الفصل الثامن والثلاثون(أقسم أن لا مأوى)

56.1K 3.8K 571
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اشتقت والشوق لمن هم مثلي عذابهُ أبدي.
أحببت والحب قد كان محرمًا حتى في بلدي.

بلد الظلام والقلوب هناك في مستنقعٍ تأوى.
وقلبي الشارد قد حسم أمره وأقسم أن لا مأوى.

حتى أتيتِ فحنث عهده وصرتِ مأواهُ.

كانت ممددة على الفراش تحاول استدعاء النوم لقد أوشك الفجر على الطلوع وهو لم يأت... تغير من وضعية نومها كل دقيقة حتى استقرت إلى احتضان الوسادة والنوم من الداخل... قاطع تقلباتها فتحه لباب الغرفة فرفعت رأسها تطالعه مردفة بنبرة خالطها النوم: ما لسه بدري... كنت بات برا احسن.

خلع سترته وألقاها على المقعد المجاور مردفا بسخرية: كان نفسي.

استقامت له ناطقة بحدة: نعم!... وهو الباشا كان فين؟

ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يذهب للفراش ليتمدد جوارها حتى لم يستكمل تغيير ملابسه بل مدد جسده ناطقا: أنا تعبان نوم... بطلي رغي بقى علشان انام الساعتين اللي هنامهم.

قبل أن تعارضه بغضب تابع بنفس ابتسامته الباردة وهو مغمض عينيه: ويكون في علمك لو ابنك صحي هتاخديه وتطلعوا برا.

رفعت حاحبها ناطقة بتهكم: دلوقتي بقى ابني... دي اخرتها يا حامي.

حاوطها بيديه محتضنا إياها فلم تعد تستطع التنفس بسهولة فنطقت بضحك مستغيثة: هتخنق اوعى.

ضمها أكثر مرددا بتشفي: كده أحسن علشان ملكة الزن تنام.

ساد السكون حين ارتفع صوت الأذان...انتظرت حتى انتهى الأذان ونطقت منتظرة إجابة ترضيها: أنا هقوم اصلي.

رقص قلبها طربا حين سمعت نبرته الممزوجة بالأمان وهو يغادر الفراش متوجها إلى سترته التي ألقاها منذ قليل ناطقا بنبرة خالطتها السكينة : أنا هنزل اصلي في المسجد.

قفزت من الفراش تقول بفرح وحماس وهي تتوجه إليه: أنا عارفة على فكرة انك بتصلي بقالك فترة ... بس أنا كان نفسي تشاركني حاجة زي دي لكن انت حتى معرفتنيش... كمان قولت لصوفيا عايز اصلي معاكي ومصلتش معاها يومها... كنت هتكلم معاك بس هي قالتلي اسيبك وانك هتكون احسن لما تقرب بنفسك من ربنا.... أنا مبسوطة اوي، ومش زعلانة منك على فكرة انك مقولتش لأني كنت متأكدة انك هتيجي لحظة تقول.... انت عايز يكون قربك من ربنا انت الرقيب الأول عليه ومحدش ينبهك... عايز يكون منبهك نفسك علشان تعرف انك اتغيرت... وأنا محترمة ده... وصوفيا كمان مزعلتش وقالتلي أن لما تحس انك قادر هتصلي بينا كلنا مش بيها هي بس.

احتضنها بابتسامة عاشقة هي تبرهن له كل يوم أنها لم تكن صدفة بل كان قدره المعلق بها.... منة الله وهديته التي لا تُعوض... حتى لو أخبروه أن الهلاك فيها لتشبث بها حتى تفيض روحه إلى بارئها.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن