الجُزء الواحِد والعُشرين|فوضى الشُعور

24.3K 1.3K 734
                                    

الجُزء الواحِد والعُشرين|" كادت من الحُسن تنسى
‏أنها بشرٌ
‏أستغفرُ الله
‏بل أنستنيَ البشرا
‏جاءت كما يشتهي إتقانَها قدرٌ
‏أو مثلما تشتهي
‏ أن تُتقنَ القدرا
‏من شُرفة النور شاء الله طلعتَها
‏من ضُمّة الورد كان الخطو وانتثرا
‏وزاد فتنتَها
‏تدري بفتنتِها
‏في لفتة العين تنوي الفتكَ والنظرا.."
* * *

لابَأس أحيانًا مِن الإنهيار
فَالمرء مَهما حاوَل الصمود أمام أشياء عَظيمَة، سَينهار في نِهاية الأمر بِسَبب التراكُمات، وبِسَبب الصَمت في حين كان عَليه أن يقول الكَثير، تأتِ أيّام لا نَحتمِل فيها أي فِعل، أو قَول، تَتلَف قُدرَة التحمُّل وما يَبقى مِنها إلّا الغَضب الغير مُفسّر تِجاه أصغر الأمور، لا بَأس مِن الإنهيار، والصُراخ سُئمًا مِن كُل شيء وكُل شَخص، لا بَأس مِن البُكاء في أوقات مُتأخِّرَة مِن الليل لِأنّك لَم تَقول ما كان في قَلبك في تِلك اللحظة، لا بَأس مِن المُغادرَة حينَما لا يروق لَك الحِوار ومن يتَشارَكونَهُ، كُل البَأس هو لِعدم قُدرَتك على الإنهيار، لِعدَم شُعورَك بِأي شَيء، لِتوقُّفَك عن الإهتِمام بِالأشياء التي كُنت تُحِبّها، لِبهتان كُل العالَم في عيناك، لِفُقدانَك لِشعور الدَهشَة، والفَرح الذي يجعلَك تَنسى من تَكون، كُل البأس لِذاتَك حينَما تُحاوِل أن تبذِل كُل ما تَملِك مِن إهتِمام لِرحيل أحدَهُم، بينما أنت لا تُبالي، لا تُبالي بِرحَيل أي شَيء..

لا أملِك اليوم أي إعتِذار يا قَمَريْ
لا يوجَد أي كَلِمة تُصلِح بَشاعَة الأفعال، هٰذا هو العالَم الذي نَعيش فيهِ، من مِنّا لَم يَأخُذ ضريبَة الثِقَة والحُب!، مَن مِنّا لَم يُساء لَهُ ولِقَلبَهُ!، أؤمِن بِأن كُل شخص عانى، حتى أولٰئِك الّذين قاموا بِإيذاء أحدَهُم سَبق وتعرّضوا لِلأذيَة، وما يَحدُث اليوم هو تبادُل الإساءات والأذيّات، لِماذا يا قَمري لا نَتبادَل الحُب كما نَتبادَل كُل هٰذِه المَشاعِر السيئة!، ولِماذا على المرء أن يُغادِر بَعد أن تَرك أثر إساءة لِقلبٍ أحبّهُ!، تمنيت دائِمًا ألّا يكون غيابي عَن حياة أحدَهُم جارِح، وفي الحقيقَة لَم يهتَم أحدَهُم إن غِبت أو بَقيت، لِهٰذا كُنت أُغادِر مرتاح الضَمير، قَبل أن أُغادِر أتأكّد مِن عدم تَركي لِأي أثَر، وهٰذا رُبما يُسقِط عَنّي أي إتِّهام، لا يُهمَني بَعد ذَهابي إن أدركوا وجودي!، لا يَهُم أحدَهُم هٰذا الوجود الَضبابي، وحينما أُغادِر لا وجود لِأي ضَجيج..

ولٰكِنّكِ الإستِثناء الوَحيد في قَلبي
مَعكِ لا أُريد إلّا البقَاء إلى أن يأخُذَني الموت وأنا بين يَداكِ، قَبلَكِ كان الليل ثَقيل، والقَلب وَحيدٌ عَليل، قَبلُكِ كان يجثو على صَدري الوَجع، والآن يجثو على القَلب عِشقًا سرمدي، بين الدهشَة والرغبَة، كُنّا نَحن بين كُل شُعور خَطِر، كُنتِ أنتِ بين كُل سَطر وجُملَة، كَنَصٌ جَميل يُدهِش كُل مَن يقرأه، ولِأنّكِ بدوتِ مُدهِشة كُنتِ وكَأنّكِ حُلمٌ ما، كَأُنثى مُستحيل وجودَها في الواقِع الأسود الذي أعيشَهُ، أخاف أن ينتَهي هٰذا الحُلم، أن ينَطفِئ النجم الذي في قَلبي، ولا أرى مِن عَيناكِ شَيء، أخبريني يا قَمَريْ، وثَقِّفيني في عِشقُكِ كَيف أكون رَجُلٌ مِثالي، علِّميني وزيديني ولهًا لِلركض في أرضُكِ وحدودَكِ المُلّغمَة، فَأُنثى مِثلُكِ قد تَكون خَسارَتها كَخسارَة ثورَة، وأنا لَست مُستعد لِأي خَسارَات أُخرى، عليّ أن أكسَب هٰذِه الثورَة وإن كانت آخِر ما سَأفعلَهُ قَبل لَحظَة موتي المُحتمة، عليّ أن أموت عاشِقًا..

أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن