الجزء الاول

1.1K 24 2
                                    

.

مرهقةٌ هي الغربة لمن يعيشها ولا يهم اي نوع كانت قد تكون عن الوطن الاهل او الاحبه فهي متعبه بكل انواعها تستنزف منا احلامنا ترهقها فمن منا يعشق ان يكون بعيدا عن احبته او من منا حين يقع لا يتمنى ان تمسكه يدا قريبه تخبره بانها ستبقى بجانبه ..لكن بالنسبة لتلك الفتاة الغربه كانت خلاصها وليس متاهتها ..
بعد مرور خمس سنوات وقفت في شوارع لندن المزدحمه تتامل زحامها تتسائل متى اندمجت في هذا الزحام هل ستبقى مختبئه بين طياته ام ستعود الى هناك حيث آلامها رفعت عينيها الى السماء كانت الغيوم تحيطها تنذرها بعاصفةٍ قادمة لكن يبدو بان العاصفه لم تكن من السماء فقط فقد مرت بجانبها سيارة مسرعة فبللت ثيابها
اخبرت نفسها عن تعاسة هذا اليوم فاول شيء لم يكن لديها المال الكافي لتاخذ سيارة اجره وثم هذه المسافه التي مشتها بكعبها العالي الذي يكاد يوخز اقدامها والان ذلك الاحمق الذي بلل ثيابها وفوق كل هذا سيوبخها ادورد .
-ياالهي متى ساجد عملا جيد لاتخلص من هذا البدين ومقهاه. عادت بها الذكرى الى اليوم الذي بدأت فيه العمل في هذا المكان كان. قبل سنة تقريبا بعد ان تخرجت من الجامعه ولم تجد عملا مناسبا في ادارة الاعمال احتاجت الى المال لكي تدفع الايجار مع صديقتها بالاضافه الى مصاريفها فلم تجد امامها سوى ان تقبل باعلان العمل الذي عرضه ادورد ورغم اسلوبه مع العرب اجبرت على تحمله وصلت الى المقهى متاخرة كما توقعت كان يعج بالناس فهذا المقهى مشهور في كل ايام الاسبوع استقبلها ادورد موبخاً.
-لينا هل تعلمين كم الوقت الان اذهبي بسرعه وجهزي نفسكِ.
بقي يتمتم بكلماته الغاضبه ودخلت هي الى المطبخ. استقبلتها صديقتها ماري ..
-يالهي مالذي حل بك ِ انظري الى نفسك .
-لا تقلقي انه فقط يومي المعتاد ،حمدا لله بانني وضعت ثياب المقابله في كيس والا اصبحت بلا نفع.عادت الى روتين عملها اليومي من طاوله الى طاوله تسمع هذا وتلبي طلب ذاك مرت الساعات ببطىء مع تململات ادورد المتكرره ومع دقة الساعه الثانيه مساءا انتزعت ردائها لتذهب الى شركه اخرى لتجري مقابلتها التي لم تعد تحصي عددها .نادتها ماري تستعجلها من خلف باب الحمام .
-لينا هيا ستتاخرين .
-لحظات وساكون جاهزه .وظهرت امام صديقتها .كانت ترتدي تنوره طويله سوداء وسترة بلونها ورفعت شعرها الرمادي ليكون بشكل كعكه .
-يارباه لن تخرجي هكذا تبدين كانك راهبه !.
-هذا مااحتاج اليه بالضبط.
لم تعلم ماري لما ارادت لينا ان تخفي جمالها فخلف هذا التزمت توجد امرأه رائعه الجمال بعينيها الزرقاء وشعرها الرمادي .

تركت صديقتها وذهبت لتكمل مقابلتها لكن حدث ماكانت تخشاه فقد عادت ادراجها خائبه رفضت بعد ان اعطيت الوظيفه لشخص اخر تعلم بان السبب هو انتمائها فهي لا تملك الجنسيه ورغم تخرجها من هذا البلد الا انها مازالت تعاني .تسائلت الى متى ستبقى تحمل ذنوب الجميع الى متى سيبقى الحظ العاثر يلاحقها .وصلت الى شقتها استقبلتها صديقتها مبتسمه متامله ان تكون وجدت وظيفه افضل لكن ما ان شاهدت عيون صديقتها حتى خابت امالها .
-لا تتشائمي ستجدين عملا افضل من الاحمق الذي لا يرغب خريجة ادارة اعمال طبعا بمنحه دراسية .
- ساره من تحاولين ان تقنعي بكلامكِ فانا منذ عام ابحث وفي كل مره لا اجد سوى اتعس الوضائف .تعلمين بانني سانتقل الى مكان ارخص ان لم اجد عملا افضل فلم اعد احتمل كلفة هذه الشقه.
-ايتها المجنونه ولما وجد الاصدقاء.اسكتتها ساره مؤنبه كانت تحاول مواساتها لم تكن تهتم كثيرا لامر المال فهي فتاة ثريه تركت الاردن واتت لتسكن لندن لتتذوق الحريه كما كانت تردد دائما اعتاد والدها على ارسال المال لها التقت لينا في الجامعه وهكذا سكنا معا ولكن لينا لديها مبادئها التي تحترمها فهي لاتحب ان تعيش من مال شخص اخر او ان تعتمد على صديقتها فقط ،،مر هذا اليوم بجميع مأسيه واتى صباحّ اخر اعدت لينا سندويشا سريعا ووعدت نفسها ان تشرب فنجان شاي في العمل ثم حملت حقيبتها لتخرج اغلقت الباب ببطأ كي لا توقظ صديقتها من احلامها ابتسمت لافكارها فهي تعلم ان ساره لابد ان تكون الان تحلم بامجد وبعد ان تستيقض ستصدع رأسها بحديثها عن احلامها .
وصلت الى عملها مبكره فلم تكن تطيق حوار متكرر لادورد بعد ان رتبت الطاولات جلست لترتشف فنجان قهوه وتتصفح مجلةٌ قديمه بعد نصف ساعه بدء الزبائن بالتوافد احدهم يطلب القهوة والاخر يصرخ من اجل وجبة افطاره اما هي فقد تعب فمها بسبب ابتسامتها التي لم تفارقها فقد كانت تتعامل بود مع الجميع .
-لينا جهزي فنجاني شاي مع صحن فطائر وبيض للطاوله رقم سبعه.
-ولما لا تاخذيهم انتي .
-بصراحه هؤلاء الفتيان يبدون عرب أي انك ستجيدين التصرف افضل مني .اجابت صديقتها بابتسامة تعجب ملتويه .
-هل افهم من هذا انهم لم يعجبوكِ!!
-اوه كلا علا الاطلاق فهم جذابين جدا لكن تعلمين لا احب الجدال مع ادورد ،لكن حاولي ان ترتبي شعرك قبل ان تذهبي فقد يعجبك احدهم .قالتها ماري وهي مبتسمه بالرغم من انها تعلم بان لينا ستقول لا احب التورط مع الزبائن. بعد ان استمعت لكلمات صديقتها حملت الطلبات وابتسامةٌ رائعه تعلو شفتيها فتغطي شعرها المشعث وبنطلونها الجينز الذي تبدو فيه كانها شاب في رحلة تخيم ،وصلت الى الطاوله فوجدت احدهم جالس هناك يرمقها بنظرة اعجاب وابتسامه مرحه .
-اين بنات بلدي ليروا جميلات لندن وهن يعملن .
حدث نفسه بالعربيه فقهقهت لينا امام كلماته .
-بنات بلدك يعملن حيث ُ ترغب .
-انتي عراقيه!!!!لا اصدق.
-ولما لا!تفضل الشاي وها هي الفطائر اضن بانك طلبت لشخصين ؟رمقته بنظره متسائله.
-اجل صديقي معي ها قد عاد .
ابقت عينيها مركزه على الطاوله لترتبها .بينما التفت الشاب ليحدث صديقه.
-لا تصدق ماحدث كنت اتغزل بهذه الجميله بلغتي.قاطعه صديقه
-وما الجديد في ذلك فانت لم تترك فتاة لم تغازلها.
رفع عينيه ليقابل هذه الجميله فالتقت عيناهما لتموت الابتسامةُ على شفتيها .

لست هيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن