الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

بدأ الصغير بالبكاء فتركت حقيبتها أرضا محاوله اسكاته .. تناول "نهاد" حقيبتها وحقيبه "فريد" االتي علقتها فوق كتفها ووضعهما في المقعد الخلفي .. دخل "بيسان" السياره فانطلق بها .. قالت بحزم :
- وديني عند "فريدة"
أومأ برأسه علي الفور وهو يراقب تعبيرات وجهها قائلا:
- حاضر
ما عي الا لحظات كانت كالسكون الذي سبق عاصفة بكاء وأنين انطلقت من "بيسان" وهي تهتف :
ليه .. قولي ليه .. قولي سبب واحد عشان تخوني
تجمعت العبرات في عين "نهاد" وهو يتطلع الي الطريق أمامه .. فصرخت وهي تضرب كتفه بقبضه يدها باكية بقوة :
- ليه خنتني .. ليه خنتني .. كان ناقصك ايه. . أنا مقصرة معاك في ايه .. انطق .. اتكلم
قال "نهاد" بألم وهو يتطلع اليها :
- بطلي عياط يا "بيسان" أنا مستهلش دمعة واحدة من دموعك دي
أجهشت في بكاء مرير .. مد يده محاولا لمسها فانتفضت وهي تصرخ :
- قولت ابعد عني متلمسنيش
أعاد يده الي المقود وهو يطلق تنهيدة حارة .. تعرب عما بداخله من نيران .. أشعلتها خطيئته !

******************************

- أنا اتجوزت
لم تصدق "سحر" أذنيها .. أكمل "دياب" بهدوء :
- كتبنا الكتاب النهاردة .. والدخله هتكون قريب
سادت لحظة صمت قبل أن تصرخ "سحر" قائله :
- عملتها يا "دياب" .. عملتها واتجوزت .. أنا كنت عارفه من الأول انك راجل تييييييييت .. وياما جارتي حذرتني منك وأنا اللي مكنتش بصدقها .. كنت بقولها "دياب" أبدا .. "دياب" مش ممكن يعمل كدة .. مش ممكن يخوني بس طلعت تييييييييييت
نظر اليها "دياب" بحزم وقال :
أنا لا خونتك ولا ظلمتك .. أنا استخدمت شرع ربنا بعد ما عملت معاكس البدع عشام تغيري من نفسك .. فضلتي تسمعي لدي شوية و دي شوية وتخرجي اسرار بيتك لحد ما ضيعوكي
انفجرت في البكاء وهي تصيح بغضب :
مش ممكن اعيش معاك بعد كده .. طلقني يا "دياب" أنا مستحيل أعيش معاك يوم واحد بعد ما جبتلي ضره
اندفعت الي الدولاب لتجمع اغراضها لكن دياب اوقفها قائلا :
- ده بيتك .. أنا اللي هسيبه مش انتي .. لحد ما تهدي ونقعد نتكلم مع بعض بهدوء .. وعلي فكرة أنا لو عايز اطلقك كنت طلثتك .. لكن انتي أم بنتي و نستخيل أظلمك .. وكمان أنا مش هعيشها معاكي .. أنا هاخدلها شقة لوحدها .. يعني ده هيفضل بيتك انتي و بنتي
خرج "دياب" من المنزل .. لتجلس "سحر" فوق الفراش باكية وهي تصيح :
- منك لله .. منك لله .. يارب اكسره زي ما كسرني .. ربنا ينتقم منك يا "دياب"

********************

طرقت "لميس" مكتب "عدنان" بالمرسم فأذن لها بالدخول .. وقفت أمامه بإرتباك وهي تقول :
- بعد اذنك يا "عدنان" بيه .. لو مش هعطلك في حاجه عايزة اتكلم مع حضرتك فيها .. حاجه مهمة
أشار لها بالجلوس ونظر اليها بإهتمام قائلا :
- خير يا مدام "لميس"
مر علي ذهنها صورة "سمر" يوم أن حاءهم خبر استشهاد "مهند" وتلك الحالة التي أصابتها .. والكلمات التي أخذت تهذي بها في نومها بعدما تناولت المهدئ .. تذكرت قول سمر : بحبك يا "مهند" .. جفلت عندما حثها "عدنان" قائلا :
- اتفضلي .. أنا سامعك
بلعت ريقها بصعوبة وهي تحول أن تتخير كلماتها بعناية ثم قالت :
- حضرتك ومدام "سمر" لسه عرسان جداد .. ومدام "سمر" شابه صغيرة .. وكمان كانت عايشة بره
ثم قالت بجدية :
يعني اللي أقصد أقوله انها محتاجه اهتمام زيادة .. خروج .. فسح .. يعني تحس انعا عروسه جديدة .. أنا عارفه فرق السن اللي بينكوا كبير .. ويمكن ده ميخليش حضرتك تاخد بالك من نقطة زي دي
ثم قالت بإرتباك :
- أنا عارفه طبعا اني بتدخل في خاجه متخصنيش .. بس أنا اتعودت من زمان اني أهتم بكل فرد في العيلة دي .. واني اعتبر نفسي مسؤله عن راحتهم وسعادتهم .. وأنا ......
صمتت لا تدي ما تقول .. كيف تخبره بأنها تشك ب "سمر" .. وأنعا سمعتها تنطق بحبها لابن أخيه الذي هو بمثابة ابنه .. كيف تخبره بأن تلك الفتاة لم تكن مناسبة له بأي حال من الأحوال .. من مقاومات الزواج الناجح التكافؤ .. في كل شئ .. أما "عدنان" و "سمر" لم تري بينهما أي تكافؤ علي الاطلاق .. كان بإمكانها أن تخبره بتلك الكلمات التي هذيت بها "سمر" .. لكنها لم تستطع أن تظعنه في مقتل .. لم تستطع أن تكون سببا في شعوره بالألم .. حتي وإن كانت تتألم بسببه .. بسبب حبها الغير متكافئ .. أطرقت برأسها وهي تقول بخفوت :
- أنا آسفة مرة تلنية اني اتدخلت في حاجه متخصنيش .. بس أنا نيتي خير
نهضت واستأذنت للانصراف دون أن تجرؤ علي النظر الي وجهه .. تابعها "عدنان" بعيناه .. والابتسامه على شفتاه !

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)Where stories live. Discover now