" إذن.. هل نذهب؟!" تساءلت بصوت عالٍ لتعود كورسيا الي هيأتها البشرية وتمد لي يدها لأسحبها وتقف من علي الأرض..
ما إن سحبتها حتي تمايلت وكأنها علي وشك السقوط، وبسرعة تداركت الأمر وأحطت ذراعاي حول وسطها كي أثبتها..
" ما الأمر؟" سألتها بقلق وانا انظر لحبات العرق التي تتدلي من جبينها، والشحوب الذي بدأ يستولي علي بشرتها .."" أجل .. انا متعبة، قليلاً فقط" همست بالكاد، شفتاها مكتومتان بملابسي وانفاسها تدغدغ صدري لتحرك نوعا من المشاعر بداخلي..
ذلك النوع الذي شعرت به عندما غرزت أنيابها بعمق في عنقي للمرة الثانية..أطلقت نفساً حاداً قبل ان اثبت جسدها وأفتح بوابة الظل التي ستنقلني الي حيث بدأ كل هذا..
إلي تلك القطعة الصغيرة من الجنة - او هكذا تسميها كوري - حيث المكان الذي اختبئت فيه، و إلتقت عيني بعينيّ كورسيا لأول مرة..
ضربني نسيم لطيف عندما خرجنا من البوابة الي الحديقة الصغيرة ، وكورسيا كانت قد تراخت علي ذراعاي بكسل، وعيناها مغمضتان مع انفاس شبه منتظمة ما يؤكد كونها غفت في ثانية واحدة..
بعض الغيوم حجبت ضوء الشمس الخفيف عن الجمال الأخضر المنتشر هنا ورائحة الزهور طغت بقوة، والماء انعكس مع الجو المغيم ليعطي إطلالة رائعة تناسب المكان تماماً.
وضعت كورسيا برفق علي الأرض فقد كانت مستنزفة للغاية، ولا طاقة لها حتى بفتح عينيها لتعرف أين نحن، أو أين أخذتها!
خلعت ردائي وحذائي وتخلصت من قميصي قبل ان أستلقي بقربها علي العشب الرطب الذي كان دغدغ ظهري بلطف..!
كنت أحتاج التنفيس عن بعض الحرارة التي تنتشر بجسدي، تعب المعركة التي خضتها ضد أخي، والطاقة التي إستلزمتني كي أعود إلى العالم السفلي وأصلح بعض الأمور..! ولكن وانا أستلقي هنا، وجهي مقابل لوجهها، وانفاسها الدافئة تصطدم بوجهي في كل مرة تزفر فيها بهدوء ، شعرت بالبراكين تزداد إحتراقاً داخل عروقي، وكأن جسدي يتبخر شدة من الحر الذي داخلي..
نهضت الي البحيرة الصغيرة هناك، وقفزت بداخلها .. متعمقا الي القاع وبقيت لمدة شبه طويلة هناك، في المياه الدافئة نسبيا لي، حتي شعرت بجسدي يتخدر وبالماء يتحرك بداخلي وحولي مشكلاً تيارات دافئة..
هذا لم يكن جيداً لشيطان، ولكني كنت بحاجة لما يخمد هذه المشاعر قبل أقوم بشيء لا أرغب به..
أو أرغب به ولكني لا أستطيع فعله بالشخص الوحيد الذي أريد فعله معه..لربما كورسيا كانت ولا تزال نقية من الداخل، حتي بعد كل الظلام الذي إرتبط بقدرها من ساعة ولادتها وحتي هذه اللحظة هنا..!
فقد جعل والدي كل الظلال التي في قبضته أسيرة تحت يد الشخص الذي ولد في الثانية التي توفي فيها، وتلك كانت لسوء الحظ او حسنه كورسيا بويل..

أنت تقرأ
ظلامي
Werewolfأغرق بداخلي.. أعمق و أعمق.. الي ذلك الحد الذي يكون فيه كل شيء باللون الأسود!.