الثاني عشر .

334 24 4
                                    

وهو أن لا يضع نفسه في المقدمة يومًا.
وأن يمحَّى متى وجب ذاك وكان كثير من الناس إنما يقدرونه لهذ البساطة ذاتها ، ولهذه اللباقة التي تجعله يعرف دائمًا أين مكانه الصحيح فيقف فيه ، وأين حدوده فلا يتعداها.

ومع ذلك ليت الناس الذين يرون فيه هذا الرأي الحسن ، ويحكمون عليه هذا الحكم الطيب ؛ ليتهم يعرفون ما كان يجري أحيانًا في نفس إيفان فيدوروفتش هذا الذي كان واضحًا أنه يحسن المحافظة على مكانه..

إن الجنرال إيبانشين رغم خبرته الواسعة في الأعمال ورغم مواهبه الممتازة ؛ كان يؤثر أن يظهر خادمًا متحمسًا لآراء غيره على أن يفرض آراءه هو.

إضافة إلى ذلك يرى أن من شرف الإنسان أن يكون رجلًا ثابت الجنان ، أن يكون روسيًا حقيقيًا .

فمن هذه الناحية اتفق أن حدثت له مغامرات أليمة مؤسفة ، ولكن الجنرال ليس من الرجال الذين تخور عزائمهم و يدب اليأس فيهم حتى في ظل أصعب الظروف.

وبالإضافة إلى هذا كان موفقًا في المقامرة بمبالغ ضخمة. على أنه كان لا يحاول أن يتستر على هذا العيب الطفيف أو هذه الخطيئة اليسيرة التي يدين لها في كثير من الأحيان بأرباح طائلة . بل على العكس فقد كان يعلنها ويذيعُها.

إنه ينتمي إلى بيئة خليطة طبعًا ، ولكنها بيئة ثرية و ذات نفوذ على كل حال.

وكان هو ينتظر من المستقبل كل شي ، وإن في عمره لمتسعًا ولا بُد أن يأتي كل شيء في يوم من الأيام.

الأبله.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن