زميلنا في الصف صحيح"

أومأ لها أوناي وأبعد ذراعه عن كريستل ليدفعها بخفة نحو ويلو فتحدث "إنتبهي لها جيداً" ثم رحل بخطوات سريعة

عقدت ويلو حاجبيها لتتلفظ "أمره غريب"

كريستل بإحراج "ويلو... لقد اعترف لي"

شهقت ويلو بذهول لتتحدث بابتسام "رائع وافقتِ صحيح!؟"

هزت الأخرى رأسها نفياً لتتلفظ "مستحيل"

عقدت ويلو حاجبيها لتمسك بيدها وتكمل السير فتحدثت "لماذا! أنتما مناسبان لبعضكما!"

صرّحت كريستل بغضب "لا تقولي هذا مستحيل أن أوافق أنا ل_لا أحبه فعلاً إنه مزعج!"

ويلو "حسناً حسناً هدئي من روعك"

بعد دقائق وصلتا للمدرسة ودخلتا للصف، وضعت كريستل كتبها على الطاولة لتلاحظ وقوف أوناي بجانبها

نظرت له بوجوم ليتحدث بابتسام "هي ويلو لما لا نتبادل المقاعد اليوم؟"

كريستل "ويلو سأقتلكِ إن فعلتِ"

ويلو بهمس "صه أحب الجلوس بجانب النافذة " ثم نهضت وجلست مكان أوناي ولوحت لها ببلاهة

برزت أنياب كريستل الوهمية لتحدث أوناي شادة على كل كلماتها "إن أزعجتني سأقوم بلكمك"

أوناي "لا يا عزيزتي إطمئني لن أفعل"

الوقت يمر ببطئ شديد متى سيرن الجرس لينهض هذا الأحمق من جانبي!

هذا ما قالته كريستل بخاطرها فالأمر مزعج بعض الشيئ عندما تكون تحت مراقبة أحدهم

نظرت لساعة الصف لتشهق فللأسف لم تمر سوى دقيقة واحدة وهي ظنتها نصف ساعة

وأخيراً دخل الأستاذ برفقة تلميذ جديد وهنا برزت صدمة الثلاثة فقد كان هذا ذو الشعر الأحمر

تجاهل كريستل وأوناي فلقد شعر بحسن حظه لأنه يوجد مكان واحد شاغر وهو بجوار ويلو كما كان يتمنى، أخرجه الأستاذ من شروده عندما لوح أمام عينيه فتحدث "عرف عن نفسك لزملائك"

أومأ له ليصرّح "أنا راتو أنا جديد في هذه المدينة أتمنى أن نتفق"

أشار له الأستاذ بالجلوس ليسير بخطوات سريعة لمقعده

همس أوناي لكريستل "هذا الشاب الذي تعاركت معه بالغابة مالذي جاء به إلى هنا"

هزت كريستل كتفيها دلالة على عدم معرفتها، وخلال ذلك كان "راتو" يحاول جمع الكلمات بخاطره كي يتمكن من قولها بدون تلعثم فتحدث بالنهاية "مرحباً ويلو"

ويلو باستغراب "أهلاً... كيف عرفت اسمي؟"

اطلق ضحكة خافتة ليتلفظ "إنه مكتوب على دفترك"

ويلو "أوه حسناً إذاً أهلاً بك في مدرستنا"

راتو "إذاً ألا تتذكرينني!"

هزت ويلو رأسها نفياً ليتابع "أنا جارك الجديد في المنزل الذي بجوارك"

ويلو "سررت بمعرفتك..."

حصص وحصص متتالية وكريستل وأوناي يتجادلان طوال الوقت بينما راتو يشعر بالارتباك لأول مرة في حياته

رن جرس لتتنهد كريستل براحة سحبت ويلو بسرعة وركضت للخارج وصولاً لتلك الزاوية المهجورة من المدرسة فلن يجدها أوناي هناك

تحدَّثَت بتذمر "لن أسامحك على هذا لقد أُرغِمت على الجلوس بجانب مكنة ثرثرة وإزعاج!"

ويلو "ولكني أحب الجلوس بجانب النافذة!"

كريستل "إذاً لما لم تجلسي هناك في بداية السنة الدراسية!؟"

كادت أن تجيبها لولا أن راتو جاء وتحدث "كريستل هل يمكنني الحديث إليك على انفراد؟"

ويلو "أجل يمكنك سأعود لاحقاً"، لوحت لهما ورحلت راكضة

تمتم راتو "أنا لا أصدق مالذي يحصل لي!"

كريستل بملل "هيا أخبرني ماذا تريد أوه وأريد أن أعلم مالذي جاء بك لمدرستنا!؟"

عقد راتو ذراعيه ليتحدث بعدم حيلة "جئت لأني أحتاج المساعدة بشدة و لهذا لم أُثِر المشاكل لأوناي اليوم"

كريستل "إذاً ماذا تريد؟"

راتو "إن_" ثم تفاجأ بوقوف أوناي امام كريستل بعد أن ركض كالصاروخ

صرح أوناي بغضب "ماذا تريد!؟" ....