ماذَنب ازِيتا بُوربون

By ayzy_11

41.3K 1.3K 2.4K

اهي صدفة ! لعنة ! ام قدر ؟ وكما قيل إن خير الامور اوسطها سأهرب اعدك سأهرب ... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر

الفصل الاول

7.5K 175 268
By ayzy_11

مرحبا بكم اعزائي القراء في ركني الخاص

هذه روايتي الأولى التي اكتبها طوال حياتي بأناملي الخاصة كانت المحاولة الأولى لي اتمنى أن تنال إعجابكم ✨

ملاحظة :جميع شخصيات واحداث الرواية من محض خيالي فقط

لا أحلل سرقة او نسخ منشوراتي سواء هنا او على تطبيقات اخرى ، الرجاء من كل شخص العمل بمجهوده الشخصي ، شكرا لكم مسبقا اتمنى لكم قراءة ممتعة
.
.
.
.
.
.

روسيا بالتحديد موسكو :

شركة عائلة فلاديمير:

اهي صدفة !
لعنة!
ام قدر !
وكما قيل إن خير الامور اوسطها
سأهرب اعدك سأهرب .....

يجلس داخل مكتبه بثبات عاقد حاجبيه يحمل بين يديه تلك الورقة الصغيرة التي تكاد حروفها تختفي لا يعلم كم مرة أعاد قراءتها منذ ذلك الحين لا شك وأنها كتبتها وهيا في أوج غضبها منه
يقلب الورقة بين يديه، تارة يقرأ المكتوب وتارة أخرى يرى الرسمة كانت ولازلت تستحوذ على تفكيره منذ اربع سنوات مضت ! لكن الأمر يختلف عند الحديث عن السنة الأخيرة

مالذي كانت ترتديه؟ نبس بهدوء موجه سؤاله لرجل الجالس أمامه بهدوء

اهذا اول سؤال تطرحه بعد هروبها منذ سنة؟ " رد عليه وهو يحمل كأس الويسكي الموضوع على الطاولة يقربه منه يوزع نظراته على تقاسيم وجهه الباردة يرى هدوءه غريب لاشك وأن هيجانه قريب

واللعنة يوري مالذي كانت ترتديه ؟" صرخ بملء حنجرته وهو يرمي كأس الويسكي الذي تهشم وتناثر زجاجه في كل مكان في المكتب

لم ارى الصور بعد قيل لي أنها دخلت السفارة الفرنسية برفقة شخص من عائلة رومانوف وهذا ما جعلهم يتصلون بي فور التعرف على هويتها " تحدث يوري وهو يحاول التحكم في ثباته أمام الوحش الذي أمامه الذي لم يكتفى بتهشيم الكأس وقام بتحويل المكتب الى ساحة قتال

اهدأ وتوقف عن هذه التصرفات المتهورة يا ايغور " نهض يوري من مكانه ممسكا إياه من ياقة قميصه لعله بهذه الحركة سيهدأ قليلا ، لكنه أخذ نصيبا من التكسير حين قام الآخر بلكمه بقوة على خده ما جعل إحدى شفتيه تنزف

اياك ولمسي مجددا يا يوري لن تكون لكمة المرة القادمة صدقني " خاطبه بصوت كفحيح الافعى موجه اصبع السبابة بوجه يوري الذي يمسح الدماء من شفته السفلى

دخلت مسرعة للمكتب بوجه مكفهر توزع نظراتها بين ايغور و يوري اللذان يتبادلان نظرات نارية

مالذي يحدث هنا لما كل هذا الصراخ ؟ تساءلت وهيا تنظر إلى شفاه يوري التي تنزف

مالذي حدث لك ؟ وجهت سؤالها ليوري الذي تجاهلها وأخذ يقترب من ايغور مرة أخرى

لطالما تسألت عن سبب هروبها منك رغم كل الذي حدث بينكما ، انظر الى تصرفاتك من سيتعايش مع وحش بشري مثلك!! " كاد ايغور أن يخترق جسده مجددا لولا ساشا التي تدخلت بينهما

كفى عن تصرفات المراهقين هذه واخبراني مالذي يحدث هنا ؟ تسألت وهيا تحاول التحكم في أعصابها

عم الصمت في المكتب ، بينما ايغور ويوري يتبادلان نظرات حارقة وساشا التي تقف بينهما محاولة معرفة الذي حدث

سأجعلها تندم على هروبها ، ستتمنى أن يعاد الزمن مرة أخرى " كان ايغور من كسر الصمت بنبرة حادة وهو ياخذ علبة السجائر لكي يستهل التدخين كعادته

من تقصد ؟ هل عثرتم عليها! نبست بصدمة وهيا تضع يدها على فاها

الم يكفيك مافعلته لها منذ سنوات مضت ؟ خاطبه يوري بإستنكار متجاهلا اسئلة ساشا الواقفة بينهما تكاد الدموع تزور مقلتيها الزرقاوتين

عنوانها ؟ " خاطبه بهدوء غريب وكأنه ليس نفس الشخص الذي كان ثائرا منذ قليل ، لم يكن سؤالا كان أمرا لابد من تنفيذه !

تعيش مع رانسي في فلاديفوستوك" اجابه بإقتضاب وهو يجلس في مكانه مرة أخرى بينما يضع قدميه فوق المنضدة الصغيرة

كان أخباره بعنوانها هو الخيار الأفضل بالنسبة ليوري محاميه وصديقه منذ عشرين سنة! بدل من سفك الدماء مع عائلة رومانوف بعد ان علم أن لهم يد في تهريبها وحمايتها طوال هذه السنة

رانسي !! هل تقصد رانسي التي نعرفها ام أحد غيرها ؟؟ سألت وهيا تمسك يد يوري الجالس أمامها بكل ثبات

نعم رانسي بلمونت" وجه أنظاره لساشا التي بدأت الدموع تخط على خدها ناصع البياض تحاول ارجاع بعضا من خصلات شعرها الأشقر القصير خلف اذنها

ياإلهي كيف استطاعت استغفالنا و اخفاءها طوال هذه السنة " نبست بصوت مرتجف بسبب شروعها في البكاء

كان الهدوء يعم المكتب الا من صوت ساشا وهيا تستنشق مخاط أنفها بسبب بكاءها

انصرفوا " خاطبهم بهدوء عكس الفوضى التي بداخله وهذا ما بث الرعب في ساشا التي توقفت متجهة اليه تمسك أحد ذراعيه ، هيا تعلم جيدا أن هدوءه المفاجىء ماهو الا حرب قادمة

ارجوك يا ايغور لاتؤذيها مجددا" نبست بصوت مرتجف ، لم تكاد تكمل كلامها حتى نفضها ايغور من ذراعه وكأنها دمية بلاستيكية ماجعلها تفقد توازنها لولا يد يوري التي امسكتها

المسيني مجددا وسينتهي بكِ الأمر مثل صديقك تنزفين" صرخ بها وهو يقرب السيجارة التي بيده بالقرب من عنقها محاولا حرقها

ايها الحقير الوغد كان خطئي منذ البداية لم يكن علي مساعدتك في...." صدح صوتها في المكتب ، لولا يد يوري التي وضعها على فمها مانعا ايها من إكمال كلامها

توقفي عن هذا يا ساشا هيا بنا " امسك يوري مرفق ساشا يهم بالخروج من المكتب لكنها غافلته وهيا تنزع كعبها العالي بخفة محاولة رميه على ايغور الذي يقابلها بظهره

ايها الشيطان الملعون..." تدارك يوري الوضع وهو يمسك بيدها مانعا ايها من رميه لكن هيجانها جعله يضطر أن يحملها بين ذراعيه وإخراجها من المكتب وهيا تمطر على ايغور وابل من الشتائم تحت أنظار الموظفين المنصدمين من المنظر ، لطالما كانت شخصية متهورة وعصبية ، لكن كانت هذه المرة الأولى التي تفقد فيها أعصابها بهذا الشكل

يعلم أن لادخل لهم في الذي حدث وهم يعلمون أيضا أن تصرفاته هذه ما هي إلا ردة فعل بسيطة مقارنة بالذي سيفعله عند مقابلتها مجددا

أخذ هاتفه المحمول ينقر على شاشته بأيادي مرتجفة
على اثر عصبيته ، جاءه الصوت الذي ينتظره ..

لقد مر وقت طويل ..."

اصمت قليلا " قاطعه بحدة وهو يصر على اسنانه بقوة ما جعل عظام فكه تظهر ، أصبحت عروق جبينه واضحة واحمرار عنقه كأنه طائر الفينيق الناري ، وهذا ما يشبهه أو ماكانت هيا تصفه به عند غضبه!

جهز القصر الزجاجي وافرغه من الخدم لا اريد رؤية اي احد هناك عندما اتي " وجه اوامره لشخص الذي يحادثه على الهاتف بإقتضاب

القصر الزجاجي !! الم تقل انك لن تعد إليه مجددا ؟ " قال معبرا عن دهشته

كان ذلك قبل سنة مضت والأن ستعاد المسرحية مجددا لكن بإختلاف الأسباب " تحدث وهو يريح ظهره على الكرسي الجلدي الاسود تعلو شفتيه ابتسامة خبيثة تنم على الأفكار التي تجول في عقله الابليسي ذاك رغم ملامحه الشاحبة

هل تقصد از..

اياك ونطق اسمها ! " قاطعه بصرامة وهو يخرج علبة السجائر يأخذ سيجارة أخرى ليدخنها

قم بالاجراءات اللازمة فقط ولا تطرح اي اسئلة " قطع الاتصال مباشرة بعد أن أكمل إعطاءه الأوامر لبيجان المسؤول عن القصر الزجاجي

أخذ مفتاح سيارته بوغاتي السوداء يهم بالخروج من المكتب

سيدي هنالك اتصال من هيئة ...

الغي كل مواعيدي لهذا الاسبوع أما بالنسبة للإجراءات الأخرى يوري وساشا سيهتمان بكل شيء ، اتصلي بالسيد كريستوف واطلبي منه تجهيز الطائرة سأغادر إلى فلاديفوستوك بعد ساعة من الآن " قاطع سكريتيرته فانيسا بإعطاءها بعض الاوامر دون أن ينظر لها متجها إلى المصعد بخطوات ثابتة

وقف عند مدخل الشركة يرفع رأسه لسماء
الغيوم الرمادية تغطي على لون السماء الاصلي تكاد الأمطار تعلن حضورها ، ابتسم لبرهة وهو يتذكر اول لقاء لهما كان الجو مشابها لهذا اليوم

انتي مخطئة أنها ليست لعنة أنه القدر " همس وهو يتجه لسيارته مغلقا الباب بقوة متجهة إلى وجهته

.
.
.

.

| قبل أربع سنوات من الآن |

.*.2019.

فرنسا بالتحديد مارسيليا:
منزل السيدة روبيرتون :

اليوم الخامس والعشرين من شهر يناير تشير الساعة الى 3:22 صباحا البرد شديد بالخارج كان يوما ماطرا لم يكف الرعد عن إصدار صوته الحاد ، فسماع الفرقعة الحادة ذات الدوي القوي هو ماكان يزعجها ، تتقلب في فراشها يمينا ويسارا من شدة التفكير المفرط ،الصمت رهيب والظلام دامس الا من ضوء طفيف يتسلل من العمود الكهربائي الذي في الخارج يعاكس أرضية الغرفة سماع صوت الهزيم الذي يعلو ويعلن حضوره كل خمس دقائق كان كفيلا بجعلها تتأفف هيا لا تخاف من الصوت فقط لم يروق لها أنه حاصرها في اليوم الذي تحتاج فيه عقلها لتفكير في هدوء


نهضت من فراشها مرتدية نعليها متجهة نحو باب الغرفة
تحاول فتحه بهدوء لكي لا تصدر ضجيجا يوقظ اختها الصغرى التي تنام في سلام يكسو الإرهاق ملامحها البريئة ، نزلت من الدرج بخطوات ثابتة متجهة نحو المرحاض وهيا تتذمر لأنها لم تستطيع إشعال الضوء

اللعنة لماذ من بين كل الاوقات اختارت الكهرباء أن تنقطع الأن ؟ لن استطيع امساك نفسي حتى صباح الغد سأتبول في الظلام

كان تفكيرها يغلب كل ماهو محيط بها لدرجة أنها لم تشعر بإنقطاع الكهرباء منذ حوالي الساعتين ! كان مخططها الذهاب للمرحاض لقضاء حاجتها بعدها للمطبخ لأكل شيء تسد به الجوع الذي حاوط معدتها من شدة التفكير ، عادة ما تحب تناول الحلويات قبل نومها رغم أنها عادة سيئة لكنها لا تكترث ، عادت ادراجها لغرفتها وهيا تتأفف لأنها لم تستطيع اكل شيء محاولة إعطاء النوم فرصة لزيارة أعينها البنية الناعسة

.

صباح الغد 11:22

ازيتا انهضي هل تنوين النوم طوال اليوم !!!

اسمع صراخ والدتي التي تحاول ايقاضي من النوم ، أشعر بصداع حاد والآلام اسفل عنقي لا تطاق لابد أنني نمت بشكل خاطىء ، لا اريد النهوض من فراشي لم آخذ كفايتي من النوم بعد سهري طوال ليلة أمس

ازيتا قلت انهضي حالا يجب عليكي ترتيب غرفتك ومساعدتي في تنظيف المنزل لا اعتقد انكِ نسيتي موعد اليوم !!

كان هذا أخر شيء اريد سماعه عند استيقاظي من النوم ، موعد اليوم! سبب مزاجي السيء ليلة أمس واليوم وغدا ولا اعلم إلى متى ! لازلت في نفس وضعية نومي رغم الألم الذي أشعر به لا اريد النهوض رغم علمي أنني لن انجح أمام إصرار والدتي التي قامت بنزع الغطاء على وجهي تحاول ابعاد شعري الكثيف الذي يغطي وجهي

اعلم انكِ مستيقطة ، ثم كم من مرة أخبرتك أن لا تنامي على بطنك ؟ هيا انهضي

نظرت إلي بعينين متوهجتين وهيا تنزع باقي الغطاء على جسدي بقوة ،عاداتي السيئة لن تتغير ابدا لا اجد وضعية أكثر راحة عند النوم الا هذه رغم الآلام الذي تنتابني عند استيقاظي لكن لا آبه بذلك

امي ارجوكِ دعيني انم لساعة إضافية فقط لم استطع النوم جيدا ليلة أمس

تحدثت وانا اضع وسادتي فوق حضني بعد أن استقمت من وضعيتي اعلم ان محاولاتي هذه في استعطاف والدتي ستبوء بالفشل لكن لا ضرر من المحاولة، نظرت لها وهيا تشرع في فتح الستائر تليها الشرفة ، دخلت رياح باردة وضوء شمس النهار الطفيف انتشر في أرجاء الغرفة

امي لماذا فعلتي هذا ! ان الجو سقيع بالخارج وجسمي دافىء هل تريدينني أن امرض ؟

تحدثت بصوت مبحوح وانا اضع يدي حول عيناي بإنزعاج من الاضاءة القوية التي دخلت الغرفة ما أن فتحت الستائر
حسنا لقد كذبت من طباعي أنني أحب الأجواء الباردة قلت هذا فقط محاولة لجعل امي تشعر بالذنب قليلا لكنني فشلت مرة أخرى

لو كنتي خائفة من المرض حقا لما ارتديتي هذه المنامة

كنت ارتدي منامة سكرية اللون بدون اكمام تصل إلى منتصف فخذي عليها رسومات ازهار بمختلف الألوان أشعر بمدى غبائي أمام والدتي ولطالما شعرت بذلك امرأة بمثل ذكاءها و شخصيتها المسيطرة لن يغيب عنها شيء بمثل هذا
أظن أن طبيعة عملها كمديرة ثانوية هو ما جعلها هكذا فهي تتعامل مع مختلف الفئات العمرية الصعبة "فترات المراهقة" لا تحب إعطاء فرص ثانية كثيرا الا في حالات معينة وهذا ما يحدث نادرا او ربما لأنها كبرت بين ثلاث إخوة ذكور، اب قاسي وام مريضة !

جدتي كانت سيدة أعمال إيرانية, تنقل البضائع من ايران الى فرنسا تعرفت على جدي البرت من اكبر تجار فرنسا عندما ساعدها على نقل بضائعها بعد أن واجهت مشكلة مع الجمارك آنذاك ، اغرم بها جدي كثيرا كانت سيدة راقية غنية وجميلة جدا !! ذاع صيته أكثر عندما تداخلت تجارته مع جدتي واصبحوا شركاء حينها طلب يدها لزواج من والدها رغم رفضه التام كانت عائلة جدتي محافظة بعض الشيء مقارنة بعائلة جدي هذا ما جعل أمر زواجهم مستعصيا مما جعل جدي يتنازل على بعض من أملاكه لوالد جدتي لكي يوافق على زواجهم !

بعد خمسة عشر سنة من زواجهم تعرضت جدتي لوعكة صحية ما جعلها طريحة للفراش، كانت والدتي آنذاك ورغم صغر سنها تهتم بها وترعاها لم تفارقها ليوم واحد لكن شاء القدر أن تتوفى ما اضطر والدتي الاعتناء بإخوانها الثلاثة بالإضافة إلى جدي الذي أصبح عصبيا وقاسيا منذ رحيل زوجته

تعلق والدتي الشديد بها جعلها تطلق علي اسم " ازيتا" تيمنا على اسم جدتي الراحلة التي لم أرها ابدا الا في الصور
وجهي يشبهها كثيرا ! اعتقد ان الشبه بيننا هو ما جعل جدي يعاملني معاملة خاصة !

أخذني من شرودي يد والدتي التي أمسكت بذقني تحركه يمينا ويسارا

إلهي انظري الى وجهك !!انت منتفخة مثل سمكة الينفوخ ضعي بعضا من الثلج حول عينيك ولاتنسي وضع بعض الزيوت على أطراف شعرك لقد اهملتيه يا ازيتا

وبنبرة صارمة وجهت اوامرها لي وهيا تمشي متجهة لباب الغرفة تهم بالخروج حين صدح صوتها من بعيد

اياكي والنوم مجددا

استسلمت للأمر الواقع مجابهة والدتي كنت دائما انا الطرف الخاسر فيها لابد وانها ورثت ذكاء جدتي وقساوة جدي !

نهضت متجهة نحو الحمام بخطوات مترنحة كعادتي وكأنني إحدى العاهرات اللواتي يسرن على الطرقات في الليل
لست مخمورة ! لكن دائما ما استيقظ بهذا الشعور وكأنني اتيت من فضاء اخر ، ربما بسبب نومي الخطأ حدث وان وقعت كثيرا عند استيقاظي من النوم وتعرضت لتوبيخ من والدتي للعديد من المرات 

أكملت خطواتي أمر بجانب المرآة الطويلة المقابلة لسريري

إلهي ماهذا!!!!!

نظرت الى شكلي الفوضوي على المرآة بصدمة ، كانت عيناي منتفخة بشدة كأنني تلك الفتاة التي هجرها حبيبها بعد علاقة دامت خمس سنوات قضت ليلتها في البكاء !
وشعري الطويل المتموج في حالة يرثى لها ،هذا ما يفسر قول امي أنني اهملته
لطالما كانت والدتي مهووسة بشعري الطويل
منذ صغري وهيا تهتم به وكأنه جزء لا يتجزأ من حياتها تضع الزيوت والماسكات وبعض الاعشاب كنت أرى أنه اهتمام مرضي في فترة ما
اذكر انني خضت جدال مع والدتي بسبب هذا حين طلبت منها أن تدعني اهتم به لوحدي عندما انتقلت لاخر سنة لي في الثانوية كان طلبي صادما لها لكنها رضخت له وتلك كانت أول مرة تقبل فيها طلبي استغربت في بادىء الأمر لكن اهتمامها لم يقل ابدا!
كانت في كل فرصة تأتي إلى الغرفة بكيس مليء ببعض الزيوت الجديدة والماسكات بحجة أنها ماركات جديدة يجب تجربتها
" ازيتا لا تنسي وضع زيت الاعشاب " " ازيتا هل جهزتي تونر الشعر! " "ازيتا تعالي لأضع لكي بعض الحنة المغذية على شعرك" .....وهذه كانت بعض من أوامرها اليومية
لم تمل ابدا لكنني مللت !!

اذكر يوم ولجت لأحد محلات الحلاقة بعصبية اطلب من الحلاق أن يقص شعري الى مستوى اذني لكن سرعان ما شعرت ببعض الذنب أو الخوف ربما !! من والدتي

حينها لمحت لديه باروكة شعر باللون البني الداكن طلبت منه تعليمي كيفية وضعها ،كنت اضعها كل يوم بالخفاء عند ذهابي لثانوية
لم أكن أشعر بالسعادة بسبب الاطراء من بعض أصدقائي بشأن شكلي المختلف لكن ذلك كان يشعرني ببعض التحسن في نفسيتي
التغيير مهم في حياة المرء بين الحين والآخر حتى ولو كان مزيفا لقد كان تغييرا

بعد أن اخذت حماما سريعا دام لنصف ساعة ، نعم هذا غريب نوعا ما حمامي السريع يدوم لنصف ساعة وليس أقل !!
اكتسيت قميص ازرق سماوي ذو أكمام واسعة يصل إلى منتصف بطني مع سروال قطني ابيض تاركة شعري مبتل بعد أن وضعت بعضا من الزيت على أطرافه لست في مزاج للإعتناء به سيجف من تلقاء نفسه

اتجهت نحو الطابق السفلي بعد أن قمت بترتيب غرفتي وجدت والدتي في المطبخ تقوم ببعض الترتيبات
اخذت اجر أقدامي بخمول نحو الثلاجة لكي أخذ قارورة ماء بارد به شريحة ليمون لابد وأن هذه العادة الصحية الوحيدة بين عاداتي ! لكنها بشكل ما ناقصة شرب الماء البارد على الريق صباحا ليس جيدا اطلاقا شريحة الليمون تلك وضعتها فقط لكي أوهم نفسي أنني شخص يهتم بصحته

لم أكد اضع فتحة القارورة حول فمي حتى شعرت بقبضة قوية تمسك بيدي
كانت والدتي التي وجهت نظراتها النارية نحوي من الواضح أنها ستلعنني في أي لحظة

احسنتي اشربي الماء البارد بعدها اشتكي من الهواء الذي دخل الغرفة بحجة انكي ستمرضين!!

كنت على وشك النطق لكن حركة امي التي وجهت اصبع السبابة في وجهي هو ما جعلني ابتلع الكلمات التي لم تكاد تخرج من فاهي هيا محقة ولطالما كانت
قبلت اصبع السبابة الموجه أمام عيني بلطف محاولة امتصاص غضب والدتي مني

حسنا حسنا لا تغضبي سأشرب ماءا دافئ

استدارت تكمل ماكانت بصدد فعله دون رد
لن استطيع مجادلتها اليوم خاصة بعد قرارها الاخير من المستحسن أن ابتلع كلماتي رغم مزاجي السيء اليوم لكنه لايقارن بمزاجها لعلي بهذا احاول تغيير قرارها الذي اعلم انها لم ولن تغييره مهما حدث
لكن لاضرر في قليل من الامل !

اخذت اساعد والدتي التي طلبت مني ترتيب الصالون وبعض الغرف في الطابق الثاني رغم قدرة عائلتي المالية الا ان والدتي ترفض رفضا قاطعا إحضار خادمة للمنزل لطالما كانت الأشغال مقسمة بيننا كنت راضية بذلك ولم اشتكي ابدا لحبي وهوسي بالترتيب والتنظيف رغم أنه كانت هنالك بعض الأعمال التي تثقل كاهلي مثل تنظيف الحديقة وجز العشب الذي من المفترض أن يكون عمل رجالي لكنني تعلمت كيفية الاعتناء بالحديقة من ارشادات جدي عندما يأتي لزيارتنا في اوقات قليلة جدا بحجة الاطمئنان علينا

رغم علمي انه يأتي لرؤية ملامح جدتي بوجهي عندما يشتاق إليها ! لم يغضبني ذلك ابدا كنت الاحظ شروده بوجهي عند تعليمي اسماء بعض الزهور وكيفية استعمال الأسمدة وألمح بعض الدموع على طرف جفنيه

املك ركنا خاص في حديقة منزلنا مليء بأزهار الساكورا التي تعطي الحديقة رونقا خاصا
بينما اختي الصغرى كان لها نصيب أيضا اين طلبت مني أن أجعل لها ركن خاصا بها أيضا لكي تزرع به ازهار الجيبسوفيليا مما جعل شكل حديقتنا استثنائيا

بعد إكمالي لمهامي اتجهت نحو المطبخ مجددا لتناول الغداء برفقتها

الساعة 12:50

سمعت صوت بوق السيارة المعتاد على مسامعي وقفت مقابل شبابيك المطبخ انظر لرجل الذي في العقد الخمسين يفتح باب المقعد الأمامي متجها نحو ابواب المقاعد الخلفية لفتح إحداهما لكن تلك الصغيرة سبقته بأناملها الضعيفة مسرعة نحو باب المنزل

سرت بخطواتي مسرعة لكي أقوم باستقبال اختي الصغرى ككل يوم بحفاواة
وضعت إحدى يداي خلف ظهري والأخرى ابسطها في الهواء خافضة مستوى جسدي للاسفل كتحية الاميرات في القصور مقلدة صوت مذيع الحفلات

سيداتي سادتي رحبوا معي باجمل المخلوقات على المجرة الأميرة مارفيل

دخلت مسرعة عند فتحي لباب المنزل متجاهلة استقبالي لها فهي معتادة عليه كل يوم
رمت محفظتها بفوضوية عند اقدامي وهيا تمشي بخطوات سريعة نحو والدتي التي تقف اخر الرواق رؤيتي لمارفيل وهيا تندفع بإتجاه والدتي بوجه محمر جعلني اضحك بصخب متجاهلة نظرات والدتي المعاتبة

امي أكاد أن اتبول على ثيابي اسرعي وساعديني في فتح قفل السروال

تحدثت وهيا تتراقص وتعض على أطراف أصابعها بقوة

كم مرة أخبرتك أن لا تنسي دخول المرحاض عندما تكونين في المدرسة، ثم لماذا تركضين انتي تعلمين انك ستُرهَقين !!

خاطبتها والدتي بهدوء محاولة اخفاء غضبها منها

لم اركض !! ثم انت تعلمين أنني لا أستطيع استعمال مرحاض لا اعلم من الذي دخله قبلي

منظرها وهيا تتراقص وتلصق أرجلها ببعض جعل من ضحكتي التي حاولت كتمها تظهر أكثر واكثر

توقفي عن الضحك ايتها الحمقاء

صدح صوت اختي التي ذهبت مسرعة بإتجاه المرحاض بعد أن رميت سروالها على الأرض وظلت بملابسها الداخلية جعل ضحكاتي تتزايد ودموع عيناي تنهمر كانت قهقهاتي تصل إلى مسامعها وهيا تصرخ داخل المرحاض بغيض

لا تقولي عن اختك الكبيرة حمقاء

قلت بينما اضغط كلتا شفتاي فوق بعضهما البعض بقوة محاولة التحكم في ضحكاتي اعتدت على هذه التصرفات مع مارفيل اختي الوحيدة
رغم المناوشات المتواصلة بيننا إلا أنه لم يمر يوما لم تحتضنني فيه وتمطر علي الكثير من الكلمات الرومانسية لتعبير عن مدى حبها لي

كم مرة أخبرتك أن لا تغضبيها ؟

استدرت انظر الى والدتي التي ذهبت متجهة نحو المطبخ مجددا وهيا توبخنني على اغضابي لمارفيل

لم اغضبها كانت غاضبة منذ أن دخلت المنزل لابد وانها ليست الشخص الوحيد ذو مزاج معكر اليوم

نبست بخفوت لم يخفى على والدتي وانا الحق بها للمطبخ محاولة قراءة معالم وجهها لحسن الحظ كانت هادئة نوعا ما

كفي عن الحديث وساعديني في تحضير وجبتها قومي بعصر البرتقال لا تضعي فيه السكر ولا تنسي وضع بعض الفيتامينات الخاصة بها ، احضري ادويتها ستجدينها بداخل الرف الصغير على يمينك

انصعت لأوامر والدتي أخرجت البرتقال من الثلاجة واحضرت أدوية مارفيل من الرف

لماذا لم تأتي الممرضة اليوم ؟

وجهت لها سؤالي بينما اهم بتقطيع البرتقال الي نصفين لكي أقوم بعصره

اعطيتها إجازة اليوم قبل موعد مارفيل القادم

اجابت وهيا تضع الخضروات في صحن مارفيل مع البيض المغلي وقطع الدجاج المشوي

اممم ومتى الموعد القادم ؟ سألت

يوم غد

اجابت وهيا تحيد نظرها عن طبق مارفيل ومعالم الحزن بادية عليها هذا يفسر مزاجها السيء طوال اليوم ! اقتراب موعد مارفيل النهائي قبل خضوعها لعمليتها

امي هل من الضروري أن تخضع للعملية في ألمانيا ؟ اوليس هنالك أطباء جيدون هنا أيضا ؟

حاولت اختيار نبرة ملائمة لطرح سؤالي الذي ليس في وقته ابدا لاحظت تحول معالم والدتي من الحزن إلى الحنق وهيا توجه انظارها نحوي

ازيتا !! لقد تحدثنا حول هذا الموضوع من قبل وانتي تعلمين أنني لا احب تكرير كلامي لا تسأليني مجددا عن هذا

نظراتها النارية نحوي جعلتني اجفل متانسية حملي لسكين بين يدي كدت اقطع أحد أصابعي بدل شرائح البرتقال
وضعت السكين جانبا مقتربة منها اتلمس خدها برقة احاول امتصاص غضبها لكي لا يرتفع ضغطها الذي أصبح غير متوازن في الآونة الاخيرة

حسنا لا تغضبي انتي تعلمين أنني لا اريد الابتعاد عنكِ وعن مارفيل لا استطيع التعايش بعيدا عنكما

لم ترد علي فقط اتجهت نحو طاولة الطعام لتضع صحن مارفيل فوقها بصمت
كانت مارفيل من قطع الصمت بيننا عند نزولها من الطابق الثاني بعد أن غيرت ملابسها إلى منامة قطنية بلون زهري كنت قد جهزتها لها عندما رتبت فراشها

انا جائعة جدا أشعر وكأن هنالك كائنات صغيرة تجول معدتي وتطلب الطعام

تحدثت وهيا تجلس على الطاولة بحماس
زال حماسها ما أن رأت الخضار المشوية على الصحن

ماهذا ؟ هل هو يوم الخضار !!

تسألت بينما ترمقني بنظراتها البريئة وهيا ترفع حاجبيها بيأس

نعم إنه يوم الخضار بالأمس تناولت الارز

اجبت بإبتسامة رقيقة محاولة تلطيف مزاجها لكن دون جدوى

الى متى سأظل هكذا اريد ان اتناول مثل طعامك انتي وامي

تأفأفت تتساءل بينما تحمل الشوكة بأناملها الضعيفة وتغرسها بالجزر

ومابه طعامنا انظري نحن نأكل مثلك

وضعت امي يدها فوق رأس مارفيل وهيا تمسح على شعرها بلطف

صحيح انظري الى طبقي !

نبست وانا اضع قطعة من الدجاج المشوي في فمي امضغه بإستمتاع أمامها رغم طعمه السيء، بدون منكهات بدون زيت وبدون ملح ! وكأنه قطعة من العلك القديم

لا تكذبا !! انا اعلم أنكما تأكلان مثل طعامي فقط لمجاراتي لكي لا أشعر بالفرق عنكما اعلم أنكما تأكلان طعاما مختلفا قبل قدومي من المدرسة !

وكانت محقة بذلك كنا قد تناولنا انا ووالدتي الغداء قبل مجيئها
منظرها الحزين وهيا تمد أصابعها النحيلة أمام صحني محتجة من امتلاءه وأنني لم اكل منه الكثير
يفقدني توازني مخافة أن اذرف الدموع أمامها لكن أعين والدتي التي كانت مسلطة بإتجاهي تحذرني من ذلك ما جعلني ابتلع غصتي والتهم ما في صحني رغم أنني شبعة

لابأس سينتهي كل شيء عما قريب صغيرتي

نطقت والدتي وهيا تحمل كأس العصير وتناوله لمارفيل لكي تشربه

مارفيل مريضة بضعف في القلب ولدت بعيوب خلقية في قلبها
منذ أن كانت طفلة رضيعة وهيا تعاني إلى يومنا هذا ولكن مع مرور الزمن ازدادت حالتها سوءا قال الأطباء أنها لن تصمد أكثر إذ لم تجري عملية زراعة قلب لأن جهاز المساعدة البطينية لم يعد يفي بالغرض فقلبها أصبح أضعف بكثير ، هذا ما جعل والدتي توكل لها سائقا خاصاً لها وممرضة تعتني بها في كل لحظة
كانت والدتي ستجعلها تكمل دراستها في المنزل وإحضار طاقم خاص من مختلف الأساتذة لكن مارفيل رفضت رفضا قاطعا لاتحب أن يقال عنها "مارفيل المريضة" ،"مارفيل طريحة الفراش " هذا ماكانت تخشى سماعه من بعض اصدقائها في الابتدائية ، لم يسبق لها وأن تناولت ادويتها أمام أحد منهم خوفا من نظرات الشفقة

قررت الانسحاب من طاولة الطعام محاولة الهروب من نظرات والدتي وتلميحاتها التي لم تغب عن ناظري ولو للحظة واحدة ، موعد اليوم موعد اليوم موعد اليوم ... هذا ماكان يجول في خاطري طوال ليلة امس رغم قدرتي على التحكم في اعصابي أمام والدتي لكنني أخشى أن تنهمر دموعي بسبب حساسيتي الزائدة اليوم لاشك وانا دورتي قريبة

نهضت من مقعدي متجهة نحو السلالم حين استوقفني صوت والدتي

الى اين ؟

استدرت بينما اضع يدي فوق بطني أتحسس بعضا من جلدي الظاهر

بطني تؤلمني بعض الشيء سأذهب لأستريح قليلا

كانت تقف وهيا تمسك يد مارفيل تساعدها في إخراج أرجلها من تحت الكرسي طريقتها في الجلوس غريبة

ومن سيقوم بغسل الأواني ؟ يجب أن اهتم بمارفيل هل نسيتي أن الممرضة ليست هنا ؟

غاب عن ذهني أن الممرضة في إجازة ، كانت هي من ترافق مارفيل في كل خطواتها وتقيس لها الضغط ونسبة السكر في الجسم وتقوم باعطاءها بعض الابر والأدوية وتدوين كل شيء في دفتر مخصص بذلك

سأعود لتنظيفها لاحقا بعد أن استريح قليلا

.
هممت بالصعود الى الطابق الثاني بينما اسمع تذمر والدتي بأنني فتاة مدللة رغم أنني لست كذلك لكن لوالدتي رأيي اخر ، اعتقد أن مشاعري وردات فعلي الظاهرة التي لا استطيع اخفاءها مهما فعلت هو ما جعلها تراني هكذا ، كنت ولازلت ذات شخصية عنيدة حساسة جدا وعاطفية وهذا ما امقته بشأني دموعي التي تنهمر في كل فرصة معلنة حضورها حاولت لعدة مرات التحكم في ذلك لكن دون جدوى ، رغم قوة شخصيتي في العديد من المواقف إلا أنها لازالت تراني مدللة لأنني لست بجديتها

ورثت طباع والدي فهو أيضا ذو شخصية قوية عنيد وعاطفي لكن على الأقل لا يتردد في إظهار مشاعره في أي فرصة ، ربما هذا ماجعل تصرفاتي لا تروق لها لأنها عكس والدي تماما حسب رأيها فإن التعبير عن الحب يختلف من شخص إلى آخر فهي تحاول تعويضه بأشياء أخرى

تطلقا والداي قبل تسع سنوات عند ولادة مارفيل كنت ابلغ من العمر أربعة عشر سنة حينها كانت اصعب فترة مررت بها اذكر انني دخلت في اكتئاب حاد حين علمت بخبر طلاقهما اخذتني والدتي إلى مختص نفسي ليعالج حالتي كنت كثيرة الشرود وصامتة في أغلب الأوقات ولا اكل كثيرا
المحبة الكبيرة التي كانت بينهما انا من شهدها كانا سعيدان جدا لكن انقلب كل شي بين ليلة وضحاها حين سمعت صراخ والدتي في احد الليالي داخل غرفتها تطلب من والدي الطلاق كانت في الشهر السادس من حملها بمارفيل ، اذكر الأحداث بشكل مشوش عندما توقفت سيارة الاسعاف عند باب المنزل كان والدي يحمل والدتي بين ذراعيه يسرع بإخراجها من المنزل كانت حالة ولادة مبكرة جدا ، كل هذا حدث تحت انظاري بينما أرى نزيف والدتي الحاد الذي أفقدها وعيها
بعد طلاقهما بسنة اذكر مواجهتي مع والدي عندما سألته عن سبب طلاقهما

"عزيزتي ازيتا انا ووالدتك اتفقنا على الانفصال بسبب" عملي الشاق لم استطع العناية بكما انا اسف

كان هذا رده في كل مرة حتى عند سؤالي لوالدتي كانت تجيب بنفس الإجابة وكأنهما متفقان على ذلك ، كانا منشغلين طوال حياتهما والدي بعمله ووالدتي نفس الشيء لكن لم يكن ذلك عائق لعلاقتهما ابدا

والدي دبلوماسي معروف في فرنسا لطالما شغل منصبا هاما في وزارة الشؤون الخارجية هذا ما جعله كثير الإنشغال والسفر ، كان هذا يزعجني كثيرا طريقة معاملة الناس لي بناءا على منصب والداي كانت لا تروق لي ابدا كن أغلب الفتيات اللواتي درسن معي يعاملونني بلطف بغية التقرب مني من أجل مصلحة معينة وغالبا ما تكون بطلب من آباءهم "تقربو من ازيتا بوربون" لم احب ذلك ابدا لطالما كرهت العلاقات المبنية على المصالح الشخصية

كنت ولازلت اعلم أن والداي لم ينفصلا بسبب عمل والدي هذه مجرد كذبة منهما لتجنب اسئلتي الكثيرة

كنت اقضي معظم وقتي مع المربية آنا أثناء انشغالهما التي كانت بدورها تسرد لي القصص عن الاميرات الجميلات اللواتي التقين بالأمير على الحصان الابيض كنت امقت ذلك بشدة لكنها كانت سيدة طيبة وراقية لذلك لم اشتكي ابدا لابد وانها لازالت تحلم ان تعيش مثل الاميرات رغم كبر سنها

قطع حبل أفكاري استشعار حركة قطتي هوني عند قدامي وهيا تقوم بالدوران حولي لابد وانا جائعة مجددا هيا لا تكتفي من الأكل هذا ما يفسر وزنها الزائد ، اخذت اداعبها قليلا بينما تقوم بالمواء وهيا تحرك ذيلها الطويل كثيف الشعر حولي

ولجت لغرفتي ادفع قداماي نحو السرير مرتمية فوقه بقوة ما جعله  يصدر صوتا مزعجا ، افكر في كيفية التهرب من استقبال عائلة خالي في المساء ضيوف غير مرحب بهم البتة اخذت أشد شعري بقوة من شدة التفكير الذي لا يجدي نفعاً

مسكت هاتفي اكلم صديقتي الوحيدة التي ابوح لها بكل شيء يحدث لي "صديقتي الالكترونية " كنت قد تعرفت عليها منذ سنتين على أحد مواقع التواصل الاجتماعي صدفة حينما قامت بالرد على أحد فيديوهاتي التي نشرتها على تطبيق الانستغرام بينما ارقص على اغنية إسبانية وانا اضع كمامة سوداء على وجهي حين قامت بالاطراء علي

"مغرية إلى حد اللعنة "

كان هذا تعليق الفتاة الوحيد وسط العديد من الشباب المكبوتين اللذين يشيدون على طريقة رقصي
كنت اعتقد انها فتاة شاذة تريد بعض الاهتمام لكن صورها على حسابها الشخصي مع الشباب في الحانات نفى كل توقعاتي كانت فتاة تملك جمالا مغريا بشفاه ممتلئة وكأنها مرسومة كانت قد حقنتهم لأكثر من مرة ، ناصعة البياض ذات شعر اسود كسواد الليل

منذ ذلك الحين وهي تشجعني وتقوم بإعطائي بعض الأغاني المفضلة لديها لكي ارقص عليها
تطورت علاقتنا مع مرور الزمن حين أصبحنا نتحدث حتى طلوع الفجر وهيا تشتكي من حبيبها رقم المئة الذي ضربته بقارورة خمر بعد ان طلب منها قضاء ليلة في الفندق مقابل مبلغ مالي كانت أغلب قصصها حول الشباب ، الرقص ، التسوق ، والوشوم التي تضعها بين الحين والآخر ، أكثر ما أحببته بشأن صداقتنا هو البعد كانت ايلينا تقطن في سويسرا وهذا ما جعلني اطمئن أنها لن تستغلني على حساب عمل والدي كما فعل البقية

هممت انقر على شاشة هاتفي ارسل لها رسالة

كيف حالك اليوم ايلينا ؟

لا رد

ايتها الساقطة لابد وانكي نائمة في حضن أحد ما انهضضضضي

اتصلت بها لكن لم ترد بعد لابد وانها نائمة إلى الأن بعد قضاءها ليلة أمس في أحد الملاهي عندما اتصلت بها كانت شبه واعية بسبب الكحول

رميت هاتفي بإهمال فوق السرير متجهة نحو الشرفة كان البرد شديد بالخارج فهي أبرد أيام السنة كانت ملابسي خفيفة بعض الشيء لا تنشر الدفء الكافي خاصة جزء بطني المكشوف لكن هذا كان يزيد شعوري بالمتعة كانت الغيوم الرمادية وأصوات الرعد تمهد أن هطول الأمطار قريب وكأن شمس صباح اليوم كانت مجرد وهم ، الشتاء أكثر الفصول مزاجية يشبهني نوعا ما وهذا ما جعلني اصنفه في قائمة اشيائي المفضلة "فصل الشتاء "
تطل شرفة غرفتي على مقهى صغير لعجوز قارب سنه السبعين عقدا
رفعت يدي عاليا مرسلة تحية للعجوز الذي يقف مقابل باب المقهى يرى اللافتة المعلقة التي تتحرك بسبب الرياح تكاد حروفها تختفي اعتقد أنه يفكر في تغييرها فلم يعد اسم المقهى واضحاً

صباح الخير سيد جورج

رفعت صوتي لكي يصل لمسامعه حين استدار بدوره يبحث عن مصدر الصوت حينها لمحني وانا الوح له بيدي بإمتسامة واسعة بادلني الابتسامة بلطفه المعتاد بينما ينزع قبعته الصوفية بإحترام وهو يمسح على رأسه الاصلع الذي لا يحتوى الا على بضع شعيرات

صباح الخير صغيرتي كيف حالك

قدم لي تحيته وهو يضع قبعته على صدره ويخفض مستوى جسده النحيل قليلا بإحترام كرجل نبيل

انا بخير ، إن الجو جميل أليس كذلك !؟

تسألت بينما أمد يدي للفراغ استشعر بعض من قطرات المطر التي بدأت بالهطول

نعم إنه كذلك , لماذا لم تأتي اليوم لأخذ الكرواسون وهو ساخن كعادتك ؟

سألني بينما يفتح المظلات الموضوعة فوق الطاولات الخارجية منعا لتسرب الأمطار فوقها

لم انهض باكرا اليوم

قلت بينما الوي شفيتي بعبوس ،تذكرت لتو أنني لم اتناول الكرواسون وهو دافئ كعادتي

لابأس صغيرتي تعالي مساءا قبل أن أغلق ابواب المقهى سأترك لكي بعض منه

ابتسمت بتكلف بينما ارسل له قبلة في الهواء تعبيرا عن امتناني له

كان ولازال رجلا راقيا ، منذ انتقالنا الى هنا انا ووالدتي بعد طلاقها وهو يهتم بنا عند حدوث أي شيء
كانت زوجته المتوفاة تملك مدرسة خاصة للتعليم الرقص بجميع أنواعه ،سيدة مرحة محبة للحياة تنشر الطاقة الإيجابية في كل مكان
كانت هيا من ساعدني في الخروج من حالة الاكتئاب التي أصابتني عند طلاق والداي بعد رفضي للمختص النفسي الذي احضرته والدتي لي لم يكن وجهه مريحا ولا صوته مازدا الطين بلة أنه كان يطرح علي اسئلة بينما يرتشف الخمر في كل مرة ما جعلني امقته بشدة !
حينها طلبت السيدة اديل من والدتي تعليمي الرقص قائلة إنه سيساعدني في التقليل من التوتر وخفض الطاقة السلبية لدي بعد امتناعي عن الذهاب الى ذلك الطبيب السكير فهو بحاجة إلى طبيب أكثر مني !

وقد نجحت بذلك حقا رغم كل هذا كانت طريقة موتها مآساوية حين تم طعنها من قبل رجل من أصول برازيلية أتى باحثا عن حبيبته التي كانت مُدرسة رقص هناك
كان يعنفها في كل فرصة ما جعل السيدة اديل تعطيها أحد الغرف الفارغة في المدرسة لتبيت فيها محاولة حمايتها لكن عاد ذلك عليها بالسوء حين اقتحم المدرسة ليلا بينما السيدة اديل والمدرسة ديلان يقومان ببعض الترتيبات
اخذ يجر حبيبته من شعرها وكأنها قطعة قماش بالية ما جعل السيدة اديل تتدخل وتهدده بالاتصال بالشرطة إذ لم يتركها وشأنها لكن في لغة المافيا سماع اسم الشرطة يجعلهم راغبين في سفك الدماء أكثر هذه كانت متعتهم

تم العثور عليها صباح الغد ملقاة على الأرضية الخشبية وسط القاعة التي اعتدت أن ارقص عليها بكل اريحية غارقة في دماءها

ومنذ ذلك الحين تم غلق المدرسة وتحويلها إلى دار رعاية للحيوانات الأليفة بعد رفض عروض الكراء بحجة أنها أصبحت منطقة تسكنها روح ميتة
هنالك اين وجدت امي قطتي هوني وقدمتها لي كهدية بدون مناسبة بحجة أنها وجدتها تشبهني فهي كثيرة المواء

قمت بدخول مدرسة رقص أخرى لعدم استطاعتي الرقص في المنزل لكي لا أزعج مارفيل المريضة بصوت خطواتي القوية وانفاسي الهائجة عند رقصي

مع مرور السنين في تلك المدرسة كنت اعرف بتلك الراقصة المحترفة ذات الشعر الطويل التي تضع كمامة أثناء رقصها لكي لا يعرفها أحد "ازيتا بوربون" ابنة الدبلوماسي "ديفيد بوربون" ، لم أكن لأضع كمامة لولا شهرة والدي غير أنه كان دبلوماسي معروف كان رجل اعمال حر يدير عدة شركات منتجة لأجود انواع الخمور التي يتم تصديرها إلى عدة دول
عائلة والدي من أغنى عائلات فرنسا واكثرهم شهرة كنت أظهر برفقته انا ووالدتي في عدة مناسبات في حضور الصحافيين وهذا ما جعل وجهي يظهر كثيرا للعلن، في فترة ما كانت لدي صفحة معجبين رغم صغر سني انذالك " ابنة ديفيد بوربون فائقة الجمال " رغم تأكدي أنني تغيرت منذ ذلك الحين لكن ارتداء الكمامة ضروري
عند سؤالي عن سبب ارتداي للكمامة "مرض معدي " كانت هذه الإجابة الوحيدة التي فضلتها من بين كل الاحتمالات

أخذني من شرودي صوت الاشعارات التي تصدر من هاتفي لابد وانها ايلينا لقد استيقظت اخيرا هممت بالدخول من الشرفة بإتجاه هاتفي الذي لم يكف عن إصدار الضجيج بسبب رسائلها والتي أغلبها عبارة عن صورها ، حملت هاتفي بينما اتكىء فوق السرير على بطني

"بخير وانتي لقد اشتقت لكِ كثيرا "

رأيت رسالتها والعديد من الصور المرفقة بها صور على السرير ، في المرحاض ، في المطبخ وهيا تأكل الكورن فليكس بالإضافة إلى صورة يد رجل مليئة بالوشوم استغربت في بادىء الأمر فهي لم ترسل لي من قبل صور مثل هذه لابد وأنها مازلت تعاني من آثار الثمالة
كانت يد خشنة عروقها ظاهرة تكسوها الوشوم الكثيرة لفت انتباهي شكل وشم مكتوب عليه عبارة بلغة غريبة
لم استطع قراءتها البلهاء دائما ما تصاحب غريبي الأطوار لابد وأنه خليلها من ليلة أمس

ايتها الحمقاء لقد تحدثنا ليلة أمس هل اشتقتي لي بهذه السرعة ؟ كتبت ارد على رسالتها

"نعم هل من مانع؟

كانت شخصية ايلينا غريبة بعض الشيء وكأنها تعاني من انفصام تتحدث بأسلوب ثم يتغير ذلك بعد دقائق مرحة وعصبية مؤدبة ثم سليطة لسان لكن ذلك لم يزعجني ابدا كنت ارتاح عند حديثي معها وافرغ كل مكنوناتي لها

"اين انتي " سألتني

" في المنزل "

"الم تذهبي لحصص الرقص اليوم ؟ "

" لا لم اذهب خالي وعائلته قادمين اليوم من بلجيكا أكاد انفجر لا اريد استقبالهم "

"اليوم ؟ الم يكن ذلك الاسبوع المقبل ؟ "

" لقد اتصلت بكِ ليلة أمس لأخبارك بالمستجدات لكنك كنتي مخمورة داخل أحد الملاهي الليلية "

" اوبس انا اسفة لم أكن أعلم انكِ بحاجة لي "

" لابأس بذلك , والان أخبريني مالذي علي فعله انتي تعلمين أن ستيفن الابله أيضا سيأتي "

" اهربي "

......

اعزائي كان هذا البارت الاول من الرواية الأحداث لم تبدأ بعد كنت مضطرة أن انهيه الان
انتظروني في البارت القادم يوم غد أو بعد يومين
في البارت القادم سيكون ظهور بطل روايتنا أكثر من هذا

(اعذروني أن حصل ووجدتم بعض الأخطاء الإملائية )

ملاحظة : لا أحبذ وضع صور الشخصيات وملابسهم سأدع لكل شخص منكم أن يعيش الرواية بخياله الخاص

ما رأيكم في شخصية ازيتا ؟

شخصية ايغور ؟

شخصية والدتها ؟

سبب طلاق والديها ؟

مرض مارفيل ؟

لماذا ازيتا لا تريد استقبال عائلة خالها ؟

هل تعتقدون أن ازيتا ستهرب ؟

وكيف سيكون هروبها ؟

تسرني مشاركتي آراءكم

Continue Reading

You'll Also Like

3M 151K 40
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...
193K 14K 7
عاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطا...
10.7M 264K 15
"الحقيقة أغَـرب مِـن الخَـيال دائماً" #الكاتبة_سارة_الحسن #الأشيب #ملجأ_الغرباء
5.3M 145K 59
عِش العراب. روايه صعيديه... من الصعيد الچوانى فتاه تحمل على عاتقها خطيئة أختها تؤخذ بذنب لديها يقين أن أختها لم ترتكبه عنوه تُغصب أن تكون الزوجه ا...