عاد الجو الصامت ليقطعه ضياء بابتسامة لأخيه : بهاء يمكنك أن تبدأ

فوقف أمام واليديه صحيح أنه اختفى ذلك الجدار المخيف الذي يفصله عنهما ليضمهما براحة لكن حقيقة ما حدث  قبل سنتين لم تخف بهاء وحسب فكيف لوالديه تقبل أن ابنهما الذي كان قربهما طوال حياته كان سينتهي به الأمر بمصح عقلي والسبب ابنهما الراحل الذي أحبه أكثر من أي شيء في الوجود

كل تلك الأفكار أعادها بهاء بجملة متقطعة واحدة : امي .. ابي .. ما حدث قبل سنتين بعد وفات لؤي .. لم يكن بسبب .. وفاته

ليس بمناسبة سعيدة كاليوم يذكرهما بشيء كذلك استفسرا عن السبب بنظره رغم أنه لم يقل ذلك من قبل وكل ما فهماه أن تلك التخيلات قد عادت لعقله 

بهاء : تصرفاتي وقتها .. أنا لم أكن أقصد ..

«لكن كنت حقا أرى لؤي» أكمل بنفسه دون قصد فقد كان حذرا لوقت طويل من ذكر ذلك

فقاطع ضياء أفكاره : قلت أنك ستخبرهم كل شيء

عاد الخوف الماضي بسرعة لتغلغل داخله ومع ذلك واصل حديثه ناظرا للأرض : بعدما انتقلنا لهذا المنزل .. أنا .. أنا رأيته مع ضياء مجددا .. أنا عدت لرؤية لؤي مع ضياء فقط

أخذ لمحةً لتعابيريهما حيث صمتا بدهشة محدقين ببعض فعاد لخفض رأسه ليطلب ضياء أن يكمل ففعل بجمل متقطعة خائفة : نعم كنت أراه في غرفتي .. على السطح .. تحت تلك شجرة .. أحيانا بالمدرسة .. لؤي كان معي من يوم رأيت ضياء .. ذلك الظلام الذي أخبرتكما عنه من قبل .. لم يختفي طول السنتين .. بل اخفيت ذلك .. كنت انتظر لؤي لكن اتضح أنه ضياء دون أن انتبه .. لكن لؤي كان يعرف ذلك لقد أخبرني أن كل ذلك سيحدث .. قال أن لا أحد سيسمعني غير ضياء و .. وسأبقى في ذلك العالم وحدي بعده

عن أي عالم يتحدث ألم يشرح ضياء من قبل أنهما ابتعدا مع الجميع فبقيَّ بهاء وحده وقد انتهى ذلك ببساطة والجميع قربه

فردت والدته بخوف فأسوأ كوابيسها أن يعاد ما حدت : متى أخبرك؟ .. بهاء صغيري  .. أنت تعرف أنه ليس موجودا .. بهاء ما بك؟

اجتمعت تلك الدموع بعينيه كأنه يحاول التعبير أو الهروب مما حدث

.......... بهاء ....

أنا أقصد أنه كتب ذلك .. أنا أعرف أنه غير موجود ومازلت لا أعرف لماذا .. ضياء ينادي علي حتى لا أتذكر ما حدث .. أنا لا يمكنني تحمل المزيد لكن ضياء معي ماذا لو لم يفهماني ونزلت دموعي بل فاضت

اقتربت عند امي وهي جالسة مكانها وأظنها تفكر بما حدث أخذت يديَّ لوجهها ونظرت بعينيها .. أنا لست مجنونا وكل ماقلته هو اعات ما كنت أريده وقتها : امي لا أريد لشيء أن يتغير
..............

دائما ما يختصر كل شيء بأهم ما يريد قوله، قبل أن يقف ضياء وقفت والدة بهاء لتضمه رغم الخوف الذي اجتاحها فهو لا يبعدهما كما كان يحدث : نعم كما تريد لا شيء سيتغير

لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟Where stories live. Discover now