آرثر شوبنهاور

150 3 0
                                    


✦ أجمل أقوال آرثر شوبنهاور ✦

آرثر شوبنهاور : أحد أعظم الفلاسفة عبر التاريخ، عُرف بفلسفته التشاؤمية والسوداويَّة، يرى الحياة أنها شرٌ مُطلق، ويبجَّلَ العدم في كثير من كتبه، مثل كتاب (العالم إرادة وفكرة) وضح بشكلٍ مُباشر مفهومه عن الإرادة الحُرَّة، وهي إرادة الحياة الّتي تُجبرنا على الاستمرار، ومن طُرق الإجبار – حسب رأي شوبنهاور – هي الشهوة والجنس والتناسل، لهذا فسر الكثير من السلوكيات البشرية من هذا المُنطلق.

في عام 1804 كانت الفلسفة سوف تخسر أحد الهامات الفلسفية العملاقة مثل آرثر، وهذا بعد أن أوفى آرثر، الذي لم يكن قد تجاوز السادسة عشر حينها بوعده لأبيه بأن يبدأ التدريب على الأعمال التجارية على يد سيناتور جينيش، أحد كبار التجّار في هامبورغ.

وبعد تسعة أشهر من بدء آرثر التدريب حدث الحدث الأكثر مأساوية في حياته، وهو إنتحار هاينرش شوبنهاور – والد آرثر – الذي كان يبلغ من العمر الخامسة والستين عاماً بعد رحلة طويلة مع المرض، وذَكر آرثر فيما بعد أنه بالرغم من المعاملة القاسية التي تلقاها من الأب، وتمنيه أن يتخلّص منه ليحظى بحريته، فقد أحدث ذلك بداخله نوعاً من الذنب لم يتخلص منه لفترة طويلة، ولم يخلصهُ منه إلّا الفلسفة، فأدرك أن وجود هاينرش في حياته سوف يسد الطريق أمامه طيلة مسيرته ليكونَ تاجراً، وليس فيلسوفاً.

وآرثر لم يكن يشبه أبيه فقط في الشكل، بل في التعاسةِ أيضاً، من إحدى رسائل أمه له:

أعرف جيدًا كم أن إحساسك بسعادةِ الشباب قليل، وكم أن مزاجك في التفكير السوداوي الكئيب كبير، الذي ورثته عن والدك

كما أنه ورث إحساسَ والدهِ بالنزاهة أيضًا، فقد صارع آرثر نفسه في عمله بالتجارة، مع أنه يكره هذا العمل، ولكن لينفذ وصية والده، فشعر أنه مشلولٌ ومقيّد بعد إنتحار والده، ولكن سرعان ما أنقذته رسالة من أمّه، لتكون نقطة تحول في حياته، وتصقل هذا الفيلسوف لكي ينطلق في طريق الفلسفة ويترك التجارة، ويتحرر من عبوديته.

كُتبت الرسالة في عام 1807، بعد إنتحار والده بسنتين:

( عزيزي آرثر، لقد تدفقت النبرة الجدية والهادئة في رسالتك المؤرخة 28 مارس (آذار) من عقلك إلى عقلي، وأيقظتني وكشفت لي بأنك على وشك أن تفقد طريقك إلى مهنتك الحقيقية!

لذلك يجب أن أبذل كل ما بوسعي حتى أنقذك، وأفعل ما يمكنني، أعرف ماذا يعني أن يعيش المرء حياة تكرهها روحه، وإذا كان بالإمكان، فإني سأنقذك ابني العزيز من هذه التعاسة.

عزيزي.. عزيزي آرثر طالما كان لصوتي تأثير ضئيل عليك، إن ما تريده الآن كان آنذاك أشدّ أمنياتي، فكم بذلتُ من جهدي حتى تتحقق، بالرغم من كل ما قيل ضدّي.. فإذا لم تكن ترغب في الانضمام إلى فئة مناهضي الثقافة المبجلة، فأنا يا عزيزي آرثر لا أريد حقًا أن أضع أي عقبة في طريقك.

أقوال المشاهيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن