Tourbillon | Chanbaek

By MiraiKoni

39.2K 2K 204

أُكافِح لأنساك وأرمي ورائي الحياة التي عشناها معاً لكنني اخشى.. فأنت لَم تكُن يوماً تِلك الذّكرى الّتي يُمكن... More

Intro
Ein ; Als wir uns trennten
Deux ; Nous ne rencontrerons pas
Drei ; Seltsame Bitte
Quatre ; Des sentiments?
Fünf ; Die Firma
Six ; Bienvenue
Sieben ; Schmerz
Huit ; Conversation
Neun ; Prüfung
Dix ; Mannequin
Elf ; Geschenk
Douze; Repos
Dreizehn ; Zweifel
Quatorze ; Dispersion
Fünfzehn ; Rötung
Seize ; Amour
Siebzehn ; Anfang vom Ende
Neunzehn ; Vergangenheit
Vingt ; Je t'aime
Note
Persephoneia

Dix-huit ; C'est fini

1K 66 14
By MiraiKoni

Enjoy~✨🌃

رغم إن الفجر بدأ بالبزوغ ببطأ، معطياً للسماء الوانها الهادئة المتدرجةَ بين الأصفر والإرجواني، إلا أن الغيوم لم تتوقف عن إلقاء المطر في مكان.

بيكهيون جلس هناك في زاويةٍ ما من القطار، يراقب المزارع والحقول الخضراء التي تختفي بسرعة في الخلف، على المقعد بجانبه تموضعت حقيبته، بينما إستقرت إحدى يديه على خده محدقاً بالمنظر خارجاً وجسده يهتز بسبب حركة القطار.

لعق شفتيه ليعض على السفلية بقهر حينما رأى مسافرَينِ يبدو أنهما حبيبين يتبادلان الحب بينهما، ليعيد هذا المشهد له ما حدث قبل ركوبه هذا القطار.

فكرة أنه كان يحلم بحياة جميلة مع ذلك الطويل، بيت يحويهما فقط لا احد آخر، يطبخ هو بينما الأطول يُصلح بعض الأشياء المحطمة او يصمم بعض الازياء. يجتمعان على طاولة واحدة ويأكلان ويتبادلان الأحدايث المسلية لينتهي يومهما بفيلمٍ عائلي جميل، ويكون هذا روتين حياتهما مع بعض التغييرات البسيطة.

" ساذج، أنت ساذج جداً بيكهيون. "
همس لنفسه ليعيد نظره الى النافذة غير مهتمٍ لأشعة الشمس التي بدأت بالظهور،
فالمطر لا زال يهطل بقوة..
والدموع لا زالت تُذرَف بحدة ..

.

عودةٌ للماضي

إبتدأ بيكهيون يوم العرض الثاني بزيارةٍ لمنزل عائلته، حيث تم إستقباله بالقُبلات والأحضان وبعض الكلام الساخر من قِبل ذلك الشخص، كارِن بالطبع.

" اذن اليوم هو اليوم الثاني؟ "
اومأ بيكهيون بسرعة ليعود لإنشغاله بملأ وجنتيه بالبيض والخبز حتى أصبح كالسنجاب. قهقهت والدته عليه لتنهض وتميل على الطاولة ماسحةً شفتيّ ابنها الزهرية.

" على مهلك بني، ألا يطعمونك هناك؟ "
قالتها بمزاح ليبتسم بيكهيون ويبتلع ما في فمه.

" بالعكس، انا وتشانيول نستيقظ كل يوم صباحاً لنحضر.. أحضر أنا الطعام، بما انه لا يجيد الطبخ، ونجلس معاً على المائدة. لكنني مهما صنعت من طعام لا أشعر بالرضا الا حينما اتناول طعامكِ أمي. "
عاد لتناول الفطور غير آبهٍ لإبتسامة والديهِ الحنونة والذان ينظران له بفخر.

" آه من كان يعلم أنني سأنجب طفلاً حساساً جميلاً مثل بيكهيون. لم أكن لأحلم بهذا أبداً. "
تحدثت الأم بإعجابٍ واضح، تكاد عينيها تذرف الدموع.

" في الحقيقة، ذلك اليوم حينما كنت أمر بالحقول الخضراء في سيون ولمحتُكِ من بعيد ترتدين فستاناً ابيض بشريطٍ أخضر حول خصرك مع تسريحة الفراشة بشعركِ البني الذي كان يتراقص مع الرياح، فكرت. آاه ماذا لو كانت تلك الفاتنة زوجتي، كم سأكون محظوظاً لأقضي باقي عمري في الإستيقاظ لأُقابل بوجهٍ كوجهها بالأضافة الى نسخٍ صغيرة منها. "
ضربت الأم زوجها بكوعها بينما تتبخر خجلاً ليقهقه الأب رغم ألمه. بيكهيون حدق هما بنظرةٍ هادئة تلمع بالسعادة لرؤية والديه مازالا وكأنهما شابين ويسترجعان الذكريات التي تجعل بيكهيون يشعر بالحماس لتخيلها. بينما كارِن لم تستطع الرد لأنها كذلك غرقت في حلاوة الخيال للحظة التي تحدث عنها والدها.

" حقاً، رغم أنني قصّرت في حقكِ عزيزتي ولم أعطكِ الدلال والمال وحياة الرفاهية الذي تستحقينها إلا إنّ وجودك معي وكونك سنداً لي في كل وقت وفي كل ضيق، وأيضاً كونكِ جلبتِ لي بيكهيون وكارِن، هو أفضل شيءٍ حصل في حياتي. أشكركِ ملكِتي. "
رفع كفها ليقبله بحب بينما تنظر هي له بخجلٍ لتبتسم وتضع يدها على وجهه.

" هذا ما وعدنا بعضنا البعض به عزيزي، ان نكون معاً في السراء والضراء والصحة والمرض والغنى والفقر، في كل وقت وفي كل زمان. إنه لمن الواجب الوقوف معك، وحمداً للرب أنه أعطاني إياك، لأنك افضل رجلٍ شهدته عيني، بالاضافة للعائلة التي اسسناها معاً حبيبي. "
بقيا يحدقان بعيون بعضهما البعض بحب وعشق. ليقاطعهما صوت تحمحمٍ بسيط.

" أعترف انني أحب هذه المشاهد، لكن ارجوكما، انا وبيكهيون هنا. "
إبتعد كلا الوالدين عن بعضهما عند سماعهما لحديث الإبنة ليقهقه بيكهيون فهو كان قلِقاً فعلاً من ان يتمادى والديه.

" إذن بيكهيون، أين تشانيول؟ "
تساءل الأب محاولاً تغيير الموضوع.

" إنه في العمل، يتأكد من كل التجهيزات لعرض اليوم، تعلمون.. إنه العرض الذي سنتنافس فيه مع الشركات الأخرى في كامل سويسرا. علينا التأكد من أن كل شيءٍ جاهز. "
أومأ الأب لتسأل الام.

" ماذا عن العرض الأخير؟ "

" إنه عرضٌ عالمي. مع باقي دول العالم المعروفة. "

" إذن انت قد تتركنا وتسافر في العرض القادم؟ "
شهقت والدته بقلق ليحدق الأب بإبنه بتركيز منتظراً إجابةً مطمئنة.

" لا أعلم حقاً، لكنني لا أظن ذلك. فكما تعلمان سويسرا هي البلد المعروف بالأزياء والعروض لذا أظن ان العرض سيُقام هنا تحديداً. "
زفر الوالدين براحة، لكن ذلك لم يدُم حقاً. ففور ما نهضت كارِن وإنتهى بيكهيون من شرب العصير سرعان ما تحدث.

" هناك موضوعٌ أريد التحدث به معكما. "
صمت بيكهيون ليأخذ الهواء داخل رئيتيه ثم يزفره ويستأنف حديثه.

" مسبقاً. حدّثتكما عن إنني رأيت حلماً عن شخصٍ يتحدث معي بصوت تشانيول. صدفةً، قبل يومين مضوا، انا وتشانيول كنا نتبادل الحديث ليقول لي كلماتَ شبيهةً جداً بالكلمات التي تحدث بها ذلك الشخص في الحلم، ودون سابق إنذار شعرت برأسي يؤلمني كثيراً. لذا ذهبت لغرفتي وإستلقيت لأنام، وأثناء نومي حلمت حلماً غريباً... الناس كانوا متجمهرين حولي وكلٌ منهم يصرخ بالآخر ليتصل بالإسعاف، نظراتي كانت مشوشة لكنني إستطعت ان المحكما تبكيان بشدة وتقولان لي ان لا أفعل ذلك بكما، لم أفهم حقاً لكنني شعرت بشعور سيء. ثم إستيقظت. "
قصّ بيكهيون عليهما كل شيء متجاوزاً الحديث عن ذلك المجهول الذي كان يقبله. ليرفع رأسه محدقاً بوالديه الذين بدا كما لو انهما رأيا شبحاً بعيونهما الجاحظتين وبشرتهما الشاحبة التي تنمّ عن خوفٍ ورعب، نفسه الذي دبّ في قلب إبنهما الذي لم يعلم ما خطب والديه.

" أهناك شيء؟ "
تساءل بيكهيون مرتعباً ليبتلع والده ويبتسم إبتسامة متعرّجة.

" أ-أبداً حبيبي، لا شيء. إ-إنه فقط.. ما رأيتَه في الحلم مخيف. "
زفر بيكهيون ليوما موافِقاً.

" أجل إنه مرعب، لقد نهضت من السرير مرتعباً مما رأيت. بدا الأمر كما لو إنني كنت على وشك فِقدان حياتي في الحلم. "
لعقت الام شفتيها بصعوبة لتنهض عن الكرسي وتبدأ بجمع الصحون.

" سأغسل الأطباق. "
تمتمت لتحمل الأطباق وتبدأ بجليها تحت أنظار إبنها المضطرب. زفر بيكهيون لينهض من الطاولة أخيراً.

" عليّ الذهاب الآن. "
إلتفت الوالدين إليه.

" الآن؟ "
نطقاً معاً ليومأ بيكهيون.

" قد تركت تشانيول وحده ولابد من تعويضه. لا تقلقا سألقاكما قريباً. أنتما ستأتيان اليوم صحيح؟ للعرض. "
نظرت الأم بقلق لإبنها الذي يحدق بها.

" ستأتيان صحيح؟ "
أعاد بيكهيون سؤاله يود التأكد من مجيء والديه.

" لا نعلم عزيزي، لا يمكننا إعطائك جواباً نهائياً. "
تحدثت الأم بينما تحدق بالصحون بحزن.

" سنحاول، لكِن إن لم تجدنا فلا بأس، لا تحزن اوه؟ "
تحدث والده مُحاولاً إبعاد الحزن عن ملامح صغيره ليتنهد الآخر ويرسم إبتسامة بسيطة فيها شيءٌ من الحزن على محياه.

" لا بأس، إن لم يكن اليوم فسيكون فيما بعد، لكن سأكون فرِحاً حقاً لو كان اليوم وفيما بعد. "
قهقه ليبتسم والديه.

" حسناً. الى اللقاء الآن. "

" إلى اللقاء بني، إعتني بنفسك. "
نطقت والدته على الباب.

" أوصل سلامي لتشانيول! "
أومأ بيكهيون لوالده ليغادر بعدها ويغلق الوالدين باب المنزل. سرعان ما حدّق الأب بزوجته قلِقاً.

" لا مجال عزيزتي، بيكهيون سيعرف، إن لم يكُن منا فسيكون من الإشارات التي بدأ عقله يستلمها. "
اومأت هي متوترة بشدة لتشعر بعيناها تدمعان جاعلةً زوجها يحتضنها لتنطلق أناتها.

" بيكهيون صغيري، إنه يعاني بعيداً عنا ولا نستطيع مساعدته. سيُصاب بصدمةٍ أخرى عندما يعرف، أنا متأكدة. "
مسح زوجها على رأسها ليقبله بخفة محاولاً التخفيف عنها.

" لندعو أن لا يُصاب بصدمة قوية. "
اومأت الأم بسرعة بينما مازالت تدفن رأسها في صدر الآخر.

" تعلمان، رغم انني أحياناً اشعر بالغيرة من إمتلاك صديقاتي لأشقاء صغار لكنني لم أفكر يوماً بالحصول على واحد، لو سمحتما. "
حدق الوالدين بعيون بعضهما ثم الى إبنتهما التي كانت تقف على عتبة باب غرفة الجلوس تنظر لهما يحتضنان بعضهما. الصدمة كانت تعتلي وجههما كونهما فهِما ما معنى كلام الفتاة. لِيَلي ذلك صوت صراخٍ عالٍ رجّ أرجاء المنزل الصغير.

" كارِن!! "

-

" تأكدوا لي من أن جميع العارضين جاهزين. لم يتبقى على العرض سوى القليل من الوقت. "
راقب بيكهيون الأطول وهو يلقي بأوامره يميناً ويساراً، بدا متوتراً هو الآخر ليبتسم على ذلك كون إن شعورهما متبادل.

" اووه أنظر من هنا. "
إلتفت بسرعة عن سماعه لصوتٍ مألوفٍ خلفه.

" سيهون! لوهان! مرحباً، أخيراً أنتما هنا. "
ركض بيكهيون إليهما ليقهقه لوهان.

" مرحباً بيك، تبدو سعيداً اليوم أكثر مما سبق، متحمس؟ أنا أيضاً كذلك. "
قهقه بيكهيون ليومأ موافِقاً لوهان.

" أنا متحمس حقاً، ومتوتر أيضا، لكن أظن ان نسبة الحماس مرتفعة كوني سأرى والديّ وشقيقتي، هذا إذا إستطاعوا المجيء. "
تمتم بيكهيون نهاية كلامه ليبتسم لوهان ويضع يده على كتف صديقه مخففاً عنه.

" لا تقلق، إذا لم يستطيعوا فنحن بجانبك. اوه؟ لن نتركك لا أنا ولا سيهون، في الحقيقة قد يفعل سيهون لكن انا لا، لكن ليس دائما، لكن- "

" أظن ان بيكهيون قد فهِم حبيبي. "
قاطع سيهون حبيبه يعلم إلى أين قد يؤول الأمر إن إستمر الأصغر بالحديث ليقهقه ويومأ.

" اوه، أنتما هنا، أهلاً. "
لمحهم الأطول ليتجه ويقف بجانب بيكهيون.

" أهلاً وسهلاً مدير. "
تعمد سيهون التحدث برسمية مغيظاً الآخر الذي قلب عينيه على سخافة ذو الفك الحاد.

" تشه، تحترمني هنا وما خُفي كان أعظم. "
ضحك لوهان وبيكهيون ليبتسم سيهون وتشانيول.

" حسناً. إنه الوقت تقريباً، لنذهب لغرفة العارضين يا جماعة. "
تحدث بيكهيون ليودع تشانيول ويسير هو والثنائي خلفه الذان يتبادلان الكلمات الحلوة وقبلات الهواء بسرية، غير عالِمين أن بيكهيون يسترق السمع لهما ليبتسم بإعجاب على كمية مشاعر الحب خلفه.

تجهز الكل للعرض ولم يبقى سوى البدأ به، بيكهيون كان أول من ظهر فور بدأ العرض لتغمره السعادة حينما إستطاع وبوضوح أن يرى والديه وكارِن يحيونه ويشجعونه لترتسم إبتسامةُ راحةٍ على وجهه، كما إنه يعلم ان لتشانيول يدٌ في موضوع جلوسهم في الصفوف الأمامية لذا هو تنهد بإرتياح بخفة. لكِن عينيه لمحت أيضا  تلك اللافتة الصغيرة لشخص في أحدى الصفوف الخلفية، الكلمات جذبت إنتباهه، 'قابلني في غرفة العارضين بعد العرض. '

توالى ظهور العارضين الواحد تلو الآخر وإستمر العرض عدة ساعات لينتهي بفوز شركة سانرام. بيكهيون كان يطير من الفرح ليقفز على والديه فور رؤيته لهم.

" أحسنت انت والباقين صغيري. مبارك لكم. "
باركت له والدته النجاح ليحتضنها بقوة.

" حسناً، قد رأيتنا اليوم لكننا كبار في السن بيكهيوني، علينا العودة والإرتياح قليلاً فأنا اشعر ان مفاصلي بدأت تتآكل. "
قهقه بيكهيون على كلام والده ليومأ وينظر لهم بينما يغادرون. إتسعت إبتسامته حينما رأى تشانيول يتجه لهم جميعاً ليحييهم ليقرر بيكهيون العودة لغرفة العارضين، وكما حدث سابقاً، الغرفة كانت خالية.

بدل ملابسه لكن هذه المرة كان ينتظر أحدهم بالفعل، وفور ما سمع طرقاً على الباب سمح بالدخول ليدخل ذلك الشخص.
توسعت حدقتا بيكهيون ينظر لذلك الشخص بصدمة والتي سرعان ما تبدلت لنظرات كرهٍ وغضب.

" ماذا تفعل هنا؟ "
هسهس بيكهيون ليسمع قهقهة الآخر الخبيثة.

" مرحباً لك أيضاً بيكهيون. "
إبتسم ذلك الرجل الذي إتضح فيما بعد أنه بياترلّي.

" أرجو منك أن تخرج من هنا قبل أن انادي حراس الأمن ليأخذوك، أعلم انك غير مرحبٍ بك. "

" أوه فعلاً؟ لكنني أعلم أيضاً ان تشانيول سانرام غير مرحبٍ به معك، أوليس كذلك؟ "
قهقه بياترلّي عند لمحه تلك النظرة المشوشة على وجه بيكهيون. وهو أخذ تلك النظرة كإشارة خضراء ليدلي بما عنده من حقائق. مسبباً للفتى صدمةً وصداعَ لا نهاية له.

-

" بيكهيون؟ أنا آسف لتأخري فقد أوصلت عائلتك للمنزل. عمي روڤمان لم يتوقف عن شكري، إنه رائع بحق. "
تحدث تشانيول فور دخوله غرفة العارضين لينظر لبيكهيون الجالس بصمت على احد المقاعد في الغرفة. الأصغر لم يرفع عينيه للطويل الذي إستغرب هذا الفعل وهذا الهدوء الغريب الصادر منه.

" بيكهيون، أنت بخير؟ "
تساءل تشانيول بقلق لينتفض بخفة حينما نهض بيكهيون وسار بخطوات ثقيلة متجاوزاً الآخر.

" أريد العودة للمنزل. "
همس بثقل ليسمعه تشانيول ويُسارِع باللحاق به الى السيارة كي يوصله، تشانيول إستغرب تصرفات بيكهيون الهادئة والباردة، طوال الطريق لم ينطقا بشيء والاطول ظن أن الآخر مجهد ويحتاج للراحة لذا هو لن يتعبه أكثر بالحديث.

فور وصولهما للمنزل سارع بيكهيون بالدخول لغرفته وأغلق الباب على نفسه تارِكاً تشانيول يحدّق بحيرة بباب غرفته، ليس عنده أي تفسير لأفعال الأصغر الغريبة والتي ظهرت فجأة من اللامكان. لكنه لن يضغط عليه وبدلاً من ذلك هو قرر صنع العشاء كون أن الوقت تأخر ولابد من أن بيكهيون جائع.

هو جهز كل شيء وفتح كُتيب بيكهيون للطبخ، فالأصغر سبق وان صنع كتيباً يحوي طبخات والدته عند الحاجة، ولم ينسى إحضاره معه عند إنتقاله للعيش هنا وهذا ساعد تشانيول أيضا في تنمية مهارة الطبخ لديه.
تشانيول بدأ بتحضير الطعام وتأكد من صنع ما يحبه الأصغر، ليبتسم حينما أنهى وضع آخر طبقٍ على المائدة، هو تخيل وجه بيكهيون وهو يشكره ويقبله قبلةً صغيرة على خده كعلامة شكرٍ على الطعام اللذيذ. تحمس الأكبر ليتجه لغرفة بيكهيون، وقبل أن تلمس أصابعه الباب سُرعان ما فُتِح ليظهر من خلفه الأصغر.

تشانيول كان سيكون بقمة سعادته وربما أكثر ظاناً إن الجرو خرج لإلتقاط أنفه رائحة الطعام اللذيذة، لكن الأمر لم يكُن كذلك، ففضلاً عن نظرات بيكهيون الباردة تجاهه هو إستطاع لمح تلك الحقيبة الكبيرة التي يمسكها الآخر.. حقيبة سفر.
أعاد تشانيول نظراته لوجه بيكهيون، متفاجئ، حائر، مستغرب.. عقله لا يملك أي فكرةٍ عمّا يحصل ولماذا الآخر بهذا الشكل.

" ما الأمر؟ "
تسائل الأطول بحيرة محدقاً بعينيّ الآخر الذي تجاهله آخذاً طريقه لباب الشقة قبل أن تمسكه يد الآخر وتسحبه مصحوباً الصوت العميق الذي عَلى خلفه.

" ما الأمر بيكهيون؟! "
صاح تشانيول بينما يسحب الآخر له معيداً إياه ثلاث خطوات للخلف، وبيكهيون لم يتردد لحظةً قبل أن يسحب ذراعه من بين كف الآخر بعنف.

" سأغادر. "
نطق بنبرة باردة، باردة لدرجةٍ أشعرت تشانيول أن قلبه قد تجمد...

" إسمح لي. "
إلتفت بيكهيون مجدداً ليغادر، ومجدداً ذراع تشانيول منعته ليصرخ الآخر فاقِداً لأعصابه.

" إلى أين واللعنة! أين تذهب!! "
تشانيول لا يستطيع فهم شيء. عقله فارغ تماماً والآخر لا يساعده أبداً.

" أنا أخبرك بهذا فقط، قد اتخذت قراري! سأغادر ولا اريد رؤية وجهك مجدداً! "
علا صوت الأصغر ليتجه للباب مجدداً.

" لا لن تفعل! "
ضرب تشانيول الباب ليغلقه بالمفاتيح ويأخذها بسرعة قبل ان يفتحه بيكهيون بها.

" تشانيول ماذا تفعل بحق الجحيم! "

" دعنا نتفاهم، أنا لا أفهم لما انت تفعل كل هذا فجأة. لما تريد تركي الآن؟ "
تحدث تشانيول بإضطراب، منظره يبدو كشخص يتم هجره من قِبل زوجته بلا أدنى سبب.

" أحقاً لا تعرِف السبب تشانيول سانرام؟ لأني واللعنة متأكدٌ أنك تعرف ولكنك تتظاهر بالغباء. "

" انا لا أعرِف! ما الذي يدفعك لفعل كل هذا معي فجأة! "

" لأنني عرفت واللعنة! عرفت كل شي! من تكون في الحقيقة وما الذي فعلته لي سابقاً وما حدث لي بعدها! عرفت بحقيقتك تشانيول! تذكرت الأذى الذي سببته لي! فهمت تلاعبك بي! وتذكرت كل شيء! لا داعي لتنكر أي شيءٍ لإنني رأيت كل الدلائل عن ذلك بالفعل. "
تشانيول وقف بلا حيلة وقد أصابه الخرس.

" كل هذا الوقت تتظاهر أنك الملاك الحارس الذي أُرسِل لي من السماء لينقذني من حياة البؤس، حياة البؤس التي وضعتني أنت بها. كل هذا الوقت تزعم إنك تهتم بي وتراعيني بينما في الحقيقة كنت تحاول التخلص من عذاب الضمير الذي يلازمك. كنت تعرف من أكون وما سببت لي من أذى لذا كنت تحاول إرضاء نفسك بأن تعاملني بشكل جيد هاه؟ "

" بيكهيون أنا- "

" لا تبرر! هذا يكفي! كل ما سببته لي، مازال عالِقاً في رأسي، حينما أوهمتني بأنك تبادلني المشاعر ثم تركتني على قارعة الطريق أبكي دماً عليك، كنت أنتظر عودتك كل يوم وكل وقت، رغم كل الكره الذي كنت أواجهه من أهل القرية والحياة البائسة التي تسببتُ بها لوالديّ لوثوقي بك. أضطررنا للبحث عن مكان آخر للعيش بينما الوغد الذي تسبب لنا بكل هذا كان يعيش بسلام في أفضل مدينة وبأفضل عمل. "

" بيكهيون أقسم لك إنني- "

" لا أريد سماعك! "
إبتلع تشانيول محدقاً بالآخر الذي غطى أذنيه بينما وجهه مغطىً بالدموع. ثم مد بيكهيون يده له مطالباً بالمفتاح لكن تشانيول زفر وكان له رأيٌ آخر.
سحب ذراع الآخر الذي شهق ليرميه على الأريكة ويعتليه بسرعة رافعاً ذراعيه فوق رأسه كي لا يتعبه بالمقاومة كثيراً.

" ماذا تفعل! إبتعد عني أيها الوغد! "

" بيكهيون أنا آسفٌ حقاً، أنا لم أقصد كل هذا، لم أقصد أن أؤذيك بهذا الشكل، لم اقصد ان أخفي كل شيء عنك. أردت بداية جديدة، أردت محو الماضي. "

" لا مجال لذ- "

" أصمت واسمعني! حينما أخبروني أنك أجبرت نفسك على النسيان كنت حزيناً جداً، جداً! لكنني فكرت.. قد تكون هذه نعمة من الرب، أن نبدأ صفحةً جديدة، صفحةً مليئةً بالحب بعيداً عن ماضينا في سيون. صفحةً نملؤها بلحظاتنا السعيدة مع بعضنا. أردت ان تكون معي، أن نجدد مشاعرنا لبعضنا حتى لو عنى ذلك ان لا تتذكرني لكن كان كافياً ان تتذكرني كتشانيول الحالي وليس تشانيول السابق. هذا كل ما أردته بصدق، بيكهيون. "
تشانيول لاحظ صمت الآخر وهدوءه، ولذا إتخذ طريقه في الإنحناء عليه وتقريب وجهه من خاصته.. حتى نقر شفاههما معاً. إنتظر أن يقاوم الآخر ويدفعه لكن لم يحدث. ولذا أكمل إنغماسه في تلك القبلة غير آبهٍ أن الآخر كان يستقبل شفتيه دون أي حركة او رد فعل.

رفع نفسه يتأكد من كون الأصغر بخير ليجد عيناه الناعستان تحدقان به بنظرات مبهمة، لم يستطع الأطول تفسير هذه النظرات لكنه عاد وانحنى على شفتيه يأخذهما في قبلة من طرفه هو وحده لأن بيكهيون لم يتعب نفسه بتحريك شفتيه مقابل خاصة الآخر.

تشانيول ترك ذراعي بيكهيون لينحني ويتخذ مكاناً بجانبه على الأريكة حينما إستشعر ثقل الآخر وأنفاسه الهادئة دلالة على إستغراقه في النوم. ليقرر هو أيضاً النوم بعد ان عبث قليلاً بخصلات شعر الأصغر.

فور أن شعر بنبضات قلبه الهادئة، نهض عن الأريكة آخذاً المفاتيح بخفة من النائم. وقف قليلاً أمام الأريكة يحدق بوجه تشانيول الهادئ.

' لقد إنتهى الأمر '

أخذ حقيبته ليغلق الباب خلفه ويسير بطريقه الى محطة القطار، وحيداً.. في الظلام وتحت المطر.. مقرراً عدم إبلاغ أحدٍ بمكانه.

.

عودةٌ للحاضر

" إنتهى الأمر.. تشانيول. "

Hope you enjoyed~✨🌃

Continue Reading

You'll Also Like

255K 15K 23
" لقد عُهِدت روحَك لي وحدي فـهل تظُن بأني قد أضُر نجمًا وهاجًا كـإياك قد اِنتظرته طويلًا ؟ ، أغمِض عينيك و دع نفسَك لي، إجعلني أُزهِرُك مُجددًا و أبع...
362K 10.3K 15
ماذا ان كان جنكوك وتايهونغ اصدقاء وطر تايهونغ الى السفر خارج البلاد ليرجع لارنبه اللطيف ما التغيرات التي سوف تحدث معهم jk_top_ tea_bottom_ نوع الرواي...