أسيادُ الثانويّـة | 𝐇𝐈𝐆𝐇...

بواسطة Reexiio

286 8 4

فتاتان و ثلاث شبّان، قرروا أَن يكونوا أناسًا مُختـلفينَ عن سابق عهدِهم، طلّاب ثانويـة يعيشون مغامراتٍ عديـدَة... المزيد

آرس تيامـو | أوّل

224 8 4
بواسطة Reexiio

***

"آرس استيقظِي..ستتأخريـن!! إن إيّمـا تنتظِر" كانَ هـٰذا صوتُ والدتي الوَقور تهتفُ من الأسفل، استَقمتُ أرمي الغطاءَ بعيدًا و أركضُ للحمام حالما سمعتُ اسم إيمـا! فتحتُ صنبور المَاء أغسل وجهِي بسرعَة و ما إن رفعتُ رأسي توقفت.

ملامحـي باهتةٌ و عيناي يرتمِي تحتها السواد بكلّ راحَة، إنّ قلة النوم أصبحَت شعارِي منذُ بدأتُ التدخين..سرًا بالطبع!

أمّي أمسكتني مرّة و كانَت تلكَ الأسوأ علىٰ الإطلاق، حُبستُ في غرفتي اسبوعًا كاملًا و المدرسة..اشتاقَت لـي بالتأكيد! الدليل علىٰ كلامي أنني عندمَا عدتُ بدأ الجميع في التذمّر و الإستياء، ملامحهم كانـت رائعةً من وجهة نظـري.

أكملتُ ارتداء ملابـسي المدرسيّة المقرفة، ذكّروني لماذَا عليّ الإلتزام بالقواعِد؟ القاعدة الوحيدَة في حياتي والتي لا يمكنُ المساس بها هي 'العائلة و الأصدِقاء إن تأذوا اقتُل من آذاهم!'، أنا عنيفَة و لستُ رقيقَة إلا مع أخي الصّغير وَارس و صديقاي فقط.

رفعتُ شعري القصيـر للأعلىٰ أربطه ليتدلّىٰ الطرف الأخير منه بشكلٍ مضحك و مبعـثر، انتفضتُ إثر صوت الباب الذي فُتح فجأة "أيتُها الفاسقَة إنها الثامنة و خمسُ دقائق!" حسنًا إنها إيمّا صاحبة اللسان الأكثر بداءةً في العالم.

"لن تطير المدرَسة!" قلتُ بلا مبالَاة أمسكُ بالحقيبة و أجذبها من فوقِ مكتبي غير المرتّب، تنهدَت ثمّ خرجَت تصدر صوتًا مع نزولها من السلالم، "إنّنا في المرحلة الأخيرة آرس! و لأزيدكِ أن العاهر ذو النظرات الدائريّة قد بدأ درسه قبل ست دقائقَ بالضبط" فتحت الباب و خرجنا تليها شهقتِي.

ذلكَ العاهر هو معلّم الفيزياء، يا إلهي ما هذَا الحظّ في أول يومٍ من الأسبوع؟

"لمَاذا نحن واقفون؟، هيّا!" صرختُ بها لنركُضَ تُجاه المدرَسة، سبع دقائق كانت كافيةً لنكونَ أمامهَا، رفعتُ رأسي أنظر للافتة الكبيرَة، ثانوية رينبو الخاصّة 'سرّ النجاح هو المثابرَة'

"أربعة عشر دقيقَة؟ لماذا أنتما هنا؟" جديًّا! يجبُ أن ترحب بي و أن تشكرني لأنني هنا أيها السافل، "كنتُ نائمة" قلتُ بنبرةٍ خالية أتجهُ للمقعد الخلفيّ، لم أنظر لأحدٍ مطلقًا..لأنني أعرف النظرات و هذا المشهد جيدًا.

رأيتُه يقترب ليكون أمامي واقفًا، نقطَة لي..لقد نسيَ إيمّا فغمزتُ لها لتجلس، في النهاية أنا التي جعلتها تتأخر.

"من سمح لكِ بالجلوس آنسة تيامُو؟" ارتفعَت زاوية شفتاي بخفّة تزامنًا مع رأسي، أقابل عينيه الصغيرتين، "أنا سمحتُ لنفسي..سيّد 'أنا عبدك'" ختمتُ هامسة في أذنه فـ نظر حوله بتوتر واضح.

"حسنًا يا أطفال سنعود للدرس، و أنتِ عقابكِ سيكون عند المدير" قالَ يشير إليّ فأومأتُ بتأكيد "بالتأكيـد" أيّدته.

تابع درسَه الممل فشعرتُ بنظرات إيمّا التي تبتسم بجانبية، حسنًا إنها تبدو سعيدَة لِمَا فعلته، هـٰذا العاهر اللطيف يقيم علاقةً مع معلمة الرياضيات المتزوجة فعليًا! لقد شككتُ بهما من البداية ثمّ أثبّتت شكوكي عندما رأيتهم معًا في غرفة الموسيقىٰ يتبادلون القبل.

طبعًا أنا لا أفوت الفرصَ التي تأتي إليّ و لهذا أخذتُ لهما مقطعًا مرئيًا للذكرىٰ...للذكرىٰ لا أكثر!

و بينَ همساتهما المليئةِ بالقذارَة و الكلام الجرِيء قالَ لها..حسنًا أنا اشمئزّ و عقلي أيضًا يكاد يتقيأُ أفكاره و الصور في عقله، قال 'أنا عبدكِ مارتي' و كانت واضحةً جدًا في المقطع التذكاريّ.

أنا أحافظ علىٰ الذكريات القيّمة.

صدحَ صوت الجرس لينهَض الجميع و لكنّي سبقتُهم للخارج تاركةً كومة القذارة واقفًا بتشتت.

"أوبس..لستُ آسفة!" هتفتُ أبتعدُ عنها ضاحكةً بعدمَا ضربتُ كتفها بقوّة ليختلّ توازنها و تلتصق في الحائط، نظراتُها الغاضبة و الحاقدَة أثارت استمتاعِي.

توقفتُ أرىٰ سبب التجمع الكبير، "ابتعدُوا" قلت بهدوءٍ ليتنحوا جانبًا، "نادي ماذا؟" خرجت منّي ضحكةٌ ساخرة لأنظر للمكتفةِ يديها بعيدًا عني، "نادي المشجعات لفريق السلة برِئاسة كريستَال غراندي..يا لكِ من رائعةٍ يا فتاة! أخيرًا أنتِ جيدة في شيءٍ غيرَ معاشرة الفتيان!" صفّقتُ لها ولا زلتُ واقفةً في مكاني لتقتربَ هي مبتسمة.

أقلتُ شيئًا يجلب الفخر الآن؟ تبًا!

لماذَا هي أطول مني؟

"لأنظر إلىٰ الأمر مجددًا....يجبُ أن تلعبي معهم لا أن تشجعيهم!" قلتُ ببطءٍ أميل برأسي فسمعتُ بعض القهقهات بجانبي.

"أن أعاشرَ الفتيان أفضل لي من أكونَ فتىٰ و أنا فتاة" أطلقتُ 'أوه' بملامحٍ متألمة لقد كانَ هذا جارحًا لمشاعري، لم أتكلّم بل نظرتُ لصدرها المنتفخ و الواضح، أكملت هي تلمس كتفي باصبعها الذي سيُكسر لاحقًا، "لا تفكري أن تنضمّي فأنا لا أحب المتحولين جنسيًا" رفعتُ حاجباي بدهشَة علىٰ كلامها، واثقة!

المتعارَف عليه هنا هو 'لا أحد يلمس آرس و يخرجُ سالمًا'

ثمّ ماذا؟ متحوّلة جنسيًا؟..تلك أمك يا فاسقة!

تنهّدتُ أهزّ رأسي للجانبين، أشرتُ لها ثمّ نظرتُ للطلاب حولي، "إنها مسكينَة، لم تمضِ يومان كاملان معنَا لذا سأكون رحيمةً قليلًا.." لكمتِي امتزجت مع بطنها لتتراجع للخلف صارخةً بألم.

من قالَ لها أن تلمسني؟

من قالَ لها أن تنعتني بتلكَ القذارة؟

إذًا لتتحمل.

أمسكتُ بشعرها أجعله كومةً في يدي، ثمّ ضربتُ ركبتي في وجهها، نظرتُ لجوربي الأسود الذي أصبح أبيضًا و تأفأتُ منزعجة...أهي عارضة؟

أنفها بدأ يسيلُ بغزارة، السائل الأحمرُ ملأ شفتاها لأطلب منديلًا و أمسحه لها، كانوا ينظرونَ جميعهم، لم يتجرأ أحدٌ علىٰ التقدّم أو قول كلمة، أو حتّى استدعاء المدير.

لأنهم يعرفونَ العواقب.

ابتسمتُ عندمَا رأيتُ دموعها لأضربَ لساني بأعلىٰ فمي أصدر صوتًا متحسّرًا، جلست القرفصاء أمامها.

"الذينَ من قبلك كانوا يتلقون أكثر من هـٰذا، أنا لا زلتُ لطيفة معكِ..انظري يبدو أنكِ لم تعرفيني في هذين اليومين لكنني عرفتُك جيدًا، الفتاةُ التي انتحرت بسببك و حبيبكِ الذي خنتيه مع صديقه و الآن أنتِ هنا لتلعبي دور الفتاة القويّة و الرقيقة معي؟ ما أنتِ إلّا فاسقة و عاهرةٌ صغيرة محترفة" استقمتُ بعدَ أن دفعتها باصبعي الأوسط لتسقطَ علىٰ مؤخرتها

"لن أغفر لكِ أبدًا" هي صرخت فالتفتتُ أبتسمُ بمرح "لم أقتلكِ" توجّهتُ لقاعة الطعام و تجاهلتُ كلّ ما حدثَ كأنه لم يحدث.

"معركة أخرى؟" قالت إيمّا تحشر الشطيرة في فمها حالما جلستُ علىٰ الطاولة أمامها، أخذتُ رشفة من العصير خاصتها لأبلل حلقي، لم أشرب حتىٰ ماءًا منذ استيقظت!

"إنها كريستَال..أتتذكرين تلكَ الحادثة قبل سنتان؟ انتحار طالبةٍ في لوس أنجلوس؟" شرحتُ لها أعدّل جلستي، ابتلعَت سريعًا بصعوبة و نظرت إليّ "روبين رُوس؟ لقد قالوا أنّها رسبت في إحدىٰ الاختبـ...لا تقولي أنّ الذي في عقلي صحيح؟" أسقطت الشطيرة من يدهَا تتمتم بملامح مصدومَة فأومأتُ لتبدَأ بسرد مسجل الشتائم خاصتها.

و أنا كالعادة، أستمع بملل.

"كانت فتاةً جميلة آرس!" همست بحزنٍ تنظر إليّ، وضعتُ كف يدي علىٰ خدي "لذلكَ كانت تتنمر عليها" قلتُ كأنها أبسط شيءٍ في العالم.

لقد ضربتُ العديد من الفتيات لكنني لا أتنمر علىٰ الضعيفَات! أنا أعذّب العهرة فقط مثل كريستَال.

سمعتُ صوتَ هاتفي مُعلِمًا بوصول إشعار جديد، فتحته أقلب عينيّ فليس لديّ فضول تُجاه أي شيء! خاصةً حول هذه المدرسة.

كانَت صورةَ شابٍ أعرفه أكثر من نفسي، كُتب فوقها 'طالب جديد'.

"كتلة الجمال، يا إلهي أهو إلهٌ إغريقيّ؟" حملقتُ في وجههَا لبرهة فضحكت تضع هاتفها "حسنًا سأصمت" تمتمت تنهضُ لترمي فضلات طعامها، أعدتُ بصري للصورة، لقد أوفىٰ بوعده.

ابتسمتُ بخفّة أتذكرُ رهاننا و الذي فزتُ به، طلبتُ منه أن يأتي لنختمَ السنة سويًا و نستمتع معًا فوافق..ليس له خيار آخر!

ألڤارو كـلـينـج، الأسبانيّ الذي يغنيني عن الجميـع.

شاهدُتها تدخُل بكعبها العالي و في أنفها قطنَة بيضاء، ملامحها الحزينة المتصنّعة كانت مقرفةً لنظري، إنها تذهبُ لحبيبها، جيمي جاليفري لاعب كرة السلّة الشهر في المدينة وليس في هذا المكان فحسب، بدأت تلتصق به بالفعل فمسح علىٰ وجهها و نظر إليّ.

كأنني أخاف! تابعتُ أكلي و بعد برهةٍ شعرتُ بهم فوق رأسي لأرفعه أنظر ببرود، ما بال ملامحهم هذه؟ كأنني قتلتُ أحدًا ما، ”آشتقتَ لقبضتِي سيد جاليف؟“ انحنىٰ يقرّب وجهه مني و يبدو أن نبرتي المتعاليـة جعلته يشعر بالقهر، ”آنسة تيامو، احفظِي حدودكِ فقط“ أومأتُ و غيّرتُ بصري عنه آخذ قضمة من شطيرتي.

”ما بال الأطفال هذه الأيّام؟“ كاد يبتعد لكنّه توقّف لبرهة ثمّ تابع مشيه و معه جاريته العزيزة التي حدّقت فيّ بحقد.

ماهذا الغباء الآن؟

”آتىٰ ليحذّرك كما يفعل كلّ سنة، مضحك“ ضحكَت إيّما بصوتٍ عالٍ و بدت ضحكةً حقيقيةً للغاية، ”آرس هل هو وسيم حقًا أم أنني في مرحلة عمىٰ مبكّر؟“ بجديّة سألت و هي تقف أمامي، ”لا.“ اختصرتُ علىٰ نفسي لأقف و نخرج من قاعة الطّعام التي أصبحت مقرفةً حالما دخلتها تلك العاهرة.

”ألڤارو صديقي، كنا نجتمع كلّ ثلاثاء دومًا بجانب النّهر أحيانًا“ شعرتُ بها تتوقّف لأنظر إليها و كما توقعت..تكاد تبكي الآن لأنها تشعر بالخيانة، ”أيّتها الفاسقة كيف تجرؤين؟!!“ ضربتني علىٰ كتفي لأزفر بقوّة علىٰ درامتها.

”خذي رقم هاتفه.“ همست أنهي المعركة قبل أن تبدأ و ناولتها هاتفي، ”لا تتصورِي أنني سأنسىٰ هذه الوضاعة بهذه الرشوة“ فتحت هاتفها و كتبته سريعًا لأسحب هاتفي عندما وصلتني رسالة، ”آرسيال طفلتي، سنكون عند جدّتكِ حتىٰ المساء لذلك خذي وارس من مدرسـته و اعتني به جيدًا، لا تخرجي من المنزل حتىٰ نأتي...قبلاتي، والدكِ“ قرأتُه لإيّما التي تأفأفت في وجهي.

ماهذا الحظّ السافل؟
كنا سنخرج للحانة اليوم!

”سأذهب لوحدي إذن.“ تكلّمت بيأسٍ لأرفع كتفي بغير حيلـة، سأنشغل مع وَارس هذا اليوم و لا تبدو لي فكرةً سيئة فلـم أجالسـه منذ مدّة، ذهبت إيمـا لصّف الفيزياء و لم تكن لي نيّـة لدخول صف الكيمياء لذلك اتجهتُ للسطح لأبقىٰ وحيدةً بضع لحظات.

حالمَا فتحتُ الباب قابلني ظهـرُ طالبنا المتفوّق، ”آوه، إنّ الطالب النجيب يتغيّب عن حصصه!“ بالنّظر لملامحـه الآن فالأمر يبدو ممتعًا معـه، ”اغربِي عن وجهي تيامو“ ابتسمتُ أقترب من مكانه و جلستُ علىٰ الحافة كما يفعل، ”لن أفعل، باترسون.“ هزّ رأسه للجانبين ثمّ ضحك و لم تغب عن نظري ابتسامته، يريد البقاء وحيدًا و أنا لا أريد تركـه لهذا.

”ماذا الآن؟ ماذا حدث؟“ جذبتُ حجرًا لأبدَأ بحفر حرفي علىٰ الأرضية الصغيرة لكنّي لم أفلح، لماذا لا يجيب هذا الأحمق هنا؟ نظرتُ لوجهه أميل برأسي ليستقيم بجذعه واقفًا، ”كالعادة تيامو، والدِيّ“ همهمتُ و لم أتبعـه عندما سمعت الباب يُغلق.

استنشقتُ الهواء بقوّة أرجع بجسدي للخلف، ”النّاظر سيقتلكِ هذه المرة“ ابتسمتُ ألفّ وجهي حيثما كانَ واقفًا ليذهب هذه المرّة بالفعل، هذا الشاب الرائع..لا يُفترض بهم فعل هذا معه!

لم أعانِ مـن مشاكلٍ عائليّة من قبل و حتىٰ إن حدثت فوالدَيّ يحلّان كل شيءٍ بينهما بهدُوء بدون صراخٍ ولا حتىٰ شتائمًا، و جديًّا لم أسمع أبي يشتم في حياتـه قط..لذلكَ لا أعرفُ شعور آجاكس و مع الذي يحاول التعايش معـه، لكنني أعلم أنّ أبشع شيءٍ في هذا العالم أن يُولد طفل لأبويـن لا يعرفان شيئًا عن المسؤولية، لمريضينِ نفسيينِ سافلين لا يكترثان لأمره!

آجاكـس لم يكن طفل الحيّ الذي أكرهه، و لم يكن ذاك الذي أشفِق عليه، بل كنت أحترمـه فـ فوق كلّ شيءٍ يمرّ به لا يزالُ يفكر بعقلانيّـة و يعتني بنفسـه.

أتمنّىٰ حقًا أن يبقىٰ هكذا دومًا، هادئًا، ذكيًّا و وضيعًا أحيانًا.

لقد اعتنت أمّي بـه كثيرًا في صغيرنا و كانت تراه فتاها الكبير و تهذّبـه، شعرتُ بالغيرة منه ذات مرةٍ و كسرت لـه قدمه، يا إلهي كنتُ حقيرةً جدًا...ولا زلت! ضحكتُ عندما تدفّقت الذكرياتُ قي رأسي و بعثرتُ شعري أجذبه أمام عينيّ، ”لقد كان هذا مُخجلًا.“ صحتُ بكبوتٍ و أرجعت خصلاتي أرتبها، لم أكن خجولة أو شديدة الغيرة في صغري! و لكن اهتمام والدتي بـه جعلني هكذا..

حصل علىٰ منحة بعد ذلك، بفضلِ ذكائـه بالفعل و ساعدته أمي قليلًا في اجراء الأوراق و ما شابه لأدخل أنا بمال والديّ و هو..بذكائـه الحادّ.

و إيّما..صديقة الطفولـة المشاغبة، والداهَا من أصولٍ ألمانية لذلك هي جميـلة جدًا و ذات ملامحٍ رقيقـة، والدتهـا عارضة أزياء مشهورة و والدهـا رجل أعمالٍ جادّ و حازم، لم أقابله سوىٰ مرةٍ واحدة و أقسم أنّ الدماء تجمدت في عروقي!

لكنّه كان وسيمًا للغاية و جذابًا غير أنّه واقع لزوجتـه بشدّة! كانت إيّمـا تروي لي مغامرات والديها في السابق، عندما كنا صغارًا و كانت تفخر بهما و بحبهما..كنتُ أستمع بانصاتٍ بذلك فحسب، فلا شغف لديّ لقصص الحبّ المبجّلة!

إنّها كالتوأمِ لـي غير أنّها أجمل بكثير فـ هي تمتلكُ شعرًا أشقرًا بينما أنا بنيّ و عينانِ خضراون غير أنّ عينايَ زرقاوان، ابتسمتُ مجددًا أشعر بالرياح تصفع وجهي مرارًا.

لديّ حصتان بعد الكيمياء، لحسن الحظّ أنَّ الأخير- ”تيامـو! لغرفة الناظر الآن“ إنّـه العجوز بيرث مجددًا، قلبتُ عيناي بمللٍ لأنهض أنفّض لباسي، ”لماذا لا تغضّ البصر عني هذه المرة؟“ سألتـه عندما كدتُ أعبر الباب مغادرة غير أنّي رجعت خطوتين، ”ما المقابل؟“ سأل لأصفق بيدّي، هذا العجوز يعجبني أحيانًا بصلعته البراقة هذه.

”مشهدٌ مرئيّ لخيانة السيدة مرتِي“ أعترف، أنا حقيرة و وضيعة جدًا، شكرًا! رأيتُ ابتسامـته ترتفعُ ليمدّ كـفه لي ”إن نشرتـه و رآه أحدٌ غيرك و زوجها، سأقتلك..أقسم لك يا بيرث، أقتلك ولا أحد سـ يعثر علىٰ جثتك.“ هزّ رأسه يومئ لأضع القرص الصغير في يده، ”لن أفعل.“ ثمّ رحل يتركني واقفةً في مكاني.

أنا لا أندم علىٰ فضحها، و لن أفعل ذلك مطلقًا، فهي التي استغفلَت زوجها الطيب و لم تحاول إصلاح خطئِها منذ شهران! لماذا أندم؟ لقد فعلتُ عملًا خيريًّا للتوّ!

نزلتُ للأسفل لأرىٰ الممرات خاليـة فالجميع في فصله الآن، إلا الطالبة النجيبة آرس، ماذا أفعل مع هذا الملل؟ تأفأفتُ أنظر في الساعة المعلّقة لأجدها التاسعة و نصف بالضبط..ساعتان و يخرج وارسِي من مدرستـه.

هل أذهب الآن؟ لا، سأبحثُ عن شيءٍ ممتعٍ لأفعـله فحسب.

”ها هي آرس يا معلّم“ قالت الأفعىٰ كريستال حالما رأتني أدخل للفصل لأبتسمَ باتساع في وجهها، هذه الالأفعىٰ السامة ستموت علىٰ يديّ يومًا ما، ”ما الذي آخركِ آرس؟“ سألني يضع نظارته الطبية علىٰ الطاولة لأزمّ شفتي لبرهة، لن أكذب.

”لم أشعر أني بخير لذلك صعدتُ للسطح، تعلم..جدّتي مريضة هذه الأيام، لهذا.“ حسنًا، يمكنني القول أنني نجحتُ بالفعل، هزّ رأسـه متفهمًا و أشار لي بالجلوس بدون تعقيبٍ علىٰ ما قلته.

إنه الافضل بدون منازِعٍ هنا..ليس لأنه لم يعاقبني و لكنـه وسيم، ليس عجوزًا، يفهمنا أحيانًا و الاهم من هذا أنه لا يثقل علينـا كما يفعل المعلمون الآخرون.

دُق الباب فجأةً ليتوقف عن شرحـه و يتجهَ يفتحه، ”إنّـه متأخرٌ بسبب العاصفة، اعتني بـه من أجلي“ سمعتُ ما قالـه المدير لأنني أجلس في المقدمة بجانب آجاكس الذي لم ينظر إلىّ بل لا يزال منغمسًا في دفتره العزيز، أومأ المعلم ليدخل طالبٌ طويل نسبيًا، شعره أشقرٌ بطريقةٍ جذابة و وجهه مألوف بعض الشيء! ”عرّف عن نفسك“.

”أنا غريــڤ غارسيـا، سررتُ بلقائكم“ قال بنبرةٍ سريعـة ثمّ تجاهل الجميع ليتجهَ نحو المقعد الأخير و يجلس، حدّقت فيه بضع لحظات ثمّ نظرتُ لآجاكس الذي قرصني بخفة لأنتبه مع المعلم.

يبدو القادم ممتعًا!

***

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

1.6M 12.9K 31
عشقها المستحيل
1.9M 27K 36
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...
278K 20.9K 48
اثار ::- انزلت من السيارة واني كوا امشي دايخة و وجع مو طبيعي براسي راح هوا الصندوق السيارة نزل جنطتي واجا مهدي ::- يلا تعاي راح يمشي الواحد من البي...