هل أنا شبح ! (مكتملة)

بداية مأساتي

أمشي أمامكم ، ألعب وأضحك وأدرس معكم ، ولكن ...

عشت حياتي كلها وحيد بلا أي صديق.. صديقي العزيز لا يراني يشعر فقط بوجودي .. أتفاعل مع الجميع ولكن لا أحد يتفاعل معي .. حاولت جذب انتباه الجميع ولكن دون جدوى .. "فـ لا أحد يراني !! "

ألمسهم أضربهم أحاول تحريك أغراضهم ولكن لا يشعرون بأي شيء ، والأغراض لا تتحرك سوى بضعة سنتيمترات ..

هل أنا شبح؟! .. هذا السؤال دائمًا أردده في نفسي ، هل أنا شبح أم انسان؟ لماذا أرى الجميع ولا أحد يراني! وإذا كنت شبح لماذا لا أرى الأشباح !

آه صحيح تحدثت كثيرًا ونسيت أن أعرفكم على نفسي .. اسمي (كيرا) عمري ١٨ سنة

قصتي بدأت قبل ثمان سنوات تقريبًا عندما كنت انسان طبيعي ، استيقظت من النوم في ساعة متأخرة من الليل وذهبت إلى الحمام لأغسل وجهي ولكن عندما رفعت رأسي لأرى وجهي في المرآة لم أرى انعكاس وجهي !

صرخت بشدة وسقطت ثم ذهبت مسرعًا لأوقظ أمي وعندما أردت أن أمسك بها عبرت يدي من خلالها .. صرخت ورجعت إلى الخلف ولكن أمي لم تتحرك قليلًا وأبي أيضًا ..

ظللت أصرخ وأحاول إيقاظهم ولكن لم ينتبهوا لي أبدًا .. ظللت جالسًا في زاوية الغرفة حتى حل الصباح ، وعندها استيقظ والداي ، فرحت كثرًا وذهبت لأحضن والدتي ولكنها عبرت من خلالي كأنني مجرد هواء !!

كانت صدمة قوية لي .. بقيت يومًا كاملًا أبكي وأصرخ دون أن ينتبه لي أحد ، وعندما ذهبت إلى غرفتي رأيها فارغة لا يوجد أي شيء يثبت وجودي ، أسبوعًا كاملًا أنتظر والدتي أن تتحدث عني ولكنها لم تنطق بأسمي ولو بحرف واحد

وبعدها بأيام ذهبت إلى مدرستي وجلست بجانب أعز أصدقائي (هارو) ، أردت أن أحادثه لكن دون جدوى هو حتى لا يراني ولا يسمع صوتي، انتظرت لمدة ثلاث ساعات وأنا أراقب هارو وأنتظر أن يتحدث أي شخص عني ..

كان الجو هادئ جدًا في الصف ، فجأة وقف هارو وصرخ على الجميع وعيناه ممتلأة بالدموع

" هذا يكفي ألا يتذكره أحد؟! ألا تتذكرون كيرا ؟ ألا تتذكرون أفضل طالب في مدرستنا ! أنا أفتقده ألا تفتقدونه أنتم أيضا"

ثم جلس مكانه ووضع رأسه على الطاوله وبدأ يبكي بشدة ، وكنت أنا أيضًا أبكي معه ، ثم بدأ الطلاب فالصف يتحدثون بين بعضهم البعض " كيرا! من هو كيرا؟! هل جنّ هارو من هو كيرا ؟! لم نسمع بهذا الأسم من قبل"

كانت كلماتهم مثل السكين الذي غرز بقلبي ، صرخت عليهم بصوت عالي " أنا كيرا أنا هنا انظروا إلي أرجوكم أوقفوا هذا المقلب لم أعد أحتمل "

لم ينتبه إلي أي شخص ، عندها أدركت أنني أختفيت من الوجود واختفيت من ذكريات الجميع .. ذهبت إلى هاروا وأمسكت برأسه وحاولت أن أرفعه ولكنه كان ثقيل جدًا ، ولكن هاروا شعر بوجودي ووقف فجأة وبدأ يصرخ

" كيرا كيرا .. أنت هنا هل تسمعني .. كيرا أجبني أنت هنا صحيح .. هذا يكفي ، إن هذا المزاح سخيف جدًا أوقفوه فالحال "

رددت عليه " هارو أنا هنا هل تسمعني "

هارو لم يكن يسمعني أو ينتبه لي ، فقط كان يشعر بوجودي ولم ينسى التفاصيل التي عشناها معًا ، و ترك المكان الذي بجانبه (مكاني) فارغًا ، كنت دومًا أذهب إلى المدرسة وأجلس بجواره

مرت ثمان سنوات وهو يمارس هذه العادة ، كان يترك المكان الذي بحواره فارغًا على أمل ان أكون جالسًا بجواره ، وعندما كان يريد التحدث معي كان يكتب في مذكراته ما يريد قوله لي .. كنت أقرأ جميع ما يكتبه في تلك المذكرة وأرد عليه ولكنه لا يسمعني ..

أنتم الآن تتساءلون هل هو يراني أو لا ، ولكنني أؤكد لكم هو لا يراني هو فقط يشعر بوجودي ..