الفصل الثاني والثلاثون - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

تركهما واتجه إلى سيارته وقادها إلى منزل «نيران» وما إن وصل حتى فتح له حارس الفيلا الباب الخارجي فتقدم بسيارته إلى الداخل وترجل منها قبل أن يتجه إلى الباب ويضغط على زر الجرس ، ما هي إلا ثوانٍ حتى فتحت له «أنهار» فابتسم وهو يقول :
- ازيك يا حماتي عاملة ايه
تعجبت من أن «نيران» ليست معه فقالت :
- الحمدلله بخير يا حبيبي .. امال فين نيران مش معاك ليه
رفع إحدى حاجبيه بتعجب وأردف :
- ايه هي مش هنا ؟ أنا كنت جاي وفاكرها هنا
حركت رأسها بالنفي وأردفت :
- لا هي مشيت من ساعتها وقالت إن عندها مهمة معاك وماقالتش حاجة تانية .. هو أنتوا اتخانقتوا ولا ايه ؟
أجابها بحزن :
- حصل سوء تفاهم كدا وهكلمها ، على العموم أنا هعرف أوصلها متقلقيش
تركها واتجه إلى سيارته وأمسك بهاتفه وهو يقول :
- يارب تكون خدت الموبايل .. يارب يارب
وفجأة صاح بقوة :
- يس
انطلق بسرعة إلى مكانها الذي عرفه عن طريق تطبيق قام بتثبيته على هاتفها أثناء غيابها ، وصل إلى وجهته وترجل من سيارته أمام نهر النيل ، سار لعدة أمتار بحثًا عنها فوجدها تجلس على حجر ضخم وتنظر إلى المياه بحزن فابتسم وتقدم تجاهها قبل أن يجلس بجوارها بحركة مباغتة ، نظرت إليه بتعجب فظل موجهًا نظره إلى المياه وهو يقول :
- غريبة يعني ده أنتِ بتخافي من البحر بالليل ، اوعي تكوني ناوية تنتحري
ظلت موجهة نظرها تجاهه بدهشة وفجأة صاحت به :
- أنت عرفت مكاني منين ؟
نظر لها وابتسم بحركة مستفزة وهو يجيبها :
- عيب تسألي ظابط شرطة سؤال زي ده ودلوقتي يلا جاوبيني على سؤالي
نظرت إلى المياه أمامها بغضب وقالت :
- واحدة اتخطفت شهرين من عبدة الشياطين وكانت بتشوف طلاسم على الحيطة وبتشوفهم وهم بيحضروا جن عايزها تخاف من المياه !! وبعدين أنا ماانتحرتش وأنا فاقدة الذاكرة هنتحر يعني وأنا فاكرة ؟
ابتسم ووضع يده ظهرها وقال بحب :
- تعرفي إنك مافارقتيش أحلامي طول فترة غيابك ! أنا كنت بموت من غيرك .. والله كنت في حالة ماكانش حد يتخيل يشوفني بيها لدرجة إن بابا كلمني مرة واتنين ينصحني وأنا مفيش ، انا عمري ما خبيت ولا هخبي حاجة عنك أبدا وبعترف إني غلطان علشان خبيت عنك حاجة وبعد كدا أي حاجة هتبقى مشتركة بيني وبينك حتى الشغل ، هنطلع مهمات مع بعض ونبقى مع بعض في البيت وفي الإجازات وفي أي وقت بس ماتزعليش علشان أنا ماصدقت رجعتيلي تاني ، اطلبي أي حاجة وأنا هنفذها
أدمعت عيناها ونظرت إليه بشوق ولهفة قائلة :
- أنا كنت كل يوم بتخيل شكلك قدامي ، كنت بعد الأيام علشان أشوفك .. كنت في زنزانة ضلمة ووقت ما كانوا بيفتحوا ليا كان علشان الأكل وعلشان الرسالة اللي بعتهالك فقط ، كنت بعيش أسوأ أيام حياتي بجد لدرجة إني كنت بتخيلك قدامي وأقعد أتكلم معاك وفي نهاية حوارنا كنت بعيط وبترجاك تنقذني ، ماكنتش عارفة هل أنت عايش ولا لا من ساعة اللي حصل في الفندق .. استسلمت وقلت دي النهاية وفجأة لقيت نفسي هنا في أوضتي وكل الذكريات هاجمتني حتى ذكرياتي وأنا فاقدة الذاكرة ، على اد تعبي ومعاناتي بس كنت أسعد واحدة في الدنيا علشان هشوفك تاني ، طيف علشان خاطري اوعى تسيبني تاني .. أنا عارفة إنك دافعت عني لآخر نفس آخر مرة بس مش ده قصدي ، أقصد ماتبعدش عني وخليك جنبي .. شاركني كل حياتك زي ما أنا هشاركك كل حياتي
لف ذراعه على ظهرها وضمها إليه بحب :
- أوعدك إني هعمل ده حتى لو هيكون آخر يوم في عمري ، وحشتيني أوي .. وحشتني نيران ، جعان نيران
شعرت بالراحة والطمأنينة وهي تسند برأسها على صدره ، افتقدت هذا الحضن الذي يقربها من حب حياتها ، افتقدت الراحة والطمأنينة لكن الآن رُد إليها كل شيء ، تنفست بأريحية وهي تقول :
- وأنا جعانة طيف
جاء هذا الصوت الساخر من خلفهما حيث كان ضابطًا :
- وأنا جعان مجرمين ، قوم يالا أنت وهي .. ليلة أبوكوا سودا

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now