Lantana || زهرة اللانتانا ♧ j...

By kissminie

301K 15.1K 7.5K

بعد اصابته في الحرب وعدم قدرته على اداء واجبه الوطني جونقكوك يعيش حياة مليئة باليأس مع زوجة لم تعد تحمل له ال... More

Foreword | مقدمة
part 1 | الاحتراق البطيئ
part 2 | الوقوف امام العاصفة
part 3 | حرارة اللهب
part 4 | كل ما نحتاجه هو شرارة
part 5 | اشعال النيران
part 6 | البقاء في الجحيم
part 7 | اخماد الحريق
part 8 | النار والمطر
part 9 | الاقتراب من اللهب
part 10 | لايمكنك الهرب
part 11 | نحترق من الرغبة
part 12 | السيطرة على النيران
part 13 | اريد الاحتراق بين يديك
part 14 | لاجلك احترق
part 15 | أقنعة من لهب
part 16 | تركتني هناك لاحترق
part 17 | خيال ام حقيقة
part 18 | سأخسر لاجلك
part 19 | سأطفى النار بقبلة
part 20 | رصاصة الرحمة
part 21 | الشمس تحرق احيانا
part 22 | اشعر بحرارة جسدك
part 23 | ساخن ولذيذ
part 24 | كيف سأكتفي منك ؟
part 25 | روحي تحترق
part 26 | احببتك كما لم احب
part 27 | معا سوف نضيئ في العتمة
part 28 | سنتألم حتى نزهر
part 29 | شمس منتصف الليل
part 30 | على حافة الجنون
part 32 | نولد مجددا من الرماد

part 31 | متشابهان

6.8K 361 366
By kissminie

الاوضاع بينه وبين ليسا متوترة باختصار بعد عطلة نهاية الاسبوع تلك.
هي بالكاد تتحدث معه، باستثناء عندما يتجادلان، يمكنها ان تحدث مشكلة من اي امر تافة وفي كل مره سينتهي حديثهم بنفس الطريقة:

"لقد اعتدت ان تكون شخصا اخرا في نظري" اخبرت جونقكوك في احد المرات بكل برود وكانها تتحدث عن الطقس. "لا اعرف مالذي حدث لك، انت لست شغوفا كما كنت جونقكوك، وكانك لم تعد تهتم" سألت بفضول "بالتأكيد الامر ليس له علاقة بنا، لا شي تغير بيننا، لقد اعتدت على بذل جهدك لاجل زواجنا ولكن الان.."

لطالما انتهى جدالهما بجونقكوك مغادرا المنزل للذهاب الى الحانة، بالتأكيد ليسا تشعر بالانتصار عندما يفعل ذلك.
لذا محاولاتها الاخرى لايذاءه استمرت لايام عدة. 

خرج في احد الايام مغلقا الباب خلفه بكل قوته ليتنفس الصعداء عندما شعر بانه في الجهة الاخرى بعيدا عنها. عندما صعد الى السيارة توجه الى الحانة مجددا ليطلب مشروبه المعتاد.

جونقكوك يعلم بانه اتخذ قرار بان يبقى متزوجا لانه يعتقد بان ذلك هو الخيار السليم، الخيار الآمن لاجله ولاجل جيمين. والقرار الاكثر اذى وصعوبة، ولكن جونقكوك لا يعلم اذا كان بامكانه الاستمرار في ذلك الطريق الذي اختاره.
لا يمكنه الاستمرار في ايذاء جيمين هكذا، ولا يمكنه بالتأكيد ان يستمر بالعيش بتلك الطريقة. حاول ان يذكر نفسه بان ذلك هو افضل شي لاجلهم جميعا. يجب عليه البقاء متزوجا من ليسا لفترة بسيطة. ولكن بينما هو يجلس لوحدة يفكر بكل تلك الكلمات التي تخرج من فمها وكل ذلك الكره الذي تحمله والطريقة التي تعامله بها، لا يمكنه ان يعرف كم بامكانه ان يتحمل، ليس وهنالك شخص رائع في حياته ينتظره بفارغ الصبر.

ابتسم وهي يفكر بالفتى الاصغر، ذلك الاعصار المكون من البراءة والتمرد والاثارة، الكارثة الكونية الوحيدة التي انقذت جونقكوك بدلا من تدميره. اخذ رشفه اخرى من شرابه وهو يفكر بجيمين عندما يحتضه بذراعيه النحيلة، بالطريقة التي يجعل بها كل شي يبدو بخير، عندما يقبله ويحول كل مشاكل جونقكوك واعباءه تبدو صغيرة وتافهة.

جلس مفكرا، ألست محظوظا واللعنة ؟ جيمين ملكه لوحدة، انا بامكاني التحدث معه وتقبيله واحتضانه ومضاجعته عندما ارغب بذلك لما لا ؟

ابتسم مره اخرى لينهي كأسه ويستعد للخروج متجها الى منزل جيمين ليقضي الليلة هناك.

عندما عاد الى المنزل في اليوم التالي بعد خروجه من المدرسة، جونقكوك كان مرهق جدا. ألغى لقاءه بالاصغر اليوم وليس لديه صف جيمين لذا لم يستطع رؤيته منذ الصباح.

عندما دخل الى منزله توقف مذهولا في منتصف غرفة المعيشة يحدق امامه وكأن شخص ما سكب ماء بارد على جسده.

هناك يجلس جيمين على الاريكة بجانب زوجته. يتحدثان ويحتسيان فنجان من القهوة. وكانه اكثر شي طبيعي في العالم.

لاا، لا يمكن لهذا ان يحدث مالذي يفعلانه سويا؟

"مالذي يحدث هنا واللعنة؟" سأل قبل ان يستطيع السيطرة على كلماته، جيمين وليسا توقفا عن التحدث لينظرا اليه. التعبير على وجوههم يبدو متفاجئ من غضبه ونبرة صوته. جونقكوك نظر الى جيمين، لانه متأكد بانه يعلم لما هو غاضب.

ولكنه استمر بالنظر اليه ببراءة يبدو صغيرا جدا وهو جالس على الاريكة بجانب ليسا، ينظر اليها بتوتر مازال يحمل فنجان القهوة بين يديه الصغيرة.

"اوه، جونقكوك" نطقت ليسا بعد ان وضعت فنجانها على الطاولة. تبتسم ناحية الفتى. "كنت اتحدث مع احد طلابك، جيمين" اخبرته وكأنه لا يعلم من هو "ياله من فتى ذكي" تكلمت وهي تربت بيدها على ركبته وابتسامتها ازدادت اتساعا.

جونقكوك لا يمكنه التفكير بشكل سليم الان.

"كيف قمت.. اين.." جونقكوك لا يعلم مالذي يريد لن يسأله. لما جيمين يفعل ذلك، لما هو هنا ولما اعتقد بان تلك فكرة جيدة، مالذي يفكر به؟ يريد ان يسأل ليسا لماذا دعت فتى مراهق رائع وساحر وبالتأكيد واقع في الحب مع زوجها الى منزلها، ولما تبتسم ناحيته بكل تلك العاطفة؟.

مع ذلك جونقكوك لا يستطيع السؤال. كل ما يمكنه فعله هو التحديق في المنظر امامه، زوجته وحبيبه الصغير يجلسان سويا ويتشاركان فنجان من القهوة.

ليسا عبست ناحيته لتعتذر من جيمين وتقترب من جونقكوك وتهمس في اذنه "طرق على الباب قبل نصف ساعة تقريبا" اخبرت جونقكوك بهدوء "قال بان لديه مشكلة في المنزل، اخبرني بانك الوحيد الذي يمكنه التحدث معه. وايضا بانك الوحيد الذي بامكانه مساعدة جميع الطلاب عندما تواجههم اي مشاكل. يبدو بانه مسكين جونقكوك" قالت وهي تنظر الى جيمين بنظرة شفقة "ادخلته الى المنزل لانتظارك. لم استطع ان اطرده كان يبدو حزينا"

جونقكوك نظر اليها لوهلة. مندهش تماما من قدره جيمين على خداعها.

"انا اسف سيد جيون" تحدث جيمين لاول مره وهو ينظر الى يديه بندم. ولكن جونقكوك يعرف جيمين جيدا ولا يمكنه ان يخدع بتلك الكلمات. ابتعد عن ليسا ليقترب من الفتى بينما اكمل جملته "اعرف بانه لم يكن علي ان-"

ولكن كلمات جيمين توقفت عندما امسكه جونقكوك من ذراعه بشدة ليدفعه نحو الباب "عليك الذهاب، الان!" زمجر جونقكوك وهو يدفع جيمين "لا يجب عليك ان تكون هنا، لما انت هنا على اي حال؟"

"جونقكوك، لا تكن وقحا!" سمع ليسا تصرخ من خلفه متفاجئة من معاملته للفتى بهذه الطريقة. "انه يحتاج مساعدتك في امر ما!"

عند سماع كلماتها التفت جونقكوك نحوها، جيمين لازال يقف امام باب المنزل خلفه، جونقكوك ضحك بسخرية على الموقف "انه لا يحتاج للمساعدة في اي شي صدقيني" اخبرها بغضب "هو يعلم كيف يخرج نفسه من اي مصيبه يقع بها"

"انت تتصرف كشخص حقير هل تعلم ذلك؟" اخبرته ليسا لا تعرف مالذي يقصده ولكن لم يعجبها تصرفه.

"اوه حقا؟" سأل جونقكوك وكانه يهتم. كل شخص في حياته يتصرف بوقاحه، زوجته لم تهتم عندما كانت تخونه، وذلك الفتى الصغير لم يهتم ايضا وهو يقف في منزله امام زوجته بكل وقاحه، لذا لما عليه ان يهتم اذا كان يتصرف بتلك الطريقه.

التفت مجددا الى جيمين، الذي بقي صامتا وهادئ طوال محادثتهم. "عليك الذهاب، الان" اخبره جونقكوك ولكن بصوت الطف هذه المره وهو يضع يده على ظهره يحاول دفعه بلطف وكأنه يترجاه ان يخرج ويتوقف عن هذه الألاعيب.

انحى نحو الباب يحاول فتحه ليلتصف صدره بظهر جيمين بطريقة حميمية والاصغر ينظر اليه عن قرب، ولكن جونقكوك ابتعد بسرعة بعد فتح الباب ليلقي نظرة على ليسا وهي تحدق بهم ولكنها تبدو غاضبه اكثر منها مشتبهه. جونقكوك دفع جيمين الى الخارج لينتهي من هذا الكابوس.

"سنتحدث عن ذلك لاحقا سيد بارك" تكلم جونقكوك بتحذير.

ابتسم جيمين بخبث وهو يخرج من منزله "اتطلع الى ذلك سيد جيون"

عندما اغلق الباب، شعر جونقكوك بانه يستطيع التنفس مره اخرى. اخذ نفس بهدوء يشعر بنظرات ليسا خلفه، تراقبه. يمكنه الشعور بنظراتها تخترق مؤخرة رأسه وهو يقف امام الباب بعد اغلاقه، ليس مستعد بعد لمواجهتها.

"لقد قمت بسؤاله عن الاستاذ الجديد" تكلمت بهدوء من خلفه.

"ما..ماذا ؟" سأل وهو يلتفت ناحيتها، يعلم الى اين تتجه هذه المحادثة.

"ذلك الاستاذ الذي اخبرتني عنه، اللي استمر بمهاتفتك طوال الوقت ليسألك عن الدروس عندما كنا فيه العطلة مع عائلتي" تكلمت بسخرية وكانها تعلم بانه كان يكذب. "جيمين اخبرني بان الاستاذ صغير في العمر، ولطيف ايضا، وانه معجب بك على ما يبدو"

عقد جونقكوك حاجبيه وهو يبتعد عن الباب متجها الى عرفة المعيشة. "حسنا جيمين معروف في المدرسة بانه كاذب ماهر" اجابها بصوت غير مهتم. الكلمات مذاقها سيئ وهي تخرج من فمه، لا يريد ان يتحدث عن جيمين بسوء ولكنه مضطر ويكره ليسا لاجباره على ذلك.

"حقا جونقكوك؟ لكنني لا اعتقد بانه يكذب، لماذا سيكذب علي في هذا الامر؟ مالمنفعة التي سيحصل عليها من كذبه علي؟"

"انا لا اعلم ليسا" صرخ جونقكوك بضيق، ينظر اليها بفقدان صبر. "اللعنة، لما عليك ان تقلبي كل شي الى مشكلة؟ لا يمكننا ان نحضى بليلة واحدة هادئة؟ بدون ان تجلبي لي الصداع؟"

عم صمت بعد توقف ليسا عن التحدث، وكأنها مصدومه من انفجاره المفاجئ. سنوات من الغضب والازعاج والاستياء تراكمت في صدره لتخرج على هيئة اعصار.
القى بنظره عليها ليبتسم ببرود "مالذي يهمك بحق الجحيم؟ اذا ما كنت اضاجع شخصا اخر؟ انتي تفعلين ذلك طوال الوقت" لايمكنه تصديق كلماته، انها المره الاولى التي يخبرها ذلك بصراحه.

حدقت به لوقت طويل بصمت، صدمة وحزن وخوف كل تلك المشاعر مرت على ملامح وجهها. ولكن ليسا بارعة في اخفائها بالغضب.
"انا اكرهك جونقكوك" اخبرته بشفتين مرتجفه "انا حقا اكرهك، اتمنى لو انني لم اتزوجك" نظرت نحو عينيه مباشرة، طرف عينيها امتلئ بالدموع ولكنها لم تسقط "لقد اضعت الكثير من عمري معك. لقد اضعت الكثير من نفسي. وانا اكرهك لفعلك ذلك"

جونقكوك فتح فمه ليرد عليها ولكنه اغلقها بعد ذلك. لا يريد ان يضيع المزيد من طاقته لايذائها كما تفعل، لذا مرره يده خلال شعره متمالك اعصابه "مالذي نفعله ليسا؟" سأل لانه لا يعلم حقا، ينظر اليها، ينظر الى الشخص الذي اعتقد في لحظة ما انه سعيد معها، فكر ببرودها وبالقشعريره التي يشعر بها عندما يقارنها بالدفئ الذي يحيط به عندما يكون مع جيمين، ولكنه لا يعلم لما كان يحاول اصلاح هذا الزواج.

يعلم بانه اخبر نفسه مرارا وتكرارا بان من الافضل ان ينتظر تخرج جيمين ليتركها، ولكن لا يمكنه التفكير باي سبب يجعله يفعل ذلك "مالذي لانزال نفعله سويا؟، لماذا لا نحصل على الطلاق؟" فكر بصوت عالي.

ليسا ضحكت بصوت هيستيري "كي تهرب الى ذلك الاستاذ الجديد" سألت بسخريه صوتها مليئ بالحقد "لن افعل ذلك جونقكوك، كل تلك المشاكل التي مررنا بها في سنوات زوجنا لم ترغب ولو مره واحده بالانفصال عني، لم ترغب بمنحي الطلاق عندما رغبت بذلك. ولكن الان عندنا حصلت على عاهر لتضاجعه تريد ان ترمي بزواجنا عرض الحائط؟"

"انا لم احصل على عاهر!!" جونقكوك اجابها بحده، لا يمكنه احتمال ان يطلق على جيمين اي كلمة بذيئة، لا يمكن ان يحتمل فكره ان روحه وحب حياته يمكن ان يكون مجرد عاهر، تلك الكلمة تجلب له الغثيان.

جيمين ليس كذلك، لم يكن ولن يكون.

"لقد اردت اصلاح هذا الزواج، والان ستكون مجبر على اصلاحه." اخبرته ليسا، تريد التأكد بانها لن تخرج من هذه المعركة بخسارة، وكانها تريد اسقاطه معها . "لن ادعك تطلقني لتكون مع شخص اخر. لن اقف مكتوفة الايدي وانا اراك تذهب بسعادة مع شخص اخر وتتركني في هذا المكان. هذا ما اردته اليس كذلك حبي ؟" قالت مره اخرى بسخرية جعلت من جونقكوك يشمئز.

يشعر بالغضب وبالقرف لا يمكنه التفكير بشكل سليم في هذه اللحظة وهو ينظر اليها.

"سأذهب الى الحانة" قال وهو يهرع الى الباب.

"بالطبع" تكلمت بصوت عالي كي يسمعها "اذهب للشرب لان هذا الشي الوحيد الذي تجيده"

جونقكوك يتمنى لو كان بامكانه ان يذهب الى الحانة   بدلا من الذهاب مباشرة الى منزل جيمين، ولكنه قام بقطع وعد معه بان يتوقف عن الشرب.

الطريق الى منزل جيمين جعل غضبه يتفاقم، عندما قام جيمين بفتح الباب جونقكوك دفعه جانبا ليدخل مغلقا الباب خلفه بقوة.

"مالذي كنت تفكر به واللعنة؟' سأل جونقكوك بغضب بالكاد انتظر اجابته ليكمل "مالذي جعلك تفعل ذلك؟ لتذهب الى منزلي؟ لرؤية زوجتي؟"

صوت جيمين هادى مقارنة بجونقكوك عندما قام باجابته "اردت ان اقابلها" قال ببساطة لا يوجد لديه ذرة ندم "اردت ان اقابل المرأة التي تفضلها علي"

"انا لا افضلها عليك. لقد اخبرتك بذلك" جونقكوك لا يمكنه معرفه كم سيتحمل الجدال في نفس الموضوع كل مره. لقد اخبره من قبل لقد حاول ابعاد مخاوف جيمين، ولكن لا شي يمكنه ابعاد شكوكه حول زواجه. "ايضا لقد قابلها من قبل عندما ذهبت الى العيادة للتحليل"

هز رأسه جيمين "ذلك كان مختلفا. كانت تعمل في ذلك الوقت ولقد كنت مريضها. اردت مقابلتها جونقكوك. اردت رؤيتها وهي تصنع لي كوب من القهوة في المطبخ الذي ضاجعتني فيه، اردت الجلوس بجانبها على الكنبة التي قمت بالاستلقاء عليها بجانبك، اردتها ان تستقبلني في المنزل الذي تعيشان فيه"

جونقكوك حدق به لوهلة لا يعلم مالذي عليه ان يقوله "جيمين هذا..." سكت فاقدا لكلماته.

"حزين؟ فاسد؟ يائس ؟ مجنون؟" جيمين اكمل عنه "اجل قد اكون كذلك" يبدو وكان جيمين لا تزعجه تلك الحقيقة "اخبرتك من قبل جونقكوك — انا لست شخص جيد. استمر باخبارك ذلك، ومازلت افعل هذه الاشياء التي يجب ان تبين لك انني لست شخص جيد. وانت تلاحظها، لفترة بسيطة تغضب وتصرخ وتخبرني بانني لست مناسبا لك. ولكنك تسامحني. انت دائما تسامحني. لماذا تفعل ذلك؟" تكلم بصوت منزعج ويائس.

جونقكوك حدق به في حيرة من امره. لان الطريقة التي يبدو عليها جيمين وكانه يريد من جونقكوك ان يتركه، وان ينفصل عنه. سيعتقد اي شخص بان جيمين يحاول دفع جونقكوك بعيدا عنه. يحاول دفعه لهاوية الجنون. اذا كان هذا هدفه فهو بالتأكيد قد نجح بذلك عدة مرات، لقد نجح بان يفقد جونقكوك عقله.

جونقكوك يعلم بان جيمين لديه طريقته في ايصال الامور الى ابعد من حدودها، لديه طريقته في دفع الاشياء حتى تنكسر. جونقكوك يعرف ذلك شخصيا، لانه قام بتجربة ذلك، لقد قام جيمين بكسره مرات عديدة من قبل. والان، جونقكوك يعتقد بان التعرض للكسر مره اخرى بين يدي جيمين سيكون اجمل طريقة لكي يتحول الى حطام.

قام جونقكوك بأخذ خطوة الى الامام للامساك بجيمين وسحبه بقوة مغلقا فمه. ليظهر له بانه ليس الشخص الذي يتخذ قرارات بشأن زواج جونقكوك. عندما امسك بذراعه بشدة، جيمين ابعد يده بقوة ليبتعد عنه الى الجانب الاخر من الغرفة.

"لا تفعل" جيمين اخبره بحزم وهو يهز رأسه. "ارجوك لا تفعل. دائما ما ينتهي الامر بهذه الطريقة، ولا يتم حل اي شي"  اشار جيمين بيده بينهم، جونقكوك فهم انه يقصد بان جدالهم دائما ينتهي بممارسة الجنس، بغض النظر عن الموضوع الذي يحاولون حله، بعض النظر عن القرارات. دائما ما يعودون الى نقطة البداية— متشابكين ومرتبطين بشكل يأئس بكل ماتعنيه الكلمة."

"الامر جدي جونقكوك. انا متعب من الاختباء، و من كل تلك الاسرار. انا متعب من كوني 'طرفا اخر' " جيمين همس له، "اعلم بانك تريد الانتظار— اعلم بانك تعتقد بان هذه هي الطريقة الصحيحة. ولكنني لا استطيع فعل ذلك بعد الان. انا آسف"

"حسنا" جونقكوك نطق ليأخذ نفس عميق يلعق شفتيه محاولا ان يبقى هادئا. "حسنا، مالذي تريد مني ان افعله؟ سأفعل اي شي. انت تعلم بانني سأفعل. هل تريد مني ان اتركها؟" سأل وهو يتحرك نحو الاصغر ولكنه توقف عندما لاحظ توتره. "سأفعل ذلك. هل لو اردت مني ان اتوقف عن رؤيتك سأفعل ذلك. اي شي تريده لكي تكون سعيد جيمين. انت تعلم ذلك" جونقكوك سيكره ذلك، سيحطمه ويقتله، ولكنه اخبر نفسه منذ البداية اذا كان جيمين سيرغب بابتعاده حقا— سيحترم قراره ويبقى بعيدا عنه.

لحسن الحظ، على الرغم من ذلك جيمين هز رأسه بنفي، ليجعل من جونقكوك ان يتنفس الصعداء.

"تأخر الوقت كثيرا لايقاف ذلك جونقكوك. قد فات الأوان منذ البداية. كلانا نعلم ذلك" تكلم جيمين بصوت خافت ضعيف. جونقكوك لا يريد شي اخر سوا ان يقترب من الاصغر وياخذه بين احضانه لاخباره بان كل شي سيكون بخير. ولكنه لا يستطيع لانه لا يعلم اذا كان اي شي سيكون بخير. هو فقط لا يعلم مالذي سيحدث بعد الان.

"ولكن يمكنني رؤيه هذه الحياة المزدوجة التي تعيشها" تكلم جيمين بهدوء يحاول ترتيب كلماته "يمكنني رؤيه انها تؤذيك وتستهلك طاقتك، وانا اكره انني السبب في ذلك. لم ارغب ابدا ان اكون السبب في تعاستك. وانا اعلم بانك لم تقصد ابدا لن تجعلني اشعر بهذه الطريقة ايضا. لكنك تفعل ذلك... في كل مره تذهب الى منزلك، انت تفعل ذلك. في كل مره تتركني لتذهب اليها، ان الامر مؤلم وكأن قلبي يتحطم الى اشلاء داخل صدري. وفي كل مره تغادر وتتركني لوحدي اشعر بذلك"

عض جونقكوك شفتيه يحاول ان يمنعها من الارتعاش، يحاول ان يمنع اي صوت من الخروج، لم يرغب ابدا ان يجعل جيمين يمر بكل ذلك. جونقكوك يكره نفسه لهذا السبب.

"اعتقدت ان بامكاني القيام بذلك" جيمين اكمل بعد فترة من الصمت مخترقا افكار جونقكوك. "اعتقدت ان بامكاني ان احصل عليك، وان اضاجعك، وان اكون بخير في نهاية اليوم عندما تذهب الى زوجتك. ولكن بعد ذلك اكتشفت المزيد عنك جونقكوك، لقد اعطيتني المزيد والمزيد من نفسك. لقد اظهرت لي كل جروحك وسمحت لي برؤية ندوبك، لم استطع فعل اي شي سوى ان اتعلق بك، وان ادعو الله انك في يوما ما لن تقوم بتركي" ابتسم بسخرية من نفسه، مبعدا نظره عن جونقكوك. "ولكن كلما طال الامر، طالت فترة زواجك بها واستمرت وعودك لي باشياء لن تحدث ابدا... أشعر بانني اخسرك" هز رأسه بحزن ابتسامته المكسورة تتلاشئ من وجهه. جونقكوك ليس متأكد ولكنه يعتقد بانه رأى دمعة تشق طريقها على خد جيمين في ظلام غرفته. "وكأنني اخسر ضدها، ضد زواجك،  ضد الحياة التي تراها طبيعية"

جونقكوك فتح فمه للجدال. يريد ان يقول شي، يريد ان يعترض، ان يخبر جيمين بأنه مخطئ—ولكن جيمين تحدث بسرعة ليقاطع جونقكوك.

"لقد كنت اناني" اخبره جيمين بصوت صريح، وعميق وحزين "ادرك ذلك الان. لقد كنت انانيا جدا، وهذه ليست الطريقة التي من المفترض ان تعامل بها شخص تحبه. ذلك يجعلني بسوء زوجتك. ربما... ربما علي ان اتوقف اخيرا عن ايذاءك" هز كتفيه مره اخرى. "ربما بدوني في حياتك، يمكن للامور ان تعود كما كانت عليه من قبل. يمكنك اصلاح زواجك ويمكنك ان تحضى بحياة هادئ في مدينة هادئه مع حيوان اليف وعائله. ربما يمكنك محاولة جعل كل شي افضل مره اخرى"

جونقكوك اخيرا وجد كلماته، "جيمين" صرخ حزنا ويأسا يشوب صوته "لماذا تقول ذلك؟"

نظر اليه جيمين وكأنه يبدو بعيدا في اخر الغرفة "لانني اشعر ان بقيت معك جونقكوك سأقوم بجرنا جميعا الى الهاوية، الى الجحيم... وهذا ليس عدلا بالنسبة لك"

جونقكوك اقترب منه، بالرغم من محاولة جيمين للابتعاد، امسك بذراعيه بشدة ليجبره كي ينظر اليه، لن يجعله يهرب منه مره اخرى. "جيمين، انظر الي. انظر الي!!" صرخ وهو يهز الفتى وكانه يريده ان يعود الى صوابه. "انت لست الشخص الذي يقوم بايذائي هل تفهم؟ انا افعل ذلك بنفسي، واقوم بايذائك ايضا. انا وقراراتي الغبية و كرامتي اللعينة. انا لا اريد اي حياة بدونك. لا اريد الاشياء كما كانت قبل ان التقي بك. لا اريد ان اصلح زواجي اللعين، لا اريد ان احضى ببيت هادئ في مدينة هادئة، لا اريد عائلة مع زوجة لعينة، او حيوان اليف او اي شي.انا لن اتركك، حسنا؟ انا لن اذهب الى اي مكان. لا يوجد قوة في الكون يمكن ان تبعدي عنك" قال جونقكوك بشدة. "هل تفهمني؟ ها؟"

جيمين حدق به لوهلة، ينظر مباشرة في عينيه وكأنه ينظر خلال روحه. جونقكوك يعلم بان هذه طريقه جيمين لفهمه، وتحليله وقراءة افكاره. الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك.

ولكنه توقف تاركا جيمين يفهم مايريده من عينيه اذا لم تكن كلماته كافيه.

نظر اليه جيمين لمره اخيره وكانه يقرر ان ما يبحث عنه يستحق ذلك.
ثواني قليلة ليحمر جيمين خجلا محاولا السيطرة على ابتسامته،  لا يمكن لجونقكوك سوا سحبه ناحيته ليمحي كل مسافه بينهما. ليلصق شفتيهما في شي لا يمكن تسميتها بقبلة عادية فهو متشوق ويائس وعاطفي، قبلة تلخص كل ما يشعر به جونقكوك ناحية جيمين.

عندما بدأ جيمين بالتجاوب مع قبلته، ابتعد محدقا به وهو يلتقط انفاسه. هو يعلم بالتأكيد بان جيمين ليس مثاليا، يظهر ذلك بالطريقة التي يحب جونقكوك بها. ولكن جونقكوك يفهم ذلك. يعلم بانه اخذ من جيمين الكثير من الجهد لكي يخبره بكل ما يشعر به هذه الليلة، لكي يكون بهذه الشفافية والصراحة.

انحى مره اخرى ليقبله مره اخرى، ولكن هذه المره بنعومة وبتأني. جيمين استجاب بسرعة، ليسحبه جونقكوك ناحيته اكثر لدرجة ان بامكانه سماع دقات قلب الاصغر. جونقكوك يحب تقبيل جيمين، لطالما احب ذلك. يستمتع باحساس شفتي جيمين الممتلئة وهي تضغط على خاصته النحيلة، واللعقات اللطيفة من الاصغر التي تبدو خجوله، والطريقة التي يمكنه ان يجعل جيمين يفقد عقله من مجرد قبلة. جونقكوك يحب ذلك والان يريد ان يأخذ وقته في تذوقها والاستمتاع بها.

جيمين من الناحية الاخرى، دائما ما يكون مستعجل وغير صبور عندما يقبله جونقكوك وكأنه لا يطيق الانتظار لما سيأتي بعد هذه القبلة. فيبدأ بالتحركة وضغط جسده وهو يأن نحو جسد الاكبر باحث عن اي احتكاك. ضحك جونقكوك بهدوء وهو يمرر يده خلال شعر جيمين.

"على مهلك صغيري" همس في اذنه وهو يخفف من وتيرة قبلتهما، ولكن جيمين شد قبضته على قميص جونقكوك بيأس "لا تقلق لدينا الليل بأكمله"


استلقى جونقكوك بجانب جيمين وهما يلتقطان انفاسهما. "هل كنت جاد حول الحيوان الاليف؟" سأل جيمين، وهو يتنفس بصعوبة واضع رأسه على صدر الاكبر "لانني اريد جرو صغير يوما ما" هنالك ابتسامة عريضه على وجهه ونور في عينيه تجعلانها تتألقان، لطالما احب جونقكوك عيني جيمين عندما تغمره السعادة.

ابتسم جونقكوك وهو يمرر اصابعه خلال شعر الفتى، "اذا اردت جرو سأحضر لك واحدا، يمكننا تبني العديد ايضا، اي شي تريده جيمين سأحضره لك دائما" قبله  على قمة رأسه وكانه يختم كلماته و وعوده.

"اريد ان اكون رجلا عظيما جيمين، لقد قمت ببعض الاشياء الفضيعة في حياتي. خلال الحرب وخلال زواجي وللناس الذين احببتهم. لكنك تجعل كل شي افضل، انت تجعل مني شخص افضل. اشعر بانني استطيع ان ابدأ من جديد، اريد ان اصبح افضل رجل بامكاني ان اكونه، لانني اعلم بان هذه هي الطريقة التي تراني بها، وانا لا اريد ان اخيب املك."

"جونقكوك" همس جيمين وهو يرفع رأسه لينظر مباشرة في عينيه، "لا يمكنك ان تخيب املي، ابدا وانت تعلم ذلك". ولكن جونقكوك عقد حاجبيه بأسف "لكنني فعلت من قبل" اجاب بحزن، "وانا اسف صغيري. بالرغم من اعتقادك بانك شخص سيئ ولكن في الحقيقة انا من يستمر بايذائك، انا اسف"

ابتسم جيمين ليطبع قبلة لطيفة على شفتيه "ولكنه ليس خطأنا ان كلانا سيئ بطريقة او بأخرى. نحن متشابهون جدا جونقكوك. انت مكسور مثلي تماما، ومشوه ومجروح، ولكني بجانبك كلانا نملك بعضنا"

"انا احبك جيمين" اخذه جونقكوك بين ذراعيه، يريد ان يشعر بدفئ جسده بعد كل ما حدث اليوم، يريد ان يشعر بالراحة وبالامان وبكل كل تلك الاحاسيس التي يشعر بها  باقترابه من الاصغر.

جونقكوك يعلم بان اتخاذه القرار للبقاء متزوجا في الوقت الحالي هو الصحيح والاكثر امانا بالنسبة لهما، ولكنه الاكثر ايلاما. ويعرف ايضا بانه لا يمكنه الاستمرار في هذا الطريق بعد الان، ان يبقى متزوجا حتى نهاية السنة الدراسة. لا يمكنه ان يستمر بايذاء جيمين وجرحه هكذا، جونقكوك لا يمكنه فعل ذلك.

لذا الاجابة بسيطة جدا....

لن يفعل.

[يتبع]

هااايي ❤❤
بارت جديد واتوقع بيكون قبل الاخير :(
التحديث بسبب الناس الحلوة اللي تعلق على كل بارت وتخليني اتحمس ارجع اكتب ❤

كان مفروض فيه سمت بس كنسلته قلت رمضان والناس صايمين مو وقته 😂

انيواايي يارب عجبكم البارت واذا فيه اخطاء املائيه تجاهلوها
love you all ❤

Continue Reading

You'll Also Like

2.4M 19.7K 15
ماذا يحدث اذا تحول حب المراهقة الى هووس يعشقها بجنون ومستعد ان يفعل اي شيء للحصول عليها ولكنها ملك لغيره فألى اي مدى قد تصل رغبته في أمتلاكها تابعوا...
819K 34.6K 32
مكتملة تَأتِيكَ فرّصة فِي الزَوآج مِن شَخصٍ و أنتَ تحِبُ شَخصًا آخَر، و لكِن رَغم ذلِك نظَرت لِأخيكَ المرِيض و وَافقتَ دونَ تَردُدٍ.. "أُحبُك.." Top...