الفَصلُ الأول

132 6 15
                                    












قد حالت بيننا الحياةُ يا موت !! 
.

.

.

.

________________________________________________________________ :





في أحدِ الأحياءِ الشَعبيةِ الفَقيرة، تحديدًا أحد تِلك البيوت القَديمةِ المُتَهالِكة، خاصةً تِلك الغرفة التي تآكل طِلائها بفعلِ الزمن، مع نافِذة مغلقة بإحكام، لكن ذلك لم يمنع دخول أصوات لَعب الأطفال وصراخِهم، ويبدو أنهُ لم يمنَع أستغراق الأختين بالنوم، أو مَنع أحداهما فَقط ! حسنًا من المُفترض أنها نائمة ! لكن حال ما ترى ذاك السواد الذي يحيطُ عينيها إضافةً لِذاك اللون الأحمر الذي يحتلُ حدقتيها سَتعلم أنها لم تنم .


لَيس وكأنها لا تُريدُ ذلك، هي بالفعل تَتمنى لو تَفعل ! لو تَستَطيعُ ذلك، النوم ... لطالما ظنت أنهُ مهمةٌ شاقة لم تُفلح يومًا بإنجازها وجميع محاولاتِها تَتكللُ بالفَشل ! 


رن ذاك المُنبة الذي من المُفترض أستيقاظُها عليه لا قبله، أو حتى أن تقوم بعملية الأستيقاظ ! لا بأس لها بذلك حقًا لكن هُناك بأسٌ لأنها لم تَقم بها .


سارعت بإطفائه قبل أن تَصرخ أختها طالبةً بإغلاقه، هي فعلًا لا تحتاج  لسماع صوتِها حتى تعلم أن يومها سَيكون سيئًا لا محاله، إستقامت للذهاب إلى الحمام الذي لا يقلُ سوءًا عن الغُرفة، هي لم تَتذمر يومًا من حالها ذاك ويبدو أن نهايتها ستَكون بسَبب صَمتها ذاك .

دخلت إلى الحمام  لتنظر إلى المرآة التي تَتحاشاها منذُ مدة، هي لا تَستَطيع النظر لوجهها؛ كي لا يزيد بؤسها أثناء نظرها لما أقترفت يداها دون قصد، سَتتفهم سَببها ذاك عند النظر لِتلك الجروح المتَفرقة على وجهها ويبدو أن حتى رقبتها إضافةً ليديها لم تَسلم منها، هي لم تقصد جرح نفسها وكان ذلك دون وعيًا منها ! فتلك الحالةِ لم تجربها سِوى مرتين في حياتِها البائسة، وحتى أنها لا تحتاج لطبيبًا لمعرفة سببها الواضح كليًا .

تنهدت بتعب ونظره كارهه لنفسها، هي تَعترف أن وصولها لهذه المرحلة بسبب أفعالها ! لكن ليست هي السبب الوحيد حقًا، نظرت لشحوبها الواضح وعينيها الباهته، هي حتى لا تستَطيع فتحها بشكلٍ كليٍ بسبب الصداع اللعين الذي بدأ يفقدُها النظر حتى ! أجل وهي سَبب ذلك، كان عليها ترك كل شيء منذُ الإنتكاسة الأولى ! لم يكن عليها الأستمرار بهذه الحلقة المدورة، لم يكن عليها قبول ذلك، كان عليها أن تَترك كل شيء، ولكنها كانت تؤمن بحكم الربّ، أنهُ ما أبتلاها بكل ذلك سِوى لأنهُ يُحبها ! يُحبها ؟ أحقًا هو يفعل ؟

الأبتلاءُ محبةٌ ! هي لم تَفهم يومًا طريقة الله بالحُبِ ولن تَفعل، وبدأت تفقد ذلك الإيمان الذي تمسكت بهِ طول حياتِها، إذ أن حتى خالِقها لم يرحمها ! فلِم تستَغرب أن خلقه لم يَرحمُوها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حَـيـاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن