الثلاثون

143K 3.7K 264
                                    

عقدت ليلي جبينها وضغطت باناملها علي معدتها التي تؤلمها واغمضت عيناها تحاول اخذ نفس عميق فقد شعرت بالدوار أثر سرعه سائق السيارة الاجرة التي اخذتها لتذهب لمنزل ابيها ...... تعرف ان مديحه تستحق كل السوء ولكن عمها لايستحق هذا....وطبيعتها لم تتقبل ابدا ان تكون زوجه عمها جالسه كما قالت أم سلمي لها علي الدرج بلا مكان وان تتركها مهما فعلت بها ...
فتحت عيناها وهي تخرج النقود من حقيبتها وتعطيها للسائق الذي توقف أسفل البنايه...: اتفضل متشكرة
قال السائق بتهذيب : تامري يافندم .
نزلت من السيارة وخطت باتجاه المنزل لتتوقف مكانها حينما وجدت تلك الفتاه ذات السادسه عشر تبتسم لها وتسرع تجاهها ليلي... ليلى..
التفتت ليلي الي تلك الفتاه الجميله قائلة : سلمي إزيك
ضمتها قائلة : انا الحمد لله كويسه اوي وانتي...
: الحمد لله كويسه
; مبروك على الجواز.... دي ماما مش بتبطل كلام علي اللي عمله جوزك مع اخويا
ربتت ليلي علي كتفها قائلة: مفيش اي حاجة.... المهم انتي عامله ايه في الدراسه
: كويسة اوي الحمد لله
اومات لها ليلي لتستاذن قائلة : طيب معلش ياسلمي انا هطلع عشان مستعجله
اومات لها وتركتها لتدخل ليلي الي المنزل فتجد مديحه جالسه في احد الاركان علي الدرج الرخامي وتضع راسها بين يديها... رفعت مديحه راسها تجاه ليلي ببطء بينما تتقن رسم الدور ولكن بداخلها انطلقت سمومها الشامته فهاهي تلك الفتاه ستلقي المصير الذي تستحقه من وجهه نظرها الحاقده
قالت بتهكم مرير مزيف : جاية طبعا تشمتي فيا
نظرت لها ليلي باستنكار فهي كما هي لم تتغير لتقول بدفاع عن نفسها  : وهشمت فيكى ليه..؟
لوت مديحه شفتيها فهاهي تمثل دور الفتاه الطيبه لتقول بحقد واضح : اخدتي حقك مني و اترميت في الشارع علي اخر عمري واتبهدلت وانتي بقيتي الكل في الكل.... ابني ضاع وعمك طلقني ورماني عشانك
: انتي عارفه كويس اني ماليش يد في اي حاجة حصلتلك... ابنك غدر بيا قبل مايغدر بيكي  وانتي عارفه كويس حصل ليا ايه... وعمي طلقك عشاك الكلام الافتري اللي قولتيه عني
نظرت لها مديحه بحنق لتهتف : والفضيحة اللي جوزك عملهالي
عقدت ليلي جبينها بعدم فهم : فضيحة ايه
هتفت بغضب : البت اللي زقها عليا وقال اني مشغلاها
هزت ليلي راسها بعدم فهم : انا معرفش انتي تقصدي ايه.... اكيد غلطانه
لوت مديحة شفتيها : غلطانه....!!
هزت ليلي راسها بقله حيله فهي لاتعرف سبب لتلك الكراهيه التي تكنها لها لتقول وهي تخرج المفتاح من حقيبتها : قومي ياطنط معايا وبلاش نفتح في اللي فات
قالت مديحه بسخريه لم تستطع منعها  : ومن امتي العقل ده يابنت لبنى
زفرت ليلي قائلة  : ولا عقل ولا حاجة  .. انا بس لازم ارجع البيت فلو سمحتي خدي المفتاح واطلعي البيت ميصحش تفضلي قاعده كدة واتعاملي كأنه بيتك بالضبط
هزت مديحه راسها سريعا فهي تريدها ان تصعد معها لا ان تترك لها المفتاح وتغادر لتقول  : لا متشكرة مش محتاجة صدقه منك
تنهدت ليلي قائلة وهي تتطلع في ساعتها : مش صدقه ولا حاجة انتي مهما كان زي امي الله يرحمها.... اتفضلي المفتاح واطلعي مينفعش تقعدي في الشارع
هزت مديحه راسها وابعدت يد ليلي بالمفتاح قائلة : لا طبعا مش هاخد المفتاح.... ولا عاوزة  تقولي اني سرقت شقتك
تنهدت ليلي باستنكار : ولا هقول ولا اعيد
قالت مديحه : يبقي تطلعي تفتحيلي
زفرت ليلي قائلة : ماشي اتفضلي
تلفتت مديحه حولها بخبث بينما تقدمتها ليلي للأعلى لتشير بطرف عيناها الي يوسف الذي اسرع يدخل من الباب متخفيا دون ان يراه احد......
فتحت ليلي الباب ودخلت بضع خطوات لتقول وهي تخرج المفتاح من سلسله مفاتيحها تمهيدا لتركه لمديحه: انا هسيبلك المفتاح و هخلي ام سلمي تجيب لك حاجات للتلاجه
تفاجأت ليلي بتعالي ضحكه مديحه المتهكمه لترفع عيناها ناحيتها باستفهام .. بتضحكي علي ايه... ؟
قالت مديحه بغل وقد تغيرت ملامحها تماما :بضحك على كلامك
رفعت اصبعها امام وجهها وتابعت بحقد شديد : ... انتي فاكرة ان انا مستنيه منك انتي اكل يابنت لبنى
عقدت ليلي جبينها لحظة قبل ان تنتفض من مكانها متراجعه للخلف ماان رأت ذلك الطيف يظهر امامها ويدخل سريعا الي الشقه مغلق الباب خلفه
... يوسف..!
............
.....

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن