غمغم بصوت خشن قبل أن يغلق الخط والهاتف أيضاً :

- لأ

ماكرة .. ضربت بتحذيراتهما عرض الحائط وعادت لتلقى بشباكها نحو سعيد مجدداً .. وكأنها لا تكتفى بخيوطها حول شوكت ؟ تذكر بغيظ طريقتها الوقحة فى الرد عليه خلال زيارته الأخيرة

هل قررت التمرد وأعلنت العصيان غير مبالية ؟ ربما كان هناك من يساندها خلسة .. من يعلم ..؟ ألعله شوكت نفسه .. يكاد يكون على يقين بأن هناك اتفاق مسبق بينهما ويتظاهرا فقط بالبلاهة أمامه ؟

ارتدى ملابسه على عجل وغادر إليها .. تلك المستضعفة الخبيثة .. لن تخدعه بدموع التماسيح التى تذرفها ليل نهار

 *****

 نظرت إلى الهاتف فى صدمة وانهمرت دموعها فى صمت قبل أن تنتحب بصوت مرتفع .. همدت أخيراً .. إلى متى ستظل تصدق أن سعيد بك أحبها حباً حقيقياً ولا يزال يفعل ...؟حمقاء غبية ومغرورة فى آن واحد ...

عندما وصل بعد وقت ليس بالقليل كانت لا تزال مشعسة الشعر تجلس بجوار طفلها فوق السجادة وتدفن رأسها بين ركبتيها .. شعرت بوجوده فنهضت بسرعة لتختفى من أمامه ولكنه استوقفها فى غضب قائلاً :

- بتتصلي بـ سعيد ليه ؟

برقت عيناها الدامعة فى مزيد من الألم .. هل بلغ نكران سعيد لها حد إخباره بأمر كهذا ..؟ حد الشكوى من تطفلها ..؟ إلى هذا الحد .. حتى صوتها بات يزعجه ؟!

ارتجفت شفتاها فى تلعثم ولم تقل شيئاً فأمسك حسن بذراعها وأردف فى عنف :

- أحنا مش قلنا لك انه مسافر ؟ مش عمى حذرك من محاولة الاتصال بيه تانى ..؟ مجرمة وهتفضلى مجرمة

عضت فجأة قبضته التى تعتصر ذراعها فأدمتها وصرخت فى هيستيريا :

- أنا مش مجرمة .. أخوك هو اللى مجرم

صفعها بقوة صارخاً :

- اخرسى يا حيوانة

أردفت وكأنها لم تسمعه :

- كلكم مجرمين .. أنت واخوك وعمك .. أنا باكرهكم .. بس خلاص .. مبقتش اخاف منكم .. أنا هابلغ عليكم البوليس .. هافضحكم فى كل حتة ......

صرخت عندما أمسك شعرها بيده التى أدمتها أسنانها بينما وضع يده الأخرى فى جيب سترته .. ابتلعت ريقها وهى تتخيله يخرج أداة حادة ليطعنها بها ولكنه أخرج ورقة وقلم وأمرها قائلاً :

- وقعى هنا

هزت رأسها فى عنف بادله بعنف أكبر وهو يزمجر صارخاً :

- وقعى يا حيوانة

وقعت مرغمة وهى تتطلع إلى الورقة بعيون أهلكها البكاء .. أزاحها فى اشمئزاز فعادت تصرخ فى عناد :

- الورقة دى باطلة .. مش هينفع اتجوزك .. أنا متجوزة سعيد .. حتى لو هو خدعنى وزور كل حاجة .. أنا مراته قدام ربنا و.......

قاطعها بصوت بارد وهو يضع الورقة فى جيب سترته قائلاً :

- سعيد مات

اتسعت عيناها ذعراً قبل أن تسترخي قسماتها ظنًا منها بأنه ربما يقول ذلك كذباً حتى تنساه وتبتعد عن طريقه للأبد .. ولكن ... لماذا قرر هو الزواج منها إن لم يكن يريد لـ سعيد أن يتزوجها ؟

فسر هدوءها وصمتها لا مبالاة بـ شقيقه الذى قتل نفسه لأجلها فعاد يصفعها بقوة وهو يضغط على أسنانه قائلاً :

- سعيد انتحر بسببك

تطلعت إليه كالسكارى ثم سقطت مغشياً عليها .. نظر إلى جسدها المسجى تحت قدميه فى كره واشمئزاز ورغبة عارمة فى الانتقام ..

صرخ الطفل فجأة فاستدار إليه شارداً .. انحنى وحمله كمن يدرك وجوده للمرة الأولى .. تسمرت عينا الطفل عليها وغمغم يناديها باكياً .. حاول حسن تهدئته متجاهلا النظر إليها .. ليتها ماتت بالفعل ..!

واتته فكرة شيطانية تدعوه لأخذ الطفل والذهاب به إلى الفيلا وتركها هى هنا حتى تفيق من تلقاء نفسها أو تتعفن ويتخلص منها .. هم أن يفعلها لولا دموع الطفل الغزيرة وقلبه المنفطر صراخاً ..

أحضر زجاجة عطر ورشها بها دون أن يحرك جسدها من مكانه .. بدا كمن يستخدم مبيداً حشرياً ليقتل بعوضة تؤرقه .. حركت رأسها وفتحت عينيها فى بطء .. تأوهت وأمسكت رأسها فى ألم .. زحف الطفل نحوها وربت على وجهها وصدرها ليوقظها بينما ألقى هو بزجاجة العطر بجوارها أرضاً وأسرع ليغادر الشقة

جلس فى سيارته وأطلق تنهيدة عميقة .. داهمه بعض القلق على شادى فسارع بتشغيل كاميرات المراقبة .. ها هى قد نهضت واستعادت وعيها كاملاً .. لم تلحق بشقيقه كما تمنى .. مسكين سعيد خسرحياته بلا ثمن

ابتسم فى تهكم عندما احتضنت الطفل وراحت تنتحب فى هيستيريا .. وكأنه تتألم لموته .. وكأنها لم تقتله ؟!أغلق الكاميرا ساخطاً وقاد السيارة عائداً إلى الفيلا


لو سمحتم عايزين تعليقات جامدة جدا


أنتم عيوننا اللى بنشوف بيها الرواية والأحداث قبل ما نطبعها ومستنيين نقدكم وتفاعلكم

ناس كتير تعليقاتها كانت في الصميم وكأنها بتكتب الأحداث معانا

شكرا لكل الناس الحلوة الكريمة لعيونكم هنكملها للأخر بإذن الله

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now