الفصل الثاني

40.5K 891 14
                                    

نظرت لقبضته الممسكه بيدها بشده وخرجت منها شهقه خائفه مرتجفه
زاغت نظراتها بتوتر وتشوش للحظه، ولكنها استعاده تركيزها مره اخري وفجأة نفضت يده بحده هاتفه دره بغضب:
-انت أزاي تمسك ايدي كده
نظر لها بتفحص بعين صقر واجابها:
-امال اسيبك خبطه تيجي فيكي كده ولا كده ولا حركه مش محسوبه تعلم علي الوش ده
شحب وجهها وابتعدت عنه بمسافه كافيه قائله برغبة في الفرار من امامه:
-عديني لو سمحت
بهدوء شديد كان رده المريب عليها :
-ماينفعش الخناقه لسه في البدايه
هتفت دره بصدمه:
-كل ده وبدايه  الناس هاتموت بعض، وهاتخلص امتي بقي ان شاء الله
--مش هاتخلص الا لما  انا أدخل
رفعت دره حاجبيها واستقبلت اجابته المستفزة وقالت:
-واشمعنا بقي انت!
ابتسم بجانب فمه وقال بثقته الظاهره:
-لاني الكبير هنا
ردت بسخريه وغيظ:
-الكبير! بس انا شيفاك واقف لا ادخلت ولا اتحركت من مكانك، ولا انت كبير اسم علي الفاضي
-انتي بتكلمي مين كده
احابته هي بتحدي وليد اللحظه:
-بكلمك انت هو في حد غيرك
ضيق عينيه من سخريتها وقال :
-شكلك مش من هنا ومش عارفه انتي بتكلمي مين
دره وعقدت يديها علي صدرها  بتهكم :
-ومين سيادتك بقي
تركها وتقدم للامام ونظر لها  بجانب عينيه واجابها بذلك الغرور المستفزة منه :
-هاتعرفي!
.............
-اوعي ايدك كده يابني ادم انت
نظر لها بغضب و هتف بها :
-انتي مجنونه يابت انتي انتي عايزه تتشقي نصين ازاي واقفه في النص الخناقه كده
احتدت نبرة صوتها وقالت وهي تحاول ان تبعده عن طريقها:
-وانت مالك انت اوعي بقي عايزه اطلع
وقف امامها يمنعها من الخروج  باندهاش من إصرارها:
-تطلعي فين يخربيتك دي الرجاله هنا بتستخبي لما يعرفول ان في خناقه من النوع ده وانني عايزه تطلعي
ضربت علي و جنتها وازداد خوفها اكثر وقالت بقلق:
-نوع ده ايه نهار اسود أختي زمانها جايه ..اوعي بقي
تافف بضيق وقال:
-الصبر يارب طب استني هنا اختك دي قد ايه
لوحت شهد بيديها وقالت بتهكم:
-قد ايه ايه دي دكتوره
ضحك بسخريه و قال:
-مش عيله صغيره يعني
فاض بها الغضب وهدرت شهد بوجهه :
-تصدق انا غلطانه اني واقفه بكلم واحد زيك اوعي كده
كرر كلماتها بصدمه وقال مشيرآ علي نفسه:
-واحد زي!
ثم هتف بها بحده:
-انني مش عارفه انا مين يابت ولاايه
-بت لما تبتك ياسبع البرومبه انت مين سيادتك
نظر اليها قليلا بغيظ وقال مؤكدا بحروفه:
-هاتعرفي دلوقتي  و رجلك ماتخطيش الباب ده ..و اختك هاجيبهالك
وابتعد خطوه وعاد اليها مره اخري قائلا:
-ولسانك ده هاقصهولك
وتركها تنظر الي اثره بحنق من تطاوله عليها وتلك الثقه المستفزه الذي القي بها كلماته قبل خروجه، تمتمت داعيه بداخلها ان يصدق بوعده،بعيدا عن انه مستفز ومغرور الا انها تتمني ان يصدق بوعده ويساعد شقيقتها علي الوصول لهنا سالمه في وسط كل ذلك الشجار المحيط بهما في اول يوم لهما هنا.
...............
هتف الرجل بصوت عالي في وسط المعركه بصوت جهوري:
- ياريس حسن يا ريس سيف ياجماعه حد يندهم عشان اليله دي تخلص
ركض سيف باتجاه المشاجره فاكانت بين احدي رجال القاضي مع رجال اغراب عن المنطقة.
كال سيف بعض اللكمات بسرعه وخبره مع محاوله لفض الشجار، ثم اخرج سيف من خلف ظهره ما يسمي (بالمنشاكوا ) وهو عباره عن عصاتين يفصلهما سلسله معدنيه قويه قصيره، يضرب بها من يقابله في مهاره لا يخطئها سيف القاضي ، ومن خلفه رجاله يدافعون عن انفسهم مستخدمين ما تطاله ايديهم.
مر وقت ليس بالقليل وسيف متصدر المعركه ومن خلفه رجاله، والاجواء مشتعله ولا يوجد مكان لاصحاب القلوب الضعيفه هنا.
بحث سيف بعينيه عن ابن عمه حتي يسانده وينتهي هذا الشجار الذي طال عن حده ولم يجد له اثر.
زفر بضيق وصرخ بنفاذ صبر وهو يلكم إحدى الرجال:
-يا حسن
وقف هو  بمسافه قريبه وبين يديه سلسله بها عده حلقات متواصله يطلق عليها (جنزير) وهو يطيح بها بالهواء  بحركات مدروسه حتي لا تؤذيه،والكل يعرف اثرها الذي تتركه علي كل ماتحط عليه.
توترت الأجواء بوجوده،وارتبك الرجال من تدخله.
و ابتسم سيف بثقه عندما قابل عينين ابن عمه الذي احتدت واشتدت ملامحه، واظلمت عيناه استعداد للدخول في الشجار.
دخل في الشجار بغضب وعنف هو ومن معه ،  مهارته في قتال الشوارع الكل يعرفها، خفة حركت يده في استخدام الاسلحة البيضاء تحسب له، وبعد قليل من الوقت وامام اعين الجميع اطاح بهم  وهو ورجاله بالارض، عددة اصابات لكلا من الطرفين وفرار الطرف الآخر هروبآ من قبضه اولاد القاضي.
وقف  حسن في المنتصف فاتحا ذراعيه في الهواء، هاتفآ بصوت جهوري محذرآ بتهديد واضحآ:
-اللي يدخل منطقه القاضي ومايعرفش قوانينها احنا نعلمهاله
اقترب منه سيف بابتسامه مربتآ علي كتفه :
-عاش ياريس
هلل رجل من رجاله هاتفآ:
-ربنا يخليك لينا ياريس حسن هومين مايعرفش حسن القاضي كبير الناحية تِيمآ
القي حسن نظره ثقه لتلك الواقفه علي اول الشارع بصمت  تتابع كل تلك الأحداث وكأنها أمام فيلم سينمائي اكشن..
اكمل الرجل  هتافه مره اخري مكملآ :
-والريس سيف القاضي زينه شباب المنطقه
التفت سيف برأسه لتلك الواقفه امام منزلهم  وارسل لها  غمزه من عينيه.. احمرت علي اثرها وجنتيها خجلآ و ايضآ غيظآ.
هتف حسن وهو يصفق بيديه للجمع امامه :
-يالا كل واحد يشوف حاله الليله خلصت خلاص
اقتربت دره بخطوات شبه راكضه  متوجهه الي شقيقتها المنتظره اياها امام المنزل.
احتضنت شهد شقيقتها الكبري قائله بقلق:
-انتي كويسه يا حبيبتي
اجابتها دُره بملامحها المرهقه:
-انا كويسه ماتقلقيش
قالت شهد متسائله وقد فقدت اي رغبه كانت لديها في الإقامة في تلك المنطقه:
-هو احنا هانعرف نعيش هنا يادره
زفرت دره انفاسها وقالت ورغم تمنيها الشديد في الهروب من هنا اجابت لشقيقتها :
-مش عارفه ياشهد مش عارفه ... تعالي ندخل الاول.
نزلت والدتهم مسرعه بخطواتها وعلامات الذعر علي وجهها خوفآ علي ابنتيها قالت بقلق فور ان اقتربت منهن:
-دره ياحبيبتي انتي كويسه
اجابتها دره مطمئنه إياه:
-كويسه يا ماما ماتقلقيش انا كنت بعيد
تنفست والدتهم الصعداء وجذبت كل منهمن في احضانها وقد شعرت بالذعر من ان يصيب اي منهن مكروه،وكأن توجس ابنتيهاا تسلل اليها.
كيف سيتمكنوا من العيش هنا،فرق شاسع بين ما كانوا به وما اصبحوا عليه،و الاصعب انهم دون رجل بجانبهم ويساندهم ، والاكثر رعبا تواجدهن في تلك الاجواء الغريبه والعنيفه عليهن.
تمتمت بداخلها داعيا الله ان يحفظ بناتها من اي مكروه..
قائله وهي تجر قدميها لأعلي:
-يالا يابناات اطلعوا و اقفوا الباب كويس
دلفوا الاثنتين واغلقوا الباب الحديد ذو الفتحات الواسعه امام اثنين من العيون المتابعه لكل منهم بتربص و تركيز ، نظرت كل من شهد ودره لبعضهما وتجاهلوا تلك النظرات الثاقبه من خلفهما،وصعدوا لأعلى وعقل كل منهما منشغل في كيفيه العيش والتأقلم هنا في ......منطقه القاضي
يتبع

دُرة القاضي / سارة حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن