بين مد وجزر

mememarsh2004 द्वारा

868 236 220

لا يوجد هنا بطل محدد او بطله فاتنه الجمال جميع شخصياتي ابطال انفسهم .... كلاً له حكايه وحياته الخاصه معاناته... अधिक

اهداء قبل البدء
🖤البارت الاول 🖤
🖤 البارت الثاني 🖤
🖤البارت الثالث🖤
🖤البارت الرابع🖤
🖤البارت الخامس🖤
🖤البارت السادس🖤
🖤 البارت السابع 🖤
🖤البارت الثامن 🖤
وقفه
🖤البارت التاسع🖤
🖤 البارت العاشر 🖤
🖤تابع البارت العاشر🖤
توضيح التعريف بالشخصيات
💙 اقتباسات 💙
مهم
🖤 البارت الثاني عشر 🖤
🖤 البارت الثالث عشر 🖤
مهم
🖤 البارت الرابع عشر 🖤
🖤 الخامس عشر 🖤
اعتذار
هلا 🤗
🖤البارت السادس عشر 🖤
🖤البارت السابع عشر 🖤
اهلين 😇
🖤 البارت الثامن عشر 🖤
مهم
🖤 البارت التاسع عشر 🖤
🖤 البارت العشرون 🖤

🖤البارت الحادي عشر🖤

24 10 25
mememarsh2004 द्वारा

السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إحفظ اهل ليبيا وسلمهم من كل شر وسوء
اللهم ارحم موتاهم وادخلها فسيح جناتك
اللهم أشف مصابيهم يارب واعفو عنهم
اللهم الطف بأهل ليبيا الطيبين
وأغثهم يارب واشملهم بعطفك ورحمتك

اللهم إنا استودعناك المغرب وأهله ،أمنه وأمانه ،ليله ونهاره ،أرضه وسماءه ،فأحفظهم يالله 

اللهم إنا نستودعك أهلنا في المغرب وفي ليبيا أحميهم

اللهـــــــــــــــــم آمين يارب العالمين

اسألكم رفقتي الدعاء لهم حمى الله اوطاننا جميعاً

~~~~~~~~~~~~~~~

(لجدي)

اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم انس وحشته

~~~~~~~~~~~~~~~

تَائِهٌ، مُتَعثِّرُ الخُطَى، وَأَنتَ، وَحدَكَ، الهَادِي إِلَى سَواءِ السَّبِيل؛ فاغْفر لِي واشرَح صَدري، وارحمني، وأحسن لي الختام يا ذا الجُود والكرم.

~~~~~~~~~~~~~~~

🌸🌸 البارت الحادي عشر 🌸🌸

روايه:- بين مد وجزر 
بقلم:- ميمي مارش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~
~~
~
بين مد وجزر
~
~~ 
~~~~
~~~~~~~~ 
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

‏‏"يؤلمني الشك في صِدق الذكريات، تخيل أن تعيش أمورًا تؤمن بكل ما فيك أنها الأصدق والأبقى، لكنك وبعد مرور الأيام الموحشة والغريبة عليك، يُصيبك الشك في صدق كل الذي كان عمرًا كاملًا بالنسبة لك"

:
:
:
:
:
:

ركضن الفتيات للأسفل بقلق بعد ان كانو يسيرون ببطء على الدرج عند سماعهن صوت سياره امجد وللاطمئنان على ريما لكنهم تفاجأو بسراج يقوم بالهجوم على امجد

اتسعت إبتسامه امجد الساخره والتي استفزت سراج اكثر لينظر الى مرام التي كانت تنظر الى سراج بصدمه فكيف يفكر ابنها وهل يشك بعمه ... التفتت لراما التي اقتربت بقلق وهي تأخذ ريما منها والتي كانت تغط في نوم عميق .. وقد اعتدلت درجه حرارتها ....

فتحن ريماس ورنيم اعينهم بذعر من تلك الكلمات المسيئه التي تتوجه لأمجد الذي كان ينظر لسراج الذي يشتعل ببرود تام

نظرت مرام الى امجد برجاء وقلق فهو لم يبدي اي رده فعل هل سيضربه ام ماذا سيفعل .. لكنه فاجأها وهو يقول:
اولم تخبريهم من اكون ام ماذا .. ابناءك لا يعلمون من انا

اعاد سراج وجهه اليه وهو يهتف:
انا من احدثك انا  .. واجل اخبرني من تكون اقسم حتى لو كنت ملك الموت فلا يحق لك لمس امي ايها الحقير كيف تجرؤ

هنا تلقى صفعه من والدته لينظر اليها بصدمه يبدو ان الامر لا يزعجها ولا يشكل فارق معها وانها لا تمانع بذلك اهذه امه التي تعبت وهي تعلمهم الحلال والحرام ....

نظرت الى سراج بإشمئزاز وهي تشير الى امجد الذي كان ينظر الى سراج بسخريه:
هذا الذي يقف امامك عمك اتفهم عمك
كاد ينطق لكنها صرخت به:
كفاك تجاوز لحدودك سراج .. اتشك بي انا انا امك
ترك ملابس امجد ليلتفت قائلاً بهدوء:
اعلم انه عمي لكن هذا لا يعني ان يتجاوز حدوده معك لا تصيبيني امي بالجنون انتي كيف تتحدثين بهذه السهوله كيف تسمحين بهذا

ابعدته عنها وهي تقول:
اي حدود هذه هل تحتاج انت الاذن لملامسه احدى اخواتك
مسح وجهه بضيق فكيف تتحدث والدته بهذه الطربقه ... هل يصبح اخوها لمجرد انها اعتبرته كذلك:
امي لا تصيبيني بالجنون ماذا حدث لعقلك امي
جذبه امجد من تلابيبه بعنف وهو ينظر اليه بتحذير:
تحدث بإحترام او غادر
اشاحت بنظرها عنه لتهتف راما بهدوء بعد ان ذهبت بريما لغرفه والدتها وعادت:
اولا تعلم ان عمك امجد هو خالك ايضاً وانه شقيق امي بالرضاعه

رفع حاجبه بإستنكار ايظنون انه غبي ام ماذا كيف تزوجت من والده اذا كانت اخته بالرضاعه ... استرسلت قائله:
جدتي والده امي هي من ارضعت امجد ...

نظرن ريماس ورنيم الى بعضهم بدهشه .. لما لم يخبرهم احد ... ولما راما من تعلم وهل الجميع يعلم وهم اخر من يعلم

لم يدري ماذا يقول لذا رفع رأسه لينظر الى والدته:
ولما لم يخبرنا احد لما راما وحدها من تعلم 

اتجهت مرام للأعلى وهي تقوم بنزع الحجاب متجاهله اياه تماماً .. ماذا كان يظن هل يشك بها .. حتى وان لم يكن امجد شقيقها كيف يستطيع ان يفكر بهذه الطريقه حتى وان كان تفكيره ناتج من خوفه عليها ولكنه لا يحق له التفكير بهذه الطريقه

هي اخطأت عندما لم تخبرهم ولم يخطر ببالها ان تخبرهم ولكن حتى وان لم يكن يعلم هذا ابنها فماذا عن الغريب ... هي لا تهتم والجميع يعلم انها شقيقه امجد بالرضاعه والا لما كانو تركوهم وشأنهم ... وهاهم ابناءها اخر من يعلمون ...

هل هذا سراج ابنها الذي تفتخر به ... لا تعلم اتفخر به الان ام تغضب منه لانه يشك بها ... لكن اليوم تصرفه كان ناتج عن كره وحقد هي تعلم انه لا يحب عمه امجد ولكنها لم تتخيل ان تتطور حالته ويشك بهما .. الان فقط ادركت انها لا تعلم شيء عن ابنها ..

هي من ظنت بأنه كبر واصبح يستطيع تحمل مسؤوليتهم ليكفو عن الاتكال على امجد ولكنها مخطئه الان ادركت ماذا كان يقصد امجد عندما اخبرها بأن سراج هوائي وطائش ..

لكن لما الان بالذات ... منذ زمن هي تتعامل بهذه الطريقه مع امجد حتى من قبل ان تفقد سعد وابناءها اعتادو على ذلك ... لما الان بالذات ينتبه سراج على هذه التصرفات .. هي دائماً تظهر عليه بزينتها ولا ترتدي حجابها اذا دخل عليها امجد ... كانت تتعامل معه كأنه ابنها وبالفعل هو كان كذلك .. هو ابنها الذي اعتنت به منذ ان كان صغير .. هي من فعلت له اكثر مما فعلته لسراج لأنه كان يتيم .. لم تكن كبيره للحد الذي يجعلها تهتم بطفل لكنها كانت تهتم به وتعتني به دائماً وكأنها والدته

لكن لما لم يتحدث سراج الا الان .. ليست المره الاولى التي تخرج بها مع امجد لوحدها ... هل كان يتجاهل كل هذا وهو لا يعلم بشيء ويظن بها السوء .. هذا ابنها كيف يفكر بهذه الطريقه .. ماذا يظنها .. لا تخاف الله .. لا اخلاق لديها .. لا تعلم حدود الله .....

ماذا كان يفكر بالتحديد طوال فتره صمته ... لم يبدي اعتراض منذ زمن ولم تلاحظ ضيقه من تصرفاتها كان كل شيء طبيعي وكأنه يدرك انه شقيقها .. هل كان سبب كرهه لأمجد بسبب هذا  .. ام ان هناك من فتح عينيه على هذا ...

دخلت الى غرفتها وهي تشعر بأن الغرفه تضيق بها للحد الذي تكاد تخنقها .... ماذا كان يفكر ابنها طوال هذه الفتره .. وهل اهتزت صورتها في عينيه كما اهتزت صورته الان ...

نظرت الى ريما التي كانت تغط في نوم عميق اثر الدواء .. اقتربت منها تتحسس جبينها لتتنهد بإرتياح عندما وجدتها قد انخفضت ...

قامت بتغيير ملابسها واغلقت الباب بالمفتاح فهي تعلم جيداً ان سراج سيأتي ليعتذر ولكنها الان بالذات لا تطيق النظر اليه ...

اتجهت الى احد الادراج لتلتقط احدى الصور التي كانت صوره قديمه تجمعها بأمجد واميره وماجد وكثير من الاطفال ... امجد الصغير الهادي .. امجد الفتى الذكي المجتهد .. امجد الوسيم الغريب شعره الرمادي المميز كل شيء كان فيه غريب ومميز .. امجد الحامي .. امجد الحصن الملجأ والملاذ ..
اميره اللطيفه .. الفتاه البائسه .. الخجوله .... و ماجد قريبها الشقي المرح المتغطرس المتناقض ..

وهي .. مرام الفتاه ذات القامه القصيره والارجل الطويله .. الفتاه المغروره التي كانت لا تنظر اليهم اساساً فقط تنظر اليهم من بعيد نظره متعاليه .. بينما الاطفال يلهون في البيوت الطينيه التي يصنعونها في وسط الحقول .. حتى امجد كان معهم .. كان يلاعب اميره وبقيه الصغار .. حنون منذ ان كان صغير  .. بينما هي كانت تخشى اتساخ ملابسها الفخمه المميزه التي يجلبها لها والدها من ارض الغربه ..

اعادت الصوره مكانها لتلتقط اخرى .. لشاب وسيم لكنه هزيل .. متعب على سرير المرض .. ملامح شاحبه .. رجلين نحيله اثر نومه طوال الوقت على سريره وعدم تحريكها .....

نفس الملامح لكنها خاليه من الحياه .. يغط في نوم عميق .. او ربما غيبوبه كما لم يصدق احد .... كان حادث فقد اثره ثلاثه اعوام من عمره .. ربما كانت اصعب فتره مر بها في حياته ...

ضمت الصوره وكأنها ام تحتضن صغيرها بحب فطري .. ثم اعادتها مكانها .. مسحت عيناها وهي تتنفس بعمق .. مالذي اعاد لها تلك الذكريات بحق الله ...

استلقت بجانب صغيرتها لتلتقط هاتفها لتحدث صديقتها الوحيده شبيهتها نسختها المصغره ... بما حدث معها اليوم .. التقطت الهاتف بخفه لتعود مكانها ولكنها عقدت حاجبيها بدهشه وهي تسمع ريما تهذي بكلمات غريبه ...

اتراها تتحدث عن احداث احد مسلسلات الكرتون التي تدمنها ام انها احدى القصص التي تحكيها لهم اميره ... من هذه اليتيمه التي لا تملك ابوين .. من هؤلاء الذين لا يحبونها .. كرتون وغنمه وكلمات اخرى لا تعلم من اين اتت بها

:
:
:
:

في الاسفل

القى نظره اخيره على امجد ثم هم بالصعود خلف والدته لكن يد امجد منعته لينظر اليه ساخراً وهو يهتف:
من نبأك بهذه المعلومات الخطيره صغيري
نظر اليه بحده لينفض يده وهو يضيق عينيه متحدثاً بجديه:
ما بيني وبين امي لا شأن لك به
قوس امجد شفتبه ليهتف بتذمر مصطنع:
لقد جرحتني يافتى
تجاهله سراج والتفت الى الفتيات اللاتي كُن ينظرن اليه بعدم رضى ليتجاهلهم متجهاً الى الاعلى لتهتف رنيم بصوت عالي:
ماذا عن العشاء
لم يلتفت لتنظر الى راما بضيق وهي تقول:
ماذا الان

راما وهي تسحب يد امجد متجهه به الى طاوله الطعام:
سخني الطعام واذهبي به لوالدتك ودعيك منه يبدو ان ماء البانيو قد اثر عليه
عقدت ريماس حاجبيها لتنظر اليها رنيم بذهول وهي تهمس:
ماذا تعنين .. الم يكن من الصنبور
هزت رأسها بلا وهو تفتح طبقها وطبق امجد الذي كان لا يعلم عن ماذ يتحدثون:
لا مياه بطعم ريما
انفجرت ريماس ضاحكه وقد فقدت السيطره على قدميها لتفترش الارض بينما رنيم تقف بذهول وتنقل نظراتها بين راما التي كانت تتناول الطعام بدون ان تسخنه حتى وكأنها لم تفعل شيء وبين الدرج المؤدي الى الاعلى ... عقد امجد حاجبيه بإستغراب لتبداء راما بسرد ماحدث بهدوء ولا مبالاه ومن يراها الان لا يصدق انها من كانت تنتفض برعب منذ ساعه ....

ابتسم امجد بهدوء وقد شرع بتناول الطعام لكن رنيم اسرعت في اخذه من امامه لتسخينه بينما ريماس اتجهت اليه تحتضنه من الخلف بسعاده معبره عن سعادتها بمعرفتها بأنه خالهم ايضاً

:
:

أبدو كشخصٍ لا يظهرُ على وجههِ ما يحدث بداخله، أبدو رغمَ كل المساوِئ التي أتعرّضُ لها ثابِتاً
لا أُبدي أي ردّة فعل تجاهَ الأمور التي تواجهُني،
حتى ملامحي تفهّمت هذا ولا تعطي أيُّ تعبير.
هم لا يعلمون أن هذه الأمور تستقرّ في عُمق روحي، وتقضُّ جدارَ قلبي المتهاوي من طولِ ما مرَّ عليه.
ولكن يبقى تصبُّري الوحيد أنَّ ﷲَ شاهد على كل حروبي ودماراتي وهزائِمي، ولستُ أشكو إلا له، ولستُ ألجأ إلى إليه
وحاشاه أن يردّ عبداً أتاهُ مغلوباً يستنصره .. حاشاه
_ لام

:
:

اما سراج فقد اتجه الى غرفه والدته ولكنها لم تعيره اهتمام ... لعن غباءه عشرات المرات ... الم يكن هناك طريقه اخرى يتحدث بها ... هاهو صفع امام شقيقاته وامجد الخسيس وعليه ان يتجاهل ويتصرف كأن شيء لم يكن ...

لم يدري ماذا يفعل في تلك اللحظه لم يشعر بنفسه اساساً .. الخطاء خطأهم هم من لم يخبروه بأنه شقيقها وكيف له ان يعلم ان لم يخبروه هو فقط لم يستطع رؤيه هذا يحدث امامه ويصمت ..

اللعنه عليك جابر العجوز الخرف بالتأكيد كان يعلم ولم يخبره ليست مشكله سيريه ليس سراج من يدع لأمجد فرصه للسخريه منه .. لكن ماذا عن والدته ... طرق الباب للمره الاخيره متحدثاً برجاء ولكنه لم يسمع اي رد ....

زفر بعمق واتجه الى غرفته ... استلقى على سريره مغمضاً عينيه بإنزعاج ... حتى نسي ان يطمئن على ريما ... ستكون بخير اجل هي مجرد حمى ...
اغمض عينيه طارداً كل تلك الافكار من رأسه لكن للأسف لم تقابله الا صوره تلك الفتاه ... إيلام ... حتى اسمها غريب ... ماذا الان اذا كانت والدته تنوي ترشيحه للزواج بها فمن المؤكد انها ستتراجع بعد فعلته هذه ...

كيف يخرجها الان من رأسه كيف .. التقط هاتفه بإنزعاج منذ متى وهو يفكر بهذه الطريقه ومنذ متى يفكر بالزواج .. اخر همومه هو الزواج ولكن لما الان يريدها ... ابنه ماجد .. المزارع الفقير .. الذي يعمل لدى جابر ... ايليق به الزواج من ابنه المزارع الفقير ...

حسناً وما الضير في ذلك هو لن يتزوج من ماجد هي فقط ابنته ... ابتسم بهدوء وهو يتذكر ملامحها ثانيه .. خصلاتها البنيه .. عيناها الصغيره الجميله .. تلك الغمازه التي تحتل ذقنها ... جميله .. ملفته .. بسيطه .. ناعمه .. فاتنه واخذ يردد بخفوت

يَا وَيْحَ قَلْبِي لا أظُنُّ بِأنّهُ
‏يَنْسَى عُيُونًا قَدْ مَلَكْنَ فُؤَادي

ضحك ساخراً من نفسه وهو يتسأل:
من اين اتيت بهذه الكلمات سراج هذا رشيد اللعين .. اهو وقتها الان ماذا عن امي ماذا اصنع
اخذ يعبث بهاتفه ليقوم بالإتصال برشيد ولكنه لا يرد ... القى الهاتف بعيداً عنه ليتحدث ساخراً:
بالطبع منشغل بحبيبته وانت يا سراج توقع نفسك بالمشاكل وتبحث عن حلول ومن عند من .. رشيد الفاشل ... مالذي اوصلك لهذا سراج

استلقى على السرير ثانيه مغمض العينين محاولاً ايجاد حل او طريقه يراضي فيها والدته غداً .. مع ان هذه المره ليست كالمرات السابقه .... 

**
هل يعقل إنها مجرد نظره ويظل أثرها في أقصى قلبي؟؟؟؟؟

**

:
:
:
:
:
:

من يقنعُ العقلَ أن الليلَ مرقدُه
‏لا مُوطِنَ الفكرِ والتذكارُ والألمُ؟

في منزل ماجد

كانت تنظر الى السماء عبر النافذه الحديديه بشرود لتشعر بجزء من الفراش يهبط بسبب جلوسه بجانبها فهيكل السرير عباره عن حديد وفي وسطه حبال متشابكه مظفوره بإحترافيه كي تكون مريحه ولا تسبب الم للنائم .. هكذا هي اغلب الأسِره الموجوده في منازل فقراء البلده ....

يقال بأن هناك بعض الاماكن تمر بها فتشم رائحه ماضيك
وكأنها تعيد الزمن إليك بطقوسه ساعاته ذكرياته
مع ناس قاسموك يوماً كل شيء حتى انفاسك

بعد ان كان يتحدث بالهاتف مع زوجاته المتذمرات ليزفر بضيق وهو يخبرهم بأنه سيعود في اقرب وقت ولن تطول رحلته بعد ان يقوم بزياره شقيقته ... وكالعاده هلت عليه الاسئله ككل مره يزور فيها منزل ماجد كيف سينام على سرير المزارع المهتري وماذا سيطعمه ذلك الفقير وهل لديهم ماء نظيف ليشرب وهل منزلهم يتسع له ولأبناءه وهل سيرتاح في مأكله ونومه هناك والكثير الكثير من الاسئله التي كانت تصدر من فم والدته القلقه بعد ان اختطفت الهاتف من يد احدى زوجاته ... طمأن والدته على مضض وهو يكتم غيظه منهم ...

هي زوجته مثلهم فلما كل هذا الاحتقار .. هل ظلمها بزواجه منهم .. يعلم انهم لا يجرؤون تخطي حدودهم معها في الكلام في وجوده ولكنهم يزعجونها بتعليقاتهم ونظراتهم المستحقره لها حتى والدته .. زوجاته وقد حذرهن اكثر من مره ولا يظن انهم سيعيدونها بعد ان حلف عليهم بالطلاق ولكن ماذا عن والدته .. ما عساه ان يفعل معها .. تبقى هي امه ولا يستطيع ان يفعل لها شيء لا يملك سوى ان يحزن لتلاحظ هي هذا فتهدأ اسبوع واحد ثم تعود تحرق دم تلك المسكينه
ضحك في سره بخفه اين هي تلك المسكينه ..؟ ام انها إحسان ..؟ هو يعلم جيداً بأنها ليست تلك الضعيفه التي يمكنهم ان يتجاوزو حدودهم معها فهي تستطيع الدفاع عن نفسها ثم ان تلك الصغيره لديها قدره عجيبه في استفزاز من حولها بشتى الطرق ..

زوجاته الضعيفات .. ظنوها في البدايه لقمه سهله وانهم يستطيعون ان يعبثو بها ابنه المزارع ويتحكمو بها فتصمت وتتجاهل وتخضع لكنها لم تكن هكذا .. كانت شرسه عنيده قويه .. عاملتهم بلطف في البدايه وعندما وجدت انهم لا يليق بهم تلك المعامله عاملتهم بالمثل .. تعلم تلك الصغيره ماذا تفعل .. لم تكن تلك القطه البريئه التي ظن عندما رأها اول مره ....

كانت بريئه هادئه لم يسمع صوتها حتى بعد مرور اسبوع من زفافهم .. حتى قرر ان يعيدها لوالدها ظناً انها قد اجبرت عليه ولكنه كان قد تعلق بها .. فتاه صغيره جميله بريئه يستطيع تشكيلها كما يريد .. فقط القليل من الحنان والحب وستصبح المفضله بين زوجاته .. وبالفعل اصبحت كذلك ولكنه لا يريد الاعتراف لها بذلك .. فكيف يخضع لفتاه صغيره وكيف تملك قلبه هو الحازم الجاد القاسي بكل قراراته تأتي هذه الفتاه وتذيب كل تلك الصلابه ليصبح امامها هش ...

ظنه الجميع قد تزوجها شفقه منه او حتى بسبب ظروف يجهلونها ولكنه تزوجها لأنها خطفت انفاسه منذ اول مره وقعت عيناه عليها .. احبها بل واغرم بها ولكنه ليس بذلك الغباء ليخبره بشغفه ذاك ... تتذمر دائماً من عدم موافقته على ذهابها لزياره واليها فيتحجج بأعماله وانه ليس من الجيد ارسالها بمفردها الى البلده ماذا سيقول الناس عنه زوجه الشيخ تزور اهلها من دون ان يكون زوجها معها .. لا هذا لا يجوز سيذهب بها هو عندما ينهي كل اعماله ... كان يقول هذا دائماً على الرغم من ان زوجاته يذهبن بمفردهن الى اهلهن ولا يعارض .... ظنته يعاملها هكذا لأنه يستنقص من قيمتها عنده فهي ابنه المزارع مع انها لم تكن تخجل من قول هذا امام احد .. واخبرته انه يفعل هذا معها لأنه يفضل زوجاته عليها وانه لا يستطيع رفض طلب لهم ...

لكنه لم يرد عليها وجعلها تتوهم ذلك مع ان الحقيقه هي انه لا يريدها ان تبتعد عنه .. لا يستطيع العوده الى المنزل ولا يراها فيه .. بالفعل هو كان مهووس بها ولكن كبرياءه كان يمنعه من قول هذا لها ... ثم انه يكره تلك الحاله التي تدخل بها فور دخولها تلك البلده .... حتى عندما يعودون الى منزلهم .. تظل طوال الوقت شارده تسبح في فلك لا تعلم عنه شيء .. تنسى وتعود الى طبيعتها حتى ترى احد قادم بلدتها تعود الى نفس الحاله تلك ....

هل تحن لبلدتها .. هل زرعها في مكان لا يناسبها فذبلت .. ولكن لما الان فحسب .. لما تكون طبيعيه حتى تعود الى البلده .... اراد ان يسألها مراراً ولكنه يخشى الجواب ففضل السكوت .....

ارخى ظهره على السرير الذي لم يكن كسريره ولكنه كان مريح ودافئ يكفي ان تبقى قريبه منه ليعيش هنا طوال عمره اذا ارادت ... مابه منزلها هو ليس بهذا السوء بالعكس كان منزل متواضع دافئ صغير لا حدود له كل ما يحيطه ملكهم وكأنهم ملكو كل جميل هنا ...  يكفي انهم يعيشون بحريه ... كانت هكذا تعيش ليقيدها هو بأسوار شاهقه .. وجدران خانقه ... هذا اذاً هو السبب ... ربما هذا ما اراد ان يقنع به نفسه

نظر حوله ليجد الصغير ينام بسلام بينما اخوته ينامون برفقه خالتهم تلك الصغيره البريئه ولكن هل تراها بريئه كقطته هذه .. لا لا يظن هي إحسان واحده ولا ثاني لها ثم ان إحسان عيناها تفيض بكل ذلك العنفوان ولكن هذه الإيلام لايوجد في عيناها سوى الخجل والبراءه ... هكذا كانت ايضاً في البدايه فأخرجو زوجاته الحمقى كل سيء بها ... حتى ان الامور وصلت للشجار بينهما بالايادي ..... هاهي شارده كعادتها ...

مد يده ليسحبها برفق لتنظر اليه تغتصب إبتسامه واهنه ليضمها الى صدره بهدوء وهو يتحدث بخفوت:
نامي عزيزتي فقد كان اليوم متعب بالاخص بالنسبه لك فلم تخرجي الا بعد ان اقمتي حرب في المنزل

نظرت اليه بقلق فهل سيوبخها على ما فعلت قبل مغادرتهم ولما لا فقد كانت عينيه تطلق شرراً حتى وصلو الى البلده .. لا تعلم كيف يتحول هكذا بثواني .. لن يكون الشيخ هلال إن مرر الامر بهذه السهوله ولم يوبخها ... لتهتف بحزن مصطنع:
ماذا اردتني ان افعل لقد كانو يخططون لفعل شيء يفسدون فيها سفرنا ... حتى والدتك كانت تتفق معهم
هلال بإقتضاب:
ربما كانو يمزحون معك مابك لما تنفعلين بسرعه
إسراء بدهشه:
كانو يقسمون بأنهم سيجعلونك تتراجع عن قرارك وتلغي السفر وتقول لي انهم يمزحون
هلال بترقب:
وهل كنت سأفعل ان طلبو مني هذا ...
هزت رأسها بنعم ليرفع حاجبه بإستنكار هاتفاً بخيبه امل:
الا تثقين بي
هزت رأسها بلا مكمله بهدوء:
بلى اثق بك ولكنك لا ترفض طلب لوالدتك .. ثم انني فعلت الكثير لتوافق على هذه الزياره وكنت انتظر بفارغ الصبر

ابتسم بهدوء وهو يعيد خصلات شعرها للخلف:
صحيح لا ارفض طلب لوالدتي ولكني وعدتك
رفعت طرف شفتها بسخريه لتهتف:
وماذا كنت ستفعل ان طلبت منك عدم الذهاب هل كنت ستكسر كلمتها لأجلي
هز رأسه بالرفض لتضحك بسخريه وهي تكتم الغصه في حلقها:
وهذا ما عنيت ... لا تلمني على ما فعلت فهذه كانت فرصتي الوحيده والاخيره ولم اصدق انك وافقت ليأتون هم ببرود ويفسدون كل هذا
اخذ نفس عميق وهو يعيدها مكانها بعد ان كانت تنسحب بهدوء لتبتعد عنه:
كنت سأرضيها ولن اخلي بوعدي لك ... هل انا هكذا بنظرك إحسان .. هل احرمك من اهلك للحد الذي تصبح زيارتهم لك حلم وامنيه
اهتزت شفتيها وهي تشيح بنظرها عنه:
هذا ما تجعلني اشعر به انت ..
ضم رأسها اليه ليهتف بحنان وهو يربت على خصلاتها:
اقسم اني سأقتص لك من انت القاسي هذا وسترين
عقدت حاجبيها بدهشه فمنذ متى كانت تأثر به كلماتها تلك ومنذ متى يتحدث معها بكل هذه الرقه والحنان ...

هبطت دموعها لتسرع في مسحها وهي تشرد بالنافذه غير ابهه لما يفعله او يشعر به هلال في تلك الاثناء فقط كانت تفكر ... ماذا لو لم يأتي في ذلك اليوم ماذا لو لم تتزوجه .. هل كانت الان لا تزال في منزل والدها ام انه ستكون الان تنام هكذا في احضان قاسم ...

ماهي الا ثواني حتى شهقت بعنف وهي تستغفر الله على تفكيرها ذاك لينتفض هلال بقلق وهو يتحسس وجهها هل اصابها مكروه لتسرع هي بالنهوض ساحبه حجابها لتتجه الى الخارج ... ليقبض على يدها وهو يتحدث بقلق:
إحسان مابك هل انتي بخير
هزت رأسها بنعم وهو تشير الى الخارج:
سناء لا تستطيع النوم بعيداً عني ولا اريدها ان تزعج إيلام سأحضرها واعود ...
نظر اليها بشك لتومئ له بمعنى ماذا ليفلت يدها فتسرع هي الى الاسفل ....

وقفت امام الغرفه التي تنام بها إيلام وهي تلتقط انفاسها بقوه .. ماذا كانت تفعل منذ قليل هل عادت تفكر بقاسم الم تقسم بأنها لن تفكر به وقد فعلت .. لما الان تعود لتذكره .. لماذا تتذكره كلما عادت الى البلده ... لقد عاهدت نفسها الا تتذكره او تذكره .. الم تقل بأنها تحب هلال او ربما هذا ما اعتقدته ... لكن ما تعلمه علم اليقين انها لا تحمل لقاسم في قلبها سوى الكره .. لا حتى الكره كثير عليه .. هي فقط لا تحمل له شيء في قلبها .. وان عاد الزمان للخلف فهي لن تكرر فعلتها ولن تقع اسيره عينيه وستتزوج هلال لو عادت بالماضي الاف المرات ... فمن عبث بمشاعرها سابقاً ليس له حتى مكان ثقب ابره في قلبها ...

فتحت جزء صغير من الباب لتجد الاطفال ينامون بسلام وبجوارهم إيلام التي كانت تجلس في زاويه الغرفه تحمل بيدها دفترها وتكتب في الظلام مستعينه بمصباح القداحه الخافت لتنظر اليها وهي تضع يدها على قلبها بخوف فقد ظنته والدها لتضحك إحسان بخفوت وهي تهمس:
نسيتي ان تغلقي الباب
إيلام وهي تخفي دفترها اسفل الفراش:
لقد اخفتني حقاً
إحسان:
في المره القادمه خذي كتاب الماده وضعي دفترك بداخله حتى لو اتى والدك لن يسألك ....
هزت رأسها بالموافقه لتهمس:
هل اتيتي لتتفقدي الاطفال جميعهم كانو منهكين ونامو لا تقلقي
إحسان:
لكن قد تستيقظ سناء وتزعجك
دفعتها إيلام الى الخارج وهي تهتف:
لا لا لا تقلقي لن تستيقظ فقد كانت متعبه اثر لعبها مع إسراء وعامر انتي لا تقلقي وان استيقظت سأتي بها لك انا
استدارت إحسان وهي تقبل خد شقيقتها قائله بحب:
تصبحين على خير حبيبتي
ابتسمت الاخرى وهي تبادلها القبله:
وانتي بخير

صعدت إحسان الى الغرفه ثانيه لتفتح الباب وهي تبتسم بإتساع ليبتسم هلال تلقائياً برؤيتها تبتسم وهو يشير بيده بمعنى اين سناء .. اغلقت الباب واتجهت الى الطفل تحيطه باللحاف:
لم تدعني إيلام اخذها
هلال بهدوء:
دعيها تزعجها اليوم اذاُ

اومأت ليشير الى الفراغ بجانبه لتتجه اليه وكلها عزم على محاربه اي شعور تافه قد يراودها ....
ضمها الى صدره ليهمس بتعب:
نامي إحسان لا داعي للتفكير اريحي عينيك جميلتي .. غداً سيكون يوم طويل ... تجهزي سنذهب للغداء في منزل سناء

ابتلعت ريقها بصعوبه فمنذ متى كان قاسم يسمح لأحد بالدخول الى منزله .. وخاصه اخوه سناء ... مالذي تغير الان ... الجميع يظن هذا بسبب عداوه قديمه بينه وبين سليمان شقيق سناء وهلال ولكنها تعلم لما يفعل هذا ... هلال واشقاءه ايضاً لا يطيقون قاسم ولا يحبونه حتى انهم رفضوه تزويجه من شقيقتهم لكن والدهم اصر على تزويجها اياه فلم يستطيعو منعه هذا غير موافقه تلك المسكينه ...
اومأت ليهز رأسه وهو يهتف:
اخبرتها بأني لا اريد دخول منزل ذلك المختل لكنها اصرت ولم ارد ان اكسر بخاطرها ... فوافقت
همست بخفوت وهي تتشبث بملابسه من دون ان تشعر:
وهل ستذهب حقاً
ربت على شعرها وهو يغمض عينيه بإرهاق:
سأذهب لكني اخبرتها بأن تستأذن عمها جابر لتكون الوليمه في منزله لا اريد الذهاب الى ذلك المنزل ثم انها فرصه للخلاص من البقاء هنا اكثر سنختصر عزيمه جابر وندمجها مع عزيمه سناء
ابتسمت بخفوت وهي تهتف:
لا تريد البقاء اكثر
عقد حاجبيه في محاوله لمقاومه النوم فهل هذا الوقت المناسب لتفهمه بشكل خاطئ:
من قال هذا انا لم اعني شيء .. ثم انك تعلمين اني لا استطيع البقاء كثيراً خارج البلده ... والدي يحتاجني .. والمنزل لوحده .. وزوجاتي ايضاً واخوتي ... ليسو في البلده ...
هزت رأسها موافقه وهي تسمع همسه الخافت وحروفه التي تخرج بصعوبه وصمته بين الكلمه والاخرى اثر النوم الذي عطل كل حواسه لتربت على كتفه بحنان فيقبل بدوره جبينها وهو يغلق عينيه بإنهاك مستسلماً للنوم وبخفوت:

نامي وسنتحدث في الصباح 

لم تتحدث ليسقط الاخر في نوم عميق اثر التعب والارهاق فهو لم ينم ليله البارحه في محاوله انهاء كل اعماله ليتفرغ للسفر ...
اغلقت عينيها بإرتياح في محاوله الإندماج والتمتع بأكثر اوقاتها استرخاء وامان بين ذراعيه بعيداً عن فوضى منزلهم وشغب اطفالهم .. زوجاته .. والدته المتسلطه على الجميع حتى عليه هو واخوته ووالده شخصياً ... وبعيداُ كل البعد عن هلال الذي تعرفه .. هذا ارق احن اجمل بكثير من هلال كبير البلده ... هلال المسؤول هو الان بين يديها هلال الانسان .. هلال اخر ....

:
:
:
:
:
:
:

أتمنى أن نجد في يومٍ من الأيام عوضًا عن كل تلك الليالي التي تخطّيناها بمفردنا .. وأن نجد من نُسنِد رأسنا على كتفه، دون كللٍ أو ملل ومن دون أن نشعر بأننا عبءٌ ثقيلٌ عليه وأننا فقط -في نظره- أخفّ من الجِفن على العين."

في الصباح

كالعادة يستيقظ الجميع بنشاط مهما كان الذي قد مرو به ليله البارحه .. وككل صباح في كل انحاء البلده لم يتغير شيء نرى الادخنه تصعد من منازل الاغلبيه ورائحه الحطب التي تنتشر في كل ارجاء البلده والتي تأتي من تلك التنانير المصنوعه من الفخار والتي يتم فيها صنع الخبز المختلف فهناك خبز القمح والذره الصفراء والحنطه وغيرها من المخبوزات من مختلف الحبوب التي يحصلون عليها من اراضيهم الزراعيه ...
رائحه البن اليمني الشهير تنتشر في كل مكان لتعطي هذا الجو الغائم زخم اخر ... شعور يبعث بالراحه والسكينه وهاهي الشمس بعد طول غياب تظهر من خلف الجبل بإستحياء وبين اللحظه والاخرى تغطيها الغيوم الناصعه البياض ...

ككل صباح يعاد كل يوم بنفس التفاصيل ونفس المشاهد صوت الدجاج والابقار والاغنام ولا ننسى الروائح الزكيه المنبعثه من المواشي والتي قد تداهم الانوف في اي لحظه 😷🤭 ومع هذا لم تفقد البلده رونقها واجواءها المميزه .. فقد اعتاد الجميع هذا ....

لم يختلف هذا الصباح الا في منزل ماجد .. كان صباح مميز حيث يجلس الصغيرين سليمان وسناء على باب الغرفه التي كانو ينامون فيها ينظرون الى كل شيء حولهم بريبه و بإستغراب وكأنهم قد قدمو ليله البارحه من المشتري او زحل ... ربما كان هذا فقدان ذاكره مؤقت كالعاده بالنسبه لكل الاطفال الى ان يسترجعون احداث ليله البارحه ...

كانو يجلسون على عتبه الباب بشعرهم المتطاير وملابسهم الغير مرتبه على عكس ما كانو ليله البارحه عند وصولهم هذا غير حواجبهم المعقوده وبأعينهم المتورمه اثر النوم ككل ملامحهم ينظرون الى كل شيء حولهم بإستكشاف وتحليل في محاوله معرفه اين هم واين والدتهم ... المنزل ليس منزلهم والروائح التي تتسلل الى انوفهم الصغيره ليست كالتي اعتادو عليها كل صباح .. هناك شيء مختلف ....

دارت اعينهم الى حيث صوت تلك الضحكات التي تسللت الى مسامعهم والتي لم تكن سوى إيلام التي تقف امام التنور الموضوع في الخارج لإعداد الخبز والتي كانت تتأملهم بسعاده وقد اثارت اشكالهم وحالتهم تلك ضحكها .. لتمد يدها لهم بمعنى تعالو .. لكنها لم تجد منهم ايه رده فعل .. حسناً هم لم يتعرفو عليها ايضاً ...

حتى وان تعرفو عليها فهي الان في هيئه اخرى غريبه غير التي رأوها بها ليله البارحه ... ففتاه ليله البارحه كانت ترتدي ملابس مهندمه هذا غير حجابها الذي يزين وجهها اما هذه فقد كانت تقف امام التنور وكأنها في حرب .. تشمر عن ساعديها وبيدها بقايا العجين وكفيها الملطخه بالزيت .. ثوبها الفضفاض ترفعه حتى نصف ساقها كي لا تنشغل في رفعه بين الدقيقه والاخرى وهي تقوم بأعمالها المعتاده ككل صباح ... وحجابها الذي تغطي به شعرها فقط وترتديه كالعمامه ولا تغطي به عنقها كالعاده فهذا وقت العمل ويديها لن تكون متفرغه لتعديله كلما سقط ...

ازدادت ضحكاتها عندما رأت نظراتهم المستنكره اين يعيش هؤلاء الم يرو احد بهذه الهيئه من قبل .. ام ان إحسان تحجب عن اطفالها هذه المناظر .. ابناء الشيوخ ... اه يا احسان ماذا تحشين في عقول هؤلاء الصغار ...
اتجهت اليهم وهي تحمل بيدها قطعه من الخبز لتقسمها لهما الاثنان وتعود ادراجها تراقب الخبز كي لا يحترق ...
نظر الاثنان الى قطع الخبز الذي بيديهم لتهتف بضجر:
هييي لا تقولا انكما لا تعلمان ما هذا الذي في يديكما
عامر بهدوء وهو يجلس بجانبهما:
لا يعلمان ولكنهم لم يذهبان ليغسلا وجهيهما بعد
قوست شفتيها بسخريه وهي تشير اليهما:
انظر انظر الإحتكار الذي يعيشان فيه هؤلاء المساكين الفتاه تشعرني بأنهم قادمون من احدى الممالك التي لا نعلم عنها شيء حيث يسود النظام الذي يتحكم بطريقه غسل اسنان البشر ... تشعرني هذه الفتاه انها تحتفظ بنبلاء العصر الحديث لتجعلهما يعيشان هذه التفاصيل الصغيره بحذافيرها

ثم اردفت وهي تشير الى جره المياه المصنوعه من الفخار والتي خصصت لمياه الشرب كي تحتفظ بالماء بارد طوال الوقت والتي كانت موضوعه في حديقه المنزل بجانبهم:
عامر اسكب عليهم الماء واخبرهم ان عصر والدتهم انتهى هما هنا حيث تسود قوانين الخاله إيلام وانا قلت انهما سيتناولان الخبز قبل ان يبرد
نظرت اليهما لتهتف بلطف:
لا بأس اعزائي تجاهلا ماما الحازمه ولنعيش اليوم بعشوائيه كما سأعلمكما اللعب بالطين ولندع الكنتوسه ماما تحترق حسناً ايها اللطفاء

ضحك عامر بشده عندما رأى ملامحهما التي تبدلت وكأنهما لا يعيان شيء مما تقوله إيلام التي هزت رأسها بأسف وهي تقول:
لم يستوعباء للحظه ..
رفعت نظرها للأعلى تزامناً مع نزول إحسان من غرفه السطح وهي تتحدث من بين ضحكاتها:
ماذا تعلمين اطفالي ايتها المتشرده
فور سماع صوت والدتهما انطلق الاثنان اليها تاركين قطع الخبز على عتبه الباب ... والقو انفسهم عليها متشبثين بساقيها يحتمون بها واعينهم لا زالت تنظر الى إيلام بريبه
احتضنتهما بحب وهي تخاطبهما بدهشه مصطنعه:
ماذا فعلت لكم هذه المتوحشه
حركت إيلام يدها في الهواء وبسخريه:
اين تضعين ابناءك بحق الله لقد خافو عندما رأو هيئتي هذه الم يروك هكذا من قبل
نظرت اليها لثواني ثم انفجرت بالضحك ليشاركها عامر الضحك لتدنو إيلام من التنور تلتقط الخبز وهي تتحدث بسخريه:
اضحكي اضحكي انتي وهو ودعي ابناءك يعيشون التخلف والتحجر .. للأسف يضنون والدتهم قد اتت من العصر المملوكي لا يا صغاري لقد كانت في هيئه مخيفه اكثر من هذه التي ترونها لا يغرنكم تطورها في المطابخ الحديثه

ازدادت ضحكات إحسان لتشير إيلام الى نفسها وبإستنكار:
بحق الله هل ابدو مخيفه .. هل عميت اعينكم عن هذا الجمال ايها الاطفال البؤساء
عامر وهو يلتقط قطعه خبز ساخنه خفيه من إيلام:
اين الجمال هذا إيلام انهم لا يرون الا زومبي متحرك واي حجاب هذا الذي تلفينه على شعرك بحق الله نصف شعرك في الخارج اساساً
كادت تتحسس شعرها لكنها تذكرت ان يدها ملطخه بالزيت لتنظر الى احسان بتساؤل:
متى سيستعيدون ذاكرتهم
جلست إحسان ومعها الصغيران على اخر درجه في السلم الحجري الذي يؤدي الى حديقه المنزل والطابق الاول المكشوف من المنزل:
اترون يا صغاري هذه الجميله
كتمت ضحكتها عندما رأتهم ينظرون اليها بحيره فأين هذا الجميله:
هذه هي نفسها خالتكم إيلام التي حدثتكم عنها
إيلام بدهشه:
الا يعرفونني لقد لعبنا ليله البارحه ونمنا سوياً كيف نسوني بهذه السرعه
إحسان:
عندما تغيرين من هيئتك هذه سيتعرفون عليك لا تقلقي بهذا الشأن
زمت شفتيها بتذمر وهي تنهي عملها بينما اقبلت عليهم اميره وهي تحمل بيدها اكواب القهوه:
هيا يا صغار تعالو لتحتسون القهوه مع جدكم ماجد اسفل الشجره
إحسان بنفي:
لا امي هم لا يشربون القهوه ثم انها مضره وهم لا يزالون اطفال
اميره بتذمر:
هي مره واحده لن يحدث شيء ثم اني احضرت لهم بعض الكعك معها هيا قبل ان يأتي الجد ماجد ويلتهمها كلها
هزت رأسها وهي تتوجه بهما الى حيث جره المياه لتغسل لهما وجوههما بينما ابتسم سليمان بسعاده وهو يشعر بالمياه البارده تداعب وجهه واخذ يريد تكريرها بينما سناء كانت تزم شفتيها بتذمر ... منذ متى ووالدتهم تفعل هذا ...
اتجهت بهم الى اسفل الشجره العملاقه التي تجلس اسفلها إيلام طوال الوقت والتي تطل على الاراضي الزراعيه اسفلهم .... ليجلس الاثنان برفقه اميره على البساط الذي قامت اميره بوضعه ليستقبل الجميع فهم سيتناولون الفطور هنا اسفل هذه الشجره ...
لتتجه إحسان الى إيلام التي همست لها:
هل استيقظ زوجك
هزت إحسان رأسها بلا وهي تميل على التنور وتستنشق رائحه الخبز بقوه:
لقد اشتقت لهذه الرائحه حقاً
ابتسمت إيلام وهي تهتف:
الا يملكون تنور حطب
هزت رأسها بالنفي وهي تكمل:
لا اذا اشتهو شيء من هذه المخبوزات هناك فتاه في البلده يطلبون منها ان تصنعها لهم
لوت إيلام شفتيها بعدم رضى:
الا يستطيعون خدمه انفسهم اذا اشتهو شيء
إحسان وهي تضرب كتفها بخفه:
انهم شيوخ عزيزتي شيوخ يترفعون عن هذه الامور
حركت الاخرى كتفيها لتقول:
متكبرين مغرورون بأنفسهم  ...
التفتت إحسان للخلف حيث يقبع منزل سعد المجد والذي يلتصق منزلهم الهزيل بأسوار منزلهم العتيق:
الخاله مرام التي كنا نراها متكبرها .. اكتشفت ان هناك من هو اكثر منها غرور .. على الاقل كان الغرور يليق بها
ضحكت بخفه وهي تعيد نظرها الى غرفه السطح حيث ينام هلال:
ولكن تعالي وانظري الى والده هلال ... متكبره ومغروره هكذا بدون ان تمتلك اي دافع فقط لأنها زوجه شيخ البلده .. اين هي واين الغرور .. بإختصار حتى ذلك اللقب لا يناسبها
وكزتها بخفه وهي تهتف:
احترمي عمتك يا فتاه
نظرت الى حيث اطفالها لتهتف:
احترمها .. وكثيراً .. من قال اني لا احترمها ... هي فقط من تخرجني عن طوري
هزت رأسها وهي ترى والدها يخرج من غرفته ويفرد يديه في الهواء لإستقبال تلك النسمات المنعشه لكن رؤيه إحسان قطعت عليه كل تلك الطقوس ليتجه اليها هاتفاً بإبتسامه:
صباح الخير ياوجه الخير
قبلت إحسان رأسه بحب وهي تهتف:
صباح النور ابي
هتف ماجد وهو ينظر الى الاطفال:
الم يستيقظ زوجك بعد .. لما لا تذهبي وتوقضيه ليتناول معنا الفطور بهذا الجو الجميل هيا هيا اذهبي واخبريه ان اليوم طويل ولا بد من ان اخذه في جوله حول البلده ليستقبله الناس هنا فالجميع هنا يحبه ويحترمه هو ووالده

هزت رأسها بالايجاب لتتجه الى الاعلى .. اما ماجد فقد اتجه الى اميره التي كانت تجلس مع الصغار ليتحدث بخفوت:
اليوم ستكون العزيمه في منزل جابر .. كم سيذبحون برأيك

نظرت اليه بطرف عينها وهي تساعد سناء في امساك كوب القهوه .. ليهتف ماجد بصوت عالي يكاد يصل الى الخارج او ربما قد وصل وهو يلتقط فنجان القهوه ويحتسيه بتلذذ:
الله .. هذا سيعجب صهري حقاً .. قهوه زوجتي لا يوجد لها مثيل في العالم بأسره .. سلمت يداك اميرتي

رفعت حاجبها بإستنكار فمنذ متى اصبح ماجد يمدحها او يثني على شيء تفعله ... ان دل هذا على شيء فقد دل على انه سعيد .. اي انه سيرتكب حماقه عاجلاً غير اجلاً ...
اكمل بخفوت:
لم تخبريني كم من المواشي سيذبح جابر للضيافه
نظرت اليه بدهشه قائله:
وما ادراني انا .. ثم ما شأننا نحن بذلك .. ماجد هذا ليس من اختصاصنا
نظر اليها ماجد بدهشه وهو يعيد فنجان القهوه مكانه وبإستنكار:
كيف ليس من اختصاصنا .. اليس صهري .. وهذه ابنتي .. كيف لا نتدخل
ابتسمت بسخريه وهي تضم يديها امام صدرها:
بماذا تفكر عزيزي ماجد
سحب نظراته عنها ليعود لفنجان القوه وهو يشير بيده بماذا متحاشياً النظر اليها:
بماذا قد افكر ياامرأه استغفر الله تشككيني بنفسي
ضيقت عيناها وهي تهتف:
ام ان عقلك قد صور لك ان تذهب معهم الى العزيمه ...
رفع نظره اليها وكأنه يقول وما المشكله:
لتهز رأسها بعدم تصديق:
وان ذهبت ماذا ستكون هناك .. صهر الشيخ ام راعي جابر
وضع الفنجان جانباً وهو يشير الى نفسه:
انا لست راعي جابر افهمي هذا انا فقط اعمل في ارضه فقط لا غير
هزت رأسها بمعنى اذاً ليعتدل في جلسته وهو يهندم ملابسه:
وسأجلس في صدر المجلس بجانب صهري الشيخ وينظر الجميع الي ب...
قاطعته وهي تهتف:
بإزدراء .. وعندما يغادر صهرك الشيخ تعود الى مكانك في حقول جابر
كاد يصرخ بها لولا انها هتفت بهدوء:
ماجد كان يحق لك كل هذا اذا كنت منذ البدايه تقدر نفسك ... كنت تستطيع ان تكون اكثر من هؤلاء كلهم لو انك حافظت على امانه والدك ولم تختار دروب جابر التي لم تستفد منها سوى المهانه ..

انت من اخترت ان تكون هكذا ... فعلا تأتي اليوم تطالب بحق ليس ملكك انت من جعلت نفسك ذليل امام جابر واصبحت تتبعه في كل مكان وكأنه سيزيد من قيمتك التي حددتها انت لنفسك ولكن بإتباعك له لم يزدك ذلك الا هوان ... ماجد اذا اردت ان تحافظ على ما تبقى من ماء وجهك لا تذهب اليوم وابقى في منزلك معزز مكرم لا تجعل الناس ينظرون اليك بإستحقار .. انا اعرفك واعرف تصرفاتك والاشياء التي ستقوم بإفتعالها هناك والتي لن تزدك الا سخريه ممن هم حولك .. انت اخترت ان تكون هكذا واستكثرت على نفسك عزه نفسك فتحمل

جز على اسنانه بعنف وهو يرمقها بغيظ ولكن سرعان ما اختفى كل هذا برؤيته احد احفاده يتربع في احضانه ويبتسم له بسعاده ليقبله بحب وهو يقول:
اجل هؤلاء هم ابناء الشيوخ ... الله الله ياجابر هاهم الشيوخ يتوسطون احضانك .. لنرى ايضاً ابناء التجار الاثرياء
نظرت اليه اميره بضيق فقد كان كلامه يعني انه مصمم على رأيه بخصوص زواج إيلام ......

:
:
:
:
:
:
:

هدوء البعض ظاهرياً لا يعني انه لا يعيش
‏عواصف داخلية وفي روايه اخرى:
‏" في العاصفة واقف بصبر وجلادة
‏وأحاول أني ما أنكسر - قدر الامكان "

في منزل اخر .. منزل والد رشيد

كان يستلقي على سرير رشيد الذي استحله عنوه .. يتأمل السقف بهدوء وهو يسبح في تفكيره الذي لم يهديه الى اي بر .. لتقطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه ... وضع عليه الوساده بإنزعاج فمن غيرها تتصل به الان ... 
تجاهلها كلياً وكأنه لا يسمع تلك الرنات .... بالتأكيد ستسأله .. اين انت ؟ ولما لم تعد ليله البارحه ؟ ولما لم تعد تهتم ؟ ابنك بحاجتك وانا ايضاً والكثير الكثير من هذه التوسلات ليعود الى المنزل ولكنه لن يفعل ...
ابتسم بخفوت وهو يسحب هاتفه فور وصول رساله تأكد تحليلاته ليفتح الهاتف وقد اعتادت عيناه على رؤيه تلك الرسائل الصباحيه التي تحمل في ثناياها اهات المساء واحزان الصباح ولكنه تفاجأ بكلمات مختصره .. تفقد المرسل ليجدها هي زوجته .. مابالها لم ترسل كالعاده ... ام انها يئست من المحاولات وفقدت الامل .. ربما فعلت ولكنها قاومت سنوات وانهارت حصونها الان فور قدوم شقيقها لتشتكيه له ....
لكن وعلى عكس توقعه فقد كانت كلمات بسيطه .... ( العزيمه ستكون في منزل عمي جابر هذا اذا اردت القدوم ) ......

قلب عيناه بملل مالذي يجبره على الذهاب فليحترقو جميعاً دفعه واحده .. لن يفعل شيء لا يرغب به ...
لا يهمه قول الناس فيه ولكنه حقاً يريد ان يرى اطفالها .. هل ياترى يشبهونها .. ام انهم يشبهون والدهم القبيح ...

التفت للجهه الاخرى ليرى وجه رشيد امام وجهه مباشره والذي كان لايزال ممسك بالهاتف واضعاً اياه امام وجهه كما كان يتحدث ليله البارحه مع زوجته ...
اغلق عينيه بغيظ وهو يستغفر بصوت عالي فهل سيبداء يومه بوجه هذا الاحمق منذ ان بداء يتصبح بوجهه لم يرى خير ... ثم ما لبث ان مد قدمه ليركل رشيد ملقياً اياه ارضاً

نهض الاخر بفزع وهو يصرخ:
تسونامي تسونامي
اخذ يركض في ارجاء الغرفه بلا هدف ثم ما لبث ان اتجه الى السرير يلتقط هاتفه ويعود للركض بدون وعي باحثاً عن الباب .. ضرب على احد الجدران وهو يصرخ:
اقسم بأن الباب كان هنا ايها الظلمه اين ذهب الباب
التفت ببطء عندما سمع صوت قاسم الخافت الذي هتف بضيق:
تسونامي اين الماء اذاً
استدار بنصف جسده وهو لا يزال يحتضن الجدار:
ولما الماء ..
قاسم:
تسونامي فيضان
رشيد:
لم اكن اقصد لقد كان زلزال الم تشعر به للتو .. اكاد اقسم ان منازل البلده كلها تدمرت
هز رأسه بالنفي ليشير الى الهاتف بيده:
ولما اخذت الهاتف هل كان سينقذك او انك ستقوم بالاتصال بالدفاع المدني من اسفل الانقاض
هز رشيد رأسه بالنفي وهو يتفقد هاتفه:
لا لكني خشيت ان تتصل بي ميار وتجد الهاتف مغلق اثر تحطمه بالركام او قد يرن ان لم يتحطم اسفل المنزل بعد الزلزال ولا تصدق انه تحت الانقاض لذا اما ان نموت معاً او ننجو معاً فأنا لا استبعد ان تقوم بخلعي في اقرب محكمه ان لم ارد عليها من الاتصال الثاني
هز رأسه بيأس من ابن عمه صاحب الشخصيه الضعيفه كما يراه الجميع ولكن الحقيقه هي انه يحب زوجته ويعشقها حد النخاع ولا يستطيع ان يحزنها او يجعلها تنتظره لثواني فهو لا يريد ان يخسرها ليس لشيء ببساطه لأنه لا يريد ان يضيع من بين يديه فتاه احبته بصدق ....

اتجه الى خزانته وهو يبعثر الملابس بعشوائيه:
متى ستذهب 
قاسم وهو يعبث بشعره بدون تركيز:
الى اين
رشيد:
عزيمه عمك جابر .. لقد اخبر الجميع ونبه عليهم بأن يحضرو
حرك شفتيه بسخريه وهو يقول:
ذلك العجوز
رشيد وهو يلقي له بالمفتاح:
اغلق الباب جيداً عندما تغادر فأنا سأذهب فور انتهائي من الاستحمام
التقطه قاسم من الهواء واخذ يلوح به في الهواء:
اسكت اسكت من سيسمعك سيظن انك تملك كنوز في هذا المنزل المهجور
ر

شيد بسخريه وهو يخرج من الغرفه:
لا لا املك كنوز ولكني وحدي من قمت بتنظيف مخلفات المواشي التي دخلت من الباب الذي تركته انت مفتوح في اخر مره
ضحك قاسم بهدوء وهو يقول:
لقد كانت الشركه الالمانيه لرش المبيدات الحشريه ... ثم انهم غادرو من فورهم عندما لم يجدو حتى كسره خبز مرميه بالخطاء ايها البخيل
طل برأسه من الباب وهو يهتف:
لم يغادرو كلهم ام انك نسيت ذلك الجدي الذي استمرينا في الركض خلفه طوال الليل حتى قرر الانتحار من الشرفه ووحدي من دفع قيمته للراعي المهمل
ضحك قاسم بشده عندما اخذ يتذكر ذلك اليوم الذي اخرجو فيه المواشي من بهو المنزل ونسو تفقد الغرف ليتفاجأو في الليل بجدي متوسط الحجم في احدى الغرف يتربع على سرير رشيد بعد أن لوثه ... واخذ يركض في كل المنزل وبسماع صدى صوته يرن في كل ارجاء المنزل الفارغ وصوت قدميه على الارضيه الرخاميه وركضهم خلفه ازداد جنونه وخوفه وانتهى به المطاف منتحراً من الشرفه الى خارج المنزل
المشكله هي ان صاحبه اقسم بأنهم هم من اختطفوه وارادو ذبحه او بيعه ولكن الله كشفهم .. رفض قاسم ان يدفع ثمنه حتى يصدقه الراعي وفي النهايه دفع رشيد قيمته وبداء بتنظيف المنزل الذي لم يتم تنظيفه منذ عشرات السنين .. بسبب تلك الروائح التي ملأت ارجاء المنزل ... ومنذ ذلك الوقت لم يقومو بتنظيفه .. ربما قد يفكرون بذلك عندما يكررون الاغنام زيارته

:
:
:
:
:
:
:
:

- كيف يختفي الحبّ؟
لو كنتُ أعرف أين يذهبُ البرق بعد توهجه لقلتُ لك كيف يختفي الحبّ، كالزلزال يأتي، كاللصوص يرحل، كالوجع يستولي عليك، وكالحلم يفارقك بكل ما فيه لحظة اليقظة.

- غادة السمان 📚.

:
:

مر الوقت سريعاً واتجه الجميع الى منزل جابر وقضى هلال وزوجته بعض الوقت مع شقيقته وابنها وتمت العزيمه على خير حتى ان امجد وحسين الذي عاد من سفره قد اقنعوه على الحظور فكلاهما يعلمان ما يكنه قاسم لهلال الذي خطف حبيبته كما يزعم

وعند حلول العصر اتجهن النساء الى حديقه المنزل بما ان الجو غائم فقد كانو يستمتعون بهذه الاجواء وحولهم الاطفال يلعبون ويلهون .... في كل ارجاء الحديقه .....

ماهي الا ثواني حتى قاطعهم صوت صراخ الاطفال ليتوجهو الي حيث اصواتهم ليجدوهم يشيرون الى احدى الزوايا حيث يوجد في الارض فتحه واسعه بعض الشيء يغلق جزء منها بعطاء حديدي كبير ... لم يكن سوى خزان ارضي نسى العمال اغلاقه عندما قامو بملأه بالمياة
صرخت إحسان بعنف وهي ترى ابنها سليمان يصارع تلك المياه التي تغرقه شيء فشيء وهو يصرخ برعب لتجثو على قدميها محاوله التقاطه ولكنها لم تصل اليه في تلك اللحظات كان الاطفال يركضون للخارج لطلب المساعده من أي احد في الخارج كي ينزل الى المياه ويخرج الصغير تحت صراخ النساء الذين يحاولون سحب إحسان التي تريد القاء نفسها خلف الطفل


كان قد اجتمع الرجال في حجره استقبال واسعه في منزل جابر والتي كانت منعزله عن المنزل قليلاً خصصت لإستقبال الضيوف لمثل هذه المناسبات
وبحلول العصر كانت اقصى مده استطاع شباب العائله تحملها في منزل جابر
غادر قاسم متحججاً بأعماله التي لا تؤجل تاركاً نسيبه مع جابر ليرافقه حسين الذي لا يحب الاختلاط وتلك الاجتماعات التي يراها مضيعه للوقت بحجه العوده الى منزله للإسترخاء فهو لم ينام منذ ليله البارحه

وايضاً رشيد الذي كان قد سبقهم وعاد قبلهم الى منزله برفقه محمد الذي اخبره بأنه يريده في موضوع مهم لم يخبره بالتأكيد عن شيء فقط اخبره بأنه يريد مساعدته للوصول الى ايميل احد اصدقاءه الذي اضاع جهازه اللوحي وطلب المساعده منه وهو لا يفهم شيء في هذا المجال فلم يجد من هو افضل منه ...
ايضاً رافقهم سراج الذي انسحب مع رشيد غير عابئ بأحد حتى من دون ان يستأذنهم في الذهاب ويلقي التحيه ....

اما امجد واحمد فقد كانو لايزالا مندمجان بالحديث مع هلال الشاب الراقي الذي يشابههم في التفكير كثيراً ولم يملو من الحديث معه بل وانهم احبوه ايضاً .. ربما هذا ما كان يبدو  ...

نجد هناك اشياء مشتركه بين جميع افراد العائله مع اختلاف شخصياتهم ... البرود ، اللامبالاه ، سوء الادب صفات متوارثه بدرجات متفاوته ولكننا نراه بشكل واضح وفي اقصى درجاته ويظهر جلياً في هؤلاء الاربعه ( قاسم ورشيد وسراج ومحمد ) فهو يظهر جلياً وبدون اي حدود ويعتبرونه طريقه حياه ... 

ولكن اذا لم نجد هذه الصفات عند البقيه او انا لا نجدها بنفس القوه عند البقيه فهذا لا يعني انهم اطهار لا لا لا هم كلهم طينه واحده ولكن يخفون كل هذا خلف الكلمات المنمقه وبتفننهم بإنتقاء كلماتهم ربما هذا ما يسمونه النفاق ... مشكله الاربعه هي الصراحه المفرطه وهذا ما يجعلهم مختلفون .. مثيرون للشك على الرغم من انهم لم يفعلو بعد ما فعله اصحاب الكلمات المنمقه والابتسامات البلاستيكيه ....

وبينما كانا يسيران مبتعدان عن حديقه منزل جابر متجهين صوب منزل والد حسين ورشيد وهما يتبادلان اطراف الحديث بينما يظهر الضيق والانزعاج جلياً على ملامحه قاسم وانفعالات جسده التي تبدو بوضوح للعيان ... ليصل اليهم في تلك الاثناء صوت صراخ احد الاطفال الذي كان يلهث بشده والذي ما إن رأهما حتى اتجه اليهم وهو يصرخ بهما:
هناك طفل سقط في الخزان الارضي ولم يستطعن النساء اخراجه

كانت كلمات تكفي لتجعل سائر جسد قاسم ينتفض برعب اين ابنه هل كان هو هل خسر امجد .. اذاً ماذا حدث
ركض الاثنان بإتجاه منزل جابر خلفهم الطفل الذي كان يحدث كل من يراه ..... ومع اقترابهم من المكان وضحت له الاصوات وكان من بينها زوجته سناء التي تصرخ برعب محاوله ابعاد إحسان التي اصابتها حاله صراخ هستيري برؤيه ابنها يغرق

اتسعت عينيه بقلق وهو يراها تحاول القاء نفسها في ذلك الخزان المفتوح ليسرع اليها يجذبها بعنف ليصرخ بهم ان يمسكوها لكنها كانت تقاوم بجنون وتعود لتتشبث به لتبعده عن فتحه الخزان وهي تصرخ بإسم طفلها سليمان ...

التفت الى الخزان ليدرس الامر سريعاً وليفهم ماذا حدث ولكنها كانت بصراخها ورميها بجسدها في كل شيء شتت انتباهه وما كان منه الا ان صرخ بها بعنف وهو يقيدها عن الحركه ثم يدفعها للنساء برفق ثم ينزل بحذر كي لا يأذي الطفل اذا كان اسفله مباشره ..

لم تكن المساحه بعيده فقط بعض المترات بما انه خزان ارضي لذا التقطه بسرعه قبل ان يستسلم الطفل للغرق .. حمله بين احضانه محاولاً تفريغ الماء الذي دخل لبطنه لكنه فشل عندما اغمض الطفل عينيه بإستسلام ولم يكن المكان المناسب ليفعل

صرخ بحسين ذلك الذي كان يمد يديه لإلتقاط الطفل بأن يقوم بأخذه للسياره بسرعه لإسعافه .. وقبل هذا عليه تخليصه من تلك المياه ليجعله يتنفس بشكل طبيعي
صعد بسرعه واخذ يبعد النساء عن الطفل وعندما بداء الطفل يتنفس بشكل ضعيف التقطه بسرعه واتجه به الى السياره تحت صراخ إحسان التي كانت تتشبث بهم وهي تصرخ بجنون لكنه لم يأبه لها فالاهم الان هو الطفل

فتح باب سيارته ليصعد ويصعد حسين في الجهه الاخرى ليقوم بقياده السياره لكنهم تفاجأو بذلك الذي انتشل الطفل من ايديهم وهو ينظر اليهم بسخط ويعود به الى الداخل ...

فتح قاسم عينيه بصدمه وعندما استوعب ما حدث اخذ يلحقه وهو يصرخ به ان يدعه يذهب به الى المشفى ليلتفت الاخر لهم بغضب وهو يهتف:
ابني وانا ادرى
اشار بيده بتحذير وهو يرمق ذلك المبلل بغيظ:
حذاري ان يتبعني احد
ثم عاد ادراجه الى المنزل واتجه بالطفل لإحسان التي كانت قد تجردت من غطاء رأسها عندما كانت في حاله هستيريتها تلك

احتضنت الطفل وهي تلهج بالدعاء حامده الله على نجاته وسماع صوت بكاءه بعد ان ظنته ميت .....
احتضنهما بخوف وقلق وعيناه تشتعل غاضبه .. ما هذا الإهمال كيف يتركون باب الخزان مفتوح .. وكيف لها أن تغفل عن صغيره كيف ....

اقتربت منهم سناء وهي تحتضن الطفله سناء بإحتواء محاوله تهدئتهم وتخفيف الرعب الذي بان جلياً على ملامح الطفله ....

كان الجميع ينتظر منهم اي اشاره او اي بادره للتصرف والذهاب بالطفل الى المشفى بعد ان ترك الجميع لهلال وزوجته وشقيقته مساحه ولم يقترب منهم الرجال بسبب تواجد النساء وللحفاظ على خصوصيه هلال ...

اقتحم ذلك الصف قاسم وهو يتحدث بإستنكار وحنق:
اين ذهب هذا الن يقوم بإسعافه
التفت اليه جابر بحده وهو يسحبه خلفه بينما كاد يتجه الى هلال ويأخذ الطفل بلا مبالاه ودون الاعتراف بوجود والدي الطفل ليجذبه الى احدى زوايا الحديقه متحدثاً بجديه:
قاسم ابقى بعيد لا تتدخل بشيء

نفض يده من يده ليهتف بغيظ:
الطفل كاد يموت وهو يمنعني من اسعافه
جابر بجديه:
هو بخير انتضمت انفاسه ونبضاته ثم انه ابنه وهو ادرى ... هو حر قاسم مابك انت ما شأنك
مسح قاسم على وجهه بعنف في محاوله فاشله لتهدئه نفسه واستيعاب ما يحدث .. لم يشعر الا بيد حسين التي كانت تجذبه عنوه معه الى منزل جابر ليقوم بتغيير ملابسه التي التصقت به وبالطبع سيمرض ان لم يغير ملابسه ...

وبالفعل اتجه قاسم الى غرفه محمد لتغيير ملابسه وهو يستشيط غيظاً بينما بقى الاخر في مجلس الرجال الداخلي والذي كان خالي من البشر كبقيه المنزل ...
مرت نصف ساعه لتهدأ الاوضاع في الخارج ويعود كل واحد منهم الى منزله بمن فيهم هلال وإحسان  ...
ليتجه قاسم الى الاسفل بعد ان اوقفته والدته تحدثه بخصوص سناء كالعاده ولكن عقله لم يكن معه في تلك الاثناء .. ليواصل سيره الى مجلس الرجال ليقف امام الباب بصدمه وهو يرى ماجعل سائر جسده يفقد القدره على الحراك ......

~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~
~~~
~
بين مد وجزر 
انتهى البارت 😇
~
~~~
~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~ 

~~~~~~~~ *** ~~~~~~~~
~~~~~ ~~~~~
~~~ ~~~
~~ ~~
~ ~
* *

* انتظرو الاحداث القادمه بإذن الله *
اتمنى ان ينال البارت اعجابكم
بإنتظار دعمكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم
واعتذر عن طول الغياب
انتظرو القادم اعدكم برحله رائعه 🦋

* انتظروني *
* *
~ ~ 
~~ ~~
~~~ ~~~
~~~~~ ~~~~~
~~~~~~~~ *** ~~~~~~~~

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

𝐄𝐗 - 𝐇𝐔𝐒𝐁𝐀𝐍𝐃 🪕 द्वारा

सामान्य साहित्य

601K 27.5K 42
Needs editing [ the destiny series #1] 𝑻𝒉𝒆 𝒇𝒂𝒕𝒆 𝒑𝒖𝒔𝒉𝒆𝒅 𝒕𝒉𝒆𝒎 𝒂𝒑𝒂𝒓𝒕 𝒃𝒖𝒕 𝒅𝒆𝒔𝒕𝒊𝒏𝒚 𝒂𝒈𝒂𝒊𝒏 𝒑𝒖𝒍𝒍𝒆𝒅 𝒕𝒉𝒆𝒎 𝒕𝒐𝒈...
186K 4.9K 45
عندما نتحدث عن عائلة الراجحي التي تعتبر من اغني العائلات في الشرق الاوسط يجب علينا ان نذكر ذلك المستهتر الذي يعيش الحياة بقوانين صنعها لنفسه لا يخاف...
KASHI stuckinatale द्वारा

सामान्य साहित्य

399K 19.9K 42
"So, Mrs. Kashi Abhay Pratap Singh..chalte hai. Goodbye..". Saying this, he left her broken in this world of betrayal. ~~~~~~~~~~ Kashi, a simple gir...
The Second Life Idols Lucky Plan charlolia द्वारा

सामान्य साहित्य

451K 16.5K 192
Won Yoo-ha, a trainee unfairly deprived of the opportunity to appear on a survival program scheduled to hit the jackpot, became a failure of an idol...