إقتباس

125K 1.4K 93
                                    

       
في فيلا الألفي ....

صرخت كاميليا بفزع بعد أن فتحت عينيها ووجدت شاهين يجلس مقابلها على حافة السرير و هو يتأمل ملامحها النائمة...
إرتجفت و هي تضع يدها مكان قلبها الذي يكاد يسقط من مكانه من شدة الخوف،
أدارت عينيها حولها بقلق و هي تنتظر ما سيقوم به
إرتسمت إبتسامة ساخرة على شفتيه و هو يقترب منها مراقبا ملامحها الخائفة بتسلية....
مد أصابعه ليبعد خصلات شعرها عن وجهها المليئ بالكدمات و الجروح و يتأمله بدقة....

قضمت كاميليا شفتيها بتوتر و هي تطرق برأسها للأسفل دون أن تتكلم....إبتعد عنها شاهين بعد لحظات بملامح جامده لا تفسر و هو يقول :"قومي غيري هدومك عشان ننزل تحت".

أومأت له بإيجاب و هي تزيح الغطاء من فوقها و تنزل من الجهة الأخرى السرير بعيدا عنه...مرت بجانبه بخطوات سريعة رغم تعبها لتتجه إلى الحمام لتقوم بروتينها اليومي و ترتدي ملابسها بسرعة....

إستند شاهين على سور الشرفة الخارجية الجناح ليتأمل جمال الحديقة الشاسعة بألوانها الطبيعية المنعشة زفر بحنق عندما تذكر كلام صديقه أيهم ليلة البارحة ليقبض كفه على هيئة لكمة و هو يتمنى لو كان أمامه الان لانهال عليه ضربا حتى لا يتجرأ مرة أخرى و يذكر إسم كاميليا على لسانه...

لكم الحائط الزجاجي عدة مرات و هو ينفي تلك الافكار المسمومة التي إحتلت دماغه فجأة...هل من الممكن أن أيهم قد أعجب بزوجته... و يريد سرقتها منه خاصة و أنه يعلم حقيقة زواجه الفاشل من إبنة عمه....
زمجر بغضب و هو يتذكر جمالها الفتان ليلة الزفاف مما جعلها حديث الجميع حتى الآن.... شتم نفسه على غبائه لانه تركها تظهر أمامهم كان من المفترض أن يقيم حفل زفاف خاص لا يحضره سوي عائلته و عائلتها...

قاطعت شكوكه بخروجها من غرفة الملابس و هي ترتدي فستانا بسيطا باللون الأحمر و فوقه معطف باللون الأسود بسبب شعورها بالبرد، تأملها لثوان قبل أن يتحدث بصوت خشن :"كالعادة خروج من الفيلا ممنوع و لمي شعرك بلاش تسيبيه مفرود كده....".

مررت كاميليا يدها على شعرها دون وعي منها قبل أن تهتف بتقطع :"مقدرش.. عشان..."

أشار لها بسبابته لتصمت بعد أن فهم انها تتعمد ترك شعرها منسدلا حتى تخفي الكدمات و الجروح المنتشرة على وجهها و رقبتها و التي ظهر أغلبها و التي لم تستطع مساحيق التجميل إخفائها.

تناول الجميع فطورهم و مكث بعدها شاهين بعض الوقت يلاعب فادي قبل أن يغادر الفيلا

لتتنفس كاميليا الصعداء بعد أن شعرت و كأن صخرة كبيرة كانت تكتم نفسها دون رحمة و إنزاحت عنها لمجرد ذهابه ... و تبقى هي مع ثريا و فادي الذي فرح كثيرا برؤيتها و أصر على اللعب معها.

لاحظت ثريا شرود كاميليا و تحديقها المتواصل في الحديقة من وراء الزجاج الفاصل لتقترح عليها الخروج و التنزه قليلا حتى تشتنشق بعض الهواء النقي.... رفضت كاميليا في بادئ الأمر و هي تتذكر تحذيرات زوجها لها على عدم الخروج من الفيلا لكن ثريا اقنعتها قائلة :"يا بنتي إحنا حنطلع الجنينة هنا يعني مش حنخرج من باب الفيلا... إنت محتاجة تشمي شوية هواء نقي و كمان منظر النباتات و الورد حيهدي أعصابك شوية... إنت من وقت ما جيتي و إنت محبوسة أوضتك ".

الشيطان شاهين(الرواية الأولى من سلسلة الشياطين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن