المقدمة -الرصاصة الخالية-

119 9 0
                                        

رعب يتملك قلب الإنسان منذ نشآته حتى مماته،
ولكن يختلف نوع هذا الرعب من شخص لآخر،
وباختلاف الأعمار والتفكير والوعى....

رجل مسن قد أنهكه الزمان من كثرة ما فعل بهذه الحياة، يعيش فى منزل قديم مهترئ سطحه الخشبى،يكاد يسمع صوت تحطمه وانت جالس فى إحدى الغرف الخاصة به....

هل تعلم ما قد يخيف رجلا كهذا؟
ليس الوحوش التى تختبأ تحت الفراش التى ترعب
الأطفال كل ليلة، وليس عدم تحقيق الذات او إيجاد عمل او الزواج الذى يثير قلق الشباب...

اما هذا الرجل العجوز يخشى الموت وحيدا مغتربا،
عن أبنائه وأحفاده الذين اختفوا فى إحدى الأيام
دون سابق إنذار...

الموت أهون عليه من العيش وحيدا هكذا،بعد أن فقد كل أفراد عائلته بطريقة غريبة، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، لم يمت ولم يعش ولكنه قتل فى ذلك المنزل الملعون، المنزل التاسع عشر.

ذلك المنزل الوحيد الباقى فى القرن التاسع عشر،
بعد تلك الحادثة الفاجعة التى لم يلتئم أثرها فى
بعض القلوب، التى لا تنس جراحها.

ذلك القاتل الملعون، ألم يجد من يقتله؟ سوى ذلك
الرجل الوحيد كى يتغذى على روحه، قبل أن يودعها بتلك الرصاصة التى خرجت من فوهة مسدسه،
وأصابت قلبه كى تستقر الرصاصة داخل قلبه.

وتبقى روحه عالقة فى هذا العالم؛ حتى يأخذ انتقامه من ذلك الرجل اللعين، او اى شخص يفكر فى قتل
أحدهم بتلك الطريقة.

أقسم من داخله أن من يتجرأ ويدخل منزله وبنيته
تمنى السوء لأي كان، لن يتذوق سوى طعم تلك
الرصاصة الحلوة التى استقرت داخله.

ولأنها أصبحت كجزء من كيانه، قرر ان يجعل اسمه
مذكورا على كل لسان، أجل هو لن يتحرر من هذا
العالم القاسى سوى بأخذ حقه الذى ضاع منه.

الرصاصة الخالية

نعم هذا هو الاسم الذى قرر منحه، لتلك التى تستقر
داخل فؤاده المهشم، ولن يترك فؤادا آخر يتهشم
بنفس الطريقة.

وأصبح الجميع يدعوه الشبح صاحب قلب الرصاصة
او ربما فقط شبح الرصاصة.
ذلك الاسم الذى أطلقه عليه أهل البلدة المجاورة لمنزله، أما تلك الغابة التى بجواره تمتد فى
مساحة عشرين فدانا وتطغى بأشجارها الطويلة،

أعالى السماء وتقطن الطيور والوحوش داخلها،
ولكن العجيب فيها ذلك النهر الدموى،
نعم نهر تسير فيه الدماء بدلا من الماء العذب،
والأغرب أن جميع الحيوانات الأليفة تشرب منه،

دون أن تعانى من اى شيئ، بل وتستمر بالشرب وكأنها تشرب الرحيق او ربما أجمل منه،
كأنه أحد انهار الجنه التى يجوز شربها لكل مؤمن،
وكل طيب اجتاح الإيمان قلبه قبل عقله.

أما تلك الحيوانات المتوحشة والثائرة، والتى يغطى
الدماء معظم ملامحها، عندما تقترب لشرب قطرة
واحدة منه على الأقل، تفتك بها تلك المياة
وتحولها لرماد يلتحم مع تراب ضفتها.

أما دمائهم فتمتزج مع دماء ذلك النهر، الذى يمتص
الكره والغضب والكراهية والقتل،
ربما القتل حرام، ولكن هذا النهر الذى لا يمتلك عقلا
يوجهه إلى مبتغاه، لا يعلم سوى معنى القتل.

بعض الناس يتوجب قتلهم دون محاكمة او حتى
مرافعة او دفاع، ولكن هذا هو المجتمع تلك هى الحياة،لا نستطيع أخذ حقوقنا بأيدينا، ولكن نستطيع
أن نجعل من يستطيع يأخذه لنا.

بعض الناس يصدقون كل ما يرون، ولا يستطيعون
استخدام عقولهم، التى منحها الله لهم زينة،
حتى تهدأ ثورة ذلك الشبح؛ صاروا يقدمون له
القرابين من بناتهم ويقتلونهم دون شفقة او رحمة.

كل عام وبالتحديد يوم قتله،يخرج ذلك الشبح اللعين
يبحث عن قاتله، ولكنه لا يجده وتنبض تلك الرصاصة بإحساس ورغبة فى القتل،ويقتل شخصا
واحدا فقط وهو الذى يقدم له كقربان من أهل تلك القرية،الذين يتبعون طريقة غائرة فى الاختيار،

حيث أن كل عام،وتحديدا قبل يوم خروج هذا الشبح من ذاك المنزل المهترئ، يجمعون الفتيات عند الساحة التى فى منتصف القرية،تحديدا الفتيات التى بلغن السن التاسعة عشر.

وتحديدا فى هذا الوقت تهاجر الطيور والجوارح إلى مكان آخر؛ لحلول فصل الشتاء القارس،
ولكن الطائر الذى ليس له منافس، يقضى مهمته فى اختيار تلك الفتاة لسيده؛ حتى يتغذى على روحها
فى مقابل ان يتغذى هو على جسدها.

"إنه الصقر" صدحت بها إحدى السيدات الواقفات، ولا شك أن ابنتها تقف مع تلك الفتيات؛ للتضحية من أجل ذلك الشبح؛حتى يجعلوا القرية تعيش فى سلام،
انتقى الصقر صيدته ووقف على كتفها، لتسقط ارضا
مغشيا عليها بسبب حظها العاثر.

ذهب ذلك الصقر وحمل تلك الفتاة إلى عرين
ذلك الشبح؛تاركا إياها تنتفض فزعا وخوفا، حتى يتغذى على روحها ذلك الشبح، تنتفض أمها فزعة كيف تقتل ابنتها الوحيدة، على مضض من الجميع؟ لماذا يستمرون فى تلك العادات؟ التى ستودى بنا إلى الهلاك يوما ما.

مجموعة شباب ستأتى إلى القرية؛ فى مهمة للبحث عن صدق حقيقة ذلك الشبح، التى لا تثبت الحقائق العلمية وجوده وتنكرها أيضا، ولكن بعض الخوارق
يمكنها الحصول للأسف.

سيفعلون قدر استطاعتهم؛ حتى ينقذوا تلك القرية
المسكينة، وما تبقى من فتياتهم وينجدونهم فى أسرع وقت ممكن، هم مجموعة من علماء ومكتشفى مصر،يبحثون فى إثر الواقعة التى نقلت إليهم عن
إحدى القرى فى شمال أمريكا الجنوبية.

إنه القرن العشرين وسنكتشف الغير مكتشف بعد
لا تنطبق قواعد التفكير على قواعد العالم
الجيد فى الخارج سيء والسيء فى الخارج جيد
لا تحكم على اي أمر بمنظور واحد ولكن أنظر من وجهة رأى الآخرين فى الموضوع
لا تحكم عقلا فى أمور نفى وجودها قبلا ولا تحكم قلبك فى أمور لم يفهمها العقل
أتبع حدثك فهذا هو الطريق الوحيد للنجاة هنا

بقلمى اللؤلؤة السوداء

رصاصہ خاليہ(مگتملہ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن