الفصل الثامن

3.6K 174 21
                                    

الفصل الثامن

آتت الرسالة و لم تكن رسالة رحمة أبدا و لكنها كانت الرسالة القاتلة سؤال واحد طرأ علي عقولهم فالطريق المطلوب الوصول إليه يحتاج علي الأقل ساعة فماذا يمكنهم أن يفعلوا ، هل لهم من منجد ؟؟؟ ظل راسخين كالجبال لوهلة و لكن بعد ثانية آخري انهارت صخورهم لتتدحرج في الارض و يهوى معها قلوبهم ، استاج التي تهاوت قدامها و فقدت قدرتها علي الثبات و أصبح جسدها كالهلام لا يمكنه أن يبقى متماسك هكذا ، فارس الذي تجمد مكانه و كأنه شُل و لا يقوى علي الحراك فهم أصبحوا كالتماثيل لا تسمع و لا تري و لا تتكلم ، بينما هناك أخ يقف النيران تنهش في قلبه المسكين و أمير يود أن يركب الرياح ليصل بسرعة البرق إليها ينقذها من بين براثين الموت المحتم و أن مات فلابد أن يموتا معا ، ثوان آخرى ليستوعب ما حدث ثم يهرع للخارج راكبا سيارته بسرعة رهيبة

ليقف يزيد بهدوء كي لا يسوء الأمر أكثر قائلا :_

يزن أنت و عمر و عدي ورا أمير بسرعة و الحرس وراكم

نفذ الجميع الكلام و كأنه أمر لا يرد ، و لكنه في الحقيقة فاجعة حلت علي العائلة و الآن يجب للجميع أن يكونوا جوار بعضهم البعض ، يكونوا تلك العصبة التي لا تنفك أبدا أمام أقوى الظروف حتي و لو كانت النهاية

جلس يزن علي المقعد منكس رأسه أسفل و كأن الدنيا قد رمت بجميع حملها علي كتفيه و أقسمت علي أن تري جبال لم تنحني يوما تنحني اليوم عنوة عنها ، بصره شاخص في الأرض و كأنه يبحث عن مفقود لا تراه عيناه بتاتا ، لا يجرؤ الآن علي رفع عيناه أمام عين ابن عمه فذلك الملعون قد حمله كل ما حدث و لكنه لم يكن بظالم يوما ؟؟؟ و لكن لماذا يحدث ذلك ؟؟ و عن ماذا يبحث ذلك المعلون ؟؟؟

تقدمت امرأة كانت خير السند و العون دوما واقفة أمامه و تربت علي رأسه الذي أصابه الشيب قائلة :_

ارفع رأسك يا يزن ، أنت عمرك ما حنيت رأسك غير لربك ، أوعى تحنيها النهار ده ، أنت طول عمرك قوى ، القوة انخلقت ليك أوعك تضعف

رفع رأسه للجميع كان خائف أن يسمع كلمات معاتبة من فارس فالمرة الماضية لم يتحدث و تلك المرة كذلك و لكن مجرد كلمة بسيطة في ذلك الوقت ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير ، و لكن ليس كالبعير فهو رجل يحمل علي عاتقه الكثير و لو انهار سينهار كل شيء ، رمى فارس بنظرة آسفة يعتذر فيها عن ذنب لم يقترفه يوما بادله فارس نظرة بأنك لا ذنب لك في شيء و لكنها مشيئة الأقدار

رحل من أمامه حتي اختفى اقتربت ايلين من استاج بعد أن استعادت وعيها قائلة :_

بنتك هترجع سليمة يا استاج أوعى تقلقي ثقي في ربنا

رفعت استاج نظرها للسماء و كأنها تناجي البارئ سرا قائلة كلمة تردد صداها في المكان قائلة :_

يا رحمن يا ذا الجلال و الاكرام كن لطيف رحيم علينا و لا تُثقل قلوبنا بما لا نقدر عليه و آمنت و آمن الجميع بعد أن تعال شهيقها و خرجت دعوات مرددة لحماية طفلتها البريئة

ملحمة العشق (الجزء الثالث من الجبابرة)بقلم اميرة القلم شيماء محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن