آضطِرآبْ||disturbance

By artimas_911

298K 12.9K 3.7K

إضطراب:الضحية الأخيرة هناك أحداث مقتبسة من الواقع من تجارب الحرب العالمية الأولى وتجارب هارلي هارلو عن السلو... More

تقرير
Chapter 1
chapter 2
Chapter 3
chapter 4
chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
chapter 12
chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
chapter17
chapter 18
chapter 19
chapter 20
chapter 21
chapter 22
chapter 23
chapter 24
chapter 25
إعـــلان مهم
chapter 26
chapter 27
chapter 28
chapter 29
chapter 30
chapter 31
chapter 32
chapter 33
chapter 34
chapter 35
chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 41
Chapter 42
Chapter 43
chapter 44
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51-the end

Chapter 45

2.6K 156 26
By artimas_911


~قراءة ممتعة~



______________

"احصلوا على بقية الاموال بحلول الغد...اريدها كاملة ان حدثت اي مشكلة انتم تعرفون كيف تحلونها"

"لكن سيدي...لقد تم استلام كل المبلغ اليوم وقتل جميع المشاركين في العملية"

سماع تلك النبرة المترددة جعلت فابيو يستدير بصدمة سرعان ما اختفت يستبدلها بالبرود كعادته عندما يتعامل مع رجاله

"من قام بإنهاء العملية؟"

"اخت الزعيم...قالت أن هذا أمر مباشر منك"

"أجل...يبدو انني نسيت بسبب انشغالي عودوا لأعمالكم الأن"

أكمل فابيو يمرر اصابعه الموشومة على عنقه اين وشم العنقاء كان واضحا هناك كأنه يفكر في أمر ما قبل أن يبدأ بالسير عكس الاتجاه الذي ذهب به الرجال داخل رواق القصر وكلما ابتعد كانت خطواته تتسارع شيئا فشيئا مصدرا صوت طرق قوي على البلاط إلى اللحظة التي فتح فيها الباب بقوة واعاد اغلاقه بصفعة جعلت القفل يتزعزع من مكانه وهو ينظر بعيونه الخضراء المعتمة لوجهها ذو الملامح الثابتة

حيث كانت تجلس على كرسي المكتب الجلدي وهي ترتدي بذلة سوداء واسعة وتعبث بقلم في يدها بكل راحة مفرقة بين قدميها وهي تنظر ناحية الرجل الذي يكاد يفقد عقله

"لما تعبثين معي؟"

"أعبث معك؟...أنا أعبث بك وهذا مختلف ثم أنني أولى في القاء الأوامر عليك"

تحدثت بإبتسامة جامدة زينت وجهها الأبيض الشاحب دليلا على عدم رؤيتها للشمس منذ مدة

لكنه كان اكثر برودا منها برود جليدي جعله يرتكز على حافة جنونه وهو ينظر لها كيف تعبث به...

"ترغبين في إلقاء الأوامر؟ إذن لما تستعملين اسمي في اللعب بذيلك خلف ظهر أخيك هل تخافين لهذه الدرجة؟"

أخرجت شهقة ساخرة من بين شفتيها وهي ترتكز على الكرسي أكثر لتبعد خصلات شعرها الاشقر الطويل من على وجهها مظهرة النظرة المختلة داخلهما...قد ينسى الجميع انها من آل غانشو قد تنسى هي نفسها تلك الجينات لكن الدم الاسود في عروقها سيذكرهم جميعا بالجحيم

"أخاف؟ منك مثلا من مجرد لقيط يمكنني قتله بمجرد اتهامه بالخيانة!"

بإنهاء جملتها شعرت بالالم بسبب ارتطام الكرسي ذو العجلات بالحائط وارتكاز فابيو على جانبيه ينخفض إلى مستوى نظرها

"هل أنت متأكدة ألا تخافين...مني؟"
تمتم يلفحها بأنفاسه الساخنة وهي تشعر بالضغط المطبق على الكرسي بسبب جسده الضخم المرتكز عليه لكنها حافظت على نظرتها الجامدة تتحداه وقد حصلت على مرادها بتراجعه بكل هدوء لكنه سحب سكينا صغيرا من جيبه لتنظر له بإستغراب...هل سيقتلها أو ما شابه؟

لكنه رفع يده الأخرى ليطعن كفه بقوة متسببا في انفجار دماءه على وجهها وذراعه يسمع شهقتها المصدومة ويلاحظ عيونها الواسعة وهي تنظر ليده التي لازالت السكين مثبتة داخلها ودماءه الدافئة تنزل بكل انسيابية على عروقه النابضة خلال رحلتها على ذراعه اين موضع الحرق مزال واضحا

حينها سحبها يزيد الأمر سوءا ويعلم جيدا انه نجح ينظر لارتعاشها وصدمتها عندما فرقت شفتيها تستنجد الهواء أن يسعفها كي لا تنهار أمامه لكنه إكتفى بوضع كفه الدامية على خدها لتشعر بجرحه... بدماءه وألمه وتشارك بشرتها في ذلك العذاب تتلون بألوان تدرجات الاحمر القاتم وعيونها عليه وهو ينخفض مجددا ناحية وجهها

"أنت تخافين...لستِ من هذا العالم يورين ولا ترغمي نفسك لكي تكوني لقد أحببتك لأنك أنت...مجرد انسانة صافية ونظيفة من القذارة التي انا عالق بها احببتك لدرجة عدم قدرتي على لمسك لكي لا تتلطخي بالخطايا لذا لا تقتليني بالقفز داخلها طواعية أنت تحرقينني لا أعلم ما هي دوافعك لكنك تدمرين كل ما تبقى منك من نقاوة داخل قلبي لذا المرة القادمة سيكون هذا الدم نابعا من قلبك ستغرس هذه السكين داخله حتى لو اغرمت على قتلك كملاك فسأفعل"

أكمل دفعة واحدة يصفعها بكلماته الحارقة مبعدا يده عن بشرتها فيزيد ألمها أضعافا وهي ترى شبح الانكسار داخل عينيه

لقد خسرت الكثير...دوما ما كانت سكارليت محور حديثهم وحياتهم كأنهم خلقوا من أجلها لكن ماذا عنها؟ هي أيضا عانت وخسرت الكثير لا تعلم ما إن كانت تصرفاتها صحيحة حتى... هي ضائعة ومشتتة والجميع يضغط عليها ويلومها لأنها ليست ملاكا

"هل تعتقد أنني لا أستحق هذه الحياة؟"
تمتمت تنظر لجرح رسغها الذي حاولت الانتحار بإحداثه مرة سابقة

لكنه نظر لها بإستغراب يتجاهل جرحه النازف الذي يقطر دما على السجاد الابيض تحت قدميه

"كان علي الموت مكان باولا او ليو...لم تكن عليها أن تقتلهما"

"من تصدين"
سألها يتقدم منها بتشوش كامل فقد تعب من ألغازها

"سكارليت...هل تعتقد انها ستقتلني يوما ما بل هل ستترك أحدا حيا قد تقتل يوجين أيضا أو انت الجميع في خطر لما لا تفهمون!"
صرخت في نهاية كلامها تمسك رأسها بقوة كأن عقلها لا يستطيع استيعاب فكرة كهذه

"توقفي ارجوك...أنت تصعبين الأمر فحسب لا تكوني العائق الذي قد يقتل يوجين حقا...قد لا يستطيع اللقيط أمامك حمايتك مجددا بعد ذلك"

أكمل يتجه ناحية الباب وهو يمسح وجهه بتعب لا يسمع سوى صوت تنفسها الهادئ بطريقة غير طبيعية جعلته يستدير لآخر مرة ناحيتها يجدها تجلس هناك في العتمة وتنظر للفراغ والتجويف داخلها يزيد عمقا بطريقة جعلت عيونها غائرة وملامحها ممسوحة غير مفهومة

لكنه غادر...

______

"من تكونين بحق الجحيم"

همست سكارليت بغير تصديق وقد خرج صوتها مهزوزا كأن ما ذلك الوجه أمامها خطف أنفاسها

مرعب...مرعب أن تركز في تلك الملامح وترى نفسها داخلها نظرت لها تلك المرأة بعيون خضراء ميتة وسط ملامح شاحبة وشعرها الاسود الطويل يغطي جانبي وجهها

"أنا هي شيطانك"

تمتمت بصوت مبحوح لشخص متعب لكنة ألمانية ثقيلة وحروف جعلت سكارليت ترتعد لدرجة أن تلك المرأة نجحت في دفعها بعيدا عنها لترتطم بحافة الطاولة بقوة تشعر بعضلاتها تتمزق لكنها لم تبعد عينيها عن تلك النسخة لثانية

سحبت المقتحمة السكين الذي طُعنت به وسط أمعاءها لتتلوث أناملها بالدماء لكنها لم تعطي اي ردة فعل بل رمته ارضا تجعله يصدر صوتا قويا لتقابله مع الارض الباردة وتلطيخها بالدماء

"تذكري هذا الوجه جيدا... أنا هي الشخص الذي لا تعرفين عنه شيئا سوى أسمه...لكنني أعرف عنك كل شيء ما عدى اسمك"

همست لها بكل جمود تلك من كان وجهها الوحيد الظهار من جسدها بسبب ارتدائها للأسود

وقفت سكارليت سريعا رغم الألم تحاول محاصرتها مجددا لكنها صفعتها بقوة تعيدها للخلف

"سنلتقي مجددا لا داعي للمجازفة الان لديك ما هو اهم مني"

أكملت لتركض ناحية باب غرفة سكارليت وتفتحه بسرعة حينها صدر صوت بكاء قوي من الغرفة لكن سكار ركضت تلاحق المقتحمة والتي فتحت النوافذ الضخمة ووقفت على الحافة

"لن تكون هذه هي النهاية"
همست وهي واقفة هناك تجعل الريح يعيد خصلات شعرها السوداء للخلف تشير لها بيدها قبل أن تقفز حينها ركضت سكار بسرعة ناحية النافذة...لكنها اختفت كما لو انها ذهبت مع الرياح شديدة البرودة

استدارت بسرعة تنظر لمصدر البكاء لتشهق بصدمة لما رأته

كان هناك رضيع على سريرها...لديه جروح على كامل جسده يبكي بحرقة بينما كتب على الحائط بالدماء

"في مواجهة حفيدة هتلر"

شعرت برعب شديد...لقد تعرضت طيلة حياتها لمواقف أسوء ولآلام أكبر لكنها تشعر بالخوف الشديد جسدها يرتعد أمام ذلك المنظر وهي لم تستوعب بعد من كانت داخل غرفتها تلك المرأة نسخة منها اقتحمت شقتها وقتلت الخادمة المدربة والأن...هناك صغير يبكي بحرقة على سريرها ورائحة الدماء تبعث الخوف أكثر في أضلاعها

في هذه الثواني كانت بحاجة أن يحتضنها أحد حقا ويخبرها أنها بخير حتى لو كان ذلك كذبا لكنها إكتفت بسحب هاتفها بسرعة وهي تبكي لتكتب رسالة سريعة فقدرتها على الكلام انعدمت لاجراء اتصال
______

ابتلع ريموند ريقه بألم شديد في حنجرته وهو يراقب انهيار آشلي أمامه

لم يشعر بالحزن او الشفقة من أجلها لكنه لم يكن سعيدا...كان يتمنى أن يراها هكذا بعد ما فعلته به لكنه فقط كان جامدا يستمع لصراخها عليه وسط همسات بقية الطلاب

شعر بأحد يمسك ذراعه بقوة ليستدير ببطئ ناحية أرسولا المستغربة وهي تشير لما هو مكتوب في الرسالة في واجهة هاتفه

"النجدة"
رفع حاجبه مستغربا لكن قلبه خفق بسرعة عندما رأى إسم المرسل...سكارليت!

يريد ابراح نفسه ضربا حقا لقد اصبح يخاف بسهولة هذه الأيام وفي هذه اللحظة شعر بقلق شديد لم يسبق أن أرسلت له زعيمته رسالة كهذه من قبل رغم كل الاوضاع التي كانت بها سابقا لذا كان غير واع بما يحدث حوله حتى انه لم يعد يستطيع سماع صوت آشلي

لذا أمسك رسغ أرسولا بسرعة وركض خلال الرواق غير مهتم بأي شيء آخر غير وصوله لها...سكارليت تحتاجه

كانت آشلي واقفة هناك في صدمة لما خدث توا تسترسل ما اسمعه خلال تلك الهمسات المزعجة لتشعر بالدوار لكنها اكتفت بالصراخ بهستيرية وهي تمسك رأسها

ولم تمر دقائق حتى اصلحت في مكتب العميد وحوبها عدد من الاساتذة والدكاترة بينما كان العميد سملي عليها سلسلة اختراقها للقوانين الجماعية ولم تسلم حتى من تلك التعليقات الساذجة في غرفة كان من المفترض ان يكون من بها مثقفون لكنهم من كانوا بنظرون لها كأنها قطعة لحم جلبت لهم العار

كان ذلك شعور كل ضحية اغتصاب يتم تجريمها ووصفها بأقبح الاوصاف بينما ينجو المجرم الحقيقي تحت ستارات صنعها المجتمع نفسه....القاتل ليس من يخرج الروح من الجسد فحسب... بل من يقيدها ويحبسها داخل جسد مجوف مظلم

"يؤسفنا أن نخبرك يا آنسة جوهانسون أنه سيتم طردك نهائبا ولا وجود لاحتمالية لعودتك لأي جامعة بعد وضع ملفك في وضح الحضر... سيحدد المجلس الدراسي مصيرك في الموعد الذي حددناه... لكنني اخبرك بما سيحدث سلفا"

تحدث العميد ببرود وهو يضع عدة وثائق امامها لتوقع عليها اين تعترف بأنها المسؤولة عن كل هذه الفوضى وتخلي مسؤولية الجامعة عن كل ذلك الشغب غير الاخلاقي بالنسبة لهم لكنها اكتفت بالابتسام بسخرية خافظة رأسها ليسقط شعرها يغطي ملامحها

تمتمت بشيء تحت انفاسها ليحرك احد الاساتذة نظارته باستغراب يسألها

"ماذا؟...لم نسمعك"

"قلت...ضاجعوا انفسكم"

تحدصت آشلي بابتسامة مختلة على ملامحها لتضرب الاوراق على الطاولة بقوة تسبب في تفرق الوثائق على الارض

شهق الجميع بالتأكيد وقابلوها بملامح مصدومة وغاضبة لكنها رفعت لهم اصبعها الاوسط

"ضاجعوا انفسكم انتم وجامعتكم اللعينة"

ااكملت لتقف وتعدل ملابسها وتمسح الكحل الذي سال من عينيها ثم حملت حقيبتها لتغادر

_______

ركب سيارته بسرعة وبدأ بالقيادة رغم رؤيته الضبابية وتعرقه الشديد...يشعر ان شيئا سيئا حدث لكن لا يستطيع تحديده ولا يعلم ان كان عليه الاتصال بيوجين او لا لكنها ارسلت له الرسالة ما يعني انها لا ترغب في تدخل أي شخص غريب واجل لقد كانت تعتبر أقرب الاشخاص لها غريبا لكن ريموند استثناء

نزل بسرعة من سيارته ليصعد إلى الطابق الذي به شقة سكار وقد وجد الباب مفتوحا لذا دفعه ببطئ وهو يحمل سلاحه بين يديه يركز على الهدوء والظلام الغريبين وأرسولا خلفه أيضا مستعدة لما قد يحدث

سار داخل القاعة الصغيرة يشعر ببرودة المكان أي ان هناك من قطع الكهرباء عن الشقة ربما لفتح الباب بسهولة دماء على الارض واثاث مقلوب رأسا على عقب

دخل غرفة سكارليت ليعيد سلاحه إلى حامله ويركض ناحيتها بسرعة

كانت جالسة على الأرض بعيون حمراء ودموع جافة على بشرتها الشاحبة

"ما الذي حدث هل أنت بخير"

تحدث يمسح دموعها لتنظر له بهلع شديد جعل إرتعابه يزداد ما حدث لم يكن جيدا بل لا يمكن وصفه بالسيء من الكلمات العالقة داخل عينيها بدى مروعا

"أرسولا إتصلي بالاسعاف"

صرخ ينظر خلفه ليجد تلك الفتاة قد شحبت وهي تنظر لشيء على السرير وما إن إستقام ينظر له ابتلع ريقه يركض للخارج كي يتفقد الوضع

"هل كانت هنا!"
همست أرسولا لنفسها تجعل الاخرى ترمقها بصدمة وفي ثوان كانت محاصرة بين يديها تخنقها

"من تقصدين بكانت هنا هل تعلمين من اقتحم المكان!"

حدقت سكارليت بها تجعلها تصمت تماما لتهمس سكار تحدث نفسها

"لقد حرقت شجرة الميتم...ليس من المستبعد انها تعرف قصة وينتر"

"هل تتذكرينها أخيرا هل تتذكرين وينتر؟"

صرخت أرسولا فجأة من غير تصديق وقد تجمعت الدموع في عينيها

"السؤال هو من أين تعرفينها"
اجابتها سكار بنبرة مرتجفة فاليوم يزيد غرابة فحسب

"إنها أختي وينتر...اختي الكبرى لقد ماتت في الحريق الذي حدث في الميتم"

"كيف لها أن تكون اختك...انه ميتم....والداك حيان على ما أعتقد"

"لم يكن الميتم لمن هم يتامى بل من يملكون ذكاء غير طبيعي لقد قام والدي ببيعها للميتم مثلما قام العديد من الاشخاص ببيع أطفالهم"

"ستخبريني بكل شيء...لن أجعل هذا يمر"

صرخت سكارليت في وجهها بحدة لكن ريموند دخل يوقف النقاش بينهما

"أرسولا تفقدي الرضيع يبدو أنه في حالة حرجة...وأنت ما الذي حدث"

اكمل يجعل سكار تمسكه من رسغه لتدخل الحمام أين المرش لازال مشغلا والماء قد فاض من الحوض يغرق الأرضية بماء مغلي

"لقد كنت أستحم...وسمعت أحدا يدخل ومن انقطاع الكهرباء يبدو انها عطلت قفل الباب ثم قتلت الخادمة ولم ترغب في الأساس أن اراها بل أن تضع ذلك الصغير في غرفتي وتقوم بتلك الحركة الغبية بعدما حرقت شجرة الميتم كرسالة"

أمسكها ريموند من كتفيها بإستغراب ليسألها

"من تقصدين ومن الرضيع الموضوع هناك؟ واي شجرة"

"ريموند...لقد رأيت نسخة عني لقد اقتحمت مرأة منزلي وهي تحمل وجهي بهد ان احرقت شجرة مميزة في المنطقة التي يتواجد بها الميتم وذلك الولد أعتقد انه ابن ليو لذا علي ألا أترك ارسولا وحدها معه"

"لما ألا تثقين بها؟ ثم هل اخذت دوائك لا تبدين طبيعية"

"إن تلك المرأة من آل غامبينيو تتذكر رائحة الفحم الغريبة داخل قصرهم؟...كانت تفوح من تلك المرأة التي اقتحمت الشقة وأشك انها زوجة المدعو مارسيليو وأن الرضيع الذي ادعى انه ابنه كان إبن ليو في الاصل...الان غادر وابقى مع ارسولا حتى يصل الاسعاف"

تحدثت بسرعة وهي تحتضن نفسها بوهن حتى انها لازات ترتدي رداء الحمام ولم يرغب في أن يناقشها فقد تنهار في أي لحظة

"لا تخبر احدا عما حدث...إن أردت أن تحافظ على حياتك ريموند الوضع خطير وأي تهور قد يجعلنا نخسر الكثير"

أكملت فهي تعلم ان اول شيء سيقوم به هو اخبار يوجين لذا غادر الحمام بهدوء يجعلها تقف هناك وحيدة
سارت بإتجاه الحوض غير مهتمة بالمياه الساحنة التي جعلت قدميها تتقرح وأغلقت المرش تنظر إلى حواف الحوض وحوله

عقدها الذي قدمه لها يوجين إختفى وذلك لن يكون ججيدايبدو انها سرقته...عليها أن تكتشف من تكون هذه المجهولة في أسرع وقت

خرجت لتنظر إلى المسعفين حولها وغادرت معهم إلى المشفى بسبب الألم الشديد الذي شعرت به عندما ضربتها المقتحمة

وفي حلول دقائق كانت جالسة على حافة السرير أمام الطبيب الذي يقوم بفحصها وهو يتحدث لكنها لم تستمع لأي حرف قاله بسبب شرودها

"يبدو أن موضع العملية تضرر علينا إجراء بعض الفحوصات لمعرفة إن كانت الاعضاء الداخلية هي سبب الألم او أنها مجرد رضوض"

رمشت سكار عدة مرات تنظر للطبيب...عملية واعضاء داخلية؟ هل هذه مزحة جديدة او ان هذا الطبيب مهرج مستجد

"عفوا أي عملية أنا لم اقم بعملية طيلة حياتي"

"ماذا؟...سيدتي من التحاليل التي قمنا بها فأنت قمت بعملية زرع كلى منذ مدة طويلة"

"حسنا لنفرض ان كلامك صحيح لا وجود لأي علامات خياطة او جرح في هذه المنطقة بالذات وكما ترى ايها الطبيب أنا إمرأة عاشت في المستشفيات بسبب كل علامات الاصابات التي تراها الأن ولم يحدث أن اخبرني طبيب بأمر العملية الغريبة التي تتحدث عنها"

تحدثت بتعب فهي ليست مستعدة لمناقشته حتى لكنه ابتسم بسخرية يجيبها

"يمكن ازالة علامات الخياطة بعملية تجميل بل انها لا تدوم اصلا فالجلد يلتحم بمرور السنوات ولا اعتقد ان الطبيب سيضطر لإخبارك بأن لديك عملية لأنهم يعتقدون انك تعلمين وأنت لم تتعرضي للأذى من قبل في هذه المنطقة لكي يستفسروا عن العملية على كل إن لم تثقي بكلامي زوري أطباء آخرين ربما لأن العملية كانت خلال طفولتك فأنت نسيتي أسألي أقربائك"

قلبت سكارليت عينيها بغير تصديق هذا آخر شيء ستهتم به حاليا تكفيها صدمات اليوم كل ما عليها ان تفعل هو التفكير بشأن شبيهتها فهي لا تتذكر ان لها أختا ربما؟

_______

"لقد تم نشر الفيديو على نطاق واسع...الان لا يمكنها الهرب من اعين الناس"
تحدث مارسيليو وبطريقة غريبة كان يخاطب بيكولو المستند على باب سيارته امام قصر آل غامبينو

كان يشاهد الفيديو الذي نشر لآشلي بعد ان قام بإغتصابها وذلك فسر سبب خوفها منه وتجنبه لكنه كان يبتسم كان يشعر بسعادة كبيرة وهو يرى وجهها في كل مواقع التواصل الاجتماعي خائفة وضعيفة الجميع يلقي اللوم الكامل عليها

"لم تتواصل مع بروس؟...كان هذا سيكون حدثا مهما لينشره على صفحته"
أجابه يعدل جلسته

"لدينا معلومات تقول ان بروس يعمل بجانب آل غانشو لذا من الصعب عقد صفقات معه"

"لكن أليس هذا الفيديو في صالحهم انها تحاول اسقاط سكارليت على اي حال وضربها في نقاط حساسة سيؤجل عملها على القضية"

"لا تحول الامر على انك قمت بإنجاز من أجلنا وانك بهذا تحمي زعيمتنا لقد عقدنا صفقة...انا انشر الفيديو وانت تتجسس على سكارليت"

تكلم مارسيليو وهو يدخن ويشير للحرس لكي يبتعدوا عنهما ويمنحهما بعض الخصوصية

"لا افهم...لما تطلب مني مراقبة زعيمتكم أليس هذا خرقا للقواعد؟"

"من قال أنها زعيمتنا هل صدقت ذاك حقا؟... إنها مجرد ستار لما هو أعظم شيء اكبر من ان يتحمله عقلك لذا فقط راقبها وابعد عنها كل من حولها دون ان تشعر عليك اتمام مهمتك قبل بداية السنة الجديدة وإلا..."

"وإلا ماذا؟"

قاطعه بيكولو وهو ينظر له بتحد وحتى ان ابتسامته لم تزح من على وجهه

"أنت تمتلك مشاكل مع كل عوائل المافيا...وسمعت انك تعبث مع مساعد سكارليت...حبيب هذه الفتاة التي في الفيديو لن يسعد عندما يعلم انك من نشرت الفيديو"

ضحك بيكولو باستهزاء يربت على كتف مارسيليو ليهمس بجانب اذنه مهددا
"لا تعبث معي كثيرا يا ابن فريدا ما تخفيه انت سيقلب الارض جحيما والعوائل لن يلتفتوا لقضية تافهة كخاصتي بل سيحرقونك انت وسرك... إلى ان تتحول لرماد"

اكمل ليغادر بسيارته بينما دخل هذا الاخير القصر متجاهلا نظرات الاطفال المرتعبة بسبب وجهه الغاضب وهو يصعد للأعلى

يصعد دون توقف ويمر بكل طوابق القصر والجميع يتبعه بنظراتهم لكنه استمر في الصعود إلى ان وصل إلى العلية حيث كان الدرج ضيقا ومعتما ورائحة الفحم أقوى بكثير لدرجة الاختناق لكنه فتح الباب ببطئ شديد يستمع لصريره المزعج كأنه سيقتحم كوخ الساحرة الشريرة

واجل كانت الساحرة تقف أمام نافذة ضخمة مفتوحة غير مهتمة بكونها ترتدي حمالات الصدر فقط وهي تغطي جرحها بشريط من الضمائط الطويلة

"أرى انك قمت بمهمتكِ"
تحدث وهو يجلس على طرف السرير يراقب وجهها الخالي من المشاعر والعقد الذي يتدلى من على عنقها، الضمائد حول خصرها ملطخة بالدماء كما يديها لكنه لم يهتم كيف اصيبت وهي ذاتها لا تعير اهتماما لمثل هذه الأشياء

مررت أناملها على العقد الفضي الذي سرقته تلطخ جلدها بالدماء وهي تسير داخل الغرفة كأنه غير موجود

"يبدو انها لم تكن مهمة ناجحة تماما...اكتشفت امرك صحيح؟"

تحدث ينظر لعيونها المعتمة التي لا يمكن قرائتها لكنه يعلم ان مهمتها كانت مثالية وانها لا تخطأ حتى الخطأ كان متعمدا وهنا هي من كشفت نفسها لسبب ما سيكتشفه الان او في المستقبل كما يكشف كل مخططاتها الغريبة التي تصدمه عادة

"كانت ستكتشف الامر على كل حال واظهار نفسي الان في لحظات ضعفها اين تخلى عنها الجميع سيجعل الامر اسهل علي"

"هل سلمتها ابن ليو؟"

تحدث يغير الموضوع وهو يتبعها بعينيه اين ارتدت قميصها تجلس على الكرسي براحة

"اجل...انا حزينة لفعل هذا لقد احببته"

"أحببته؟...لو لم تكوني اختي كنت سأقول انك تمتلكين قلبا انت لا تحبين نفسك حتى"

استهزاءه رسم شبح ابتسامة على وجهها الشاحب لتكمل

"احببت والده...كان من المفترض أن يكون ابني لكن ليو عنيد لطالما كان عنيدا"

"اجل لغاية ان قتلته تشبهين امي في هذه النقطة حقا"

رمقته بحدة تعود لجديتها ليعدل جلسته يتحدث برسمية اكثر

"لكن هيذر...لما مازلت تتبعين سكارليت؟"

"تقصد لما مازلت ظلا لها؟

عدلت سؤاله وهي تمرر يدها موضع الطعنة ليبتلع ريقه بصعوبة فالعبث معها لن يكون سهلا وقول انها ظل سيجعله يخسر حياته حتما لذا فضل عدم استعمال هذه الكلمة التي لم يسمعها منذ سنوات تقال امام اخته المجنونة

" لقد كنتُ ظلا طيلة حياتي لذا لا يمكنك اقناع عقلي بغير ذلك"

اكملت تغمض عينيها براحة وهو ينظر لها بإستغراب
______

flash back

كان الميتم يحترق ويتحول لرماد والدخان قد اعمى انظارها وهي تتشبث بكتفي الفتى الصغير الذي اقتحم غرفتها لقد كان يمسك بحبل من القماش يتدلى للأسفل

كان الوحيد الذي لمسها دون خوف لقد كانت مصابة بالسل المعدي لكنه قرر انقاذها تضحية بحياته لذا نزلا ببطئ عبر الشرفة للأسفل قبل ان يأكل الحريق كامل القصر

استدار ناحيتها بقلق يتفقدها وهي تضع قطعة قماشية على فمها لكي لا تعديه

"سيكون كل شيء بخير ابقي هنا سأحضر المساعدة وأعود"

تحدث يبتعد عنها بينما كانت هي جالسة بتعب بعيدا عن النيران...كان ذلك ليو هي تعرفه لكنه لا يفعل لا احد يعرفها لأنها كانت محبوسة طيلة حياتها داخل تلك الغرفة تراقبهم عبر النافذة فقط وهم يعيشون حياتهم

تنهدت بتعب شديد وارهاق جعل اطرافها ترتجف لكنها استدارت بسرعة عندما سمعت صوت سيارة تقترب منها لينزل منها ثلاث رجال وإمرأة

كان الرجل الاول الذي رآها خالها وقد تعرف عليها ليقترب منها بسرعة دون لمسها

"سيلير ما الذي حدث هل انت بخير من احرق المكان اين المديرة والاطفال"
تحدث بصدمة ينظر للهب أمامه بينما ركض رجل آخر بسرعة ناحية القصر عن قريب وهو يصرخ

لقد كان خالها ايضا...والد وينتر يبدو انه فجأة اصبح مهمتا بسلامة ابنته التي باعها كما باعوها هي ايضا لتصبح مجرد عبدة وسلاح للمافيا بما أنها لم تكن أحق بلقب غامبينيو بسبب مرضها الذي يجعلها ضعيفة والمافيا لا تؤمن بالضعفاء

"فلنغادر...يبدو ان الجميع مات"

تحدثت تلك المرأة بلكنة جافة وهي تقف بعيدا ولم تنظر ناحية سيلير حتى

"أمي.."
همست سيلير بتعب تنظر لها لكن تلك المرأة اكتفت بالاشارة لأعمامها كي يحملوها ويغادروا لقد كانت أمها الابنة البكر لعائلة غامبينيو لكنها لم تحصل على الزعامة كونها إمرأة لذا فقد فقدت جزءا من عقلها ولن تلومها اذا على معاملتها لها بجفاء هكذا لأنها مجنونة

ذلك ما فكرت به سيلير وهي جالسة في الخلف تنظر لظهر امها داخل السيارة

لم يزروها من قبل...لم يهتم لها احد بل لقد نسوها مثلما فعلوا مع بقية اطفالهم داخل الميتم لكنهم عادوا من اجلها...او هذا ما إعتقدته

في الجانب الاخر عاد ليو مع سكارليت ويوجين لكنهم لم يجدوا الفتاة المريضة التي كان يتحدث عنها ليو فقط اثار اطارات سيارة مسرعة لذا هربوا بسرعة قبل أن يمسكهم احد آخر

في صباح ذلك اليوم انتشرت أخبار احتراق الميتم على التلفاز وفي كل مكان حيث كانت سيلير ذات السبع سنوات تشاهد التلفاز داخل غرفتها المغلقة حيث تتلقى العلاج بعيدا عن الجميع داخل قصر غامبينيو

"لقد نجوا"
تمتمت تنظر لبعض الاطفال الذين تم تصويرهم وهم يأخذونهم إلى احد المياتم العادية في المدينة رغم ان معضمهم مات في الحريق الذي فسره الجميع على انه حادث مؤسف لكن البقية نجحوا في مغادرة الجحيم او هذا ما اعتقدوه

______

في احد القاعات داخل القصر جلست الابنة الكبرى مع كبار العائلة ومنهم الزعيم...اخوها الأصغر

"فريدا تعلمين أنها لن تنجو مرضها خطير ولا داعي لأن ندخل المرض للقصر"

تحدث احدهم يوجه كلامه لتلك المرأة التي لم تهتم بقراراهم بالتخلي عن ابنتها اكثر من انها لن يصبح لها وريث محتمل للزعامة من نسلها فإبنها الاصغر سنا يعاني من امراض عقلية واضحة ولا يمكنه الوصول للحكم وابنتها مريضة بمرض خطير لكنها عاشت كل تلك المدة في الميتم لذا ستكمل حياتها بطريقة طبيعية ان استمرت في تلقي العلاج

"احتاج عامين...بعدها قرروا ما ستفعلونه لكنني لن اسمح بالتخلص منها...الان على الاقل"

أكملت تجعل وجوههم غير الراضية تتحول للغضب لكنها وقفت تغادر المكان كأنها لا تشعر بنظراتهم الحارقة على ظهرها

كانت تجهز لاجتماع وبما انها غادرت فهذا يعني انه اجتماع يخصها هي ولا يمكن لأحد التدخل

ففي عالم الجرائم هذا مازالت لديها القدرة على الصمود ورفع رأسها كأنها لا تتعرض للطعن من عائلتها اولا ثم من بقية العوائل الحاكمة ثانيا

فريدا...تبدو مجرد إمرأة في ثلاثينيتها تتمتع بالشباب والجمال الخالد كما يخبرها الجميع... جمال مشبع بالقوة والحدة لا تقبل سوى بالدماء وليس لديها طريقة للحوار دون مسدسها

كانت تركب سياراتها في سكون دائم حتى انها نسيت السائق الذي يتحرك بها لمكان الاجتماع الذي كان عبارة عن مقهى بسيط

مجرد مقهى بعيد عن الانظار فتحت بابه ليصدر صوت جرس صغير واول ما توجهت عينيها نحوه هو ذلك الرجل الضخم الجالس أمام النافذة يدخن ويعبث بقداحته الذهبية لتصك على اسنانها في محاولة للحفاظ على تعابيرها الباردة

واقفة امامه ببذلتها السوداء تمسك حقيبتها بقوة وعيونها البنية الفاتحة لم تنجح في اخفاء الحقد اتجاهه الخائن اللعين الذي خسر ثقة جميع الافراد عندما قتل ريغنار الزعيم وهي الان تقابله دون علمهم

جلست أمامه تسحب سجارة ليشعلها لها لتبتسم بسخرية عيونها تنجرف ناحية النافذة تحديدا للقناص الذي وضعه الجالس امامها ربما لقتلها؟

لقد اكتشف انها علمت لذا ضحك بخفة يتحدث وهو يوجه عيونه الرمادية الخبيثة نحوها

"إذن يا فريدا هل اتخذت قرارك؟ هل تلعبين بالورقة الرابحة او أنك تفضلين البقاء تحت ولاء ابله كأخيك... عذرا على الاساءة"

تحدث جوناثان وايلد يجعلها تقلب عينيها

[جوناثان هو والد أليكس الذي قتل ريغنار والد يوجين]

"من يصدق أن طفلان سيحددان مصير العشائر كاملة"
تحدثت باستهزاء ليجيبها

"ومن يصدق أنهما تحت ايدينا؟فقط سنذهب للميتم لتحديد موعد وأخذهما بطريقة عادية للغاية...أبن ريغنار لي والنابغة المختلة لكِ"

تنهدت فريدا بتعب وهي تنظر له كيف وقف لتلحق به ولم تغادر هذه المرة بسيارتها بل ركبت معه هما فقط على المسار السريع بإتجاه ميتم المدينة

دخلاه بهدوء ينظرون للاطفال الذين يركضون هنا وهناك والعاملات اللواتي يلعبن معهم

"مقرف صحيح؟"
همس جوناثان باستهزاء كون هذا يختلف تماما عن الطريقة التي يربون فيها الاطفال في مياتم المافيا

وهنا في هذا الرواق بدوا كناس طبيعين مجرد ثنائي لطيف يريدون تبني طفل صغير

اجل ثنائي لطيف...امرأة تخفي متفجرات في حقيبتها ورجل ضخم لديه على الاقل اربع مسدسات في حوزته

"مرحبا كيف يمكنني مساعدتكما"

تحدثت إمرأة كبيرة في السن وقد بدت انها المديرة

"نريد أن نتبنى طفلين"
تحدث جوناثان يخاطبها وفي لحظات كانا في غرفة مغلقة ينتظران حبل نجاتهما بالنسبة للحياة البائسة التي تنتظرهم خارجا

فتح الباب فتوقفت فريدا عن التدخين وراقبت دخول الطفلين...ولد وفتاة يمسكان بأيدي بعض منظر جميل ولطيف بالنسبة لأي أحد

لكن قلبها خفق بشدة عند رؤيتها لتلك الفتاة الجائزة الكبرى التي تنافس من اجلها رجال المافيا هي الان أمامها تنظر لها بتحد كأنها مستعدة لقتلها بيدين عاريتين

"سكارليت ويوجين...رحبا بوالديكما الجديدين"

تحدثت العاملة قبل ان تغلق الباب ويبقى اربعتهم فقط حينها شعرت فريدا انها تلتقي بإبنتها لأول مرة انها على وشك احتضان الكنز الذي لطالما حلمت به رغم ان ابنتها الحقيقية في المنزل لكنها مريضة بلا فائدة ولا تعمل كما يجب

"تعال يا فتى هل تتذكرني أنا صديق والدك"
تحدث جوناثان يسحب يوجين من ذراعه ويتفقده

"لا اعلم ما قد يفعله بك ان اكتشف انك الخائن جون سينتهي بك الأمر مسلوخا على سطح قصر آل غانشو يوما ما"
تمتمت فريدا وهي تراقب ابتسامة جوناثان الواسعة عندما حمل الصبي وغادر

حينها تنفست بعمق تستدير ناحية سكارليت وهي تعيد خصلة فارة من شعرها البني الناعم خلف اذنها

"تعالي يا صغيرة لا تخافي"
تكلمت فريدا وهي تفتح ذراعيها للصغيرة التي ترددت قليلا قبل ان تتقدم ناحيتها لتحتضنها الاخرى برفق

ولمحة سوداء من الشر مرت داخل عيونها السعيدة...ستتسلق ظهر هذه الفتاة للوصول إلى السلطة حتى لو اضطرت المراهنة بكل شيء

بعد ذلك الترحيب تحدثت فريدا مع مديرة الميتم بخصوص تأجيل موعد التبني لكن تبقى الوكالة تحت اسمها فقط لسنتين ثم تأتي وتأخذ سكارليت لما!؟

كانت هذه خطتها من البداية...شخصان وحيدان يعتبران الوريثين لعرش الزعامة على العشائر وهما يوجين وسكارليت كون يوجين ابن الزعيم... وسكارليت هي نتاج مراهنات الزعيم السابق مع بقية الزعماء

اجل ريغنار الزعيم السابق اتى بفكرة ترويض هذه الفتاة وتصنيعها لتصبح سلاحا فتاكا له لكنه مات قبل تحقيق ذلك والان سكارليت بين يديها وتحت تصرفها لذا كل ما عليها فعله هو معالجة سيلير ابنتها ثم صنع نسخة من سكارليت بها ليصبح لديها سلاحين حينها التخلص من الاصلي سيكون سهلا عندما تتحكم بالنسخة وتصبح زعيمة في الخفاء تحت جناح ابنتها التي ستحرص على غسل دماغها وكتابة كل شيء ترغب به هي على صفحاتها البيضاء

فقط تحتاج سكارليت لصنع نسخة مثالية قادرة على قتل الاصل

______
ب

عد سنة ونصف...

