في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات، انحنت لتضع يديها على ركبتيها و هي تقول بصوت لاهث:
"خلاص يا هبة معدتش قادرة اتحرك خطوة زيادة.. تعبت و رجليا تخدرت من الجري "
قدمت لها هبة قارورة صغيرة من المياه لتشرب منها ثم هتفت ضاحكة:
"انت عملتي ايه يا مجنونة عاوزة تبيتينا في القسم النهارده".
كاميليا و هي تلتقط أنفاسها :"يستاهل انا لو كنت اقدر كنت اديته قلم ثاني، راجل عجوز مبيختشيش بيتحرش بواحدة اد بناته ".
هبة و هي تضحك بقوه حتى ادمعت عيناها:
"المسكين عجبتيه و مقدرش يمسك نفسه...داه..عرض... عليكي تشتغلي حتى ساعتين في اليوم و بضعف المرتب المهم.... ". اكملت و هي تقلده:
"اطلبي اللي انت عاوزاه المهم أتصبح كل يوم على وشك الحلو دا يا جميل".
كاميليا و هي تشاركها الضحك :
" يخرب بيته دا اللي ناقصني واحد اد جدي يعجب بيا الحمد لله ان احنا قدرنا نهرب قبل ما يمسكنا".
هبة بمزاح:" حرام عليكي يا كاميليا قد جدك إزاي... متظلميش الراجل داه حتى شعره كان لونه اسود...".
نظرت لها قليلا قبل أن تكمل :
" هو كان شعره و الا باروكة؟ ".
ضربتها الأخرى بخفة على كتفها قبل ان تنفجرا في الضحك من جديد..
هدأتا بعد دقائق لتتنهد كاميليا قائلة بحزن:" انا تعبت يا هبة و احنا من الصبح بندور عالفاضي، صنف عاوزين حد يشتغل وقت كامل و كمان بمرتب يدوب يكفي مواصلات و الصنف التاني زي الراجل العجوز داه".
هبة بتشجيع :
"خليكي متفائلة و متيأسيش احنا عملنا اللي علينا و الباقي على ربنا "
كاميليا برجاء:
" يا ريت يا هبة انت عارفة انا محتاجة الشغل دا اد إيه...الجامعة كل يوم مصاريفها بتزيد و بابا مرتبه يدوب يكفي طلبات البيت، حتى أخواتي هديل و أسامة محتاجين يدفعوا أقساط المدرسة دا غير الكتب و الهدوم... انا مش عارفة اعمل إيه ياريتني كنت سمعت كلام ماما و مدخلتش هندسة... لو كنت دخلت إدارة أعمال كنت خلصت السنة اللي فاتت و كنت قدرت اشتغل و أساعد اهلي و مكانش حالي كده؟ ".
أنت تقرأ
الشيطان شاهين(الرواية الأولى من سلسلة الشياطين)
Romanceارتجفت كاميليا بخوف بمجرد ذكر اسمه لتهمس بصوت منخفض :"يا لهوي شاهين الألفي انت عاوزاني اشتغل عنده دا شيطان يا هبة كل الناس بتترعب منه انت عاوزاني اروح للخطر برجليا؟". هبة بسخرية :"شيطان و الا ملاك احنا مالنا يا كاميليا انت حتكوني مربية يعني كل مسؤو...