الفصل السادس عشر

Start from the beginning
                                    

- وأيه يعني عايزني أنا ألي اطلع؟

- لا يا ماما أنا هي الي هتطلع!

- نعم يا مي! مستحيل يا بنتي أخليكِ تطلعي وحدك وأنت بنت صغيرة.

- أنا عارفة أتصرف أزاي. وخروجي من هنا أحسن بكتير من أن أبقى هنا عايشة العيشة دي. وأنتي خليكِ معاه.

ثم سارت بخطوات سريعة نحو غرفتها كي تلملم أشيائها وتذهب من هذا المنزل بسرعة.ثم راحت تتذكر توأمها وأخوها الذي فقدتهُ عندما كانوا في عمر الثانية عشر.
فلاش باك:

أنفاسهم تسارعت وصارت نبضات قلبهم واضحة كوضوح الشمس في ضرباتها. ولكنها كانت تريد أن تهدأ من خوفها من أجل توأمها وشقيقها الوحيد.

- لا عليك يا أيمن نحن بخير فقط أبقى معي، كل شئ على ما يرام. سنكون بخير... سنكون.

- أنا .... أتألم.... مي أين والدي؟
- سيكون هنا مع المساعدة. لا عليك فقط لا تنام يا أيمن. هل تفهمني؟

ولكنهُ كان يستصعب الأمر أن لا يغلق عيناه وألم رأسه يدفعهُ لذلك. والسائل الأحمر الحار يسيل على وجنتيه وعيناه يعمي فيها بصيرته.

- سأغلقها فقط ... لدقيقة.

وغط في نوم حينها. نوم لم تستطع مي أن تنتشلهُ منه. حيث كانت تهزه بشدة وتصرخ بأعلى صوتها ولكنه لا يسمع ولا يجيب.  وضعت أذنها حيث قلبه وأستمعت إلى صوت النبضات البطيئة التي تنبأها بأنه بحاجة للمساعدة بسرعة قبل فوات الأوان.
وفي ثانية كانت مي بأمس الحاجة لصوته كان يهذي أيمن في منامه.

- مي لا تكوني ضعيفة من بعدي.... كوني قوية من أجلي.

- هعملك الي أنت عايزوا يا أيمن انتْ بس أصبر شوية بابا جاي وهو هيساعدك تكون احسن.

(أنتهت الفلاش باك)

حقدها لوالدها وكرهها له هو أنهُ لم يأتي أبداً بسبب سكره الذي ردعه من مساعدة ولده.
أنتهت من جمع أشيائها وأخذت حقيبتها وسارت نحو الأسفل مرة أخرى وأخيرة. وبدون أي كلمة سارت نحو الباب الأمامي وفتحتهُ بكل هدوء وخرجت بدون أن تلتفت خلفها. أستقلت سيارة أجرة ووضعت حقائبها في الصندوق وأخبرتهُ بأن يذهب إلى أقرب فندق.
وبالفعل ذهبت إلى فندق رخيص وحجزت غرفة صغيرة لنفسها. دخلت و أوصدت الباب خلفها لكي تعلن العنان لدموعها الحبيسة. دموع القهر، دموع اليأس ، ولكنها لم تكن دموع الأستسلام.
***************************
فتحت نور عينيها على ضوء الشمس. حيث كانت أشعة الشمس تقابل عينيها. فقامت بوضع يدها أمام عينيها وهي تقوم من الفراش بكل بطء نحو النافذة لكي تغلق الستارة قليلاً. ونظرت نحو مكان زوجها على الفراش ولكنهُ لم يكن موجوداً. وعندما سارت نحو الباب وجدتهُ يفتح ويدلف إلى الداخل مراد وهو يحمل صينية يملؤها الطعام المفضل لها. فأبتسمت من قلبها على لطافة زوجها.

ضياع العشقWhere stories live. Discover now