تمر الحياة وتتعاقب أقدارنا، بعض الفراق لحظات، وبعضه سنوات، وبعضه يدوم للأبد. نعيش أحيانًا أوجاع تسبق عاصفة تحمل وجعًا أكبر منها، وقد نعيش أحيانًا أخرى أوجاع ما بعد العاصفة.
فلا شيء في الحياة أسمه سعادة للأبد، ولا تعاسة للأبد، لكن في الخيال كل شيء يجوز فهو كالأحلام.
*مقتبس من الرواية
🌟💐🌟💐🌟💐🌟💐🌟💐🌟💐🌟
أعود اليوم مع كاتبة جديد وهي الجميلة برد المشاعر، ورواية اجتماعية عاطفية، وهي تكشف عن بعض العادات والقضايا العربية وبشكل خاص المجتمع الليبي.
وهذا لا يعني أنها رواية باللهجة الليبية أو خاصة فقط بالمجتمع الليبي، ولكن فقط قد يغلب عليها بعض المفاهيم والعادات الليبية.
وهي رواية تتكون من جزئين مكملين لبعضهم البعض بنفس الأبطال.
ناقشت الكاتبة خلال الرواية العديد من الموضوعات الخطيرة والهامة في المجتمعات العربية، أهمها موضوعين مترابطين ببعضهما البعض وهما موضوع الولي وموضوع زواج الفتاة دون موافقتها وبشكل خاص القاصر، وهو أمر خطير وتدور حوله العديد من المفاهيم الخاطئة والمخالفة لديننا الحنيف، وبالرغم من أن الرواية تزخر بقضية الولي مثل نواس، ووالد بتول، ووالد ملاك، إلا أن الكاتبة لم تناقشها بطريقة صحيحة وتبين الخطأ فيها، بل تحدثت عنها من ناحية مشاعر الفتيات فقط، ولم توضح رأي الدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا تنكح الأيم حتى تستأمر) أي أن زواج الفتاة دون موافقتها باطل. وهو مالم تناقشه الرواية، إذ أنه وجب على الكاتبة عندما تتناول قضية ما أن تنظر لجميع أبعادها وتفرزها وتطرحها أمام القارئ، فالرواية الجيدة هي التي تطرح المعلومات القيمة أمام من يقرأها.
فضلًا عن قضية صغر عمر الفتاة عند الزواج، فالكاتبة طرحت لنا عدة أمثلة على هذا الأمر مثل بتول وسما، ونظرة المجتمع لزواج الفتاة بعمر صغير كخمسة عشر عام، وهو عمر صغير جدًا في هذا الوقت، خاصة أن الرواية لا تدور في مجتمع قَبلي، وإنما في مجتمع متمدن تتعلم فيه الفتاة حتى تصل للجامعة، ومنهم فتيات لا يرتدون الحجاب أي أنه متحرر -كما يسمونه-، لذا ليس من الطبيعي أن تكون نظرة المجتمع وكأنه من المسلم به أن تتزوج الفتاة بهذا العمر، فهذا خلل بالواقعية وبالزمكان.
أيضًا ناقشت الرواية نظرة المجتمع للفتاة التي تعرضت للاغتصاب مثل حالة مي، والنتائج المترتبة على ذلك، وتعامل المجتمع معها وبشكل خاص أسرتها.
وقد منحتنا الكاتبة صورة رائعة لبر الوالدين والتضحية من أجلهم حكالة نزار وجابر، وصورة بديعة للتضحية من أجل الأبناء والحب غير المشروط لهم وعاطفة الأمومة الرائعة كحالة أرجوان.
وقد سيقت الرواية من خلال حبكة انكسارية تخللها عدة استرجاعات زمنية، كانت مناسبة ولم يكن فيها أي ثغرات.
أما عن السرد فقد كان السرد متقطع على لسان الراوي الأنا وهو ما أجده غير مناسب نهائيًا للأحداث، حيث أن الراوي العليم كان ليخدم السرد بشكل أفضل نظرًا لتعدد الشخصيات والقصص، وكانت الرواية لتتمتع بالغموض المناسب للأحداث، وقد أدي عدم اختيار الراوي المناسب لمشاكل كثيرة بالرواية، فبدايةً السرد كان مشتت للغاية، إذ أن الفقرات لكل شخصية كانت صغيرة، فكانت الكاتبة تنتقل من سرد جزء صغير لشخصية ثم تتبعه بجزء صغير آخر لشخصية أخرى وهكذا...، وهذا عمل على تشتيت القارئ، إذ أنه أحيانًا في بداية كل فقرة لا يستطيع القارئ تحديد الشخصية التي تتحدث عنها الفقرة، مثلما تعرض صور متحركة سريعة أمام القارئ فلا يستطيع تحديد ما يشاهد، وهذا يسبب ملل للقارئ. فضلًا عن المط في السرد، فقد كان هناك وصف زائد لمشاعر الأبطال وإعادة فيه بشكل زائد.
أما الراوي الأنا فلم تستطع الكاتبة من استخدامه بشكل يخدم الرواية، وبالرغم من أن الراوي الأنا يخدم نقل المشاعر بشكل أكبر من الراوي العليم، إلا أن ذلك لم يحدث، وكان استخدام الراوي العليم ليكون أفضل في نقل مشاعر كل الأبطال دون إعادة لبعض الفقرات.
ثم نأتي لثغرة أخرى بالرواية وهي الوصف، فإن تحدثنا عن الوصف الخارجي فقد كان فيه تقصير وأيضًا مشتت، فالوصف الخارجي للشخصيات كان ضعيف وربما ليجده القارئ بعدما يقرأ نصف الرواية، فكان منثور بين الفصول والسطور، وبالطبع مع هذا الشتت لن يستطع القارئ أن يُكَون ويستحضر شكل الشخصيات وهو أمر بغاية الأهمية، إذ أنه يجعل القارئ يندمج مع الرواية ويدخل عالمها.
أما وصف الأماكن فقد كان يحتاج لأكثر من ذلك، إذ أن بعض الأماكن وصفت وصف دقيق والبعض الآخر لا.
وعن الوصف الداخلي، فقد كان جيدًا نظرًا لاستخدام الراوي الأنا، إلا أنه كان يحتوي على الإسهاب، فكان هناك تكرار بوصف دواخل الأبطال بشكل قد يسبب الملل.
أما اللغة فقد كانت سلسة، لم تتخللها مفردات قوية وعميقة أو كلمات يصعب فهمها، ولكن احتوت على بعض الأخطاء الإملائية والكتابية.
أما عن بداية الرواية فللأسف كانت مشتته للغاية، حيث حاولت الكاتبة خلالها التعريف بجميع شخصيات الرواية في فقرات قصيرة، مما شتت القارئ، فالأفضل كان السرد بتمهل دون التعريف بالجميع خلال البداية، فالأحداث كانت ستتناوب وكل شخصية كانت ستأخذ حقها بعد ذلك في السرد والتعريف.
ولكن النهاية كانت ممتعة ووافية، أعطت للأبطال حقهم، فلم تكن هناك أسئلة أو علامات استفهام حول بعض الأشياء.
🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋
هل يمكن للقلب أن ينسى الجرح، هل يتغلب الحب على الخيانة (وسن ونواس )؟
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى.. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك.. أني الضياع
*فاروق جويدة
هل دهاء المرأة وذكائها يجعلها ندًا لرجلٍ لا يعترف بالحب، هل عاطفة الأمومة أقوى من الكبرياء، وهل يلين القلب يوما (أرجوان وجابر)؟
يا امرأة جعلت في لحظات
عبق الشمس يعم الدار
فتمدت علماً فتحاً عشقاً
أدباً يهطل كالأمطار
وصباحاً يرحل في الأعماق
وحقلاً ينضح بالأشجار
يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار
أغوار البحر تهيم لديها
والإلهام ندى كفيها
والإيمان العذب مدار
من قبل صباحك
كان جفاف الساحة نار
كان البرق ينام حزيناً
في البيداء بدون ستار
*قصيدة لمعز عمر بخيت
هل الندم يصلح الأخطاء، والانتقام يشفي الجروح، عقاب دون ذنب سوى الجهل، هل يمكن إعادة الماضي (زهرة ورضا)؟
هُمُ الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
فَلَيسَ لي معدِلٌ عنهم وإن عدلوا
وكل شيء سواهم لي به بدلٌ
منهم وَمالي بهم من غيرهم بَدَلُ
إنّي وإن فتنتوا في حبِّهم كبدي
باق عَلى ودِّهم راضٍ بما فَعلوا
شربتُ كأس الهَوى العذرى من ظمأ
وَلِذلّي في الغَرام العسل وَالنهل
فَليت شعري وَالدنيا مفرَّقة
بين الرِّفاق وأيامُ الورى دُوَلُ
هَل ترجع الدار بعدَ البعدِ آنسةً
وَهَل تعود لنا أيامنا الأُوَلُ
*قصيدة للبرعي
هل جراح الماضي توقف تقدمنا؟ هل تشل حركتنا وتثبط عزيمتنا؟ حتى إذا دخل النور حياتنا فهل نبقى بالظلام؟ وهل بالفعل الضربة التي لا تقتلنا تقوينا؟ (سما ونزار )؟
أنـتِ يـا صَغيرَتي..
قَـصيدَةٌ.. لَـها يَـحنُّ ألـفُ ألـفِ شـاعرٍ
وفِـكرةٌ.. يَـهفو إليـها ألـفُ ألـفِ كاتبٍ
عَظيمةُ المَواهِـبِ..
سُـبحانَهُ مِـن خَـالقٍ .. سُـبحانَهُ مِـن واهِـبٍ
رَقيقَـةٌ كَـالماءِ.. في جَـوانِـبٍ
صَـاخِـبةٌ كَـالموجِ .. في جَـوانِـبٍ
يُـحالفُ الشّـيطانُ في عَـينيكِ.. زُهـدَ الرّاهبِ
تَستكبِرينَ.. تَشـمخينَ.. تَـهجُرينَ.. تَارةً
وتَـرجعينَ تَـارةً.. عَـلى جَـناحِ التّـائِبِ
مُـطيعَةٌ حِـيناً.. وحِـيناً يُـصبِحُ العِـنادُ..
فـيكِ أغـربَ الغَـرائِبِ
إن تَهـدأي.. فَـالشَّـوقُ في عَـينيكِ..
يـا صَـغيرَتي .. نِـيرانُ جَـمـرٍ لاهِـبٍ
وتَـغضَـبينَ غَضبَةَ المُـهاجِـمِ المُـحارِبِ
*للشاعر لطفي زغلول
هل يمكن أن يتحول الكره لحب (بتول ومعتصم) ؟
رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد (ملاك ومعاذ).
*الرواية موجودة على الواتباد، كما يمكن تحميلها pdf للإحتفاظ بها، سأرفق لكم بإذن الله رابط تحميل الرواية على حائط الدردشة.
استمتعوا ❤❤
شاركوني آرائكم💕💕
wasi89