[الاحداث مسرعة لأنها من الماضي لذا لا يمكن وضع تفاصيل كثيرة بها بل فقط نركز على الاحداث التي تؤثر على المستقبل]

كانت سيلير تأخذ دواءها كالعادة وقد مر ما يفوق السنة والنصف على بقاءها داخل هذه الغرفة...وحيدة دون أن يهتم بها أي شخص من عائلتها فقط اكتفوا بإرسال الادوية والاطباء لها كل هذه المدة

كل هذه المدة لم ترى أمها لم تسمع شيئا عن افراد عائلتها او من كانت معهم في الميتم سوى من قنوات التلفاز حتى أنها بدأت تتحسن ولم يصبح مرضها خطيرا لكنهم تجاهلوا وجودها تماما

ذلك ما فكرت به تلك الصغيرة وهي تستدير ببطئ تنظر للباب الذي يفتح هذا ليس وقت زيارة الطبيب او الممرضات لذا بدى هذا غريبا الى غاية دخول فتى صغير

ولد بدى في الخامسة من عمره يرتدي ملابس ملطخة بالوحل وينظر لها بإستغراب من بعيد لكنها اشارت له بيديها كي يقترب عندما لاحظت خوفه منها

"من تكون ايها الصغير كيف سمحوا لك بالدخول إلى هنا؟"

سألته بلطف وهي تراقب حركاته الغريبة والتصاقه بالحائط

"هل انت خائف من أن اعديك؟"

سألته لينفي بسرعة ينفخ خديه بقلة حيلة

"مارسيليو"
تمتم لتبتسم له وهي ترفع كتابا صغيرا بين يديها

"هل تريد أن ترى ما اكتبه مارسيليو؟ اقترب دعنا نصبح اصدقاء حسنا؟"

"لكن أمي قالت انك خطيرة وشريرة"

"أمك؟ من تكون هذه هل تعرف إسمها ثم هل ابدوا خطيرة بالنسبة لك مارسيليو؟"

سألته بإستغراب وهي تخفي الحدة في صوتها رغم انها في الثامنة لكنها تعلم ما يدور حولها وهي على دراية جيدة بمرضها المعدي

"فريدا...اخبرتني انك شريرة"

أجابها يقطع سيل افكارها لترمش عدة مرات فقد كان ذلك اسم والدتها...هل هذا حقا ابنها اذن هي تمتلك أخا...الغريب أن والدها مات منذ زمن إذن إبن من هذا

"إقترب مارسيليو...أنت لا تجيد القراءة صحيح؟"
أومأ برأسه وهو يقترب مسافة لا بأس بها ذلك كي تحافظ على سلامته دون ان يمرض

"سأقرأ عليك وأنت استمع إذن"

تحدثت وهي تبتسم لتعيد خصلات شعرها السوداء خلف أذنها وتبدأ في قراءة ما ألفته وكتبته بنفسها وذلك جعل عيون مارسيليو تلمع بإعجاب

تلمع لدرجة انه صار يتسلل كل يوم ليستمع إلى قصصها الممتعة دون علم أحد يستمتع معها طيلة النهار فكان صديقها الوحيد وكانت سكينته الدائمة

وفي احد تلك الأيام كان يسير داخل الاروقة شبه معتمة على اطراف أصابعه يراقب حالة الرواق الفارغ
ليستدير بسرعة يشير لمجموعة الاطفال خلفه بأن يصمتوا ويتبعوه فقط

"هل المكان بعيد مارسيليو؟"

تحدثت احدى الفتيات بضيق وهي تحمل سلة من الفاكهة وخلفها البقية كل منهم يحمل شيئا ما دمى...وطعام وحتى تنانير واغراض غريبة  يتسللون ليلا في القصر بعد موعد نومهم فقط ليصعدوا الى العلية حيث الغرفة الغامضة الخاصة بالوحش كما كانوا يعتقدون

وليثبت لهم مارسيليو انهم مخطئون جرهم معه لهذه المغامرة

مسح العرق من على جبينه وهو ينظر حوله وأمامه الباب الخشبي الاسود الخاص بالغرفة المنشودة لكن سماعه لصوت في الداخل جعله يدفع البقية لكي يختبأوا

" لقد تم علاجها تماما الان يمكنها ان تنسجم مع البقية وتعيش حياة طبيعية دون عوائق او خوف من المرض"

تحدث الطبيب يشير بكلامه لفريدا الجالسة على طرف السرير امام ابنتها التي تحبس انفاسها لقد زارتها امها كم هذا رائع

أومأت فريدا بهدوء تتحدث
"لقد حطمنا رقما قياسيا في العلاج...الان حقا يمكن لإبنتي العزيزة أن تعيش براحة"
انهت كلامها تمرر يدها على شعر ابنتها الصغيرة والتي كانت سعيدة حقا انها انتهت من هذا العذاب او هذا ما اعتقدته
فبعد ان خرج الطبيب وقفت فريدا تعدل من ملابسها وتحمل حقيبتها وهي تنظر للساعة دون أن تلتفت لسيلير أبدا

"هل يمكنني الخروج الان امي... واللعب مع الاطفال والالتحاق بالمدرسة؟"
تحدثت بحماسة تنظر للعدد الهائل من الكتب التي قرأتها

"ربما...لكن ليس الأن"

"ماذا! لكنني شفيت استحق أن اخرج وان اعيش حياة طبيعية مثلكم"

"ومن قال انك طبيعية؟...عزيزتي أنت مريضة لطالما كنت كذلك...ضعيفة وخائرة القوى تماما كجثة متحركة لذا لا ضرر من بقاءك مدة اطول هنا حتى اعد الوضع في الخارج"

تكلمت وهي تبستم تجعل سيلير تبتلع ريقها اثر لمسات أمها الحارقة على وجهها كأنها ترسل ذبذبات الكره عن طريق أناملها
"لكن..."

"لا للنقاش... ان كنت ذكية كما تدعين فأنت تعلمين انه على العائلة الاستعداد نفسيا لتقبلك بينهم بما أنك كنت... مسخا لمدة طويلة في انظارهم"
أكملت تحطم قلب تلك الصغيرة لقطع وهي تفتح الباب لكنها وجدت عددا من الاطفال يقفون هناك أولهم مارسيليو يحمل زهرة صغيرة وعيونه مليئة بالدموع ينظر لأمه التي كانت باردة

بملامح جامدة كأنها لم تفعل شيئا

"أمي...لقد أذيتي سيلير عليك ان تعتذري"
تمتم بتقطع وهو يحاول كبت دموعه لكنه حصل على صفعة قوية جعلت الجميع يصمت بل يصدم ومن بينهم سيلير التي وقفت على قدميها تتجه ناحية أخيها الصغير

"كان عليك ألا تعصي أوامري"

حدثته بجفاء وهي تغادر تتركهم معا سيلير تحتضنه والاطفال ينظرون لها كأنها مخلوق فضائي

"لقد تسببت في اذية مارسيليو هل هي فعلا شريرة؟"
همست فتاة شقراء صغيرة لتنظر لها سيلير بعيونها البنية الواسعة تجعلها تصمت

بعد مرور مدة من الوقت بل اسابيع كانت فيهم سيلير محجوزة والاطفال يأتون لزيارتها كل مدة كانت قلقة حقا وهي تجلس بينهم في غرفتها البيضاء الواسعة التي تبدو كغرفة مختلين عقليا بسبب بياض كل ما فيها...حتى ملابسها كانت ممنوعة من ارتداء اي لون ما عدى الابيض لذا هي تكرهه لون مقرف يتسخ بسهولة ويتلطخ كالمشاعر تماما

"هل مارسيليو بخير لم يأتي لزيارتي منذ مدة هل قامت امي بمنعه؟"
سألت سيلير وهي تقلب صفحات كتابها لتجيبها ارسولا تلك الفتاة الشقراء الصغيرة المشاكسة

"لقد اخذته للمشفى مجددا...يا له من مسكين انه يقبى هناك لمدة طويلة حقا"

عقدت سيلير حاجبيها باستغراب هي لم تكن تعلم ان مارسيليو ايضا يعاني من مرض ما لكنها رمت تلك الفكرة خلف ظهرها كونها لن تستطيع اكتشاف الامر على اي حال فهي تتعامل مع اطفال لا يفقهون مثل هذه الاشياء

"هل تعرفون من هو والد مارسيليو اعني هل هو على قيد الحياة هل يعيش هنا او ما شابه"

"والده؟...تقصدين ذلك الرجل المجنون من المافيا لقد بدى مرعبا وهو يصرخ ويضحك كلما اتى للقصر وكانت العمة فريدا دائما تغضب بسببه وتحطم الاثاث وتضرب مارسيليو وتخبره انه السبب وانه اكبر خطأ ارتكبته في حياتها"

"تضربه؟...هل تتعامل بسوء مع الجميع"

سألت مجددا ليجيبها احد الاطفال بغير اهتمام

"حسنا عداكما هي تتصرف ببرود مع البقية وبالكاد تتحدث مع احد داخل القصر"

"اجل نحن بالكاد نراها بسبب اعمالها الكثيرة"
اكملت فتاة اخرى لتومأ سيلير لهم ببطئ وقد بدى لها هذا غريبا ظنت ان والدتها لطيفة على الاقل مع اخيها الصغير وبقية افراد عائلتها لكنهم لم يكونوا استثناء بسبب شخصيتها المعقدة يبدو انها تؤذي الجميع بما تفعله اي كان

في الجانب الاخر تحديدا الطابق السفلي كانت فريدا تقف في قاعة القصر الضخمة توجه سلاحها على جثة رجل ميت بالفعل وجسده مليئ بالرصاص وهي تدخن بجانب رجل بدى مرعبا وهالة من السواد حوله

رغم ذلك بدت مثالية واقفة كتمثال إلهي ترتدي الاسود كعادتها وشعرها القصير مصفف بإتقان وكل ما زين وجهها الفاتن هي شامة صغيرة تحت شفتيها تجعل اي احد يتعبد بها

عيونها البنية الفاتحة التي بدت كأسا من الويسكي الصافي مخلوطا مع مكعبات الثلج اللامعة وهنا لم تكن تلك اللمعة ما ميزت عينيها بل التبلد والبرود داخلها كصقيع مكعبات الثلج وهي تنظر لوالد صغيرها مارسيليو بعد ان قتلته اخيرا وخلصت نفسها من عالة أخرى...هي لا تحتاج رجلا في حياتها على اي حال

الاول احبته وانجبت منه فتاة كل امراض الدنيا بها والثاني اخطأت فأنجبت معه مختلا مصغرا منه... رغم مثاليتها لكن حياتها كانت مليئة بالاخطاء

اخطاء كثيرة لكن ما سيحدث الان لن يكون خطأ

"هل أنت متأكدة مما تفعلينه؟"
صوت الرجل الغليض الذي بجانبها جعلها تستفيق لتنظر له

"منذ متى تهمك أعمالي...ابي؟"

ابتسم والدها بسخرية هذه من المرات النادرة التي تناديه فيها هكذا

"ان كنت تعتقدين ان هذا سيجعلك تحصلين على مكان اخيك فأنت مخطأة.."

"آخذ؟...ما الذي سأفعله بمملكة على وشك الانهيار على اي حال ربما ارغب بما هو أكبر؟...الامبراطورية بأكملها"

"تعلمين أن ريغنار راهن بتلك الفتاة كلعبة... مجرد شيء تافه لن تعتمدي عليها في رفعك عاليا صحيح؟"

"شيء تافه؟...انت تعرف ريغنار اكثر مني وتعلم انه لا يقوم بشيء دون هدف كان بإمكانه المراهنة على ابنه أليس ذلك اكثر منطقية لكنه اختار تلك الصغيرة من بين الجميع...جعل رجال المافيا مهووسين بها بل ولقد اشتراها من والدها جوزيف الاحمق لو كان يعلم ما هي قيمة ابنته الحقيقة كان سيعبدها بالتأكيد"

ربت الزعيم السابق لغامبينيو و والدها على كتفها ليغادر وهو ينظر ناحية الباب
وذلك ما توقعته وابتسامتها تتسع عندما استمعت لصوت سيارة تتوقف عند المدخل

خرجت بسرعة تقابل تلك السيارة السوداء مظللة النوافذ لا يظهر منها شيء لكن الباب فتح لتخرج ملاكها الاسود وجحيمها الصغير اللامع ما تمنت الحصول عليه دائما...سكارليت

سارت تلك الفتاة الصغيرة بملامح غير مفهومة ناحية البوابة الضخمة لتقابلها تلك المرأة الغريبة التي تبتسم مرحبة بها

انحنت لطولها كي تقبل خدها ثم نزعت معطفها برقة وامسكت يدها تجرها لمكان ما لكن عيون سكارليت ذات التسع سنوات سقطت على جثة الرجل المشوة فلم تعر ذلك اي اهتمام واستدرات تنظر لمسارها الطويل على السلالم وحولها الكثير من الانظار المذهولة والتي كان معضمها اعجابا او خوفا كأنها شيء فريد ومميز جوهرة يرونها لأول مرة

توقفت فريدا أمام باب العلية لتفتحه بهدوء وتلقي نظرة على سيلير الجالسة على الارض تعبث بكتبها كالعادة

بعدها ادخلت سكارليت لتجذب انتباه الاخرى التي ابتلعت ريقها عندما تعرفت على ذلك الوجه ووقفت بتردد تنظر للفتاة المرعبة امامها دون تعابير

"يسعدني رؤيتك مجددا بعد ما حدث"

ذلك ما قالته سيلير تجعل سكارليت ترفع حاجبا

"أنت من الميتم؟"
سألتها سكارليت لتومأ دون تردد كطريقة لحماية نفسها من اي قنبلة في حوزة الفتاة امامها

"اذن رحبي بأختك الجديدة سيلير...هذه سكارليت"
تحدثت فريدا بنبرة جد سعيدة لأول مرة وهي تقف بينهما بعيون لامعة تنظر لتشابههما الشديد نفس التعابير والهالة والرعب المنبعث منهما

رمشت سيلير عدة مرات تستوعب ما يحدث لتعلم انها في خطر...هل هذه مواجهة ضد بعضهما او انه تحالف والاجابة كانت عندما مدت سكارليت يدها
ترغب في مصافحتها

"بداية جديدة إذن"
تحدثت سكارليت ببرود تجعل سيلير تصافحها وتحشر يدها الدافئة بين انامل الاخرى الباردة وكانت هذه هي اول مرة لها تلمس شخصا منذ اصابتها بالسل...اول مرة تتواصل مع شخص حقيقي وتلمس جلدا بشريا منذ سنوات

لكن بطريقة غريبة كان ملمس يد سكارليت كأنها جثة باردة قاربت على التحلل عكسها من كانت يدها الدافئة تحمل في حوزتها روح الحياة

______

"هل ستبقين هكذا للأبد؟...عليك حقا أن تفيقي لا تعلمين ما قد تفعله لك فريدا في أي لحظة"

تحدث مارسيليو الجالس على الاريكة المخملية وهو يعبث بأحد سكاكينه بوجه بارد لقد اصبح بالفعل في العاشرة من عمره ومرت اربع سنوات الماضية بطريقة غريبة جعلتها تنسى تماما الحرب وهي تعيش داخل فجوة الهدنة
كانت تلك سيلير وهي جالسة أمام البيانو تعزف أغنيتها المفضلة في قاعة استقبال صغيرة ذات طابع ملكي كملابسها السوداء الدائمة وقد امتنعت من ارتداء اي لون آخر لأنه يتلطخ...بالدم والمشاعر وكل ما هو قذر داخل هذه العائلة

ما الذي انجزته في حياتها المشوقة خلال كل تلك السنوات بعد شفاءها؟ فقط حبست نفسها داخل القصر تتعلم العزف والكتابة تقرأ عددا لا نهائي من القصص والكتب وتدرس بلا توقف ترسم اللوحات الغريبة وتتجول في القصر ليلا عندما ينام المجانين الذين تعيش معهم

هي تبدو كنقطة بيضاء داخل بحر من الدماء اشخاص مختلفون يعزفون على الحان الرصاص ويقرأون وجوه ضحاياهم المرتعبة ويرسمون لوحات بأجساد وجثث أعدائهم وذلك...ليس ممتعا بالنسبة لها عكس سكارليت التي تراها الان من النافذة

تتمرن دون توقف تقوم بمهمات لا يستطيع البالغون فعلها تحصد جثث قتلاها كأنها في حرب وهي الجيش بأكمله جيش امها المخلص

صكت سيلير اسنانها بقوة وهي ترى امها تحتضن سكارليت بعد أن اصابت هدفا بالبندقية وقد كان طائرا صغيرا لكن وبطريقة غريبة سكارليت دائما ترد ببرودها وجدار كبير حاجز بين مشاعر الحب التي تغرقها فيها فريدا وملامح رضاها

قلبت عينيها تعود لقراءة النوتات الموسيقية تجعل اخاها يتنهد بقلة حيلة لقد عاد مؤخرا من مشفى الامراض العقلية ليجد اخته تتصرف كأميرة ديزني واخته المتبناة سفاحة متمرسة..عائلة مجنونة ويخبرونه انه مختل

في تلك اللحظات دخلت سكارليت الملطخة بالدماء وظفيرة شعرها الطويل مرمية على كتفها كما بندقيتها الضخمة كأنها تحمل ريشة صغيرة

"هل ستبقين هكذا للأبد...تصفعين العالم بغير اهتمام وتحشرين نفسك داخل هذه الالة الموسيقية؟"
تحدثت سكارلبت توجه كلامها لأختها التي توقفت عن العزف ليصدر صوت مزعج من مفاتيح البيانو

"والمطلوب؟...نخرج في موعد في الغابة ونطلق بشرا هناك لنصتادهم؟"

"فكرة جيدة"
تمتم مارسيليو ليحصل على نظرات محذرة من كلاهما لذا عض شفتيه يخفظ عينيه فهو لا يرغب في ان يعود للمصحة

بينما تبادلت سيلير النظرات مع سكارليت كأنها مبارة تحديق الخاسر فيها يموت

كانت تعلم سيلير أن سكارليت ذكية بطريقة جنونية حتى اكثر منها رغم انهم يجبرونها على تعاطي دواء يخفظ تركيزها ويضعف ذاكرتها لكنها مازالت نابغة حرفيا كل ما يقع في يدها تصبح ماهرة بل مثالية فيه كما هي مثالية في قراءة افكار فريدا والان هما في الرابعة عشر لكن من تسمى اختها تحمل ذكاء عالم فيزياء ألماني

"دعينا نخرج قليلا ستستمتعين"

أمسكت سكارليت سيلير من يدها بقوة تسحبها لتقف ولكن الاخرى رمقتها بحدة تحاول سحب يدها بلا جدوى لذا اكملت سكار سيرها تحاول ان تخرج لساحة القصر حيث يتمرن الاطفال او يلعبون لكنها واجهت والد فريدا في طريقها

جدهما المخيف والمرعب الذي لا يجرأ احد على التحدث معه لكنهما ابتسمتا في ذات الوقت وهو يمرر يديه على رأسيهما بنفس الطريقة

"لا تركضوا قد تسقطون"
تحدث بصوت حاول جعله حنونا لكن على من يكذب انه وحش

"جدي هل اصابك الخرف على صغر أرى انك مازلت شابا لكنك تهلوس ربما تخاف ان اسقط على البندقية هي العبارة الاصح"
تحدثت سكارليت بنبرة ساخرة لجدها الذي أصبح بالفعل في ستينياته لكنها تحاول اقناعه انه شاب في اول عشرينياته بل وانه يجب ان يتزوج فتاة جميلة ويسافر لجزر القمر لقضاء عطلة هناك

"نعتذر هي لم تقصد"
صرخت سيلير وهي تنحني وتضرب رأس اختها كإعتذار لكن ذلك جعل الجد يضحك فحسب

"سيلير...هل مازلتِ مصرة على ان تبقي في المنزل كقطعة من الاثاث؟"

تحدث يجعل وجهها احمرا وسكارليت تضحك بقوة

"رأيت!...علينا حقا تعلميها ان العشب لا يعض بل العم نيكولاس يفعل"
تحدثت سكار بثقة تجعل وجه العجوز وسيلير يشمأز على حد سواء..نيكولاس واللعنة كان يعض كل شيء ويقتل ضحاياهم بعضهم كأنه من الزومبي

"فقط اذهبا الان وتوقفا عن العبث"
تحدث يشير لهما كي يغادروا لكنه اوقف سكارليت يضع يديه على كتفيها

"سكارليت عزيزتي...لا تتغيري مهما حدث احمي اخوتك وابقي قوية"
تحدث بقلة حيلة كأنه يتوسلها بينما نظرت لهم سيلير بإستغراب وربما تسللت الغيرة لقلبها

لما دوما هي لما عليها دائما ان تكون سكارليت
في كل مكان وعند كل شخص كانت هي خفية وسكارليت مرئية امام الجميع

"جدي هل اعطيتهم الحلوى ونسيتني"
تحدث مارسيليو بسخرية يقترب منهم لينظر له جده بجدية يعلم انه يكرهه وكم يحب استفزازه

"حلوى؟...حتى الهيروين لن ينفع معك"
اجابه العجوز وهو يقف ويجعله يصدم من هذه الاجابة مغادرا

"لقد سمعت ان احدا يتكلم عن والدي"
تحدثت أرسولا الصغيرة التي ظهرت كالشبح من خلف الستائر واجل كانت تتحدث عن نيكولاس والدها وهي ورثت تلك العادة بطريقة غريبة ولا تترك احدا الا وتعضه

"دعونا نخرج اذا"

صرخت سكارليت تسحبهم للخارج حيث الوحل والاسلحة وكل ما تكرهه سيلير الغاضبة وهي تسير ببطئ على برك المياه المقرفة امامها لكن مارسيليو دفعها داخل احداها لتصرخ بقوة منزعجة لكن سكارليت دفعت مارسيليو على الوحل لتسمعه يشتم وهي تبتسم

لكن ارسولا دفعتها وهي تحمل مصاصة البطيخ خاصتها ونظر لها ثلالثتهم بحقد قبل ان يبتسموا بشر وتصبح هي المرتبعة وهي تصرخ وتركض بعيدا خوفا من ان يدفعوها لذا لحقوا بها

وما إن أمسكوها حتى سمعوا صوت اطلاق ناري داخل القصر جعل الجميع حولهم يتوقف عما كانوا يفعلونه وساد صمت وجيز صرخ مارسيليو

"اللعنة كنت انوي حشو اذني ارسولا بالتراب" تمتم يجعل الاخرى تنسحب ببطئ وقد ظنوا ان ما حدث كان مجرد روتين لكن صوت صراخ انثوي جعل الجميع يصمت حقا ليدخل الكبار بسرعة وسرعان ما بدأت الفوضى داخل القصر

صراخ...بكاء وركض في كل الاتجاهات اولاد عمومتهم يحملون الاسلحة والخدم بدأوا يهلعون لذا ابتلعت سيلير ريقها برعب تنظر ناحية سكار البعيدة عنها قليلا

حينها...علمت ان الحرب بدأت

______

"نصلي اليوم رحمة على موت فرد منا بل قد كان قائدا وزعيما تم اغتياله بكل حقراة في عقر داره امام ابناءه واجيال من عائلته...لن نغفر ولن نرحم احدا حتى نبيد كل متسبب في هذه المجزرة بداية منهم ونهاية بعائلاتهم"
تحدث القس بحقد شديد يشعر بشحنة التوتر والغضب بين افراد عائلة غامبينيو وهم يجلسون داخل الكنيسة الضخمة التي جمعت عددا هائلا منهم لحظور جنازة زعيمهم السابق والذي تم اغتياله أمام باب قصره في وضح النهار بعد ان تم قتل إثنين من اقوى احفاده

فريدا تجلس بينهم بنظرات فارغة لا تشعر بشيء كأن ما حد لا يعنيها تمرر عيونها على الجميع زوجات اخوتها المنافقات اللواتي يبكين وابناءهم ذو الولاء الخالص للعشيرة يشعرون بالغضب والحماسة ربما للإنتقام يحسبون الامر سهلا

اخوتها يجلسون بجانب بعضهم رافعين رأسهم وتشك انهم من خططوا لهذه المسرحية السخيفة وكونها ابنة ابيها الوحيدة كان عليها اظهار الحزن ربما؟

لكن كل ما ستحزن عليه هو تضييع سنوات عمرها على ما هو ليس ملكها وقد بنت عرشا من الجثث لاخيها الاحمق الذي يقف امام الجميع على منصة الكنيسة امام المسيح يدنس قدسيته بأي هراء سيقوله يجعلها تقلب عينيها بملل

لكن مهما كان من فعل ذلك فهو علم ان سكارليت بحوزتها والامر اصبح خطيرا لذا عليها ان تبدأ بتنفيذ خطتها قبل فوات الاوان وصنع النسخة التي تحلم بها رغما عن انف ابنتها الحمقاء

وعلى ذكر ذلك استدارت تنظر لهما يرتدين نفس الملابس السوداء بعيون منتفخة ودموع على الوجنتين كمعضم الاطفال هنا وتكاد لا تصدق ان والدها القذر عاملهم بطريقة جيدة لدرجة كونهم الوحيدين الذين بكوا من كل قلوبهم

حينها خطرت على بالها فكرة غريبة... ماذا عن نسخ كل شيء فيها اجل هوسها سيجعلها تنسخها حرفيا وذلك ما ستفعله

خرجت من تلك الكنيسة لتقف امام الباب تدخن بغير اهتمام حتى لاحظت قدوم جوناثان ناحينتها وقد كان مرتعبا ومعالم القلق على وجهه

"ما بالك يبدو وكأن والدك من مات"
تحدثت بسخرية لكنه سحبها من يدها معه ليدخل إلى سيارته ويغلق الابواب

"الوضع يصبح خطيرا فريدا اكتشفت الاستخبارات امر سكارليت وانها مزالت حية انهم يحاولون الوصول إليها بل رجال المافيا الذين قتلوا والدك يبحثون عنها علينا تهريبها"

"لما أنت مهتم؟ لقد حصلت على يوجين لذا هذه معركتي وحدي وقد انتهى دورك بالنسبة لي"
اجابته ببرود تعلم جيدا خطورة ما تخوضه... المافيا والاستخبارات معا؟ ذلك لن يكون جيدا على الاطلاق

"هذه ليست معركة... هذه نهاية العالم لو أن احد اخر حصل عليها سيصبح في القمة لانه سيحصل على الورقة الرابحة ونحن بالفعل راهنا بكل شيء ولو اكتشف يوجين ان الفتاة المهووس بها على بعد امتار منه فسيحرقنا احياء مثلما فعل بقصر الدمى"

"ماذا تقترح اذن"

"دعينا نجعلها تسافر سأسجلها في معسكر للشرطة وبما انها بدأت تفقد ذاكرتها بسبب تلك الادوية فذلك سيجعلها دون فائدة لأي احد آخر"

"اين هي الفائدة بالنسبة لنا"

"ألن تقولي انك ستنسخيها وتجعلي ابنتك صورة عنها لا ارى ان ذلك حدث لذا عليك ان تسرعي فيما تفعلينه لنتخلص منها وكأن شيئا لم يحدث ولن يعلم احد ان ابنتك تحمل كل القوة التي كانت تملكها سكارليت"

ساد الهدوء بعد كلامه فأدرك انها تفكر في عرضه بل خطته ليكمل
"سأمنحك عاما آخر ثم سنبعث بها للخارج"

"ماذا لو استطاعت سيلير قتلها؟"
اجابته فريدا فجأة ليعقد حاجبيه بصدمة

"تعلمين انه لا يمكن لأحد ذلك انها اقوى من ان تموت على يد طفلة تعلمين ان وضع سكارليت في الضغط سيجعلها تفقد السيطرة وتقتلك انت بحد ذاتك"

أومأت له كأنها لا تسمع ما يقول لتترجل من سيارته تنظر ناحية سكارليت من بعيد تقف امام باب الكنيسة وترمقها بنظرات قاتلة جعلت رعشة تمر على طول عامودها الفقري

ومنذ ذلك اليوم ارغمت سيلير على ان تتدرب دون توقف هي وسكارليت لكي تجعلهما بنفس المستوى وقد كانت تجعل سكار تتناول ادوية مخربة للعقل اكثر لسبب يجهله الجميع

اجل جميع من في القصر الذين لاحظوا طريقتها في معاملة الطفلتين وكيف كانت قاسية وسيئة بل باردة تماما كأنها تتعامل مع آلات

وفي ليلة مطيرة مرعبة كان صوت حذاء فريدا هو كل ما يسمع داخل اروقة القصر بالاضافة لصرخاتها المتقطعة وهي لا تتوقف عن الاتصال بأرقام متعددة

لقد مات...جوناثان مات مقتولا على يد يوجين بعد ان اقتلع قلبه وهو نائم امام حرسه

لقد كانت مرتعبة ماذا لو فعلت بها سكارليت المثل...ماذا لو اندثر كل شيء واصبحت جثة هامدة بسبب الشيطانة التي تربيها

لقد كانت ترتجف وقلبها يخفق بشدة عيونها جحاصة وتنفسها شديد الصعوبة كأن احدا يخنقها وما زاد ذلك سهولة هو صراخها مرتعبة عندما رأت وجه سكارليت وسط ذلك الظلام عندما انعكس عليه ضوء البرق داخل الرواق المعتم

"ماذا تفعلين هنا لقد ارعبتيني؛!"
تحدثت فريدا بتردد وهي تبتلع ريقها فقد تعدى موعد نومها انه الفجر بالفعل وهي تتجول في الظلام كروح شريرة مستعدة لقبض روحها

"سمعت ان صديقك مات..."
تحدثت سكارليت بصوت مبحوح وبوجه متعب لكن فريدا رمشت عدة مرات لتستوعب ان صوتها كان عاليا كفاية لايقاض هذه الفتاة

"كان لدي صديق ايضا...لا اتذكر اسمه لكنه كان لطيفا هل صديقك كان لطيفا ايضا؟"
تمتمت سكارليت بشرود كأنها تحاول تذكر شيء ما لتمسك رأسها بقوة من شدة الصداع الذي اصابها في كل مرة تحاول تذكر شيء ينتهي بها الامر متعذبة بسبب الألم وهذه المرة كان اقوى منها لدرجة انهيارها امام فريدا

انهارت امامها متألمة لكن الاخرى لم تعطي اي ردة فعل كأنها تشاهد عرضا مشوقا بل ان ابتسامة تلقائية ارتسمت على ملامحها فخطتها تنجح حتى لو مات جوناثان فهي مازالت حية

سارت متخطية سكارليت المتألمة بخطوات اكثر ثقة تسحب سجارة ذات غلاف اسود مميز تضعها بين شفتيها وتشعلها بقداحتها الذهبية المميزة متجهة للأسفل

اسفل ما قد يتوقعه عقل اي شخص كأنها تحاول الوصول إلى عقر الجحيم بينما بقيت سكارليت مرمية ارضا راكعة وخائرة القوى

وصلت فريدا للقبو وهي تبتسم بقبح وسط الظلام تستمع لذلك الصوت الذي يعيد ترديد اغنية مميزة

"I tasted blood, it's so sweet"
"لقد تذوقت طعم الدماء انه حلو للغاية"

"When I close my eyes I try to sleep"
"عندما اغلق عيناي واحاول النوم"

"See you in my dreams"
" اراك في احلامي"

"It's the nightmare"
"انه الكابوس"

تمتمت الصغيرة بتعب وإرهاق رغم انها كانت معلقة

جسدها الهزيل معلق على الحائط بيدين مكبلتين بالسلاسل ووجه مشوه طعم الدماء اللاذع في فمها لكنه لم يكن حلوا بل حارقا

عيونها مغلقة لكنها تشعر بدخول احد لا تميزه ربما لأن رائحة الجثث القذرة منعتها من ان تفكر اصلا

"سيلير...غني اجل فقط غني لأمك كفتاة مطيعة ستفعل اي شيء من اجل أمها"
تحدثت فريدا وهي تتقدم ناحية ابنتها المعذبة لتبعد خصلات شعرها العالقة على وجهها سامحة للصغيرة بفتح عيونها بألم وأول ما قابلها هو وجه والدتها السعيد

سعيد ومشرق اكثر من اي وقت سابق بعد ان عذبتها لدرجة تعبها من الصراخ

"Don't cross the line"
"لا تتعدى الخط"
_________

"إنه اليوم الموعود عزيزتي!"

تحدثت فريدا توجه كلامها لسكارليت التي تنظر لها بجمود كعادتها حتى انها لا تتذكر عدد المرات التي تحدثت معها ربما لا يتعدى حوارهما الثلاث كلمات لكن فضولها فقط جعلها تتحدث

"اين هي سيلير لم ارها منذ مدة"
تحدثت وصداع رأسها الشديد جعل حديثها صعبا للغاية هي تعلم ان ذلك بسبب الادوية لكن في كل مرة تنوي ان تتوقف عن تناوله سرا... تنسى اجل تنسى ذلك وتتناوله

"لا تقلقي بشأنها إنها ستكون بخير بحلول عودتنا"
اجابتها فريدا تجرها من يدها لتستدير تنظر للداخل بإستغراب وخوف لا تعلم ما قد حل بأختها بل بالجميع فهي لم تراهم منذ مدة طويلة وذلك جعلها تشعر انه سيتم التخلي عنها مجددا لكن لا تتذكر لما مجددا؟ هل حدث ذلك من قبل هل تخلى عنها شخص آخر هي لا تذكر لكنها تشعر بذلك

في الجانب المظلم داخل الغابة المعتمة الباردة فتحت تلك الصغيرة عينيها داخل كوخ رطب صغير لتصرخ بقوة ما ان استيقظت بخوف والدوار لم يسمح لها بالوقوف على قدميها

لقد اخبرتها امها ان تعد نفسها لتذهب معها لمكان ما لكن انتهى بها الامر هنا لذا دفعت الباب بقوة عدة مرات تصرخ وتستنجد دون فائدة حتى فتح الباب

لذا اخذت تركض دون توقف داخل تلك الغابة تبحث عن طريق الديار حتى شعرت بشيء يتحرك خلفها واذ بها مجموعة من كلاب الصيد تركض ناحيتها لذا زادت من سرعتها وهي تصرخ وتبكي بحرقة

ثم بدأت بالنزول من اعلى جرف ما إن رأت القصر، تعثرت سيلير لتسقط من ارتفاع كبير إلى أن وصلت إلى الاسفل ولم تعد بإستطاعتها الوقوف
_

_____

في الجانب الآخر توقفت سيارة فريدا كما باقي سيارات عائلتها امام باب الشركة وقد كان هناك العديد من السيارات باهضة الثمن سوداء اللون معتمة تماما لكن كل العيون كانت عليها وهي تنزل من سيارتها حمراء اللون تنزع نظاراتها وخلفها سكارليت أمام عديد من الكاميرات تلحق جميع افراد المافيا امام بوابة شركة آل غانشو

أسئلة كثيرة كالعادة من الصحافة...عن والدها وجوناثان عن اعمالهم غير القانونية وغسيل الاموال تطرفات سياسية وأمور دولية لم تهتم لها بل اكملت سيرها تدخل الشركة كالبقية ويدها متشبثة بيد سكارليت المصدومة من كم الاضواء حولهم

فريدا...كانت ممثلة سابقة في منتصف عشرينياتها لكنها اعتزلت ما إن انجبت سيلير لما؟

لقد انجبت سيلير من ممثل ألماني مشهور لقد احبته للغاية كما بادلها الحب بداية حياة جميلة وقصة سعيدة انتهت بقتله من طرف والدها بعد أن اكتشف امر زواجهما السري ربما حينها مات قلبها؟

لما قد يهمها ذلك الأن وهي تسير ناحية مجدها مع كنزها الصغيرة وورقتها الرابحة كل اعين رجال المافيا عليها كيف لا وقد تعرفوا على حفيدة هتلر كما يدعونها

بسبب جيناتها المميزة وذكائها الخارق الذي يمنحها القدرة على تسير كامل العشائر...راهن زعيمهم السابق عليها وكان ذلك فوزها الوحيد في هذه الحياة

دخلت إلى المجلس...مجلس الشيوخ الذي لا يقبل ان تجلس بينهم امرأة والذي ستجلس بينهم يوما ما والان هي مجرد عضو لا فائدة منه يقف فقط في الخلف ويستمع للأوامر مثلها مثل العديد من الاشخاص هنا

بدأ الاجتماع وموضوعه كان واضحا بعد موت جوناثان الوريث الاول للزعامة على يد يوجين ابن ريغنار فعليهم تحديد مصير الزعامة ونيتهم بالطبع ليست تسليمها على طبق من ذهب لطفل في الرابعة عشر من عمره بمجرد انه قتل جوناثان

قلبت عينيها بملل تستمع لحديثهم التافه كالعادة بينما كانت سكارليت شاردة تماما دوما ما كانت كذلك بسبب الادوية ومضعفاتها لكن الصمت حل فجأة واتجهت الاعين ناحية الطفل الاشقر الذي اقتحم المجلس

بتعبير ادق لا شيء فيه يقول انه طفل فقد كان ضخم الحجم بملامح صلبة مرعبة ينظر للجالسين على المائدة المستديرة كأنهم غداءه

بالفعل هم كذلك لقد كان يحمل رشاشين بحق الجحيم كيف ادخل هذه الاشياء الضخمة عبر الباب

حمل كلاهما على كتفيه ليبدأ الصراخ بل المسرحية من جديد صوت الطلقات المتتتالية والرؤوس المتفجرة الركض والدماء الساخنة التي اختلطت ببعضها لدرجة ان بخارها عبق داخل المكان

نوبة الرعب اشتاحت فريدا مجددا تحاول سحب سكارليت لكن الاخرى كانت متجمدة مكانها تنظر ليوجين بصدمة

لقد توقف تنفسها للحظات اين رأت هذا من قبل؟ هي واثقة انها رأت هذا الشخص من قبل لكن اين

عظامها تؤلمها وقد تجمدت مكانها الدماء تتطاير على وجهها هي وأشلاء البشر امامها صوت الصرخات والجثث تسقط حولها لكنها ليست قادرة على الحراك بالكاد تسمع توسل فريدا لكي تتحرك دون جدوى إلى اللحظة التي تلقت رصاصة ناحية خصرها مباشرة جعلتها ترتد للخلف وهنا فقط استطاعت فريدا حملها وبما ان يوجين كان يستهدف الزعماء فقد مرت بجانبه بالضبط وهي تحمل سكارليت

عيونه الزرقاء الميتة لاحظتها لجزء من الثانية وتقابلت عيونه بخاصة فريدا لتدب داخلها الرعب كأنه تسلل إلى روحها وخنقها ببطئ

لكنها استمرت في الركض تخبئ وجه سكارليت لو رأها كانت ستكون لحما مفروما في ثوان

توقف الاطلاق الناري للحظات وسط تلك الجثث واصبحت الارواح وحدها من تحوم داخل تلك الغرفة معه ليرمي اسلحته ارضا غير مهتم بمن بقي حيا لأنهم منهارون اصلا بل صعد الدرجات القليلة التي توصله للطاولة المستديرة

تحديدا الكرسي البارز بها والخاص بالزعيم ليدفع عجوزا ميتا لا يعرفه حتى ويجلس هناك وسط الدماء والاشلاء بشرته وشعره لا يظهران من شدة الدماء التي تغطيه ينظر ببرود للمجزرة التي احدثها ومئات من الجثق مكدسة امامه

ثم خفظ ناظره ناحية من تبقى على قيد الحياة... الراكعون بل الساجدون عند قدميه برعب شديد يرتجفون ويجزم انهم تبولوا على انفسهم من يسمون نفسهم رجالا يكادون يعبدونه بل لو طلب كانوا فعلوا الأن

كل من يعبث معه سينتهي به الأمر ميتا لكن لما يشعر ان هناك خطبا ما لقد حدث خطأ لا يدركه...شعر بقلبه يعتصر كأنه فوت نقطة مهمة سيندم عليها طيلة حياته

_____

فتحت سيلير عينيها بألم تشعر بشخص واقف أمامها وما إن رفعت رأسها قابلها وجه اسمر ساخر تعرفت على صاحبه بسرعة

"هل ستساعدني ام ان العرض اعجبك؟"
سألته بإنزعاج لينزل إلى مستوى طولها يساعدها على الوقوف وقد كان ذلك بيير ابن خالها الأكبر فحسب ما تتذكر أن أمها اكبر من في العائلة ويليها والد بيير ثم والد ارسولا واخيرا الاصغر وهو الزعيم على ما تتذكر

بيير احد المرشحين للزعامة في المستقبل لذا كان دوما ما يتسكع مع الكبار سنا كونه اصغر مرشح وكان من النادر ان تراه واجل هي لا تعتبر مرشحة او حتى سكارليت لسبب غريب تجهله ايضا

"من فعل لك هذا؟"
سألها وهو ينظر للكدمات على جسدها والوحل الذي يغطي تنورتها البيضاء

وما إن رأت اللون الذي ترتديه علمت من السبب
"أمي...يبدو انها كانت تظن ان هذا نوع من التدريبات او ما شابه"
تحدثت تخفي غضبها لكنها لم تنجح تجعله يقرص وجنتيها وهما يسيران ناحية القصر

"نوع غريب من التدريبات...حتى سكارليت لم تحصل عليه"
تحدث بإستهزاء لتغقد حاجبيها مستغربة

"هل تحصل سكارليت على تدريبات معكم؟"

"في الواقع انها تحصل على تدريبات ما فوق طاقتنا جميعا"

ما نوع تلك التدريبات التي تقوم بها سكارليت لدرجة تمكنها من التفوق على المرشحين للزعامة هل فقدت امها الثقة بها واصبحت تعتمد على سكارليت كليا الان لهذا تحاول التخلص منها؟ ش

وقامتوبحبسها في كوخ في الغابة لعل الحيوانات المفترسة تخلصها منها؟

كانا يسيران ببطئ ويتبادلان اطراف الحديث حتى سمعا صوت صراخ من خلفهما

استدارت سيلير تنظر لسيارة امها التي توقفت امام الباب وهي تخرج منها...رتعبة وشاحبة ملابسها ملطخة بالدماء وعيونها مليئة بالدموع حينها توقف قلبها عن العمل وكل ما فكرت به هو سكارليت

توقفت فريدا امام ابنتها لتمسكها من كتفيها غير مهتمة بنظراتها المصدومة

"ارجوك...انقذي سكارليت"
تحدثت فريدا بصوت مهزوز وهي تحتضن سيلير بقوة

"عليك ان تتبرعي لها بكليتك"

تحدثت وهي تنظر لوجهها لكن الاخرى عقدت حاجبيها وبدأ دمها بالغليان فعلا الان

"ماذا؟...هل لديك القوة لطلب ذلك من ابنتك الحقيقية؟ امي انها هي المزيفة انا الحقيقية انا ابنتك لما تفعلين لي هذا"

صرخت سيلير عليها... هي تهتم لامر سكارليت لكن الامر زاد عن حده

"لكنها اختك وعليك مساعدتها!"

"اللعنة عليها وعليك ايضا لما لا تساعديها أنت! اعطيها كليتك ان كان الحب كل ما بهمك ايتها المتسلطة"
صرخت سيلير في وجهها ليحل الصمت عدة ثوان قبل ان يدوي صوت الصفعة التي اخذتها في الرواق

"انا من انجبتك وانا من يقرر ما سأفعل بك او بها أنت ملكي...لا تفكري حتى في أنك انسان انت مجرد عبدة لدي ولن تتوقف مخططاتي بسبب مشاعرك الغبية الان تحركي"
تحدثت فريدا ببرود وكل شيء فيها تغير لتسحب سيلير بقوة من ذراعها رغما عنها تحت انظار بيير المصدوم

"هناك تطابق بنسبة كبيرة"
تحدث الطبيب في المشفى وقد كان مسؤولا عن جراحة سكارليت بسبب اصابتها بطلقة نارية مباشرة في كليتها

كان سريرهما بجانب بعضهما داخل غرفة العمليات الباردة كانت سكارليت فاقدة للوعي وملابسها ملطخة بالدماء بينما كانت سيلير مستلقية تنظر لها وهي ترتدي ملابس العملية جسدها مليئ بالكدمات وروحها متعبة من كل هذا هي مجرد طفلة...لما عليها ان تتعرض لكل هذا
ذلك ما فكرت به وهي ترتدي قناع التخدير وتنظر ناحية سكارليت

"اسم المريضة لو سمحت"
تحدثت الممرضة لتخرج فريدا من شرودها وتنظر لها عدة لحظات وهي تفكر في شيء ما

"سكارليت غامبينيو"
تحدثت وهي تبتلع ريقها ستكون هذه اول وثيقة تثبت تواجد سكارليت على قيد الحياة منذ ان احترق الميتم لانها لم تكن تذهب للمدرسة او تقوم بأي نشاطات تثبت كونها حية وذلك سيكون خطيرا ان اكتشف الاعداء اي اشارة على كونها حية

لكن ما تفكر فيه الأن أنها ستغير كل شيء...ستفعل ذلك والان

حملت هاتفها تتصل برقم ما لتتحدث
"احتاج لجراح تجميل الان...لا اهتم ما السعر او المقابل احتاجه لإجراء عملية الأن"

مرت ست ساعات على العملية لتفتح سيلير عينيها بتعب... انها تشعر بالالم الشديد لكن ذلك الالم لم يكن صادرا من موضع كليتها بل وجهها هي لا تستطيع تحريك عضلات وجهها او حتى التنفس

"هل استيقظتي عزيزتي؟"
سمعت صوت أمها لتستدير ناحيتها كان نظرها ضعيفا وصداعها شديدا لكنها تعرفت عليها

تقدمت منها الممرضة لتحمل مرآة صغيرة وهي تتحدث

"لقد نجوتي بأعجوبة كانت هذه اول مرة نقوم بإجراء عمليتين في نفس الوقت بهذه الخطورة كان احتمال نجاتك لا يتعدى الواحد بالمئة لكنك فعلتيها"

اكملت ترفع المرآة لتجعلها ترى الضمائد الكثير منها وجهها لم يكن ظاهرا من كثرتها لكنها ارتجفت ودموعها سقطت من عينيها وفهمت ما يحدث في نفس الثانية

هل غيرت تلك الوحش ملامحها الأن؟ ذلك ما فكرت به وهي تغمض عينيها بتعب لقد تدمرت حياتها السخيفة بالكامل
_

________

بعد مرور ثلاث اشهر

وقفت سيلير امام المرآة تنظر لوجهها... لقد كانت نسخة من سكارليت حرفيا الفرق الوحيد بينهما هو لون عينيهما

هي تشعر بالغضب لقد تم تشويه ملامحها وجهها لم يشفى تماما بعد لكنها ترى سكارليت في المرآة هي لا ترى نفسها وقد كانت ترتدي الزي الرسمي للثانوية التي سجلتها فيها امها رغما عنها ايضا فقد كان تعليمها منزليا لكن فجأة قررت جعلها تذهب لمدرسة عادية

اللعنة على حياتها وامها المختلة تتمنى لو ماتت بمرض السل الغبي او انها بقيت طيلة حياتها داخل الميتم

غضبها ودمها الذي كان يغلي جعلها تضرب المرآة بقبضتها تحطم الزجاج غير مهتمة بالدماء التي نزفتها من جرحها

ثم استدارت لتواجهها غرفتها شديدة البياض لتصرخ بهستيرية وهي تحمل دلو من الطلاء الاسود تسكبه على الجدران وتخلطه بيديها لا تستطيع حتى البكاء هي لم تتعلم ذلك كيف تخرج هذا الالم الذي يعتصر قلبها
تخلت عن كليتها وحياتها وملامحها وعائلتها كل شيء من اجل مسخ غبية لقد انتهى أمرها

رفعت رأسها تنظر للجدران الملطخة بالسواد كروحها الأن لتمسح الطلاء على زيها وتخرج لم تهتم لأي احد أمامها نظرات اقربائها المستغربة وهمساتهم بشأنها وهي تنزل الدرج بملامح غاضبة ربما لم يفرقوا بينها وبين سكارليت حتى

وصلت للطابق السلفي لتاقبلها سكارليت الواقفة امام الباب تنظر لها بملامح قلقة وحزينة

تقدمت منها تحاول امساك يدها لكن الاخرى دفعتها لترتطم بالحائط ثم حاصرتها تخنقها بيدها

وجهان لعملة واحدة وتطابق رهيب كأنهما ينظران في المرآة لكن الالم داخل عيونهما كان مختلفا

خذلان وخيانة غضب وسواد شديد كل ذلك ممزوج وموضوع داخل روح كل واحدة منهما

"لا تفكري حتى في التحدث معي يكفيني انني عالقة مع وجهك بقية حياتي "
اطلقت سيلير كلماتها الحارقة تجعل سكارليت تبتلع ريقها ثم غادرت لتقابلها امها في الطريق

تدخن كالعادة بملابس ملطخة بالدماء ويدها تعبث بالمسدس لكن سيلير لم تهتم لها حتى بل استمرت في السير لتركب السيارة ويغادر بها السائق إلى المدرسة

دخلت فريدا القصر لتنظر لسكارليت الشاردة وقد اصبحت جسدا بلا روح جعلتها تدرك انها دمرت سلاح المانيا اخيرا

________

دخلت سيلير رواق الثانوية وهي تحمل توقيتها فقط تبحث عن القاعة التي ستدرس بها متجاهلة تعليقات الطلاب الساخرة بسبب ملابسها الملطخة بالطلاء وجروح وجهها المتعددة لكنها ارتطمت بشخص جعلها تلعن وهي تنخفظ لحمل الورقة من على الارض

"هل أنت بخير أسف"
صوت جذبها لترفع رأسها ناحية صاحبه وانفاسها حبست داخل رئتيها

ليو؟....هنا والأن ما اللعنة التي ستجعلها تهرب الان سيتعرف عليها بسبب وجهها السخيف المزيف على انها سكارليت واجل رغم مرور كل تلك المدة سيتعرف على هذا الوجه كما تعرفت هي عليه

"سيلير.."
همس يجعلها تستغيق لتتراجع خطوة للخلف بصدمة

"كيف تعرف اسمي"

"انه معلق هنا"
تحدث بسخرية يشير إلى البطاقة المعلقة على قميصها لتتنهد براحة وتكمل سيرها لكنه اوقفها ليتحدث

"لن أسأل لما تشبهين فتاة كنت اعرفها سابقا او لما علامات الخياطة لازالت على وجهك لكن هل تعرفين أين هي....سكارليت؟"

تحدث بجدية ارعبتها وأنامله احرقت جلدها تجعلها تتيبس مكانها اجل لم يكن غبيا بل شديد الملاحظة ليعرف أنها تحمل ملامح سكارليت الفتاة الغريبة التي كانت في ميتمهم

"قصر الدمى...الحريق وحبل القماش"

همست تحرص على ان يسمعها هو فقط لينظر لها بإستغراب ولم يحتج سوى ثانية لاستيعاب الامر

"فتاة السل؟"
أومأت ببطئ تتجاهل نظراته المتفحصة
"لكن كيف؟"

سأل ولم تجب بل تركت خيار الاجابة له بالفرضيات داخل رأسه وغادرت تدخل القاعة

بدأ الدرس ودخل معلم التاريخ

"اذن نكمل من النقطة التي توقفنا فيها المرة الماضية....لقد تحدثنا عن تأسيس الكونفدرالية الألمانية من يمكنه تذكيرنا بالتواريخ والمصطلحات"

اكمل وهو يجلس مكانه ليحل صمت شديد لدرجة مكنته من سماع صوت أمعاءهم الجائعة وهي تصدر اصواتا مزعجة

كون حصته في وقت الغداء لا تمنحهم الحق في ان يكونوا حمقى هكذا واغبياء

"ليس مجددا ماذا قلنا بشأن مراجعة دروسكم لقد طفح الكيل منكم بالفعل"

تحدث بقلة حيلة لكن احدا من بينهم رفع يده عاليا فتشكلت ابتسامة امل يشير له لكي يجيب

"هل يمكنني الذهاب للحمام"

قال الطالب يجعل الاستاذ ينهار لينزع نظارته بألم ويخفظ رأسه لو قبل الوظيفة في مطعم عمته كان سيكون غنيا بحلول الأن لا يعلم ما المثير في تعليم الاغبياء عن التاريخ

رفعت فتاة اخرى يدها ليشير لها

"يمكنك الذهاب للحمام"
تمتم بيأس لكنها وقفت تعيد شعرها الاسود الطويل للخلف لتتحدث

"بين عامي 1815 - 1866 تشكل ما يدعى بالكونفدرالية الألمانية، من ثم الإمبراطورية الألمانية سنة1871 ثم جمهورية فايمار التي سقطت سنة 1933 أعقبها حكم هتلر وتأسيس ألمانيا النازية والتي انتهت بنهاية الحرب العالمية الثانية وخسارة ألمانيا وتهديم معظم بنيتها التحتية"

تحدثت دفعة واحدة تجعله يقف ويبتلع ريقه هل حدثت معجزة توا!

"هل انت جدبدة ايتها الطالبة"
تتحدث بصدمة لتومأ له

"من اي مدرسة انتقلت"

"لقد كنت احضى بتعليم منزلي"

أكملت تجعلهم بتهامسون... بسخربة مجددا لكنه اومأ بإعجاب يتحدث

"كان عليكم ان تكونوا مثل هذه الطالبة معلومات بسيطة ستجعلكم مثقفين على الاقل اعني انها ألمانيا بغض النظر عن كونها بلادكم الام فهي عبارة عن تاريخ عالمي متكامل"

كانوا ينظرون لها بنظرات احتقار لكنها جلست تعبث بخصلات شعرها وتكبت ابتسامة داخل انفاسها انهم مغفلون حقا لا يعرفون تواريخ تافهة؟

انتهت تلك الحصة لتخرج سيلير من القاعة واول ما قابلها هو ضربة قوية جعلتها تسقط ارضا

"ماذا تحسبين نفسك؟...تريدين جذب الاضواء او ما شابه"

تحدثت فتاة ضخمة الجثة وخلفها عدد من الطلاب حسنا كان من المتوقع ان تحصل على هذه المعاملة خاصة كونها جديدة والان هي تجذب انظارهم وقد كان ذلك سريعا

"عليك أن تتوقفي عن التصرف كأنك ملكة الصف او ما شابه انت مجرد طفلة مدللة بوجه مشوه"
تحدثت فتاة اخرى لتصك سيلير اسنانها حسنا لن تكذب كان ذلك مؤلما

شهقت بفزع عندما شعرت بالماء البارد ينساب عليها من الأعلى لتبتل كامل ملابسها ويلتصق شعرها الأسود بجانبي وجهها

وقد كان شاب هذه المرة من فعل ذلك بها من الخلف ليبدأ الجميع حولها بالهمس والضحك بينما هي لم تتحرك مكانها

تعلم ان كل من تدرس معهم من الاغنياء المدللين والذين لا يقبلون أن يتم مقارنتهم بأحد ما بالك بفتاة تبدو ضعيفة وفقيرة مادة ممتازة للتنمر

وقفت سيلير بهدوء شديد كأن شيئا لم يحدث ثم جمعت يديها تغطي جسدها بسبب ملابسها التي اصبحت شفافة لتسير خارجا غير مهتمة بنظراتهم المصدومة هي لم تعطهم اي ردة فعل وذلك قد يجعل الامر أسوء لكن بحق الجحيم لا يوجد اسوء من المرحلة التي وصلت لها هي تتعرض للتنمر من عائلتها فكيف تتوقع ان يعاملها الاخرون بشكل جيد!

عطست عدة مرات بسبب الجو البارد وهي تستند على النافذة غير مهتمة بشعرها الذي يقطر الماء على الحافة حتى شعرت بشيء ثقيل يستند على كتفيها

لتنظر إلى جانبها اين كان ليو يقف ويضع يديه داخل جيوبه بغير اهتمام...لقد كان يرتدي زيا رياضي وبدى انه كان يتمرن قبل لحظات بسبب شعره الرطب وبشرته المحمرة

مدت يديها ناحية السترة التي رماها عليها لترتديها دون اي أسئلة او حتى ملامح استغراب

"لا اعتقد ان وقوفك معي سيجعل البقية سعداء...قد تصبح معي في نفس المركب ايضا"
تحدثت ببرود ليحيطها بذراعه دون خوف وهذه المرة قد تفاجئت فعلا تشعر بهالته تمتص الهواء من حولها وبثقله يرتكز على كتفيها

"التنمر؟...لا اعتقد أن ذلك سيعمل معي...اسمعي انا لا اعرفك جيدا بل لا اعرفك اطلاقا كل ما اتذكره اننا قفزنا من مبنى محترق ثم اختفيتِ فجأة والان تبدين انك شفيتي من السل لكنك مصابة بأشياء اكبر صحيح"

همس لكي لا يسمعه أحد وكم تكره ان يكشف احد ستار روحها بهذه البساطة وهي تعلم انه لا يقصد اصابات عضوية لأنها محطمة بل مهشمة تماما

"لا اعتقد ان اهتمامك سيغير من اي شيء اعانيه الأن"
تحدثت بحدة تنسحب من بين يديه وهي ترتدي سترته ثم اتجهت ناحية المكتبة اين الهدوء والكتب شيئان يجعلاها لا تفكر في الاصوات المزعجة داخل رأسها

جلست على طرف الطاولة وهي تحمل احد الكتب التي وجدتها مثيرة للاهتمام لتتنهد بتعب لكنها عقدت حاجبيها باستغراب عندما سمعت صوتا خلفها جعلها تستدير

"مرحبا تبدين جديدة هنا"
تحدثت تلك الفتاة ذات الشعر البني الطويل والملامح اللطيفة....ربما

"اجل...هل هناك مشكلة"

"لا اطلاقا لكنني لاحظت انك ترتدين سترة ليو...وانت تشبهين فتاة اعرفها...تشبهينها للغاية"

تحدثت تلك الفتاة بنبرة غريبة ربما مستفزة لكنها ابتسمت باتساع في اخر كلامها لتقول

"اسمي ايڤلين سررت بلقائك...بما انك صديقة ليو فلا امانع أن نكون صديقتين"

اكملت بصوت مرح لكن الاخرى وقفت من مكانها لتتحدث

"انا أمانع"
اكملت تضع الكاتب على الطاولة وتغادر لكن شيئا سقط منها جعل ايڤلين مهتمة بها اكثر كان كومة من الاوراق المطوية والتي لم تلاحظ انها اسقطتها

اخذت ايڤلين تقرأها بتمعن... وقد كانت قصة او رواية شيء جميل ورائع بل مثالي لغة ممتازة وتركيبة رائعة مع حبكة مميزة جعلت ابتسامتها تتسع اكثر واكثر...يبدو انها ستستفيد من هذه الفتاة حقا

______

عادت سيلير للقصر بحلول المساء اين زاد الجو برودا والشمس اختفت من الافق بالفعل... كان يوما مقرفا وطويلا لكنها توقفت أمام حديقة المنزل تنظر لشيء ساقط على الارض جعلها تركض ناحيته

"سكارليت!...هل انت بخير"

صرخت بهلع وهي تجلس على ركبتيها تحاول ايقاض اختها المغمى عليها وما ان امسكت كتفيها حتى صرخت سكارليت بهسترية كأنها ترى كابوسا أمامها الان

"هذا مؤلم...انا انسى كل شيء لقد اختفى كل شيء اشعر بالفراغ"

تحدثت سكارليت بنبرة مهزوزة وبألم شديد وهي تعتصر قلبها ودموعها بللت ياقة قميصها بدت محطمة اكثر منها شاحبة وضعيفة للغاية

"اكاد انسى اسمي...لا ارغب في نسيانها لا اريد ان انسى أمي...امي اختفت"
تحدثت من جديد وهي تنظر لسيلير كأنها شخص لا تعرفه ولم تراه من قبل

"هل تتذكرين اسمها او اي شيء عنها"

سالتها سيلير بخوف لتمسكها الاخرى من ملابسها كأنها تتوسل كي تتذكر شيء ما مغمضة العينين

"هيذر...هيذر الكثير من الدماء وزهور النرجس الصفراء مرمية في مكان تساقط المطر والتراب صراخ رعب شديد انها تموت لقد مزق عنقها انها تنظر الي اجل"
تحدثت سكارليت بنبرة حالمة كأنها ترى اطيافا امامها وهي تنظر للأعلى تحرك يديها وتبحث عن شيء ما لقد فقدت عقلها

"ارجوك يا سيدة لا تجعليني انساها لا ارغب في نسيانها ابدا"
تحدقت بتوسل لسيلير المصدومة ثم انهارت مجددا مع انبثاق صوت الرعد وسط ظلام الغيوم الرمادية

وفي ثواني نزل المطر الشديد يبلل كلاهما تماما يضرب وجه سكارليت الملقاة على الارض ويجعل سيلير تبدو وكأنها تبكي وقد كانت كذلك بالفعل

فتحت سكارليت عينيها بهدوء كأنها لم تكن تبكي قبل لحظات لتحرك عينيها باتجاه الفتاة بجانبها

"من انت؟"
سألت بصوت مبحوح مليئ بالفراغ جعل سيلير تصك اسنانها بقوة

"هيذر...اسمي هيذر"

تمتمت سيلير لترسم شبح ابتسامة على وجه سكارليت المتعبة

"تبدين جميلة...هيذر"
ابتسمت سيلير بهدوء شديد وسط صوت المطر تنظر لنسختها المجسدة امامها

______

صعدت سيلير الدرج ببطئ تشعر بالثقل ليس فقط بسبب ملابسها المبتلة بل لكل الهموم التي تحملها على عاتقها لقد غيرت نفسها وكل شيء بها من اجل فتاة فقدت عقلها... من اجل امها ومن اجل الجميع هي لم تعد تعرف ذاتها الحقيقة ولم تصبح قادرة على التفريق بين اصلها والتلقيد الذي انسجمت معه... ان ارادت سكارليت الا تنسى فهي ستجعلها تتذكر دائما لا تعلم ان كانت تلك اصابة بالزهايمر المبكر او انها فعلا مجنونة

لكنها ومنذ هذه اللحظة هي هيذر...سيلير ماتت وانتهى امرها ستعيش على انها نسخة ان اراد منها العالم ذلك ربما هي خلقت لتكون كذلك.

دخلت غرفتها لتجد امها جالسة على الكرسي امام الباب تدخن كالعادة وتمرر عينيها على الجدران الملطخة بالطلاء الاسود

"أرى انك فقدت عقلك"
تحدثت بكل برود لترفع سيلير...بل هيذر حاجبها

"لقد فقدته منذ اليوم الذي علمت فيه انك امي"
فلتت ضحكة من بين شفتي أمها العاهرة تجعل دمها يغلي لتجيبها

"اجل... لا احد يمكنه تحمل حقيقة أنني امه لا احد يستحق ان اكون امه"

جلست هيذر على حافة سريرها أمام والدتها مباشرة لتلاحظ انها كانت تشبهها...قبل ان تغير ملامحها كانت نسخة عنها ترى ما هو الشيء الذي حصلت عليه من والدها إذن؟

لقد كانت تراه في الصور كان وسيما وبدى لطيفا عكس هذه الشيطانة السوداء التي تسمي نفسها أمها

"ما الذي فعلته لسكارليت؟"

"تلك الفتاة؟...لقد فقدت عقلها تماما لا أحتاجها الأن فلا فائدة لها على أي حال"

عقدت هيذر حاجبيها تقف من مكانها

"هل تمزحين معي لقد قمت بتدميرها وتدميري والان انت لست بحاجة لها هل انت بشرية حتى"

صرخت بقوة لكن امها لم تعطي اي ردة فعل

"انت لن تنجحي في المهمة لا تختلفين عنها كثيرا...مجرد قمامة"

أجابتها فريدا ببرود تجعل جسدها يرتعد

"ماذا تقصدين؟"
سألت هيذر بإستنكار لتجيبها فريدا بأكثر الابتسامات السامة التي شكلتها على وجهها المرعب

"كانت النهاية ستكون أن احداكما ستقتل الأخرى لكن يبدو انني امتلكت النسخة الاضعف لذا لو تركتها كانت ستقتلك هي...وانا لا اقبل الهزيمة"

همست فريدا وهي تقف من مكانها وتتقدم من ابنتها وبكل خطوة كانت هيذر تتراجع بخطوة لتصرخ عليها وعيونها المحمرة مليئة بالدموع

"انا لست ملكك لست لعبة تقررين نهايتها ولا يمكنك تصنيعي كما تريدين"
مع نهاية صراخها شهقت بألم عندما قامت فريدا بشد شعرها بقوة تسحبها لتقابل وجهها

"انت ملكي كل ما فيك روحك وانفاسك انا من صنعتك وانا من يقرر كيف أنهيك"

لقد كسرتها للمرة الألف لكنها كانت اقساهم شعرت بدموعها تنساب ساخنة على خدها وبألم شديد تمتمت امام وجه امها تمسك رسغها بقوة

"انت مجرد عاهرة تبحث عن الكمال ولن تصلي للزعامة مهما فعلتِ ليس لانك أمرأة بل لأنك غبية حمقاء لذا كان جدي يفضل أخوتك عنك"

اكملت بغضب شديد تعلم انها لمست امها في الجرح تماما ودليل ذلك انها دفعتها بقوة لترتطم بالحائط لكن ما لم تتوقع انها حملت كوبا من على الطاولة ورمت محتواه على وجهها

لم تكن تعلم هيذر ما كان ذلك لكنها صرخت بألم تضع يديها على عينيها...لقد احرقت عينيها بمادة كميائية توا

ذلك ما فكرت به وهي تسقط على الارض وتصرخ بحرقة ورائحة الفحم القوي التي تفوح من ذلك السائل جعل حالتها تزداد سوءا لقد شعرت ان احدا اقتلع عينيها من مكانهما ألم شديد جعلها ترغب في قتل نفسها

اما أمها فقد وقفت تدخن ببرود وهي تشاهد طفلتها منهارة على الارض

________

11.600 كلمة اطول فصل تمتم كتابته فالرواية والمشكلة الفصول القادمة اطول

رأيكم؟...اخيرا اكتشفتوا الحقيقة لكن ظهر مليون سؤال ثاني مين هي هيذر او سيلير ليش انتهى بها الوضع انها تكون مختلة هل فعلا هي القاتلة

هل راح يكتشف احد الحقيقة... ايش ممكن تكون نهاية الرواية هل سكارلبت راح تتذكر كل هاذي الاحداث

عارفة الوضع صار اكثر تعقيد لكن على الاقل كشفنا غموض كثير عن الرواية لذا فعلا احتاج تحليلاتكم ودعكمك لأستمر لان فعلا الرواية صارت تأخذ مني وقت وجهد خاصة مع انشغالاتي الثانية

لذا اذا حابين الرواية تستمر اتمنى أنكم تستمورا ايضا في دعم الرواية

حابة أقرأ تعليقاتكم في اسرع وقت

شكرا.

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 126K 85
الكاتبة : ليَّل آل قيس.. قصة حب تنبع من قلب الفقر ليجتمع قلبان على الحب فـ يأتي اليوم الذي يختفي فيه الحبيب سنين عِدة وبعد مده من الزمن تنكشف جميع...
21.3M 690K 167
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو
860K 39.8K 24
يعيش حياته كرجل بدائي ، يعتمد على قوته الجسمية لتحطيم كل شيء من حوله بدون رحمة ، انتهى به الوضع في إحدى زنزنات السجن حيث تعمل مارلين كطبيبة نفسية لتح...
288K 10.7K 17
نظراتك المتملكة ، هوسك اللامتناهي ، رغبتك في امتلاكي ، حبك لي بهستيرية ، غيرتك التي تصل حد اللعنة ، كلها اشياء تجعلني اخافك بنفس كمية حبي لك ، لكن...