العشرون

Começar do início
                                    

هذه الليلَة اكلتُ القليل في العشاءِ ، على الطاولة
الطويلَة التِي يجلسُ حولهَا والدي واخواي، زوجتهُ
وانا..كانت مائِدة مُرَّة لاطعم لها.

لا احد يضحكُ، لا احدَ يتحدثُ ، الجميع متجهِم
وصامِت كأنه العزاءُ.

اخذت اسيرُ في فسيح الحديقة ، اترُك الهواءُ البارِد
يعبُرني، اشعر بثلجِيته تمسحُ علَى داخلِي المُشتعل،
فأطمئن.

-تفرَقت مشاعِرهما بتحطُم السورِ الذي كان
يبقيها في الداخِل ، السور كان الثِقة، قِتلت الثقة
بشناعَه واثراً لهذا..لم يستطِع الحُب ان يكون كافياً
ليجمعهُما- ومض في عقلِي تكمِلة اخرى لماكانت
تحكيه الجدَة قبل الحكمة في نهاية قصة يكون بها
العاشقَين السبب الوحيدَ لِاندثارِ الهوى وخلقِ الكُره.

لم اتذكر كلام الجارة العجوز الآن ؟ هل انَا
خائف ان اُصبح احد ابطالِ حكايتها التُعساء؟.

"اخشى اني لن اسمح لك بالمرور اكثر سيدي"
يقطعني عن اغلاق عيناَي صوت الحارس، ادرك
اني وصلت للبوابَة ، لحيثُ تجتمع الكلاب الوفية.

لم اجب عليهِ، التفت خلفِي ارى حارِسين آخرين،
مختلفين عن الصباح فهؤلاء لمناوبة المساء.
اكره هذا، اشعر ان القيودُ عادت لتُوضع حولَ
يداي واقدامي، والجدران مبنية في نهاية كل طريق
اسلُكه.

اتذكر اني ابتعدت عن البوابة بلا جدالِ ، اسيرُ
حيثُ الجانب الخلفِي من الحدِيقة، وهُناك تحت
الظلامِ ونورِ الشارع الخافِت ، فقدتُ وعييِ
نتِيجة دبُوس اِبرة غُرز بغته في عُنقي.

انكمَشت جيوبي الانفيه بأسى عودَة لِرائحة العفن
التي هاجمتها ، حاسة شمي هي اول ماستعدتهُ،
قبلَ ان يهاجم الالمُ ذراعِي وساعدِي، ثم عنقِي،
كانت يدايَ مقيدة للخلفِ، وانَا مستلقٍ على ظهري
فوقَ ارضِية..توجد عُصبة على اعيني تمنعني
من الرؤية، وتكاد تفجر حدقتي من فرط ضغطها،
وحتى فمِي مُغلق بِقماشة.

ارتجفت حين شعرتُ بسائِل دبقِ ، ينهمر بغزارة
على الارض حولِي واسفلِي ، لعله يكفي ليغطي
كل المكانِ، رائحته منتشرة بغزارة ، اهذهُ كلها دماء؟!.

مالذي افعله في منتصفِ بركة دم..؟
اين انا! .

تحركتُ بهمجية في مكانِي، لا استطيع الاستقامة
مهما فعلتُ ولذا اكتفيت باصدار اصوات مُزعجة،
لعلي اعرف من احضرني هُنَا ، توقفتُ تَماماً
عند سماع الباب يُفتح، يُجر ببطء مُستفِز،
اركز كُل سمعِي علَى اتجاهِه..على تِلك الخطوات
المِتزنة التي تصنع صدَى مُستمِر عالٍ.

صليب الحب| Yoonseok Onde histórias criam vida. Descubra agora