28 سبب // PJM KSG

By LoloRv5

77.5K 5.3K 6.5K

ثمان و عشرونَ سبب و القناعة واحدة...!! More

28 سبب
One Shot
P-2 ~28~
P-3~28~
P-4~28~
P-5~28
P-6~28
P-7~28
P-9~28
P-10~28
P-11~28
P-12~28
P-13~28
P-14~28
P-15~28
P-16~28
P-17~28
🥺🫂❤️
P-18~28
P-19~28
P-20~28
P-21~28
P-22~28
P-23~28
P-24~28
P-25~28
P-26~28
P-27~28
28~The Final

P-8~28

2.7K 198 244
By LoloRv5




في صباحِ يَومٌ جَديد دَخلت الخادمة الكبيرة الى جِناحِ المَلك لهذا اليوم هوَ أيضاً ليسَ بمزاجه و اسوء مِن أي يَومٌ آخر و هَذهِ المرة السَبب سولا انحنت السيدة أمامه و أعلمته بوصولِ رسالة إليه لذلكَ سَمحَ أن تأتيه قَدمتها له و بعدها غادرت الجِناح فتحَ المَلك الظَرف و أخرجَ الرسالة بدأ يَقرأ بإمعان ما تَنصه

تَغيرت تعابيرَ وجهه ازدادَ البرود و عقدَ حاجبيه بِخفة و بعدَ انتهاءه مِنَ الرسالة جَعدها و رماها على الأرض كلَ ما كانَ مكتوبٌ بِها غيرَ مُهم ولا يأبه لم تبقى الكلمات بذهنه بَل عادَ يُفكر بِتلكَ التي تُغضبه لا سَبيلَ أمامه لفعلِ شَيء و في كلِ مَرة يجتمعان يَنتهي بلا شيء لا تَحصلَ على حُبه ولا يَحصلَ على تَفهمها

تتواجد سولا في غُرفتها تَجلس على سَريرها تستند بظهرها على الوسادة للخَلف تلتفت جانباً تُحدق نَحوَ النافذة بِشرود لا تبكي أو تُظهر أي تعابير أنما كلَ شيء باتَ واضحاً و انتهت مُحاولاتها و من ناحية أخرى وجدت أنها فَرضت نَفسها عليه و هَذا ليسَ مِن حَقها طالما يَنتظرَ الحياةَ التي تُلائمه فلن تَقتربَ منه

في هَذهِ الأثناء طُرِقَ الباب انتَبهت سولا له فَتحته هاني و دَخلت "هَل أنتِ على ما يُرام؟" نبست و أخذت خطواتها نَحوها أومأت سولا لها تَبتَسم بِخفة لكن في الحقيقة هيَ ليست كذلك جَلست هاني بطرفِ السَرير و ظَلت تَنظرَ إليها كلَ ما بِها يوحي الى حزنها و افتقادها الى شَيء "لماذا لا تَخرجين الغُرفة ستحطمكِ"

مَدت هاني يَدها و أمسكت يَد سولا تُحاول أن تُشعرها بالراحة "أنا بخير هَكذا ليسَ لديَ ما أفعله لذلكَ رغبتُ بالراحة" تُجيب سولا بكلِ هدوء لكن العواصف بِداخلها ولا يُمكنها شَرحَ شعورها و الى أي دَرجة هوَ مؤلم لن يَفهمها أحد و كلَ حديثهُم سيكون أنها طفلة ليسَ عليها أن تمتلك مشاعر و أن تكونَ صائبةَ الاختيار

"لكن أليستِ خادمةَ المَلك و عليكِ أن تَقومي بعملكِ؟" عندما قالت هاني ذَلك نَظرت سولا إليها باتَ ذكرِ الخادمة يُذكرها بحديثِ المَلك و هوَ يُريد شريكةَ حياته أن تَكونَ الأغنى "لم أعد خادمته" هيَ هَكذا في كلِ مَرة أولَ قَرار تَتخذه ألا تَكونَ خادمته لكي لا تراه لكن هَذهِ المرة هيَ قَد حَسِمت أمرها ولن تراه

"حسناً افعلي ما يحلو لكِ لكن إن عاقبكِ لا تأتِ باكية" تَذمرت هاني منها لم تُبدي سولا ردةِ فعل الحقيقة الوحيدة التي تلقتها مِنَ المَلك أنهُ لا يُحاسبها على اخطائها و عصيانها تَنهدت و ارتَمت برأسها على وسادتها أغمضت عَيناها تتمنى لو تَفقدَ ذاكرتها أو يَحدثَ ما يُنسيها كلَ هَذا تحبسَ نَفسها لكي لا تراه

مَرَ الوقت مِنَ الصباح يَخوضَ المَلك شؤونَ مملكته كالمعتاد لكن هُناكَ ما هوَ غيرَ مُخططٌ له قَد حَصل و هوَ الرسالة لم تَصله هوَ فَقط بَل وصلت الى كلِ مَن له يَد في إدارةِ المملكة لذلكَ دَخلَ القائد سونقمين الى جِناحِ المَلك حاملاً بيده الرسالة و بعضَ التفاؤل يَرتَسم على وجهه وقفَ أمامه ثمَ انحنى بكلِ احترام

"جلالتك قرأت الرسالة صَحيح؟" سألهُ القائد نَظرَ المَلك له و النظرة تَكفي الى أن تكونَ اجابته نَعم "المملكة المُجاورة تُطالب بالاصلاح و انهاءِ الحرب خلالِ هَذهِ الأيام و هَذا حقاً جيداً كما و أنَ ملكهُم يَطلب زيارة مملكتنا لأجلِ انعقاد الهدنة و حلِ النزاع نهائياً رُبما هَذا الخبر سَيُفرحَ الجميع و تنتهي المعاناة"

طموحاتَ القائد هيَ ذاتها طموحاتِ الشَعب لكن ليست طموحاتَ المَلك "ارمي رسالته و كأنها لم تَصل" نبسَ المَلك بِبرود شَديد لا غايةَ لديه في انهاءِ الحَرب بَل هوَ لا زالَ يسعى خَلفَ دمارِ تلكَ المملكة لتكونَ مِن نَصيبه و عندما قالَ ذَلك تلاشت تعابيرَ القائد هوَ حقاّ كانَ لديه إحساس برفضِ المَلك لكن وضعَ بعضَ الأمل

"جلالتك أرجوك هَل تُدرك ما تَقوله؟ الفرصة أتت بطبقٍ مِن ذَهب نحنُ لم نَخسر كلَ ما في الأمر مملكتنا و تلكَ المملكة سَتُصبحان واحد بمجرد اصلاحِ العلاقات و سنتمكن مِن توسيع نفوذنا و نفعلَ الكثير و الكثير و مِن ناحية أخرى انظر الى الشعب كباراً و صِغاراً جميعهُم عانوا مِنَ الحرب و فقدوا أحبائهُم

دعنا لا نكونَ غيرَ مسؤولين عرضَ المملكة المُجاورة أتى في وقته لن نَضطرَ الى بذلِ مساعينا و اهدافنا لأجلِ حروب لا تُخلف سِوى الدمار و الحرمان هَذهِ فرصتنا جلالتك دعنا نزدهر بِما هوَ أفضل لنعيشَ بسلام" حاولَ القائد بكلِ ما لديه لتغييرَ تَفكيرَ الملك و أن يَضعَ الانانية و التحدي جانباً لكي لا يُدمرَ نَفسه بِنَفسه

"كلا الحرب هيَ الحرب و سأكسبها...كلمة أخرى ولن تَجدَ رأسك" دوماً ما يَكونَ قليلَ الكلام مُجرد كلمات قليلة تُنهي حديث لا فائدة منه بالنسبةِ إليه و هَذا يَعني قَد حَسِمَ أمره ظَلَ القائد يُحدق نَحوه مُستاءاً مِن تَفكيره و قسوته و هَذا يَجعلهُم يكنون الكرهَ تِجاهه لأنه يستخدم قسوته تِجاهَهُم و هُم لا ذنبَ لهُم بما يَحدث

"أمرك" نبسَ و شَدَ على الرسالة بقبضته انحنى ثمَ غادر في الحقيقة غاضب جداً لا سبيلَ لديهُم لأيقافَ المَلك عندَ حَده شَخصٌ لا مُبالي و عديمَ المسؤولية لا يَجب أن يَكونَ ملكاً عليهُم لكن معَ ذَلك غيرَ قادرين على التنفس أمامه فنهايتهُم القبر لذلكَ يُفضلون أن يبقوا صامتين يتلقونَ بؤسهُم انجرافِ حياتهُم نَحوَ الجحيم

بمرورِ فترةِ النهار أتت وجبةَ الغداء دَخلت الجارية هيري و هيَ تَحمل غداءَ المَلك معها حَدقَ نَحوها أنها ليست سولا آخرَ ليلة لهُم لم تَنتهي بمودة فهيَ قَد أصابته بالجنون عندما أخبرته أنها أيضاً سَتبحث عَن رَجل يُحبها و يُقدرها لأنها تستحقَ ذَلك فهيَ ليست كأي امرأة في قَصره بَل فتاة لا زالت بريئة عفيفة

بدأت الجارية تُرتب الصحون هُنَ بارعات لدرجة يَفعلنَ ما يَجذبَ المَلك رُبما مانَ ذَلكَ سابقاً لكنه الآن بِشرود تام لا يوجد في ذهنها سِواها تَفصله عَن هَذا العالم وما يُغضبه هوَ أنها تَعصي أوامره و تَرفض أن تَكونَ خادمته باتت كلمتها المسموعة و ليسَ كلمته عندما لا يُحاسبها و يُجبرها على فعلِ ما تؤمرَ به

"جلالتك الغداء جاهز هنيئاً" خاطبتهُ الخادمة هيري و تنحت جانباً جَهزت لهُ طاولة فاخرة لم تَنسى منها شَيء عادت تُحدق نَحوه عندما وجدته لا يُعيرَ انتباهاً و ذهنه ليسَ معها حتى أنهُ لم يَسمعها "جلالتك" نبست مرةٌ أخرى بفضول شَديد لتعرف ما الذي يُفكر به وما الذي يأخُذ عقله لهذهِ الدرجة مِنَ الضياع و الصَمت

عادَ المَلك مِن شروده التَفتَ جانباً يُحدق نَحوَ الجارية "أينَ خادمتي؟" يَستحيلَ عليه أن يَنطقَ أسمها يُكابر حتى معَ نَفسه لم يَصلَ الى الجارية هيري ما يريد "مَن جلالتك؟" تُحاول جاهدة في أن تُطيلَ الحديثَ معه فهذهِ مرتها الأولى بتعددِ الكلمات معه "خادمتي" رَفعَ صَوته قليلاً فزعت هيري و أنزلت رأسها تتفاداه

"سأناديها حالاً" نبست بِخوف انحنت أمامه ثمَ اسرعت تُغادر يَنظرَ المَلك أمامه و رأسه يُكتدَ يَنفجر هوَ قاسياً تجاهِ جميعَ القرارت يَتخذها دونَ تَفكير لكن عندما يَتعلقَ الأمر بِها يَجدَ نَفسه عاجزاً و كأنها الصعبَ الذي لم يُجربه يَوماً و رغمَ ذَلك وضعَ ذَلكَ الهوس جانباً و بدى جدياً تجاهها عليه أن يَحسمَ عصيانها ذلك

لدقائق طَويلة فَتحت سولا بابَ الجِناح و دَخلت نَظراتها تِجاهه غيرَ مُرحبة انما أتت إجباراً وقفت أمامه و انحنت ثمَ استقامت يَنظرَ المَلك إليها "هَل استدعيتني؟" نبست بكلِ هدوء تُحاول ألا تَنظرَ إليه لكونها قَررت ألا تَراه لهذا اليوم بأكمله و لجميعِ الأيام لكن على ما يبدو لها ذَلكَ مستحيلاً فهيَ خادمة في القَصر

"أليسَ على الخدم أمثالكِ خدمةِ الملك في وقته؟" خاطبها بِبرود زَفرت سولا أنفاسها بِخفة يهوى التقليلَ مِن شأنها لدرجة أدركت أنَ اسمها خادمة و ليسَ سولا "أنا لن أقومَ بِخدمتك سأقوم بخدمةِ شيءٌ آخر سأبقى خادمة لا تقلق" اجابته بكلِ رسمية و هدوء ليست سولا التي تمزحَ معه و تَتذمر هيَ لم تَعد تريدَ ذَلك "الخادمة لا تُقرر عَملها أنتِ حتى لستِ بمقامَ الخادمة أوه أنتِ أدنى مِن ذَلك لذلك لن تُقرري عملكِ"

يقسو معها و هيَ تُنصت في الحقيقة هوَ لا زالَ ليناً معها لأنها تخوضَ الحديث و تَردَ كلامه لو كانَ شخصٌ آخر كلمة واحدة و أنهى موضوعه كما فعلَ معَ القائد "إذاً سأطلب مِنَ السيدة أوه أن تُغيرَ عَملي" نبست تُحاول التَوصل الى الحلول المُناسبة ما يُغضِبَ المَلك الآن أنها لا تَنظرَ إليه بَل تُنزِل رأسها و تَتحدث

"أرى مِنَ الأفضل رميكِ خارجَ القَصر لأنكِ دونَ فائدة" عندما تُغضبه يُحاول جَرحها قَدرَ ما استطاع و يُريها عَدم فائدتها رَفعت سولا رأسها نَظرت إليه و ابتَسمت بِخفة "سيكون ذَلكَ لُطفاً منك جلالةَ المَلك فقصركَ لم يَنفعني أيضاً هُناكَ حياة تَنتَظرني سأجد شَخصاً يحتويني يُحبني و يُقدرني و يَكن لي كلَ شَيء"

هيَ لم تَجدَ مَن تستندَ عَليهِ بَعد حتى الآن لا زالت تستند على نَفسها و ترعى أختها و في هَذهِ اللحظة المَلك حتماً سَينفَجر فاضَ غَضبه الى أقصى مَرحلة "كوني شاكرة أنني أحتويكِ في قَصري لو أنكِ لا زلتِ في الشوارع لاصبحتي عاهرة" هَذا ما هوَ متأكد منه يبدوان الآن و كأنهُما عدوان يتواجهان بقساوتهُم

"في قصركَ شَعرتُ أنني عاهرة عندما سمحتُ لكَ بتقبيلي أما في الشارع عشتُ طفولتي ولم يَلمسني أحد" خاطبته بِحدة هوَ لا يَعلم أيَ شيء عَن حياتها لذلكَ لا يَحقَ لهُ التيقن و ينسبَ الفضل الى قَصره فتفكيره خاطئ تماماً لم تَكن تُريدَ أن تُطيلَ بالحديثِ معه لذلكَ تَجاهلته و غادرت قبلَ أن يَنبس بأي كلام سام

ضَربَ المَلك بقبضته على ذراعِ العَرش يَهزَ ساقه دونَ شعور الغضب يتأكله شَخصٌ قاسي حتى معَ نَفسه لا يسمحَ لمشاعره أن تَكونَ طليقة يُكابر لدرجة فضيعة إن فعلَ ما لا يُرضي جبروته فهذا يَعني لهُ الخسارة و الرضوخ و كأنَ تلكَ العلاقة بالنسبةِ له حرباً أخرى يُحاول كسبها بعدمِ الخضوع لخادمة و طفلة

تَسيرَ سولا في الرواق هيَ أيضاً غاضِبة رأت الكثيرَ مِنَ الذل عندما وقفت أمامه خِلالِ تلكَ اللحظات لا تَفهم ما مُشكلته ولِمَ يَفعل ذَلك هيَ تَعرف أنها خادمة لذلكَ ليسَ عليهِ تكرارَ ذَلك نَزلت الى الأسفل ترى مِن حَولها الخدم يبذولونَ جهدهُم في العمل بعيدين عَن المَلك يكسبونَ أجرهُم إلا هيَ أوقعت نَفسها به

تَوجهت الى قسمِ الخَدم و منها الى غُرفتها فَتحت الباب و دَخلت رَفعت إيلا رأسها تُحدق نَحوها لم تَرى ما هوَ جَديد مِن تلكَ التعابير ذاتها كما رَحلت عادت لكن أكثرَ تَعصباً جَلست سولا على الأريكة أسندت ذقنها على كفها و بدأت تَقضم أظافرها التفكير يأخُذها بَعيداً تَنظرَ إيلا إليها أخذت الثواني و هيَ تَفعل ذَلك

"هَل تشاجرتِ معه و أتيتِ؟" سألتها هَكذا و كأنها باتت تَعرف أختها وما يُغضبها التَفتت سولا بانتباهها نَحوها دوماً ما تَجدَ الصَغيرة مُحايدة للمَلك تتفهمه ولا تتفهمها أنما تَرمي بالذنبِ عَليها "أجل ذلكَ الغبي يستحق و يحقَ لي قَتله" يُمكنها التعبير كما تَشاء عندما تَكون لوحدها و مِن أعماقِ قَلبها لكونِ صَبرها نَفذ

"لا يُمكنكِ ذَلك تَوقفي عَن تمني السوءَ له و ألا قتلتكِ أنا حمقاء بلهاء" تَذمرت الصَغيرة عابسةِ الوجه لا تريد أن يَحدثَ الكرهَ منها تِجاهَ المَلك عقدت سولا حاجبيها تُحاول أن تستفهم دِفاعَ الصَغيرة عَنه "إيلا ألا ترينَ نَفسك تُفضلينَ ذَلكَ الشخص على أختكِ التي ربتكِ و تعبت لأجلكِ؟" خاطبتها بِبعضِ العصبية و نفاذِ صَبر

هَزت الصَغيرة رأسها بالنَفي القاطع "كلا أنا لا أفعل أنا أحبُ كلاكُما لكنكِ كالعلكة تلتصقينَ به ولا تتركينه و شأنه" وجدت سولا حتى أختها الصُغرى تراها مِن هَذهِ الناحية "أنا لستُ علكة ولا التصق به لتوي حاولتُ الابتعادَ عَنه و أرسلَ لرؤيتي و كلامه كانَ ساماً مثله أنتِ لا تَعرفينَ شَيئاً لذلكَ تَوقفي عَن التبريرَ له"

رَفعت صَوتها غاضبة لم تَتحكم بأعصابها لا تريد أن يَروها مِن ناحية أنها مَن تَسعى خَلفَ المَلك ظَلت الصَغيرة تَنظر إلى أختها لا أحد منهُما مرتاحاً لكن على الأقل على أختها تَفهمه التزمتا الصَمت قطعتا ذَلكَ الحديث عادت سولا للخَلف تستند بخلفيةِ الأريكة أغمضت عَيناها تَشعر و أنَ رأسها سَينفجر حقاً

زَحفت إيلا نَحوها و جَلست على ساقيها حَدقت سولا نَحوها افتَربت الصَغيرة و احتَضنتها تنامَ على صَدرها "لا تحزني أنا أحبكِ كثيراً" نبست بِعبوس لا تُريد مِن أختها أن تَظنَ أنها تكرهها و تُحبَ المَلك احاطتها سولا بذراعيها تُقبل وسطَ شَعرها بالتأكيد لن تأخُذ على كلامِ أختها فهيَ مُجرد طفلة لم تَرى أو تَفهم ما يَحصل

ابتعدتا عَن بَعض احداهن تُحدق نَحوَ الأخرى لا زالت سولا تُحيطها بذراعيها "أنتِ أيتها الصَغيرة لماذا تُفشين بأخباري للمَلك ألا تَعلمين لا يَجوزَ ذَلك؟" خِلالَ تواجدها معه خِلالِ مَرضه قالَ المَلك الكثيرَ عَنها و هيَ حَقاً بَدت بصدمة حتى أخبرها إيلا مَن أخبرته ولم تَكن تَتوقع مِنَ الصَغيرة ذَلك فذلكَ ليسَ مِن عادتها

"هوَ يسألني عنكِ" اُجبِرت الصَغيرة على قولِ تلكَ الكلمات ظَلت سولا تُحدق نَحوها ذلكَ كانَ مُفاجئاً بَعضَ الشيء و أغرقها بالفضول لِمَ قَد يسأل عَنها "ما الذي يسأله؟" بَدت فضولية و بِحاجة الى جواب يُشبعها رَفعت الصَغيرة كتفيها "لا أتذكر جيداً" كذبت الصَغيرة و هيَ تتظاهر بالحيرة و مُحاولتها للتَذكر

تَنهدت سولا بِخفة تَعرف عَن اسئلته فهوَ قَد اكتَشفَ عمرها "ماذا عنكِ إن سألتيه هَل سَيُجيبكِ؟" بَدت فضولية أيضاً مِن هَذهِ الناحية فعلى ما يبدو علاقتهُم أعمق أومأت الصَغيرة لها ظَلت سولا تَنظرَ إليها لثوانٍ همهمت تُلامس خَدَ أختها يصعب عليها طَرحَ سؤالها لكن سَتفعل "إيلا اسأليه إذاً إن كانَ يُحبني؟"

ضَحكت الصَغيرة لكلامِ أختها مهما حَدث سَتكون رغبتها بحبه هيَ أكبرَ ما تُسيطرَ عليها "حسناً" نبست و تَضحك تَعلم جيداً لكنها لن تُخبرها زَفرت سولا أنفاسها بقلةِ حيلة هيَ حَقاً بدأت تتعب بِسببه أخذت الصَغيرة القلم خاصتها أمسكت يَدها و بدأت تَكتب لا تتركَ أختها تَرى و سولا تُحاول لكن عَجزت

عندما انتَهت الصَغيرة ابتَعدت حَدقت سولا الى ما كتبته على يَدها و كانَ رقمان أحدهُم ٢٨ و الآخر ٣ لم تَفهم مُطلقاً ما يعنيان لذلكَ نَظرت الى أختها بتساؤل "ما هَذان؟" لا تُحاول أن تبدو فضولية و مُندهشة لكونَ أختها لم تَكتب ما هوَ غريب أنها مُجرد أرقام "لقد تَعلمتهُم" اكتُفت الصَغيرة هَكذا ابتَسمت سولا و احتَضنتها

مَرَ الوقتَ مِنَ النهار باتَ المساء يَقتَرب المشاكل التي تَمرَ بِها المملكة و الأعمال التي تَنتظرَ المَلك مِن مختلفِ النواحي و الأمنَ الذي يُكاد يَنعدم بكلِ هَذا و المَلك يَجلسَ على عَرشه بيده كأسَ النبيذ يَحتسي دونَ تَوقف حياته لم تَكن بِهذا السوء على الأقل كانَ لديه اهتمام لأعماله لكن اهتمامهُ الآن لغضبه

رأسه يُكادَ يَنفجر يُعاني مِنَ الصداع الشَديد ولا أحد يُخفف عَنه جَميعهُم يُزيدونَ عَليه ولا يَجد ما يُنسيه و يَفصله عَن هَذا العالم و بؤسه سِوى النبيذ و لأنهُ بارعاً يشربَ الكثير و الكثير لا يهمه إن دَمرَ صِحته هوَ وصلَ الى مَرحلة لا يَهتمَ بِها مُطلقاً و تلكَ المرحلة لم يَصلها الآن بَل منذُ صِباه كلَ شيء كانَ كفيلاً بأهماله

جَهزوا الخدم له العشاء لكنه لم يَتناوله احتساءَ النَبيذ قَد أشبعه أو مِن ناحية أخرى ليست سولا مَن أعدت طاولته و يُريحه وقوفها جانباً تُشاهده يأكل رُبما تَهتمَ به و تَتذمر كلَ شَيء عَنها باتَ محفوراً في ذهنه و هوَ يَفعل كلَ ما هوَ سيء يُبعدها و يَفقد كلَ اهتمامها لكن ما بيده حيلة عليهِ فعلَ ذَلك و الاكتفاء بِبُعدها

ساعة تلوَ الأخرى مِنَ الليل سكنَ الجميع الى اسرتهُم وقتَ راحتهُم مِنَ النهار المُتعب أما المَلك لا زالَ جالساً على عَرشه ثملاً يُغمض عَيناه مُحلقاً بِخيال بَعيد رأسه يَصدع بالألم لا يُمكنه أن يُنكر كم اعتادَ وجودها الى جانبه ليلاً هيَ تُهونَ عليه و تُنسيه الشقاء و الماضي الأليم تَركَ الكأسَ مِن يَده جانباً ثمَ نَهضَ بِتَعب

أخذَ خطواته تاركاً جِناحه خَرجَ يسيرَ لوحده لا أحد مِن حَوله سِوى بَعضَ الحرس الهدوء كانَ يُحيطَ المكان كانَ راغباً في أن يَهربَ الى جِناحه لكن هُناكَ جانباً منه يُخبره أن يَهربَ إليها حتى و إن أغضبها حتى و إن جَعلها تسئمَ منه و تكرهه لذلكَ غَيرَ طَريقه الى الأسفل نَزلَ و هوَ بالكاد يَجعلَ نَفسه متزناً بخطواته

دَخلَ الى قسمِ الخَدم للمرة الثانية تَجعله يأتي بِنَفسه الى هَذا المكان الذي لم يَدخله بتاتاً اقتَربَ مِن غُرفتها حتى وقفَ أمامَ بابها "سولا" نبسَ بِخفة و كأنه يُريدها أن تسمعه حتى بهدوءِ صَوته رَفعَ يَده و طَرقَ الباب ليسَ لديهِ الوقت ليبقى صامداً بوقوفه عادَ و طَرقه مرةٌ أخرى يُدرك أنها نائمة و وقته غيرَ مُناسب

فَتحت سولا الباب حَبست أنفاسها عندما رأته أمامها مَرتها الأولى في رؤيته يَقف أمامَ بابها مظهره و كلَ ما به مُبعثراً ثملاً حَدقَ المَلك نَحوها بِبرودهِ الثَمل "تعالي معي" قوياً جداً بحديثه لكن داخله ضَعيف أمامها مَرته الأولى برؤيتها تَرتدي ثَوبَ النوم مرةٌ أخرى تَختلف عَن غَيرها فهيَ تختار كلَ ما هوَ طفولي

"لا أريد" رَفضت هيَ لم تَنسى أنها غاضبة منه و أهانها أكثرَ مِنَ اللازم "تعالي معي لا تُغضبيني" نبسَ يُحاول أن يَكونَ هادئاً فسولا الوحيدة مَن قادرة على شَعلِ شرارة غَضبه بِلحظة ظَلت واقفة بِمكانها تأبى خصوصاً و أنهُ ثَمل لن تَحصلَ على ما هوَ واقعي منه مَدَ المَلك يَده أمسكَ معصَمها و جَذبها نَحوه

شَهقت تَرتَطم بِجسده الذي يُضاهيها حَجماً أغلقَ بابَ الغُرفة بِهدوء ثمَ أخذها معه رُغماً عنها يَسير و هيَ تتبعه لكن يُمسك معصمها خَرجا مِنَ الرواق الذي هُم به و صَعدا الى الأعلى هُناك حيثُ مكانه و مكانته لم يَذهبَ الى جِناحه بَل تَوقف بأكثر رواق مُظلم استَندَ بظهرهِ على الحائط و جَذبها نَحوه يَضمها بِقوة

يُمكنها سماعِ أنفاسه كيفَ تُصبح بِمُجرد ما إن يَلمسَ جَسدها جَسده و تَكونَ داخله يُمكنها الشعورَ بِنبضاتِ قَلبه المتسارعة و في الحقيقة مؤلمة بالنسبةِ له رَفعت رأسها تُحدق نَحوه بِتلكَ العينان اللامعتان غَرقَ بِهُم رَفعَ يَداه مكوباً خَديها يُلامس وجنتيها رقيقاً معها اقتَربَ أكثر و قَبلَ أنفها يُحبَ فعلِ ذَلك

لم تُبدي سولا ردةِ فعل كتمت شعورها داخلها لا يُمكنها أن تَخضعَ له و هوَ أكثرَ ما يَفعله اذلالها رَغبَ المَلك بِقُبلة أخرى على شَفتيها لذلكَ اقتَربَ شيئاً فشيئاً لكن قبلَ أن يَفعل أنزلت سولا رأسها تَرفض تَغيرت تعابيرَ وجهه يَخشى تلكَ الردود منها "قبليني" بهذهِ اللحظة حَرقت قَلبه هَذه مشاعر تُخبره أنها لم تَعد تُريده

تُنزل سولا رأسها و هَزته رافضة "لا أريد" نبست مُجبرة كم تُريده لكن أفعاله تَجعلها لا تُريده بذاتِ القدر يُخيفه برودها خصوصاً و أنَ لديها قَرار بِتركه "ماذا تريدين؟" إن كانت لا تُريده ولا تُريدَ تَقبيله فهوَ يُريد أن يَعرف ما تُريده رَفعت سولا رأسها يؤلمها قَلبها بِشدة "لا أريدُ رؤيتك لن آتي إليك ولا تأتي إلي"

لا يُمكنه أن يَستوعبَ يَومه دونَ رؤيتها عندما يَستدعيها و يَنتهي بهِ الأمر بأذيتها أو غضبه منها هوَ فَقط لأنه أرادَ رؤيتها "كلا" رَفضَ ما قالته كلَ ما يُريده أن تَتفهمه حتى بِقسوتهِ معها تَنظرَ سولا إليه و في عَيناها الحيرة أسندَ جَبينه على خاصتها يُكوب خَديها و يَجمعَ شَعرها بينَ أنامله هائماً بِها بجنون

رَفعت سولا يَداها و أمسكت معصَميه أغمضت عَيناها "ألا تَشعرينَ بالاشمئزاز مِن حُبكِ لرجل يَكبركِ سناً بكثير؟" همسَ لها عَن فضوله ليسَ مِنَ العادة أن يَتقبلَ الأغلب فارقَ العمر "نحنُ لا نَرى العُمر لماذا عليَ الاشمئزازَ منه؟ لو رأيتني جيداً لوجدتَ حُبي لكَ أكبر مِن فارقَ العمر أنا رأيتُ ما علقني بك"

يُنصِتَ المَلك إليها لم يَسمعَ بمثلِ هَذا الكلام و الحُبَ الصادق طِوالَ حياته لطالما كانَ كلامَ الجميع عابراً لكنها الآن عَبرت أعماقَ روحه قَبلَ وجنتها بِرقة يأخُذ مِن أنفاسها يُعيدَ الحياةَ لروحه لا يُمكنه منعِ نَفسه عَن شَفتيها لذلكَ قَبلها و ابقى شَفتيه تلتصقان بِشَفتيها لم يَتعمق يُغمضان أعينهُما تَتركهُ سولا يَفعل ما يُريد

ابتَعدَ المَلك عَنها أنزلَ يَداه بِقلةِ حيلة تُحدق سولا نَحوه مرةٌ أخرى لا تَجدَ منهُ حُباً يُطمئن قَلبها أنما كعادته احتواها ثمَ تَركها "عودي الى غُرفتكِ" نبسَ المَلك ثمَ تَركها و أخذَ خطواتها التَفتت سولا برأسها تُحدق خَلفه غَرقت عَيناها بالدموع لكنها لا تُريدَ البُكاء سئمت مِن ذَلك رُبما هَذا هوَ فَقط ما مكتوب عليهُما اللقاء و الابتعاد.
...................

عندَ حلولِ الصباح يَتواجد المَلك في عَرشه لكن لهذا اليوم الوضعَ لم يَكن على ما يُرام فهناكَ حشداً مِنَ العامة يتجمهرون خارجَ بوابةَ القَصر انتَشرَ خبرَ رسالةَ المملكة المُجاورة بطلبِ الصلح و عقدِ هدنة و انهاءِ الحرب أفرحهُم ذَلك لكن رَفضَ المَلك جيمين للصلح صدمهُم و أغضبَ عامتهُم ولن يسكتوا عَن حقهُم

وزراءَ المَلك معَ القادة جَميعهُم يَجتمعون في جِناحِ المَلك يُحاولون التوصل الى حَل يُقنع المَلك بموافقتهِ على الصلح بينَ المملكتين في كلِ ذَلك المَلك كانَ شَديدَ البرود ما يَرغبَ به يَفعله الضغط الذي يواجهه لا يؤثرَ عَليه مُطلقاً يُمكنه أن يَتخذَ التدابير اللازمة و يَقمعَ شَعبه تلكَ أسهلَ الطرق بالنسبةِ إليه و ذلكَ ليسَ عَدلاً

"جلالتك الفرصة لا تأتي مرتان و نحنُ لم نَستسلم بَل تلكَ المملكة طَلبت الهدنة و الأصلاح فلماذا نَرفضَ ذَلك؟ يُمكننا أيضاً أن نستفيدَ مِن طلبهُم و نَضع شروطاً تُفيدَ مملكتنا فكر جلالتك فجَميعنا راغبين بتلكَ الفرصة" تَحدثَ الوزير الأكبر مِن بَينهُم يُحاولون بذلَ جُهدهُم في السعي خلفَ موافقة المَلك ليتمَ الصلح

"جَميعنا نوافقه الرأي بِصفتنا مُمثلينَ المملكة و لنا بَعضَ القرارات نرى مِنَ الأفضل أن يَكونَ خيارك الصلح هَذا سَينقلنا الى مستوى آخر يُمكننا أن نَزدهر و تعودَ اراضينا المُدمرة يَنعدمَ الخوف و تعودَ العوائل الى حياتها الطبيعية صَدق هَذا كلَ ما يَطلبهُ الشعبَ منك و استمراركَ بالرفض لن يَكونَ مِن صالحك"

يَكتفي المَلك جيمين بالانصاتِ لهُم واحداً تلوَ الآخر لكلِ منهُم حديث لكن رأيهُم واحد يُطالبوه بالصلح و الموافقة على قبولِ دعوةِ ذَلكَ الملك الى مَملكتهُم "حديثكم هُراء الحرب قائمة ولن يعمَ الصلح بَل سأتي به بالقوة و كلَ ما يَملكوه سَيُصبِحَ لي" تلكَ غايةَ المَلك الوحيدة أي كلمة قالوها لم تَنفع ولا زالَ على إصراره

التزموا جَميعهُم الصَمت غيرَ راضون مُطلقاً لكن معَ ذَلك لا يُمكنهُم الاعتراض لكنهُم يُجيدونَ جيداً كيفَ يَجعلوه يوافق على الهدنة رُغماً عنه "حسناً جلالتك إن كانَ هَذا ما لديكَ فَقط فنحنُ نستأذنَ منك و رُبما تطلبَ منكَ أن تُفكر جيداً" هاذبهُ الوزير الأكبر دَفعَ كرسيه و نَهض نَهضوا جَميعهُم معه و المَلك لم يُعيرهُم انتباهاً

غادروا واحداً تلوَ الآخر الجِناح سارَ الوزير الأكبر معَ القائد "لنُثيرَ الشغب و الدمار بينَ العامة قدرَ ما استطعنا لكي يَستسلم و يوافق رُغماً عنه لنرمي بالشائعات بينهُم و ينقلبوا عليه لتكونَ الحرب داخِلَ مملكته أيضاً" هَذهِ خطتهُم التي سيشرعوا في تَنفيذها و الجَميع كانَ موافقاً عليها أي موقفَ المَلك صَعباً

تَقف سولا في الشُرفة و معها أختها تَحملها و يُحدقن نَحوَ خارِجَ البوابة لا يَفهمنَ ما يَحصل سِوى أنَ الوضعَ يزدادَ سوءاً و الناس يتقاتلون فيما بِينهُم يُدمرون و يُشعلونَ الحرائق "أختي ما خَطبهُم لِمَ يَفعلونَ ذَلك؟" نبست الصَغيرة بِخوف شَديد مِنَ الذي تَراه احتَضنتها سولا هيَ الأخرى لا تَعرف و الوضع غيرَ مطمئن

فَزعت سولا عندما خَرجَ صوتَ خراب قَوي لا تَعرف ما دَمروه لكن ذَلكَ أخافها لذلكَ تَركت الشُرفة و عادت الى داخلِ القَصر كلَ شيء لم يَكن مطمئناً هيَ تَبحث عَن أي أحد يُخبرها عَن الذي يَحدث أنزلت أختها أمسكت بيدها و أكملن سَيرهن "هاني" نادت عندما أبصرت صَديقتها أمامها تَوقفت الأخرى بنتظارها

"ما الذي يَحدث في الخارج؟" سألتها ما إن كانت تَعرف شيئاً "منذُ الأمس وصلت رسالة للملك مِنَ المملكة المُجاورة تُطالبه بالأصلاح ما بينَ المملكتين لكنَ المَلك رَفضَ ذَلك و أعلنَ أنَ الحربَ قائمة لذلكَ غَضِبَ الوزراء و الشعب عامة و هُم الآن يحتشدون للمطالبة بتغييرِ قرارَ المَلك و على ما يبدو الوضعَ يزدادَ سوءاً"

دُهِشت سولا للذي سَمعته لم تَكن تَظن أنَ في المملكة بمثلِ هَذهِ الأوضاع تَعرف عَن الحرب لكن لا تَعرف أنَ العلاقات سيئة لدرجة أنَ المَلك يَرفض الصلح "لكن لماذا يَرفض؟ هَل هُناكَ سَبب؟" سألت سولا بِفضول مثلِ تلكَ الاسئلة لن تَجدَ جوابها مِنَ المَلك "قالَ أنهُ يُريد أن يستولي على تلكَ المملكة كاسباً المعركة"

تُجيبها هاني بِما تَعرفه و كلَ ما تُبديه سولا هوَ الذهول في الحقيقة وجدت موقفَ المَلك سيئاً ليسَ عليهِ أن يَكونَ أنانياً و قاسياً الى هَذهِ الدرجة بَل يأخُذَ حالَ مملكته بعينِ الاعتبار و يَرى الى أي دَرجة دُمِرت بسببِ الحرب القائمة "أليسَ هُناكَ مَن يُغيرَ رأيه؟" سألت سولا وما تَعنيه رُبما بَعضَ المسؤولين

"رأيَ المَلك واحد لن يُغيره أحد شيءٌ جَميعنا نَعرفه" أجابتها هاني و مِن كلامها لا توجد فُرصة لذلكَ باتت سولا تُفكر بالجميع و بهِ أيضاً رَفضهِ سيؤدي الى قلبِ الأمور سَلباً عَليه ازديادَ اعدادَ العامة و شغبهُم قَد يؤدي بمطالبتهُم لتنحيه عَن العَرش و المَلك ليسَ لديه وليَ عَهد لذلكَ رُبما تَكون نهاية سلالة بارك

"سأذهَب لأرى إن كانَ هُناكَ جَديد آراكِ لاحقاً انتَبهي لنفسكِ جيداً ولا تَسمحي لأختكِ بالخروج" نَبهتها هاني أومأت سولا لها ودعتا بَعضهُما و غادرت حَذقت سولا نَحوَ أختها سَتُبقيها معها طِوالَ الوقت فهيَ لا تَشعرَ بالأمان حَقاً "لنَذهَب و نَرى المَلك" طَلبت الصَغيرة مِن أختها تَسحبها لكي تَذهبَ معها و سولا تَبعتها

"إيلا تَمهلي" تُسرع الصَغيرة هيَ فَقط تُريدَ أن تَكونَ معه لكي تَشعرَ بالأمان أما بالنسبةِ لسولا لا تُريدَ لقاءه هَكذا دَوماً يَنتهي حَديثَ الليل بَينهُم دَخلت الصَغيرة الى جِناحِ المَلك ابصرته جالساً على عَرشه "جلالةَ المَلك" نبست و رَكضت نَحوه حَدقَ نّحوها ثمَ نَحوَ تلكَ التي تَتبعها وقفت إيلا أمامه قُربَ ساقيه

"لقد رأيتُ ما يَحدثَ في الخارج أنهُ حقاً مُخيف ما خَطبهُم يتقاتلون؟" نبست الصَغيرة بعبوس تَكره اساءةَ البَشر لبعضهُم البَعض "لا تَنظري إليهُم" هَذا ما لدى المَلك لقوله ظَلت الصَغيرة تُحدق نَحوه و لسولا ذاتِ ردةَ الفعل اقتَربت الصَغيرة منه دَخلت بينَ ساقيه أمسكت يداها الصَغيرة بيده التي تَفوقها حجماً

"الحرب مُخيفة قَد يموتَ الكثير مِنَ الناس كما ماتَ والداي و عشتُ أنا و أختي وحيدتان في الشارع رُبما هُناكَ أطفال سَيعشونَ مثلنا و أنا أشعرُ بالحزن تِجاهَهُم أتمنى أن تَتوقفَ الحرب و نعيشَ بِسعادة" لدى الأطفال رغبة عارمة بالسلام أكثرِ مِن غَيرهُم و امنياتهُم بريئة لا نوايا خَلفها لذلكَ أنصتَ المَلك إليها

"طالما أنتَ المَلك أخبرهُم ألا يَتقاتلوا و ليُحبوا بَعضهُم البعض" لا تَعرفَ الصغيرة أنَ سَببَ الحرب هوَ المَلك الذي يَرفضَ الهدنة و الأصلاح و هوَ السَبب أيضاً في انتشارِ الكره بينَ ابناءِ الشعب لكن للحظة مِن حديثها جَعلته يُنصِت بإمعان خصيصاً عندما وضعت نَفسها و أختها ممن فقدن والديهن و عانوا

رَفعَ المَلك يَده يَمسحَ على شَعرِ الصَغيرة بِرفق تُحدق سولا نَحوهُما ليسَ لديها ما تَقوله و حتى إن قالت فلن يَستَمعَ لها فحالها كحالِ غَيرها مُجرد خادمة "إيلا هَيا لنُغادر المَلك لديهِ عَمل" نادتها سولا لا تُريدَ أن تَبقى أكثرَ مِن ذَلك ابتَعدت الصَغيرة عَن المَلك ابتَسمت لأجله بحب لوحت له ثمَ رَكضت نَحوَ أختها تُمسكان أيدي بَعض

غادرتا الجِناح و هوَ يُحدق خَلفهن ذَهبَ تَفكيره بعيداً فيما يَتعلق بالرسالة و بالحرب و الأصلاح و الى القتال الذي يَحدثَ خارِجَ قَصره حديثَ الصَغيرة جَعله يُراجع نَفسه لوهلة هوَ يَعلم جيداً الأصلاح ليسَ الحلَ المناسب فتلكَ المملكة لا تستحق لكن رُبما عليهِ التَفكير مرةٌ أخرى و يأخُذَ وقته حتى يَصل الى الصواب

مَرَ وقتَ النهار الجَميع كانوا حَذرون مِما يَحدثَ في الخارج تَوقفَ العمل و قَلت الحَركة لا أحد يَدخل أو يَخرج و المَلك بقيَ في جِناحهِ المَلكي طِوالَ اليوم يُفكر و يُفكر بِجدية و إمعان و ليسَ في رأسه سِوى كلامَ الصَغيرة الذي جَعله يَتهمل قَليلاً و يَتخذ قَراره بِصواب و نَفع ليسَ لأجلِ نَفسه بَل لأجلِ مَن يَفقدونَ أحبائهُم

لذلكَ جَلسَ المَلك على المكتب خاصته و ها هوَ بدأ يَكتب بِها الرسالة التي سَتذهب الى المملكك المُجاورة و كانت كلماته تَنص "أنا المَلك بارك جيمين أوافق على زيارتكَ القريبة لمملكتنا قَريباً لأجلِ الصلح ما بينَ المملكتين.." اكتفى بِتلكَ الكلمات فَقط أغلقَ الورقة و وضعها في الظرف ثمَ خَتمها

"أيها الحارس" نادى المَلك ثمَ دَفعَ كرسيه و نَهض دَخلَ الحارس مُسرعاً و انحنى أمامه "استدعي القائد حالاً" أمرهُ المَلك أومئ الآخر انحنى و أسرعَ يُغادر عادَ المَلك الى عَرشهِ جالساً يُمسكَ الرسالة بيده و يُحدق نَحوها رُبما هَذا هوَ القرارَ الصائب الذي كانَ عليهِ اتخاذه في بدايةِ الأمر ليُنهي هَذا التعقيد

لدقائق دَخلَ القائد و انحنى للمَلك حَدقَ نَحوه "هَذهِ الرسالة أرسلها الى المملكة المُجاورة و أخبرَ الجميع أنني وافقتُ على الهدنة و الاصلاح" نبسَ المَلك بِما لديه دُهِشَ القائد لا يُصدق ما يَسمعه يَظنَ نَفسه بِحلم لا أكثر فمنَ المُستحيل أن يَخطي المَلك تلكَ الخطوة خصوصاً و أنهُ صباحاً كانَ حازماً بقراره و ازدادَ الوضعَ سوءاً

حتى أخذَ القائد الرسالة مِنَ المَلك بدأ يَستوعب أن كلَ ما يَحدث حَقيقة "حسناً جلالتك سأنطلق حالاً" نبسَ على عجلةٍ مِن أمره هَذا الخَبر سَيُفرِحَ الجميع لذلكَ انحنى و غادرَ مُسرعاً أولَ ما سيتوقف هيَ أعمالَ الشغب خارجَ القصر ثمَ بعدَ ذَلك سَتتوقفَ الحرب ما بينَ المملكتين حالما تَصِلَ الرسالة الى الملك الآخر

و بعدَ إن أفشى المَلك عَن خُططه و أفكاره باتَ الآن الجَميع يَعلم أنَ الحياةَ سَتعود الى طَبيعتها لكن بالنسبةِ للمَلك تلكَ الخطوة ليست دقيقة لكن سَيتبعها مهما كانَ ما سيواجهه سَيُحاولَ التأقلمَ معه و يُبقي ذهنه أكثرَ انتباهاً لرُبما تلكَ الهدنة ما هيَ إلا وسيلة للاستيلاء وضعَ المَلك حميعَ احتياطاته المدروسة مِن قبله

انتهى هَذا اليوم و تمَ تَعميمَ رسالةَ المَلك على جميعِ الوزراء و الشعب و ملِ مَن يَتطلع الى موافقةِ المَلك و ليسَ هَذا فَقط بَل اُرسِلت الرسالة الى المملكة المُجاورة و هُم بانتظارِ الرد جَميعهُم مُقبلين على غد مُزهر يَعمهُ السلام ولن يَكونَ هُناكَ فاقد أو مفقود و الذينَ في القَصر سُعداء أيضاً لهذا الخبر السَعيد

تَستلقي سولا في سَريرها عَجزت عَن النوم يأخُذها التَفكير بَعيداً لهذهِ الليلة لم يَلتَقيا يحزنها أنها لا تُشاركه همومه أو تسأله عَن الذي يَحدثَ داخله و إن كانَ بِحاجة الى مُساعدتها أو حتى تحتضنه و تُهونَ عَليه هيَ تَعلم أنهُ يَحمل جَبلاً مِنَ الهموم يَحملها لوحده يأبى مُشاركتها معَ أحد هَكذا هوَ منذُ إن خُلِق كتوم داخله
...................

مَرَ يَومان على آخرِ ما حَدث مِن موافقةِ المَلك بارك جيمين على الاصلاح ما بينَ المملكتين و أتاهُ الرد أنَ المَلك سيقوم بزيارتهُم و اليومَ الموعود هوَ اليوم لذلكَ الجميع يَستعدون لأولِ استقبال كبير لِملكَ المملكة المُجاورة و الحرب قَد تَوقفت بالفعل ما بينَ المملكتين العوائل مِن كِلا المملكتين بدأت تستعيدَ شُتاتَ نَفسها

القصر بأكمله كانَ على استعداد لاستقبالِ المَلك القادم جَميعهُم بِفضول شَديد ليعرفوا مَن يَكون وما شكله و كم عُمره و هَل هوَ بوسامة مَلكهُم و جاذبيته؟
" بالطبعِ لا (: " هَذا الفضول كانَ يُراودَ الجميع لذلكَ حرصنَ الخادمات على أن يبدون بأبهى مَظهر و حسنِ وجه تزينين بكلِ ما هوَ جَميل مِن تسريحةِ شَعرهن

و الى ملابسهن الانيقة كذلكَ الرجال مِنَ الخدم كانوا أكثرَ أناقة و السيدة أوه حرصت حُرصاً شَديداً على أن يَسيرَ كلَ شيء كما خُطِطَ له و ألا يَكونَ هُناكَ تَقصيراً يُظهرهُم بِصورة سيئة لذلكَ كلَ شيء كانَ مُرتب بِعناية شَديدة و هيَ بذاتها أشرفت على مظهرِ الخادمات و مظهرَ القصر و كلَ شيء مثالي بالفعل

في جِناحِ المَلك يكتضَ بالكثير مِنَ الرؤوساء و النُبلاء و القادة مِمن سَيُشرفون على عقدِ الصلح و الهدنة بينَ المملكتين أنهُ لموقف مُشرف مِنَ الملك جيمين أن يَتخذَ هَكذا قَرار يُساعد مملكته على الازدهار و يَعمَ السلام فيها و كُلما خَرجَ المَلك الى الشُرفة رأى تمجيدَ العامة له و تحيته بكلِ سعادة لكونه اتخذَ القرار الصائب

أحبوهُ الشعب و رحبوا بِقراره لذلكَ هُناكَ جانبٌ مِنَ المَلك يُخبره أنَ ما فعله هوَ الصواب و مِن ناحية أخرى يَتذكر الصَغيرة إيلا فهيَ السبب الوحيد الذي جَعله يَعودَ الى حقيقةَ ما هوَ عليه يَعلم ما عانوه بفقدانِ والديهُم و هوَ أيضاً عانى مِن هَذا الفقدان لذلكَ ليسَ مُستعد مُطلقاً ليعيشَ طفلٌ آخر حياةَ الذل و الحرمان الطويل

دَقت الطبول التي تُعلن عَن وصولِ المَلك الى مَملكة بارك استقبله موكب مِنَ العسكر المُنتَظم حياهُ الجميع فُتِحت بوابةَ القَصر فَدخلت عَربةَ الخيل الملكية الى القَصر معَ حشدهِ العسكري المَلك بارك جيمين يَقف أمامَ بابَ قَصره يمتدَ البساط الأحمر منه و الى بوابةِ القَصر مِنَ الجهات يَقفونَ العسكر واحداً بجانبِ الآخر

نَزلَ المَلك المدعو كيم يونق فَذهبت الأنظار تِجاهه مذهولون هَذهِ مرتهُم الأولى بِرؤيته حيوه لكن لم يَنحنوا كونَ انحناءتهُم للملك بارك جيمين فَقط أخذَ خطواته ثمَ نَزلَ بَعده وليَ العهد المدعو جومين الذي يَكون ابنَ المَلك كيم كِلاهُما ذاتَ مَظهر أنيق شَخصية قَوية و شِدة تَركيز لكلِ ما حَولهُم يتباهون بمكانتهُم العالية

أخذوا خطواتهُم تِجاهَ المَلك بارك جيمين الذي يَقف معَ قادته و رؤوساءه الترحيب يأتيهُم مِن كلِ مكان و هُم يُلوحون تَرحيباً رُبما في شَخصيتهُم بَعضَ التَغطرس و المُكابرة لكونهُم أعلى مكانة ها هُم يَقتربون بسيرهُم مِنَ المَلك جيمين الذي لا يَرغب بِرؤيتهُم مُطلقاً أنما قبولِ دَعوتهُم هوَ لأجلِ الصَغيرة

وقفوا أمامَ المَلك جيمين و الابتسامة ترتسم على وجهِهُم "جلالةَ المَلك بارك جيمين يا لهذا اللقاء السعيد و أخيراً أتت الفرصة لِنُصافح بَعضنا" نبسَ المَلك كيم بدى مرتاحاً بالحديثِ و كانَ أكثرَ بهجة عكسَ المَلك جيمين شَخصيةَ البرود و القسوة تُطغى عليه حيثُ يَنظر بكلِ جَبروت ليسَ لديه ما يَعني بالمُصافحة

لذلكَ لم يُصافح مِما جَعلَ الأب و الأبن يَنظران لِبَعضهُما تلقوا تجاهل منه لذلكَ سَيتجاهلوا رُبما هَذهِ المرةِ الأولى و غيرَ مُعتاد على استقبالهُم "أهلاً بكم في مَملكتي تَفضلوا بالدخول" نبسَ المَلك بكلِ جَبروت لدرجة أنهُم اُعجبوا بقوةِ الشَخصية تلك سارَ فتبعوه الى داخلِ القَصر ها هُم يبدأونَ بالتَعرف شَيئاً فشيئاً

صَعدوا الى الطابق العلوي و منها الى الجِناحِ الملكي الاستقبال و الترحيب كانَ على أتمِ ما يَكن الخدم و الخادمات بكاملِ الاناقة يَنحنون بكاملِ الاحترام لا يُمكن للملك كيم أن يُنكر ما مدى إعجابه بالتنظيم و انصياعِ كلِ شَخص دَخلوا الى الجِناحِ المَلكي اشارَ لهُم المَلك نَحوَ الطاولة الفاخرة الفخمة التي تَخصَ المَلك

تَرأسهُم المَلك بارك جيمين و مِنَ الجانب جَلسَ المَلك كيم و مِنَ الجانب الآخر يُقابله ولده وليَ العهد جومين الذي يَبلغ مِنَ العمر خمسٍ و عشرونَ سنة أما الوالد المَلك فَيبلغ مِنَ العمر خمسٍ و أربعونَ سَنة "نشكركَ لهذا التَرحيب الحار نأمل أن يَنتهي هَذا الاجتماع بالصلح و الرضوان" نبسَ المَلك كيم لبقاً بحديثه

نَظرَ المَلك جيمين له و اكتفى يومئ حَدقَ الأمير جومين حَوله على الطاولة كانَ يُشاركهُم رؤساءَ المَلك جيمين و قادتهم و مِنَ الجهة الأخرى رؤوساءَ المَلك كيم و قادته هَكذا ليتمَ الصلح وفقَ الضوابط و تحتَ حماية شَديدة ضَحكَ الأمير جومين بِخفة لكن فيها صَوت "نساؤكم جميلات للغاية أنا مذهول بالفعل"

هَذا أولَ ما استطاعَ الأمير جومين مُلاحظته حَدقَ المَلك جيمين نَحوه بنظرةِ البرود فبادلهُ جومين ذاتَ النَظرة معَ ابتسامة جانبيه "هَل يُمكننا الترفيه عَن أنفسنا معَ احدى الخادمات؟" بسؤالِ الأمير ضَحكَ الوالد المَلك لا يُمكنه نكران كم نسائهُم جَميلات و أنيقات للغاية "يُمكنك للتي توافق" أجابهُ المَلك جيمين بِبرود

أومئ الأمير جومين وقتَ التحلية هوَ أكثرَ ما يُحبه لكن للآسف لن يَحظوا بكلِ هَذا اليوم فتواجدهُم هُنا لساعات فَقط "جلالةَ المَلك لنتحدث بشأنِ الصلح ما بينَ المملكتين و ايقافِ الحرب أنا أمل أن تَكونَ العلاقات طَيبة و ننفع أحدنا الآخر لتزدهر ممالكنا" يُنصِتَ المَلك جيمين للمَلك كيم كذلكَ جميعَ الرؤوساء و القادة

جميعهُم يُرحبون بذلكَ القرار خصوصاً و بعدَ أن وافقَ المَلك جيمين و بصعوبة لا يَعلمون ما جَعله يُغيرَ رأيه "حسناً لنوقفَ الحَرب و تعود مصالحَ المملكتين" نبسَ المَلك جيمين كلامه قَليل للغاية أومئوا جِميعهُم الابتسامة تَرسم وجوهُهُم "لولا الصلح الذي اتخذه والدي لكانت الحرب مِن صالحنا و أنتَ تَعلم ذَلك"

الأمير جومين كانَ فظاً للغاية ولم يُطيقهُ المَلك مِن أولِ نَظرة و حاولَ أن يَتفاداه "رُبما اسرعتم بطلبِ الصلح خَوفاً مِن انقلابِ الموازين؟!" لا يُمكن لأي أحد أن يَردعه حتى بالحديث يَغضب لكن يُحاول أن يَكونَ هادئاً ضَحكَ الأمير جومين بخفة "هَل يُمكنكَ ألا تتحدث و تتركَ الأمور للملوك فالأمراء ليكتفوا بالتحديق"

هَذا تَقليل مِن شأنَ الأمير لكي لا يَتدخلَ في امورهُم و يُوضحَ لهُ أنهُ لا زالَ مُجرد أمير أي لا شَيء "سأتوج قريباً و سأدعوك لا تقلق" نبسَ الأمير واثقاً و هوَ بالفعل على وشكِ أن يُتوج فوالده سَيتنحى عَن العرش لأجله ابعدَ المَلك حُدقتيه عَنه "جلالةَ الملك لِتختمَ وثيقتي و اختمَ وثيقتك و ليتمَ هَذا الصلح حالاً"

طَلبَ المَلك كيم أومئ المَلك جيمين بِخفة وثيقته أمامه و كلَ شَيء جاهز و أمامَ أنظارَ الجَميع لكن قبلَ ذَلك عليهُم أن يُضيفوهُم فدخلن الخادمات واحدة تلوَ الأخرى بكاملِ الاناقة لا يبدون و كأنهن خادمات بَل أميرات مما أثارن أعجابِ الجميع أولَ طابع أخذوه عَن هَذهِ المملكة أنَ نسائهُم جَميلات للغاية و ناعمات

حَدقَ المَلك جيمين نَحوَ الخادمات ذَهبت نَظراته تِجاهَ سولا التي مِن بينهن تَغيرت تعابيرَ وجهه هيَ ليست مِن ضمنَ الخادمات تَدخل الى هَكذا مكان فيهِ الكثير مِنَ الرجال هيَ خادمته فَقط سَلبَ ذَلكَ عقله و بدى التغير على تعابيرِ وجهه واضحاً للغاية برود شَديد لا يُعجبه ما يَحدث حَركَ حُدقتيه نَحوَ الأمير

"يا للهول ما هَذه؟" التقطَ الأمير جومين سولا مِن بينَ الجَميع تلكَ الصَغيرة الحسناء الانيقة ذاتَ الأختلاف الشاسع عَن غيرها و كلامه جَعلَ الجَميع يَنجذب إليها تَرددت سولا كثيراً و أنزلت رأسها شَعرت بكاملِ جَسدها يَرتَجف لم تَكن تُريدَ أن تَخدم لكنَ الأمرَ أتاها هَكذا لذلكَ اُجبرت و تأنقت كما فعلنَ جميعهن

"هَل ما أراه حقيقي؟ أهذهِ خادمة حقاً أم الجمال بذاته على هيئة بَشر؟" لا يَمنعَ الأمير جومين ابداءَ اعجابه بالخادمات لكن الآن ما يَراه ليست خادمة بَل صَغيرة فوقَ الخيال اقتَربت سولا مِنَ الطاولة كانَ دَورها خدمةِ المَلك الذي يَجلس هادئاً هادئاً جداً جداً اصبعَ السبابة خاصته يَدقَ على الطاولة و يَنظر بِبرود

"مرحباً يا فتاة؟" نبسَ الأمير اثارت اعجابه بِجنون لدرجة أنَ والده لاحظَ ذَلك و باتَ يَبتَسم عقدت سولا حاجبيها و تنحت نَحوَ المَلك جيمين ابتَسمَ الآخر رافعاً حاجبيه "خادمتك تجاهلت أميراً" بدى و كأنه يَشتكي للمَلك مِن خادمتهُم الغيرَ مُطيعة حيثُ قَللت مِن شأنه أمامَ والده و أمامَ الجالسون و بدى ذلكَ مُحرجاً جداً

يُنصت المَلك و الهدوء يَغلبه يُحدق نَحوَ الوثيقة اصبعه لا زالَ يَدقَ على الطاولة بِخفة الخادمات يَقومن بترتيبِ الطعام و الشراب يتلقينَ المديح أيضاً ولم يُضايقهن ذَلك مِن بينهن كانت هيري لكن أغلبَ الانتباه ذَهبَ الى الصَغيرة سولا رَفعَ الأمير جومين يَده رغبةٌ شديدة منه و لمسَ شَعرَ سولا "مُذهلة"

نبسَ فدفعَ المَلك جيمين كرسيه سَحبَ سَيفه كلَ شيء بِلمحةِ بَصر أمسكَ معصمَ الأمير وضعَ يَده على الطاولة وقطعَ الأصابع التي لمست شَعرها "لا تلمسها" صَرخَ به و الآخر صَرخَ آلماً وسعت سولا عَيناها و انقلبت الطاولة الى صراع لا إصلاح...؟؟!!!

♔ انتهى البارت الثامن من رواية ٢٨ سبب 👋🏻

♔ رأيكم بالبارت؟

♔حسبي الله ع الواتباد 💔 قراءة مُمتعة اميراتي شكراً كثير لتعليقاتكم و دعمكم لي شكراً لوجودكم ربي يسعدكم اجمعين 🥺🫶

☾ اتمنى تستمتعوا و تحبوا الرواية ☽

☾ احبكم هوواية اميراتي العسولات ☽

☾ اراكم في البارت التاسع ☽

Continue Reading

You'll Also Like

2.4M 319K 79
اجتماعية رومانسية
3M 88.1K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم
3M 151K 40
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...
5.7M 223K 52
قد يؤخر الله الجميل لجعله أجمل بنت يتيمه الأم من هيه طفله تعيش معا مرت ابوهه وتنحرم من كلشي وذوق العذاب بس القدر يلعب لعبته ويجي منقذه يتبع..