العاشر .

329 22 3
                                    

و رغم قول روجوجين أنه غادر بزكوف سرًّا ، إلا أن عددًا كبيراً من الأصدقاء كانوا محتشدين لتحيته . وقد حيوه بحماسة وهم يهتفون ويلوحون بقبعاتهم .

وغمغم روجوجين وهو يتأمل المنظر في زهو مع ابتسامة باردة : " عجباً ! إن زاليشوف هنا ايضاً ! " .

ثم استدار فجأة إلى الأمير وقال : " إنني لا أدري أيها الأمير لماذا شعرت بالميل إليك . ربما لأني قابلتك في مثل هذه الظروف . ولكن لا ؛ لا يمكن أن يكون هذا هو السبب ، فقد التقيت ايضاً بذلك الرجل"
ثم أومأ برأسه إلى ليبيديف وأردف قائلاً : " دون أن أميل إليه بأية حال . تعال لزيارتي أيُها الأمير ، ولسوف ننضوعنك جرمونك البالي ، ونلبسك ثوباً من الفراء الفاخر من خير ما يمكن شراؤه . لسوف تكون لديك حُلة من أفخر نوع ، وصدر أبيض ، وكل ماتشتهي ، وسوف تمتلئ جيوبك بالمال . تعال ؛ ولسوف تذهب معي إلى بيت ناستاسيا فيليبوفنا . والآن ، هل تأتي أم لا ؟! "

فقال ليبيديف جاداًّ : " وافق ، وافق أيها الأمير ليو نيكولايفيتش ! لا تدع هذه الفرصة تفلت منك ، وافق بسرعة ."

فنهض الأمير و بسط يديه مُتلطفاً بينما أجاب في مودة : " ولسوف أتي بكل سرور ، وأشكرك كثيراً على شعورك الودي نحوي . ويمكنني القول إني قد أستطيع زيارتك اليوم إذا اتيحت لي الفرصة لأني بلا مراء ، أعجبتني كثيراً بدورك ، لقد أعجبتني خاصةً حين حدثتنا عن القرطين ، ولكنني شعرت بالودية نحوك قبل ذلك ايضاً رغم أن لك وجهاً متجهماً دائماً . وأشكرك كثيراً على ما ستقدمه لي من معطف فراء وملابس . لأني في الواقع محتاج الآن إلى الاثنين كُلاً من المعطف والملابس ، أما عن المال فإني لا أكاد أملك في هذه اللحظة شيئًا ".

- ولسوف يكون لديك مبالغ كبيرة من المال . ولن يأتي المساء إلا ويكون لديّ منه الكثير ، ولهذا أرجو أن تأتي .

وقال ليبيديف مُتلطفاً : " هذا صحيح ، ولسوف يكون لديه مال كثير في المساء " .

وسأل روجوجين الأمير قائلاً في اكتئاب وتهجم : " ولكن اسمع . هل أنت بارع مع النساء ؟ يُحسن أولاً أن أعرف هذا ".

- أوه ، لا . لا إنني لا أستطيع ؛ لأنني كما تعرف كنت مريضاً منذ طفولتي ومن ثَمَّ فليست لي أية خبرة بالنساء على الإطلاق .

وهُنا صاح روجوجين قائلاً لليبيديف : " هه . حسناً . يمكنك أن تأتي معي إذا شئت ".

وهكذا غادر الثلاثة القطار .

ونَال ليبيديف بغيته . ومضى مع الجمع الصاخب من أصدقاء روجوجين نحو شارع فوزنسنكي بينما كان طريق الأمير يتجه نحو شارع لينايانيا . وكان الجو رطباً مُمتلئًا بالضباب .
وسأل الأمير بعض المارة عن وجهته ؛ فلما علم أنه يبعد عن غايته بميلين او أكثر ، قرر أن يستقل مركبة مُستأجرة .

الأبله.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن