𝐃𝐄𝐉𝐀 𝐕𝐔: 𝐓𝐇𝐄 𝐁𝐑𝐄�...

By readbyrawan

674 66 85

❞كُل الأشياء التي فعلتها فقط من أجل أن تكون مِلكي.❝ - إينهايپن. بُدِأت: ١٥ أكتوبر ٢٠٢٢ أُكمِلَت: - لا يُسمَح... More

مُقَدِمَة.
المُقابلة الأولى: خائن ↞ لي هيسونج.

المُقابلة الثانية: نادِ اسمي ↞ پارك چونجسونج.

178 23 42
By readbyrawan

”يا إلهي ، إن هذا سيكون في غاية الإحراج.“

تمتمت لونا واطلقت زفيرًا مُحاولة تهدئة أعصابها التي كانت على وشك الانفلات ، كانت يداها مُتعرقة من القلق وبدا على وجهها الاضطراب. فهي في موقف لا تُحسد عليه ، ستُقابل حبيبُها الأسبق الذي تركته مُنذ ستة أشهُر وصنعت إنجازًا بتجنبه ، ولكن اليوم ستُوضع نهاية لإنجازها هذا. كانت ترتدي چینز أزرق مع قميص بنفسجي اللون وقد عقدت مُقدمته بعُقدة لطيفة أضافت مظهرًا له ، كان شعرها الأسود الناعم مُنساب حتى خصرها في خُصلات مموجة ، وزينت وجهها بمساحيق تجميل خفيفة اعطتها مظهرًا طبيعيًا.

تأكدت من أن مظهرها لائق وملابسها مُهندمة وشعرها مُرتب جيدًا واخذت نفسًا عميقًا ودخلت من الباب وهي تحمل رأسها عاليًا. رأته يجلس على كُرسي وكان القلق مرسومًا على وجهه ، عينيه تجول في المكان ترفض أن تُصادف عيناها ، إذن كان يعلم أنها قد حضرت. كان يرتدي بنطالًا أسود مع قميص من نفس اللون ، وفوقه ارتدى سُترة بليزر لوزية اللون ، كان شعره الأسود مُرتبًا بعناية ، لم يكُن يُخبئ جبهته ، وقد زينت وجهه نظارة طبية لم تعلم هي مُنذ متى قد بدأ في ارتدائها.

”مرحبًا ، چاي.“ حيته لونا في استحياء وجلست في المقعد المجاور له.

”مرحبًا.“ قالها چاي باقتضاب ليُخفي خلفه دقات قلبه المُرتفعة وأيضًا قلقه الذي زاد عندما جلست بجواره.

شعرت بالحُزن بعض الشيء من لهجته المُعادية ، ولكنها لن تلومه ، فهي مُتأكدة أنها قد جُرِح عندما تركته هكذا واختفت ، كما أنها بالتأكيد قد جرحت كبريائه أيضًا ، كانت ستشعر بالشيء مثله إذا كانت بمكانه. ولكنه كان رُغمًا عنها ، فهي أسيرة لنفسها الأمَّارة بالسوء.

”حسنًا ، بما أنكُم هنا أخيرًا يا رفاق ، سنستعد للمُقابلة.“ قال المُخرج ونظر إليه چاي وكأنه يطلُب قول شيئًا ما.

”اعذرني ، ولكن لماذا أتيت إلى هُنا؟“ تساءل چاي ونظرت له لونا وكأنه له رأسان.

”ماذا؟ ظننتُ أنك من طلبت منهم إحضاري؟“ قالت لونا بعدم فهم وكأنها تحاول حل لُغز ما ، مما جعل چاي يلتفت لها ويرفع حاجبيه.

”لقد أخبروني أنكِ من طلبتي إحضاري إلى هُنا.“ أجابها چاي وكاد أن يسقط فكها أرضًا مما تسمعه ، التفتت إلى المُخرج ولكنه لم يُعيرها اهتمامًا ثُم أضاء الزر الأحمر مُعلنًا أنهُم سيبدأون التسجيل.

”تبدين جميلة للغاية.“

التفتت لونا إلى چاي الذي كان عاقدًا ذراعيه أمام صدره ووجهه مُتخشبًا ولكن بالرغم من هذا فإن بعض التُراب الوردي كان يُغطي وجنتيه برقة مما جعل قلب الفتاة ينبُض بقوة في قفصها الصدري وانعقد لسانها حتى أنها لم تتمكن من شُكره على الأقل.

”سنبدأ الآن!“ أذاع المُخرج مما جعل الاثنان يلتفتان إلى الكاميرا. ”عرفوا أنفسكُم.“ قال المُخرج لينظُرا إلى بعضهم أولًا كأنهُما يخوضان حديثًا بأعيُنهما ثم التفتا إلى عدسة الكاميرا.

”مرحبًا ، أنا كانج لونا.“ قالت لونا وهي تلوح بإبتسامة بسيطة على وجهها.

”مرحبًا ، وأنا پارك چاي.“ قال چاي وفعل مثلما فعلت لونا وبدأت رجليه في الاهتزاز دليلًا على توتره.

متى وكيف تقابلتُما؟

كان السؤال موضوع على لوحة خشبية بيضاء اللون ، قرأ الاثنان السؤال بأعيُنهما وبدون سابق إنذار بدأ چاي في التحدُث على الفور.

”كان هذا في الحادي عشر من نوڤمبر ، في مكتبة في وسط المدينة ، كانت تلك المرة الأولى لدخولي مكتبة ما ، كُنت أريد أن أبدأ في قراءة الكُتب ولكنني لم أعرف من أين بالضبط... إلا عندما رأيتُها ، كانت تُحاول جلب كتابٍ عن الأساطير الإغريقية من الرف الأعلى ، وبدلًا من أن تسأل أحدُهم لجلبه لها ، ظنت أنه من الأفضل أن تقفز مرارًا وتكرارًا وتجلب الكتاب بنفسها.“ قال چاي وعلى وجهه ابتسامة واسعة ونقل عينيه إلى لونا التي توردت وجنتيها خجلًا ولكنها اهزَّت رأسها بالرفض.

”كان هذا فقط لأن أمين المكتبة نائمًا ولم أُريد أن أيقظه بدا مُتعبًا!“ دافعت لونا عن نفسها سريعًا واومئ چاي يوافقها الرأي وكأنه مُقتنعًا بما تقوله. ”على أي حال ، فعل چاي الحركة المُبتذلة أنه يأتي من خلفي ويُعطني الكتاب لأنه كان أطول قامة ، بعدها—“

”مهلًا مهلًا! ماذا كان انطباعك الأول عني؟“ قاطعها چاي وهو ينظُر لها بحيرة لتبتسم هي.

”أنك وسيم ومُهذب للغاية.“ أجابته لونا ليتورد هو خجلًا وأغمض عينيه مُستمتعًا بإجابتها.

”آه ، أنتِ جيدة حقًا.“ قال چاي بصوتٍ خافت ثم نظرت إليه وعقدت حاجبيها بلطافة.

”لم تُخبرني ما إنطباعك عني؟“

”سأترُك هذا إلى لاحقًا.“

رمقته لونا بنظرة مُنزعجة وأكملت ما كانت تتحدث عنه. ”أعطاني الكتاب وشكرته ، تركته لبعض اللحظات ثُم رأيت كيف كان يقف تائهًا بين الكُتب وبدا لي وكأنه على وشك الانهيار.“ قهقهت لونا وتذكرت كيف كان يقف مُترددًا في ممر الكُتب.

”لا تتنمري عليّ هكذا! فأنا وقتها كُنتُ لستُ شغوفًا بالقراءة!“ صاح چاي مُدافعًا عن نفسه مما جعل الأُخرى تبتسم على لطافته تلك ، لا يزال يعرف كيف يخطف اهتمامها.

”هذا ليس تنمرًا ، چونجسونج. حسنًا ، بعد هذا قررت أن أكون لطيفة وأعرض عليه المُساعدة ، ودعني أُخبرك كم كان سعيدًا عندما أعطيته بعض اقتراحات الكُتب الذي ستعجبه.“ قالت لونا ليبتسم چاي بخفة.

”كُنت منبهرًا بكِ للغاية ، سأعترف بهذا ، وأيضًا وجدتُك أكثر جاذبية ووداعة ، هذا كان انطباعي الأول عنكِ بالمُناسبة.“ أعترف چاي.

نظرت له لونا بعينين لامعتين وهي ترى كيف تعمقت غمازاتيه كُلما ابتسم بقوة أكثر ، كانت تُحب غمازاتيه اللطيفتين وكيف كانتا زينة لوجهه الجذاب. لاحظت أنها سكتت لفترة ما ثُم أكمل چاي حديثُها.

”واخيرًا اقتنصت الفُرصة وطلبت رقم هاتفها حتى أُحدثها وقتما احتجتُ إلى بعض اقتراحات الكُتب.“ قال چاي لتبتسم له لونا بشر قائلة.

”كان يبدو ليّ أنك تُريد رقم هاتفي بأي طريقة ، كُنت تتحجج فقط في أنك تُريده لاقترح عليك الكُتب.“

تورد چاي للمرة المليون في نفس اللحظات ولم يُجيبها وفضل أن يكتم خجله بدلًا من أن يعترف أنها كانت مُحقة وأنه لم يُريدها أن تضيع منه بعدما يخرُج من المكتبة.

كيف ومتى اصبحتُما ثُنائيًا؟


نظرت لونا إلى چاي لتجد أنه لا يزال يحاول التعافي من ردها الأخير ، لذا تبسمت وقررت أن تحمل إجابة هذا السؤال على عاتقها.

”كان هذا بعد أخذه رقم هاتفي ، عرض عليّ أن يأخُذني في موعد وذهبنا معًا إلى مطعم فاخر مما جعلني أنبهر به أكثر وتعرفت عليه أكثر ، وبعد أربعة مواعيد أُخرى ، انتهى الأمر بأنه طلب مني أن أكون حبيبته ، لقد عرض عليّ بطريقة مُبهرة ، ألا ترغب في قول ماذا فعلت في هذا الموعد ، چاي؟“ قالت لونا ونظر چاي أرضًا وابتسم عندما بدأت ذكراه المُفضلة أن تُعرض في ذهنه.

”لقد اشتريتُ كتابًا ، قصقصتُ بعض الأوراق به على شكل مُربع ، قبلُها جففت بعض الزهور به ، لذا عندما اعطيتُها الكتاب واخبرتُها أن تفتحه على فصلها المُفضل ، قرأت ما كتبته وكان ’أتودين أن تكوني ليلي لأطلس خاصتي؟‘ وجففتُ لها زهرتها المُفضلة الأقحوان ووضعتها أسفل الصفحة. وافقت ولكني تلقيتُ بعض الضربات العنيفة بعدها.“ قال چاي وفرك ظهره عندما تذكر كيف لكمته لونا.

”هذا لأنك أفسدت الكتاب! ألا تعلم رؤيتي شيئًا كهذا كيف يجعلني؟ وددتُ أن أصرُخ وأضربك بالكتاب إلى ما لا نهاية.“ قالت لونا وضحكت ثم نظرت إليه خجلًا. ”ولكنني سامحتُك للطافتك عندما وافقت على عرضك.“ اكملت مما جعل چاي يبتسم وختمت بقولها. ”كان هذا في الثاني والعشرون من نوڤمبر.“

صفا علاقتكما.

سكتت لونا وكأنها لم تعرف ماذا تقول ، كان هذا يجعل قلبها يعتصر ألمًا كُلما تذكرت كيف كانت علاقتهما ، ولكنها ستتحمل ألمها وتُجيب لأن هذا أقل ما تستحقه.

”آه... لا أعرف كيف أوصفها ، لقد كانت تختلف من حين لآخر ، صحيح؟“ قالت لونا لتنظر لچاي الذي كان يُبادلها النظرات ولكن نظراته كانت أقوى وبدت هجومية بعض الشيء وكأنه لا يصدقها.

”كانت كتلك التي تقرأها في الروايات وتُشاهدها على التلفاز.“ قال چاي باقتضاب لتشعُر الفتاة أنها أفسدت المُتعة والمرح الذي كان يتحدث بهما منذ دقائق لذا عملت سريعًا على إصلاح هذا.

”كنا في بعض الأوقات نتصرف كثُنائي قديم متزوج ، وفي بعض الأحيان نتصرف وكأننا أفضل أصدقاء ، وفي أوقاتٍ أُخرى كأشقاء ، وعندما نتشاجر نتصرف كالأعداء.“ أجابت لونا ورمقته سريعًا حتى تتأكد مما فعلت.

نظر لها چاي وبدا وكأنه متردد بعض الشيء ، هو لم يعُد يفهمها مُنذ وقتٍ طويل ، مُنذ أن قررت أن تنفصل عنه. لذا كان يستعجب طريقتها في أنها تحاول جعل أجواء المُقابلة لطيفة ، كان يظن أنها ستكون مليئة بالحرج وعدم الراحة ، ولكن الاثنان اندمجا سوا بتناغم رائع كما لم أنهم لم ينفصلوا من الأساس. لاحظ چاي كيف كانت حبيبته السابقة تنظر له وتنتظر منه إجابة ، اكتفى فقط بإعطاء إيمائة يوافقها رأيها ، يريد أن يتخطى السؤال.

ما هي ذكراكُم المُفضلة؟

التفتت لونا إلى چاي الذي بدا وكأنه يعرف الإجابة لهذا السؤال ، وقبل أن تتفوه لونا بالإجابة ، سبقها چاي وأجاب هو.

”أخذتُها في موعد بعد أن أصبحنا ثنُائي ، أخبرتني أنها لم تذهب إلى الملاهي قط ، لذا أخذتُها إلى هُناك ، لقد تحولت كالطفلة الصغيرة وكانت مُفعمة بالطاقة ، بدت ليّ أنها سعيدة وتقضي وقتًا رائعًا.“ قال چاي وعلى وجهه شبح ابتسامة.

”لا يُمكنك لومي ، فلقد كبرتُ في مدينة لا تحتوي على مدينة ملاهي كتلك التي أراها في التلفاز ، لذا عندما رأيتُ واحدة وعلمت أنني سأذهب إلى هُناك ، الطفلة التي بداخلي هي من ظهرت في هذا الوقت.“ أجابته لونا وابتسمت عندما تذكرت موعدها المُفضل.

”لقد أكلتي كثيرًا من الحلوى يومُها ، لونا.“ قال چاي تأففت لونا من رده هذا.

”أنت تحظى بالمرح ، لذا لما لا نأكُل الحلويات كما نُحب ، جَدي؟“ قالت لونا ليشهق چاي من مُنادتها له بالجد.

”جدي؟! هل فقدتي عقلك!“ صاح چاي بها لتضحك لونا بصوتٍ عالٍ وتُشير إلى الكاميرا مُلوحة بقوة.

”السؤال التالي ، من فضلك!“

ما هو أكثر شيء أحببتُموه في بعضكما البعض؟

أطلقت لونا نفسًا طويلًا وارتسمت البسمة على شفتيها وهي تنقل عينيها إلى الشاب الجالس بجانبها.

”أقسم أن لدي قائمة لا تنتهي من الأشياء التي أحبُها بك.“ قالت لونا وعقدت ذراعيها أمامها.

شعر چاي بإحمرار يَسري في وجنتيه من كلامها بالإضافة إلى عدم استخدامها فعل ماضٍ واستخدمت فعل مُضارع، هل هذا يعني أنها لازالت تحبه؟ نظر چاي إليها مُترقبًا يُريد أن يعرف كلماتُها التالية.

”أحب صبره للغاية ، لديه صبر لا نهاية له ، أعترف أنني في بعض الأوقات أفعل أشياء غبية ولكنه لا يدع هذا يؤثر علينا ، خاصة عندما نتشاجر ، فأنه يدعني أصبُ غضبي كله فوق رأسه ثم يتركني لأهدئ قليلًا ثم نتحدث بعقلانية أكثر.“ أجابت لونا وهي تنظُر إلى چاي الذي كان لديه شبح ابتسامة على وجهه.

”أنتِ حقًا عنيدة ، لن أكذب في بعض الأوقات أردتُ أم أصرُخ بكِ ولكني تمالكت نفسي لأنني أعلم أنكِ لا تقصدين أي مما تتفوهين به.“ قال چاي واومئ رأسه ليُثبت كلامه مما جعل الأُخرى تضحك بخجل.

”حسنًا لندع هذا. شيء آخر احبه به هو نضجه وعقلانيته ، بالرغم من أنني أكبره بعشرة أشهُر—“

”لا تقولي هذا! لقد وعدتيني أنكِ لن تذكُري هذا أبدًا!“ صاح چاي الذي تورد جسده بأكمله خجلًا عندما ذكرت لونا أنها كانت تكبُره.

”هذا شيء لا خجل منه ، چونجسونج ، بدلًا من شعورك بالخجل أشعُر بالفخر أنك تمكنت من إيقاعي بحبُك وأنا رأيت كُل من هُم أصغر مني سنًا أطفال.“ مازحته لونا مما جعله يضحك بسُخرية ويتذمر كطفل في الثالثة من عمره.

”هاهاها ، مُضحك للغاية.“

”على أي حال ، أكثر شيء أحب چاي لأجله كيف يعتني ويبقيني راسخة ، لقد مررتُ بأشياء جعلتني أفقد شغفي بكُل شيء ، أشياء جعلتني اتسائل لماذا أنا على قيد الحياة ، وبالرغم من كل هذه الكآبات كان لا وجود لها عند وجودك ، چاي ، تقرأني ككتاب مفتوح وتعرف ماذا بي دون أن أتحدث. جعلتني سعيدة وبأبسط الأشياء.“ قالت لونا وعيناها مُعلقة بچاي لم تتجرأ حتى أن تومض عينيها.

كان چاي مشاعره تفيض ، أحس بالدموع تتغلل بعينيه ولكنه أغمض عينيه مُحاولًا ألا يسيلان على وجنتيه المتوردتين. لا يعرف إذا كان يجب أن يجيب عليها أم لا ، لأن كلامها أوجعه أيضًا ، كيف أحبت كل هذا به واختارت أن تتركه؟

”شُكرًا ، لونا ، أُقدر كلماتك تلك.“ أجاب چاي ببرود وجعل الغضب يُسيطر عليه. وقلة كلامه وضعف رم فعله جعلت لونا تحزن وتستاء بقوة. عندما رآها هكذا تقلص قلبه بألم وود لو تراجع عن كلماته القاسية ، لا يعرف لماذا جعل غضبه يتملك منه هكذا ، ربما أراد أن يوجعها مثلما فعلت هي.

”أنا أُحب في لونا أشياء كثيرة ، أُحب شغفها لما تُحب ، أُحب حماسها عندما تُثرثر عن روايتها المُفضلة التي انتهت من قراءتها أو عندما ترى فيلمًا أو مُسلسلًا أثار فضولها وانصدمت من حبكته ، أُحب كيف تجعلني على قدماي لأنها أكثر الإنطوائيين إنطلاقًا. أُحب ابتسامتها عندما أُوبخها لأنها لمست حيوانًا مُتشردًا ، كنت أخشى أن يكون الحيوان مُصابًا بمرضٍ ما فيُصيبها. أُحب حُبها لي وكيف تُظهره بخجل ، أُحب عندما تحمَّر غضبًا بسبب فتاة أُخرى تتغزل بي أو شخص ما أهانني.“

سكت چاي بُرهة ورفض أن يُقابل عينيها وقد لاحظ من طرف عينيه كيف كانت دموعها تسيل على وجهها وأكمل مُبتسمًا.

”ولكن أكثر شيء أُحبها لأجله ، هو تسللُها كأشعة شمس ساطعة لتُنير حياتي بعد إعصارٍ أفسد راحتي ، أتت كشمس جميلة تطرُد غيومي الكئيبة بعيدًا عني لتُشرق يومي فقط بابتسامتها اللامعة التي أُقسم أنها لم تفشل بجعل قلبي يخفق في كُل مرة تبتسم بها.“

انتهى چاي من حديثه الذي جعل لونا تبكي نهرًا من عذوبة كلماته وجمالها ، حاولت السيطرة على نفسها ونظر چاي إليها أخيرًا مُعتذرًا واخرج منديلًا واعطاه لها لكي تمسح دموعها. اخذته منه شاكرة وكُلما مسحت عينيها من الدموع ، انزلقت دموع جديدة من عينيها بسبب صوته الذي تردد في أُذنها.

”أُراهن أن روحك التنافُسية مُستمتعة بما فعلته الآن.“ تنفست لونا وابتسم چاي بهدوء وهو يومئ رأسه بالرفض ، لا زال يؤلمه رؤيتها تبكي ، لا يهتم إذا كانت هذه الدموع بسبب الفرح أو الحزن ، كان يكره عندما تبكي.

”توقفي عن البُكاء رجاءًا.“ قال بصوتٍ مُتألم لتتنهد وتتمالك نفسها رُغمًا عنها.

ما هو أكثر شيء كرهتموه في بعضكما البعض؟

”سأل سؤالًا كهذا بعد وصف ما أحببناه في بعضنا سيُشعل النيران مُجددًا.“ قهقهت لونا ونظر چاي إليها وهو يعضُ على لسانه حتى لا يقول شيئًا يندم عليه لاحقًا.

”ابدأي أنتِ أولًا.“ اقترح چاي لتنظُر لها لونا مُتفاجئة وتتمعن في ملامح وجهه. لم تفهم ماذا كان يقصد بكلماته ولا بماذا يرمي ، لذا كان عليها مواكبة أمواجه ليس أكثر.

”مُميزات چاي جعلت عيوبه غير مرئية ، عصبيته على سبيل المثال ، بالرغم من أنه لديه معضلة بالتحكُم بمشاعره ولكنه كان يعرف كيف يُسيطر عليها حولي حتى لا يؤذني.“ قالت لونا مُتأثرة وهي تنظُر إلى قدميها وقهقت ثم أكملت. ”كان غيورًا جدًا في بعض الأحيان.“

”أنتِ جميلة للغاية ، لدي الحق لأكون غيورًا.“ قالها چاي وكأنها حقيقة واقعية معلومة ، مما جعل هذا لونا تتورد خجلًا وتتجنب النظر إليه وحمحمت وكأنه لم يقل شيئًا.

”حسنًا ، أعتقد أن هذا كان الشيء الوحيد الذي يُعتبر العيب الوحيد في چاي ، كما قُلت سابقًا إن صفاته الحسنة طغت على عيوبه وجعلتها غير مرئية.“ قالت لونا واومئ چاي رأسه مُتفاجئ من ردها ولكنه كان سعيدًا بعض الشيء ، التفتت له لونا بإبتسامة هادئة وقالت. ”دورُك.“

”لا أعتقد أنكِ ستتحملين أن انتقدُك ، فعندما فعلت ذلك بك في أي وقت كُنتِ تُعامليني بالصمت وكأنني لستُ موجودًا.“ قال چاي وأمال رأسه للجانب كأنه يشُك إذا ما كان يجب أن يقول ما أتى لأجله أم لا.

”لقد نضجتُ ، أنا لن أغضب.“ أجابت لونا بنبرة صارمة ولكن چاي نظر لها بشك وبإبتسامة مُريبة على وجهه. ”ماذا؟! أعدُك أنني لن أغضب!“ ضحكت لونا ورفع چاي كتفيه بقلة حيلة وهو ينوي أن يقول ما كان يكتمه بداخله.

”حسنًا ، لا تلوميني لأنني كُنت ’لئيمًا‘ معك.“ قال چاي ورجع للخلف وهو يأخُذ نفس عميق ثُم نظر إلى الكاميرا.

”أكثر شيء كرهته بـ لونا صمتها... كانت دائمًا ما تكبت مشاعرها وتحبسها بداخلها ، ترفض الإفصاح عنها حتى وإن حاولتُ جاهدًا أن أجعلها تتحدث وأفهم ما بها ، ولكن كان هذا بلا فائدة. كانت دائمًا تختار أن تظل صامتة وتُعاني وحيدة ، تترّك نفسها لعقلها يُحلل على طريقتها كُل شيء ، يجعلها ترى الحياة بشكل سوداوي وكأنها خُلقت لتُعاني فقط ، تُحبط نفسها ، تُحطم ثقتها بنفسها وكُل من يُحيطها ، تشُك بحُب كُل شخص مُقرب إليها فقط لأنها اختارت أن تُعاني في صمت دون أن تتجرأ وتُفصح عما بها لإيجاد حلًا ، كانت تتحول إلى شخص مؤذٍ سامٍ ، دائمًا تهرب من المواجهة ، كانت جبانة خائفة.“

كان چاي مكبوتًا ، لقد انفجر بها أخيرًا ، أعترف وواجهها بعيوبها التي كانت سببًا في ضياعها منه ، خسرها فقط لأنها كانت تخشى من أتفه الأسباب وتترُك نفسها لعقلها. رمق لونا وكانت نظرته قاسية ، ولكن لم تخلى نظرته من العتاب ، كانت عيونه تقول أكثر مما قال ، كان يُريد أن يجرحها كما فعلت به ، ولكن في نفس الوقت كان يشعُر بالسوء حيال كلماته. فكان نقدها له وديعًا ، وقالت أنه تغاضت عن عيوبه فقط لأن مُميزاته كانت أكثر بكثير ، ولكن مُجددًا... لماذا تركته إذن؟

كانت عينا لونا تفيض بالدموع ، لقد كانت كلماته بمثابة الصفعة على وجهها ، كأنه أيقظ شيئًا ما بداخلها ، لقد جرحها للغاية ، إن كانت قد آلمته مرة ، فقد آلامها أضعافًا. ينعتها بكُل تلك الصفات؟ ينظُر إليها وكأنها عدوًا له؟ هي تعلم أنه لم يكذب في أي كلمة وكان معه حق ، فقط طريقة إلقائه وحديثه آلامها ، لنكُن صريحين لن يُحب أحد أن يُقال عنه هذا ويُواجَه بعيوبه. وكان هذا مثلما في حال لونا.

”لقد أخبرتُك أنكِ لن تُحبين ما سأقول...“ قال چاي كاسرًا حاجِز الصمت ، ولكن لونا تجاهلته وكفكفت دموعها وأشارت ليعطوها السؤال التالي ، كانت تُريد أن تنتهي تلك المُقابلة بأسرع ما يُمكِن ، هي لن تتحمل أي كلمة قاسية أُخرى من الرجُل الذي تعشقه من كُل قلبها.

لماذا أنفصلتُما؟

توقفت أنفاس لونا في حلقها ، رُبما توقعته ولكن ليس مُباشرة بعد أن أهانها چاي بشكل مُحرِج هكذا ، ظلت صامتة ولاحظ چاي هذا ، نظر لها ولاحظ الدموع التي لازالت تتساقط على وجنتيها ، شعر بالأسف تجاه ما فعله بها ، رُبما لم يجب أن يُعنفها بقسوة هكذا ، لقد أثبتت كلامها ، إن غضبه تمكن منه ولهذا اضطربت مشاعره عندما أُتيحت له الفُرصة.

”هل تودين أن أُخبرهم أم تودين أن تفعليها أنتِ؟“ قال چاي وشعرت بالسُخرية في نبرة صوته ، نظرت له لونا وهي تبكي بصمت ، كانت عيناها حمراء كالدم وشفتيها مُنتفخة. طال صمتها وأخذ چاي على عاتقه أن يتحدث هو.

”لقد أخبرتني من اللاشيء أنها تُريد أن ننفصل ، هي حتى لم تنتظر ردي ، حاولت أن أفهم ماذا فعلت لجعلها تنفصل عني بلا سبب ، لقد حذفتني من حياتها كُليًا ، حظرت رقمي ومن جميع حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي ، غيرت رقم هاتفها ، وعندما ذهبت حتى أفهم منها ماذا يحدث ، لم تُعيرُني أي انتباه وتجنبتني. اختفت لمُدة ستة أشهُر لا أعرف عنها شيء ، أنها المرة الأولى أراها اليوم مُنذ ما حدث.“

بكت لونا بكثرة أكثر من ذي قبل ، ولكنها ظلت مُتمسكة صامتة ، بدا في صوت چاي الألم الذي تسببت به. كانت تبكي هذه المرة من الندم الذي تشعُر به ، أذته وهي لم تُريد ، ظنت أن بموافقتها على الحضور اليوم ستستطيع أن تراه أخيرًا وتتحدث معه وتتصرف بطبيعتها ، ولكنها فوجِئت برد فعله ، لم تُفكِر بالأذى والغضب الذي يشعُر به چاي والتي هي كانت السبب فيه ، ولكنها كانت مُتعبة من الهرب ، لم تُريد أن تتجنبه إلى الأبد ، أرادت فقط أن يستقبلها بصدر رحب ، ولكنها تقرأ روايات رومانسية مُبتذلة لتتصور أن هذا سيحدُث في الواقع.

كان چاي ينظُر إليها وقلبه يعتصر ألمًا ، ولكنه أيضًا كان يبكي من الداخل ، الدموع تغلغلت في عينيه رفض أن تسقط لتفضح ما يكتمه ، الحُب والشوق الذي شعر بهما كادا أن يتمكنان منه ، ولكن ما الهدف من كُل هذا إذا دعهم يظهروا؟ لا شيء.

”لونا ، أتحتاجين إلى استراحة؟“ سأل المُخرج والشفقة واضحة في صوته ، ولكن لونا أبت أن تظهر كالضعيفة بالرغم من دموعها المُتساقطة التي أظهرت هشاشيتُها. اومئت رأسها بالرفض مُتتالية ليتنهد الرجُل ويعرض السؤال التالي.

ما مدى سوء تأثير هذا عليكُم؟

لم ينتهِ چاي قراءة السؤال عندما سبقته لونا قائلة.

”لقد حطمني.“

التقت عيناها بچاي الذي نظر لها غير مُصدقًا إن فمها تفوه بهذه الكلمات ، شعر بغضبه يشتعل بداخله مُجددًا بمُجرد سمعاها. أي حق لديها لتشعُر بهذا؟! هل تُحاول أن تكتسب شفقة؟! ما اللُعبة التي تلعبها؟ وكيف تتجرأ أن تقول هذا وهي التي تركته في الأساس! أي سبب لديها لتشعُر بهذا؟!

”أي حِطام تتحدثين عنه؟! أنتِ من تركتني واختفت وكأنني لا شيء! توقفي عن ألعايبك تلك لونا! إنها لن تجدي نفعًا معي.“ صرخ چاي بوجهها وقد وقف على قدميه ووجهه يشتعل بحُمرَّة الغضب وأكمل.

”هل تودين أن تتحدثين عن الحِطام؟! اسمعيني إذن! هل تعرفين كم ليلة خلدتُ للنوم من كثرة البُكاء؟! هل تعرفين كم مرة ألقيت اللوم على نفسي مُصدقًا أنني من دفعتُك لتركي هكذا؟! هل تعرفين كم قسوت على نفسي مُصدقًا أنني أضعتُك؟! هل تعرفين كم ليلة استيقظت من نومي أصرُخ بإسمُك وأبكي فقط لأنني اشتقت إليكِ؟! لقد توقفت حياتي بأكملها ، شعرت أنني لن أخطو خطوة إلى الأمام مُجددًا ، شعرت أن الوقت تجمَّد ولا يشفي جروحي التي أنتِ السبب بها!“

سكت چاي وقد صب مشاعره كُلها في وجهها ، لقد أطلق ما كان يكبتُه بداخله مُنذ أن تركته ، ترك دموعه تسيل على وجنتيه ، ترك غضبه يسيطر عليه ، ترك العنان لنفسه المُنكسرة التي عانت كثيرًا خلال الأشهُر الماضية ، أخيرًا أطلق الظلام الذي كسا جسده من الداخل للخارج في وجه حبيبته التي كانت السبب في وصوله لتلك الحالة. إنها أنانية ، هكذا كان يُفكِر چاي ، هي لم ولن تُعاني مثلما عانى هو ، لقد تركته بطريقة تُثير شفقة أي شخص يعرف ما حدث ، حطمت قلبه وثقته بنفسه وكبريائه ، والأسوء أنه بالرغم من كُل ما فعلته ، لا زال قلبه ينزف بحُبها.

نظر لها چاي وقد أغرقت الدموع وجهه كانت الآن تبكي أكثر من ذي قبل ، ولكن دموعها كانت بسبب شعورها بالذنب مما فعلته ، شعرت بالخجل أنها كانت تبكي أمامه وهو من كام يتألم بحق. قال چاي بصوتٍ ضعيفٍ.

”إذا لم تمُري بكُل هذا ، لا تتجرأين على التفوه بكم أنتِ حُطمتي بتركك ليّ.“

كانت لونا تشعُر بالخزي ، هي لم تأذِ أحد من قبل ، وأول من أذته كان أكثر شخص أحبها من كُل قلبه وجعل منها عالمه بأكمله ، لقد حرقت عالمه وجردته من ملجأه الآمن والقته في شتاءٍ بارد ضعيفًا وهشًا. طعنته في قلبه واعتصرته لينزف هو بلا توقف ، وهي واقفة الآن تراه لا يزال ينزف ، لم تشف جروحه أبدًا ، لم يتوقف عن النزيف من الأساس مُنذ أن تركته ، لم تستطع أن تُصدق أنها فعلت هذا بأكثر شخص أحبته.

استعادة رابطة جأشها وجففت دموعها في كُم قميصها واستشنقت بعُمق. ”رُبما لم أُعانِ مثلك ، ولكنني عانيتُ بسببًا مُختلفًا ، الندم.“ قالت وقد هدأ صوتها بعض الشيء ، نظر لها ولم يتفهم ماذا كانت تعني لذا أكملت.

”لقد كبرت في أُسرة كانت تظُن حتى أنه كثيرًا عليّ أن أحظى بطعام ، كان يُعطى لأشقائي ليسدوا جوعهم وأبقى أنا أتألم جوعًا. كبرت مُظنة أن كُل شيء كثيرًا علي ولا أستحقه ، وأنت كُنت أكبر تضحياتي ، چاي. أحببتني أكثر مما ينبغي ، جعلتني أرى العالم برؤية أفضل ، كُنت تعتني بيّ ، كنت دائمًا بجانبي في كُل محطة مُهمة بحياتي ، كنت تحتفل بإنجازاتي وكأنها إنجازاتك ، كنت تُطمئني وتأخُذني بين ذراعيك ، تُخبرني أنك بجانبي وأنك لن تدع شيئًا يمسني بسوء ، ستموت لأجلي ، كُنت مُستعدًا لفعل أي شيء لأجلي. هذا كُله... كان كثيرًا عليّ.“

صمتت بُرهة وكانت دموعها تسيل على وجهها بصمت ، حاولت ألا تنهار مُجددًا وكان صعبًا مع كُل لحظة تمُر ، خصيصًا وأن چاي كان يبكي بقوة أمامها ولكنها رفضت أن تُقابل عينيه وأكملت وقلبها ينكسر أكثر وأكثر.

”لم أر نفسي استحقك ، كُنت تستحق فتاة أفضل مني لتُعطيها هذا كله ، لم أُصدق أنني جديرة بهذا ، أنت أفضل رجُل خُلِق على الأرض ، كيف انتهى بك المطاف مع أمرأة مُثيرة للشفقة مثلي؟ لم استحقك أبدًا ، وتركتُك وظننت أنك لن تُعاني بعدما أخرج من حياتك ، أردتُ أن أُحررك لتعيش حياة أفضل من فتاة تستحقك ، قوية ، ليست مُنكسرة مثلي. لقد كُنت كثيرًا عليّ چاي ، ضحيتُ بأنانية ولم أُفكِر بك بعقلانية أكثر ، تركت عقلي يتحكم بي وتجاهلت نداء قلبي الذي كان يتعلق بقشة حُبك ، كسرت قلبي وقلبك فقط لأنني تركت وساوسي تتمكن مني. أنا آسفة ، پولاريس ، أعلم أن أسفي لن يُصلِح ما أفسدتهُ بك ، ولكن هذا كُل ما أملُكه الآن.“

انتهت من كلامها وكانت قد أنهارت ، لم يهتم چاي بما قال ووقع على رُكبتيه أمامها وضمَّها إليه بقوة. كان الاثنان مُنكسران للغاية ، كُلٌ منهُم مُنذ الإنفصال يُعانوا وكُلُ خواطره مُختلفة ومُتضاربة. لونا صدقت أن چاي لن يُعاني إذا هجرته وأن هذا الأفضل له ، وچاي ظن أنها فعلت هذا لأنها توقفت عن حُبها له ثُم لأنها وجدت من هو أفضل منه ، وكان هذا التفكير يجعله يشتعل من الغيرة. كانا مُجرد طفلين لم يقدروا على الحُب وآلامه.

”كان عليكِ أن تُخبريني ، أورسا.“ قال چاي بحنان لتتشبث به لونا وتبكي أكثر عندما سمعت لقبه المُفضل لها. ”لقد وعدتُك أنني لن ادع اي شيء يمسك بسوء طالما حييت ، حتى وإن كان ذلك الشيء هو عقلك القاسي ، كُنت لأُطارِد هذه الأفكار حتى تترُك حبيبتي وتعش بسعادة معي.“ تنفس چاي وشعر كأنه يستطيع التنفس مُجددًا عندما شعر بها تختبئ بين ذراعيه أكثر.

ظلا هكذا لِمَ يقرُب العشر دقائق ، لم تتحدث لونا بهم ولو لمرة ، أرادت أن تبقى بين ذراعي چاي للأبد ولا تخرُج منهما ، لم تُريد أن تواجه العالم الخارجي ، طالما كان هو معها ، لا تُريد أي شيء من الحياة.

”هل أنتُما بخير يا رفاق؟ لا يزال أمامنا سؤالين آخرين.“ قال المُخرج وحاول چاي أن يبتعد ولكن لونا قبضت عليه بقوة.

”لونا ، علينا أن نُكمِل البرنامج.“ قال چاي برفق وهو يُمشِط شعرها الناعم بأصابعه وهو يعلم كم تُهدئها هذه الحركة.

ابتعدت لونا عن چاي ببُطء وهي تنظُر له بعينين مُنتفختين من كثرة البُكاء ، وبسُرعة قام بكفكفة دموعها من على وجهها بنفسه ، ابتسم لها وعينيه مُمتلئتان بالحُب.

”لا زالتي تملُكين أجمل وجه بعد البُكاء.“ مازحها چاي لتضحك هي وتذكرت كيف كان يُخبرها أنه يكره عندما يراها تبكي ، ولكن وجهها بعد البُكاء جميلًا للغاية ، خاصة أنفُها الصغير الذي يحمَّر مع وجنتيها وانتفاخ شفتيها.

هدأ الاثنان وجلس چاي إلى جانب لونا مُجددًا ، كان الجو بينهُم حرج بعض الشيء ، خصيصًا بعد أن كانا الاثنان في ذراعي بعضهما مُنذ خمسة دقائق فاتت.

أخبرا بعضكُما بالأشياء التي تُركِت مُبهمة وتمنيتُما أن تقولونها.

نظر چاي إلى لونا مُطولًا وهو يتفحص معالم وجهها والتي كان يحفظها عن ظهر قلب. كانت هي أيضًا تنظُر إليه وتُهيئ نفسها لما سيُخبرها ، خاصةً وهو ينظُر لها بألم هكذا وقال.

”وددتُ لو تركتيني أُحطِم أسوارك ، ولكنكِ هدمتيها فوق رأسي.“

”أنا فقط رأيتُك تستحق من هي أفضل مني.“

”هذا ليس مُبررًا لِما فعلتيه ، لونا ، شيء كهذا كان يجب أن تُخبريني به ، لا أن تهجُريني في رسالة نصية ثُم تحظُرين رقمي بعدها.“ تنهد چاي بنبرة توبيخ هادئة جعلت لونا تتورد خجلًا منه. ”تمنيت لو أنكِ تحدثتي إليّ عن مخاوفك ، كانت ستكون أفضل ويعفينا من ألم القلب والفُراق هذا.“

”كُنت قد وصلت إلى مرحلة لا رجعة بها ، مرحلة جعلتني أخسر نفسي في أحزاني وكآبتي ، هل وددت حقًا أن تُعافِر معي في هذا؟ أنا مُحطمة ، چاي ، لقد جرحتك بالفعل.“ قالت لونا بألم ليمسك بيديها ويضغط عليها برفق.

”وأنا مُستعد أن ألتقط ما حُطِم بكِ وإصلاحه حتى وإن كان هذا سيؤلمني ، أنا بخير للقيام بذلك ، إنني أنزف حتى وأنتِ إلى قُربي الآن ، أصبح الألم صديقي.“ قال چاي وابتسم رُغمًا عنه. احتضنت لونا يديه قائلة.

”وأنا لن أدعك تتألم بعد اليوم.“

هل تُفكران في منح علاقتكُما فُرصة أُخرى؟

نظر چاي إلى السؤال مُستمتعًا بقراءته هذا ، نظر إلى لونا التي كانت تنظُر إليه بالفعل رافِضة أن تترُك يديه خائفة من أنها إذا فعلت سيختفي من أمامها.

”أنا مُستعد لفعل أي شيء إذا كان هذا يعني أنها ستظل بين ذراعي إلى الأبد.“ أجاب چاي وهو يبتسم بلُطف إلى الكاميرا ثُم نظر إلى حبيبته واقترب منها قائلًا.

”أنكِ تدينين لي بعشاء في مكاننا السري.“

نظرت له لونا وعلى وجهها ابتسامة عريضة وتفحصت وجهه بعناية وتبتسم أكثر عندما رأت نمشه الذي تماشى مع نمشها الهادئ.

”أي شيء لأجلك ، نجمي.“

Continue Reading

You'll Also Like

79.1K 4.1K 18
" لن نهتم بلعنة ابنتك، تكفينا حياتنا نحن.. " • تم التخلي عنها من قبل والــدتهــا، و اصبح ملجأها الوحيد * اخوتها *
126K 2.8K 109
سلام عليكم.. بعد غياب فقصة #أحببت_رجلا رجعت برواية جديدة تحت طلب ديالكم قصة جديدة احداث متنوعة نايضة غيرة وتشوييق عقد كوميديا دراما مواااقف... #جن...
29.1K 66 3
كل يوم قصه شكل
721K 17.7K 65
الكثير يتزوج بمن يحب ولكن ليس الجميع يتزوج بشخصا محبا كأحمد المنشاوي. حصلت علي المركز الاول عام 2022