المشاكسة المتمردة - ملحق غير...

ManalSalem175

39.6K 1.7K 27

الجانب الآخر لرواية غير قابل للحب من وجهة نظر الصغيرة آن، تلك البريئة التي جاءت محملة بغضبها لتصطدم برجل فولا... Еще

المقدمة
تمهيد
المشهد الأول
المشهد الثاني
المشهد الثالث
المشهد الرابع
المشهد الخامس
المشهد السادس
المشهد السابع
المشهد الثامن
المشهد التاسع
المشهد الحادي عشر
المشهد الثاني عشر
المشهد الثالث عشر
المشهد الرابع عشر
المشهد الخامس عشر
المشهد السادس عشر
المشهد السابع عشر - الأخير

المشهد العاشر

1.2K 83 0
ManalSalem175


أحمق من يظن نفسه قادرًا على البقاء بعيدًا عن موطن الخطر، وهو يقف بمفرده أعزلًا في غابة مليئة بالوحوش الضارية، كلها اتفقت وأجمعت على نهش لحمك قبل أن يرتد إليك طرفك. استغاثاتي وصرخاتي المتواصلة لم تردعه، ولم تمنعه من أخذي قسرًا. أحكم قبضتيه على أطرافي وهو يحملني حول كتفيه .. ظل يدندن بصافرته المستفزة حتى بلغنا غرفته، وقتئذ قام بإنزالي على الفراش، واتجه نحو الباب ليوصده، لأشعر بعنف دقات قلبي وتلاحقها في شكل مخيف يكاد يفقدني الوعي.

انتفضت بداخلي غريزة البقاء، ففتشت بعيني عما يمكنني استخدامه للزود عن نفسي إن تجرأ وفعل بي أي سوء. بالطبع لم أكن لأهزمه بسهولة؛ لكني لن أمنحه الأفضلية في شيء، سأدافع عن كبريائي وعفتي حتى الرمق الأخير.

التقطت عيناي المصباح الكهربي المضاء والموضوع على الكومود الملاصق للسرير، فقفزت دافعة جسدي تجاهه، ثم جذبته بأسلاكه من القابس، وقذفته في التو به لينصدم بفعلتي، بالكاد تمكن من تفاديه، فتهشم من خلفه بعدما ارتطم بالحائط، حملق في مدهوشًا قبل أن يهمهم:

-اللعنة! أنتِ حقًا مشاكسة.

رفعت إصبعي في وجهه لأهدده بأنفاس ناهجة:

-إن اقتربت مني سأقتلك.

أنهيت جملتي وأنا اجتذب المصباح الآخر استعدادًا لإلقائه ناحيته قبل أن أثب من على الفراش، لأجعله حاجزًا فاصلًا بيننا. رفع حاجبه للأعلى ورمقني بنظرة لم أستطع أن أحدد ماهيتها؛ لكنه أبدى إعجابه بتهوري:

-هذا مشوقٌ للغاية.

رأيته يخرج خنجره من غمده، ذاك الذي واجهته به سابقًا، وقال في شيءٍ من التحدي:

-إن تمكنتِ من إصابتي به، سأتركك، ولن أمسك بسوء.

ألقاه على الفراش ليغريني بأخذه، فلم أتردد، وانتهزت الفرصة لأمسك به دون أن أترك أيضًا المصباح من يدي الأخرى.

انتظر "لوكاس" أن أبادر بالهجوم؛ لكني لم أفعل، ظللت باقية في موضعي، سدد لي نظرة ضجرة قبل أن يعلق مستخفًا بي:

-هيا، أنا أنتظر، ليس لدي النهار بطوله لأضيعه هنا.

وجدته يوليني ظهره، ويجلس على طرف الفراش، نازعًا عنه حامل الأسلحة الجلدي، تركه بجواره، وقام بخلع قميصه، لتظل عيناي وحواسي متأهبة لأقصى درجة، فقد كنت أستشعر تدبيره لمكيدة ماكرة للإيقاع بي، لهذا ظللت على حذري التام منه. انتفضت برعشة خفيفة عندما تكلم فجأة وهو يدير رأسه ناظرًا تجاهي:

-هل ستقفين عندك كثيرًا؟ أم أنك تحبين مشاهدتي وأنا أتجرد من ثيابي؟

تورد وجهل خجلًا من جراءة كلماته الفظة، كنت مترددة بعض الشيء، مشوشة الذهن والتفكير، فأي قرار سأتخذه الآن عواقبه لن تكون محمودة. يبدو أنه استشعر حالة التخبط المستحوذة علي، فأردف هازئًا بي:

-ما الذي حدث لكِ أيتها القطة البرية؟ هل فقدتِ شجاعتك فجأة؟

إنه حقًا يجيد إفساد محاولتك للبحث عن السلام النفسي، كان يستثير بشتى الطرق نزعة القتـــال بداخل أحدهم لدفعه للتشاجر معه، ورغم ذلك رجحت لغة المنطق، وأخبرته فيما بدا أشبه بعاصفة كلامية قاسية موجهة لشخصه:

-لا، لكنك لا تستحق أن أخسر مستقبلي المشرق لأجلك، فأنت مجرد حثالة، مصيرك الموت في النهاية بيدي أو بيد غيري.

ظننت أني نجحت في إثارة غضبه، حين نهض واقفًا، لدهشتي التفت إلي قائلًا بتعابير مرتخية، وعلى محياه ابتسامة لزجة، كأن ما قلته لا يهم:

-وأنا أفضل خسارة حياتي على يدك.

حينما وقف أمامي عاري الصدر، مشدود العضلات، رأيتُ وشومًا مخيفة مرسومة على كامل جلده، كأنما وُلد بها، بالإضافة لعددٍ لا بأس به من الندوب الحديثة والقديمة، آخرها هذا القطع النازف الذي أحدثته شقيقتي به.


يتبع >>>>

Продолжить чтение

Вам также понравится

دهاليز قاتمة لـ ميامي

Любовные романы

1.3M 121K 36
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
مقيد بأكاذيبها HadeerNourelden

Любовные романы

9M 296K 67
حياتها بائسة...فالعيون الجائعة تترصدها بكل مكان فتجعلها تعيش الجحيم في كل لحظة من لحظات يومها البائس ..ظلت تقاوم و تحارب بطرقها الخاصة كما اعتادت منذ...
590K 25.6K 28
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
ظلها الخادع HadeerNourelden

Любовные романы

10.3M 251K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...