الأبله.

الحادِي عشر .

كان الجنرال إيبانشين يقيم في بيته الخاص بالقرب من شارع لينايانيا. وعدا هذا المنزل الكبير الذي يؤجر خمسة أسداسه للسكن والإقامة ، فهو يمتلك منزلاً آخر ضخماً في شارع سادوفايا يدّر عليه دخلاً أكثر من الأول .

وفضلًا عن هذين المنزلين ؛ فقد كان يمتلك مزرعة جمِيلة خصبة على مسافة ميل أو ميلين من مدينة بطرسبرج، ومصنعًا في جانِب آخر من المدينة.

وكان الجنرال قبل ذلك بأعوام يحتكر بعض الأعمال الحكومية، وقد أصبح له صوتٌ مسموع وأهمية كبيرة في العديد من الشركات العامة.

وكان حقيقةً معروفًا بالثراء، وبأنه من رجال الأعمال ذوي الاتصالات العديدة والنفوذ الواسِع، وقد استطاع أن يجعل من ذاتِه شخصية مُهمة في شتى الجِهات. من بينها الإدارة الحكومية التي يعمل بِها.

ومع ذلك فقد كان من الحقائق المعروفة للجمِيع أن الجنرال فيودور إيفانوفيتش إيبانشين رجلًا بلا أي نوعٍ من العِلم والثقافة، وأنه ارتقى من مرتبة نفر بالجيش!

وليس بالضرورة أن تعني الحقيقة الأخيرة شيئًا ليُذكر؛أكثر من كونها ميزة تُذكر لصالح الجنرال، ومع ذلك ورغم أنه بلا أدنى شكٍ رجل لا عيب فِيه فقد كانت له بعض نِقاط الضعف البسيطة المُغتفرة بسهولة!
ومنها كراهيته لأي تلميح إلى هذه الحقيقة السابِق ذِكرها، ولم يكن ثمة أي شك في كونه رجل بارع وذكي، فهذا أمر لا يسعك الا أن تسلِّم له به .

فمن دلائل ذلك مثلًا أنه قد اتخذ لنفسه مبدأ يلتزمه ولا يحيد عنه..