الفصل السادس - الجزء الثاني

ابدأ من البداية
                                    

نهض وسحب حقيبة الفاكهة التي قام بإحضارها ثم قام بتقشير تلك "الموزة" إلى والدته ومد يده بها إليها وهو يقول :
- خدي يا ماما ، أنا عارف إنك بتحبي الموز .. أنا أخدت نص المرتب النهاردة الحمدلله ، ربنا رزقني
تناولت منه ثمرة الفاكهة وقطمت منها قبل أن تربت على كتفه بحنو شديد وتقول :
- الحمدلله ، قلتلك ربنا هيفرجها .. ربنا يسعدك ياابنى وأشوفك فرحان على طول ، ربنا يرزقك من نعيمه
خفض رأسه ليقبل يديها وفي تلك اللحظة حضرت شقيقته الصغرى «يارا» وأردفت :
- أنا جهزتلك الأكل في أوضتك يا نائل
رفع رأسه ثم قام بسحب ثمرة ومد يده بها لشقيقته وهو يقول :
- خدي يا يويو ، تعالي كلي الموز ده كله

نظرت إليه والدته وأشارت إليه وهي تقول :
- طب خدلك اتنين أو تلاتة كلهم بعد الأكل
نهض عن جلسته ثم رمقها بابتسامة وتراجع وهو يقول برضا :
- أنا جايبهم علشانكم وماليش نفس ، المهم عندي تاكلوا أنتوا وتشبعوا
ثم رحل على الفور ، على الرغم من رغبته الشديدة في ثمار الفاكهة إلا أنه رفض تناولها حتى يتركها كلها لوالدته وشقيقته فهو قد شبع من تلك الفاكهة برؤيته لهن في تلك السعادة وهم يتناولونها

***

ظلت مسلطة نظرها عليه لأكثر من دقيقة فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته لكنه يعشق تلك الإجابة :
- بتبصيلي كدا ليه
رفعت كلتا يديها وحاوطت وجهه وهي تجاوب الإجابة التي لم يتوقعها :
- تعرف إنك فيك شبه كبير من القطة بتاعتي
قطب جبينه بدهشة من ردها وأردف بتلقائية :
- شبه القطة بتاعتك ؟ ده اللي ربنا قدرك عليه !
ضحكت من رد فعله وأمسكت بوجنتيه وأخذت تداعبهما وهي تقول :
- يااختشي كميلة أنتِ بتتقمصي
أبعد يدها عنه بخفة ووقف وهو يقول باعتراض :
- ايه يا نيران أنتِ بتلاعبي ابن أختك مالك النهارده هو بابا سلطك عليا ولا ايه
وقفت هي الأخرى وحاوطت عنقه بيديها لتخفف ضيقه وقالت بحب :
- بقى برضه أنا أقدر أزعلك ! ده أنت حبيبي وقلبي وكل حياتي ده أنت حتى الدكتور بتاعي وأنا المريضة اللي مجنونة بحبك
ابتسم رغمًا عنه بعدما أثرت فيه كلماتها فقرب رأسه منها وطبع قبلة على شفتيها ثم أبعد رأسه وقال :
- هو انا برضه ينفع أزعل من حبيبة قلبي وروحي نيران ! اعتبري وشي ساحة تدريب واتدربي ملاكمة عليه
قبل أن ترد على كلامه سمعا طرقات على باب الغرفة فابتعد عنها كي يفتح الباب ويعرف من الطارق وما إن فتحه حتى فوجئ ب «غارم» أمامه وبجواره النادل الذي كان مُمسكًا بعربة صغيرة موضوع عليها أنواع مختلفة من الطعام والشراب ، ابتسم بلطف وهو يقول :
- ياريت ماكنتش أزعجتك يا طيف باشا
رسم «طيف» ابتسامة مصطنعة وهو يهز رأسه قائلًا :
- لا أبدا يا يوسف بس فهمني ايه ده
أشار إلى الطعام وأجابه :
- دي هدية بسيطة من الفندق للعرسان الجداد .. عشاء مطبوخ مخصوص علشانكم ، بالهنا والشفا
نظر إلى الطعام ثم رفع رأسه وأردف :
- ماكانش له لزوم التعب ده والله
تقدم «غارم» خطوتين وربت على كتفه قائلًا :
- تعب ايه يا راجل ، يلا أسيبك أنا
ثم أشار إلى النادل الذي توجه بالطعام إلى داخل الغرفة ثم عاد إلى الخارج مرة أخرى ورحل بصحبته ، نظر طيف إلى الطعام وصمت لبعض الوقت فتحدثت «نيران» قائلة :
- غريبة يعني ! جايب العشاء لغاية هنا بنفسه
- يا إما عامل كدا علشان يكسبني في صفه ويعرف أنا عارف عنه حاجة ولا لا يا إما الأكل ده مسموم
اتسعت حدقتيها وتقدمت خطوتين حتى أصبحت مجاورة له ورددت بصدمة :
- ايه مسموم !!

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن