الفصل الثلاثون و الأخير

123K 2.4K 211
                                    

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 🌸🌸

كانت تصرخ بشدة ... متألمة بكل معاني الكلمة ... حقا فقد صدقت مريم حين قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ... تعالت الضربات في بطنها فأصبحت لا تطاق و لا تتحمل ... امسكت بيده تضغط بأظافرها عليها حتى احدثت جرحا غائر .. لم يبالي فكل ما يتمناه هو خلاصها من هذه الأوجاع المهلكة .. سالت دموعها و اصبح زيتون عينيها ممتزج بلهيب اللون الاحمر من شدة البكاء اراد ان يأخذ منها و لو قدر بسيط من ألمها حتى يخفف عنها لكنه عاجز عن فعل هذا أيضا .... كانت تصارع جاهدة على أخذ أنفاسها اللاهثة.. تدعو على نفسها بالهلاك حتى تتخلص من هذه الانقباضات اللعينة...

دخلت الطبيبة و معها مجموعة من الممرضات الى الغرفة تجهزها للولادة.. نقلتها الى العربة بمساعدتهن ... بكت حور بشدة تقول بصراخ

حور.... ابعدوه عني هو السبب في كل الي انا فيه ده انا بكرهه بكرهك يا جاسر سامعني

حاولن كتم الضحكات التى فلتت منهن غصبا ... اقترب منها يمسك بيدها قائلا بمكر...

جاسر... انت الى سافلة ومش راحماني ولا راحمة نفسك بأمارة ابنك مش واحشك يا جاسر

حور... اااااه

نظر الى الطبيبة برجاء مردفا... هو انا ممكن ادخل معاها العمليات

الطبيبة بجدية... اه ممكن حضرتك اتفضل مع سناء وهي هتشرحلك تعمل ايه

حور بصراخ... لااااا مش عايزااه ده حيوان منك لله يا جاسر كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك انا كان مالي و مال الجواز ما كنت عايشة ملكة زماني ساااااافل ومش متربي

دخلت الى غرفة العمليات بعد عناء لاعنة ذلك الجاسر مع طفله الذي يكاد ان يذهب بروحها .. مع صوتها الصاخب الذي يصم الأذان... اشفق على حالها بهذه الهيئة .... شعرها المبتل ... جبينها الذي بات كقطرات المطر من شدة العرق المتصبب على وجهها ... كانت الطبيبة تحثها على الدفع ... فتدفع بصراخ عميق يمزق نياط القلب .... تزامن من صرختها خروج روح مشتركة بينها و بين الجاسر ... لتتطلق صرخة طفولية بريئة معلنة عن و جودها على أرض الواقع

تراقص قلبه فرحا على انغام بكاء ذلك البلطجي الذي بات أمامه تماما.... غطت الدموع فيروزتاه اللامعة بسعادة .. شاكرا المولى عليها ... لكنه صدم عندما سمع الطبيبة تأمرها بالدفع مرة اخرى قائلة بصوت متحمس فرح

الطبيبة... شدي مرة تانية يا مدام حور شكل في بنوتة مستخبية وراء اخوها

مهلا هل ما سمعه صحيح هل هناك نسخة اخرى من حوريته المجنونة ...

دفعت مرة اخرى ليرتفع بكاء صغيرته .... قطعة من اللون الوردي ... ربما شاء الله ان يعوضه عن ما تحمله من اعباء طيلة حياته ... اصبح عشق الجاسر مرصع بأطفال من محبوبته ... اه حور انك تقتليني بكرمك هذا....

ضحية الجاسر ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن