Part 07 التاريخ الدموي

110K 5.2K 4.1K
                                    

               
إذا حفرت لي حفرة...إحفرها جيدا

       لأنني إذا استطعت الخروج منها ستدفع الثمن غاليا

.......................................................................................

 


كان  أندريه ينظر للمستودع من الداخل بنظراته الباردة وهو يتفحص اللاشيء...وانا أعنيها المكان كان خاليا كما توقعا...لذا استدار لإيرا التي كانت تنظر لكل مكان بتدقيق بأعينها الحادة   فقال بهدوء :

" علينا أن نتفرق ونبحث عن المدخل..."

أومأت إيرا برأسها مع تقضيبة صغيرة بين حاجبيها وهذا جعل أندريه يتوقف أدراجه  ويسألها :

" هناك شيئ يدور في ذهنك..ما هو ؟!"

خرجت إيرا من أفكارها عند استماعها لما قال ثم التفتت له وظلت تحدق به لثواني وبعدها أردفت :

" في الحقيقة أنا أشعر أننا لن نجد شيئا هنا.."

رفع أندريه حاجبه بغير فهم منتظرا منها أن تتابع حديثها وبالفعل هذا ما قامت به حيث نظرت حولها من جديد وأشارت بيدها للمكان وقالت :

" لا يوجد أي أسلاك كهربائية.....أو أي مصدر للكهرباء....حتى في الخارج لم يكن هناك أي عمود إنارة...ولو قرب المكان..."

حسنا قد يبدو كلامها عشوائيا وغير مفهوم بتاتا....

لكن لأندريه هو لم يكن كذلك فهو فهم فورا ما تقصده.....فإن كانت هناك منظمة كهذه حقا...هم يحتاجون توفير حماية حولها كمثال بسيط باب دخول اوتوماتيكي عالي الحماية...كاميرات مراقبة.....ربما حتى مدخل ارضي سري  او على الاقل حراسا....لكن لا شيء من هذا....وغياب الكهرباء عن المنطقة يعني استحالة القيام بكل ما سبق.... اي انهم حاليا داخل مكان مهجور أستعمل للتمويه عن المكان الأصلي كما توقعوا منذ البداية....

لذا فقد أعاد أندريه مسدسه خلف ظهره وقال لها بهدوء :

" المسح الحراري يظهر وجود حركة سفلية..وان كان ما قلته صحيحا يعني ان المدخل ليس من هنا بل من مكان آخر من المدينة القريبة..."

وافقته إيرا بإيماءة من  رأسها ومع ذلك هما تفقدا المكان قبل أن يغادرا ثم استقلا من جديد سيارة أندريه...وحينها حمل هو هاتفه واتصل قائلا بهدوء :

" إكس أريدك أن تجري مسحا على المنطقة بأكملها وأخبرني إن كان هناك أي مكان متصل بالمستودع في البناء الأرضي..."

" حسنا...دقيقتين وأرسل لك الموقع...."

كانت إيرا تستمع لما قاله أندريه لكنها لم تتحدث بل ظلت صامتة وهي تراقب الطريق المستقيم والغابات التي كانت تحيط بهما من كلا  الجهتين....وتلك المنازل البسيطة التي كانت متفرقة وتظهر من بعيد على مرتفعات السهول....لا بد ان العيش في مكان هادئ كهذا مريح جدا ؟! هكذا تساءلت وهي شاردة في أفكارها وتتذكر عندما كانت هي أيضا تعيش حياة بسيطة و سعيدة في مكان منعزل مع والديها...عندما كانت ترى الحياة بشكل أفضل... وأن أصعب شيئ هو مساعدة والدها في قطف التفاح طوال الصبيحة....وأن أكثر لحظاتها حزنا هو رؤيتها لقِطتها تتألم وهي تلد.....

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن