ظلامي

Twenty Six

علقوا بين الفقرات رجاءا جوولز..
انجووووووي
------

جفناها يهتزّان..
جسدها يرتجف..
اصابعها تنكمش..
عيناها انفتحتا بتوسع قبل ان تردف بصوت متحشرج " أنا لم أمت.!"

نبضات قلبها كانت تتسارع بجنون يغطي علي الطنين الذي ازداد في عقلها جالبا معه كمية كبيرة من الألم.

أنفاسها تضيق بصدرها، وقطرات مالحة تنزل بغزارة علي وجنتيها من دون اي سبب!!

هي الأن بخير ولكنها ليست كذلك حقا.! هناك شيئ سيء يحدث؛ إما أمامها او خلفها او حولها او حتى.. داخلها!!

صور غامضة لأشخاص غرباء.. مقاطع مؤلمة وأشياء كريهة تظهر مرارا وتكرارا في عقلها وكأنها تثبت واقعا غير موجود..

أغمضت جفنيها بشدة، ووضعت يديها علي أذنيها وكأنها تحاول فصل نفسها عن هذه الخيالات المخيفة.. عن الأصوات المتألمة، الصرخات المتوسلة والدموع البائسة!

انفاسها تقطعت وساقيها بدأتا بضرب السرير، صوتها المخنوق بدأ بالإنتحاب وشهقات مكسورة تكافح للخروج من حلقها..

وبين كل ما يحدث هو كان يقف هناك، ينظر إليها بإشفاق وشعور ثقيل يملأ صدره..

هل كان عليه الا يمحو ذاكرتها؟
ولكن كلاهما كان سيهلك ان لم يفعل ذلك.. هذا لم يكن قراراً بل ان الأمر كان منوطا بالأحداث التي تسارعت وكونت كل هذه الدوامة من المصائب.

وبعد وقت طويل من رؤيتها بهذه الحالة قدماه اتخذتا خطوات مترددة نحوها الي ان أصبح يقف عند رأسها تماما..
ذراعاه امتدتا لتحيطاها وتقرباها الي صدره بلا أي رغبة منه.
دموعها الحارقة..
انفاسها الساخنة..
شهقاتها التي اظهرت مدي ألمها.. كل هذا جعله يشدها أكثر الي صدره وهو يمسح على ظهرها.
لا يعلم تماما ما أصابه، فهذه ليست افعال يقوم شيطان!!

بعد ان هدأت من تلك النوبة حاول الأنسحاب، ربما لينسي ما حدث وما فعله توا، ولكن كورسيا تمسكت به.. " أرجوك ابقي" صوتها الضعيف والمهتز جعله يعود بطاعة ويجلس بقربها.

غاصت اكثر في صدره وهي تريد بكل طاقتها ان تبتعد عن الكوابيس التي تلاحقها حتي وهي مستيقظة.. السراب الذي يغرقها بداخله كلما رمشت بعينيها، الوهم الذي يزداد مع كل خفقة قلب..

تريد الإبتعاد عن كل ذلك بأن تبقي في حضن نيكسوس، الشيطان ذو القلب البارد!!

...

بعد مدة طويلة من بقائهما ساكنين، رفعت كورسيا رأسها الي نيكس، وقالت بصوت هادئ " انا جائعة.."

نظر إليها نيكس بإستغراب قبل ان يقوم بفتح بوابة ظل، لم يعطها حتي زمنا للإعتراض بل بسرعة البرق سحبها ليدخلا البوابة ويصلا الي الجهة الاخرى منها.
والتي للدهشة كانت غابة طبييعية وكبيرة.!