التفت اليها و اذا بها جثة هامدة
ركض اليها باكياً
احتضنها وقال : انهضي ..
اي قدر تقولين ؟! ...واي علاج ؟!
لقد انتظرتك سنوات
ما الذي تقولين ؟!
ارجوكِ انهضي ...
انهار باكياً..
لكن لا جواب
هه وهل يجيب ميتاً حي ؟!
نظر للصندوق
فتحه و هو يبكي كطفل يريد امه
امسك القلادة قبلها والصورة
ولكن ما هذه الورقة ؟!
فتحها
انها ورقة من المستشفى تثبت انها مصابة بمرض خطير لا شفاء منه الا ان تعيش بالدواء دون ان تنساه حتى يوماً واحداً و إلا ...
والتاريخ بعد رحيله بيوم
ورقة اخرى خروج بعد عدة أسابيع
إذاً هي لم تهرب
إذاً هو ظلمتها
و يا لندمه اليوم يا ليته انتبه للورقة و احضر الدواء في فترة غيبوبتها
اي حزن تضاعف على الرحالة ؟!
اخذ الصندوق بما فيه و اضاف له نصف الصورة الذي معه
و نزع عنها شالها الاخضر الحزين و دبوس شعرها
و دفنها في فناء منزله الحزين
و ترك كوخه الحزين
و عاد الرحالة للإرتحال
استقبله البحر بشوق
عانقت الامواج سفينته
عانقت السفينة قبطانها الحزين
من اشد منه حزناً ؟!
عاش عمره مفارقاً و لما حان اللقاء ودعها وداعاً لا لقاء بعده
عاش عمره غريباً و حين وجد الوطن اغترب غربة لا عودة منها
دفن زوجته الحزينة في فناء كوخه الحزين
ترك الصندوق الحزين في ذات المكان الحزين
و كتب فيه وصيته ان يدفن في نفس المكان
هل ستنفذ الوصية يا ترى؟!
زاد حزن الرحالة و فقد في حياته كل أمانٍ و حنان
و ارتحل الرحالة يحمل بدل حزنه احزاناً
يا ليته لم يعد ليسكن ذات المكان
كانت تنتظره وهو غائب
كان يحبها و هي بعيدة
اي دموعٍ تروي حزنه ؟!
اي ندم يغسل ذنبه ؟!
من انت يا رحاله ؟!
و من كانت هي ؟!
هل ستترك البحار و تغزو الصحراء ؟!
ام زاد عشقك للامواج ؟!
زاد حزنك و في سنة واحدة كبرت كل سنين العمر الماضية
اي حسرة يا رحالة ستعاني ؟!
عاش الرحالة مع الندم و الحيرة
ربما خرجت و فقدت الوعي و نقلها الناس ؟؛
ربما كانت تعرف و حاولت العلاج بالسر حتى لا تجرحه ؟!
اسئلة لا اجابة لها
الرحالة : ظالم و مظلوم ، قاسٍ و حنون ، و عاشق مجنون .
لا يعلم الحقيقة الا الله وحده
و لا يعرف الرحالة إلا الندم و الحيرة و ماضٍ حزين و ذكرى و دموع
النهاية.
أنت تقرأ
رَحالة.
Romanceيَعودُ بَعدَ زمنٍ طَويل ليَسكُنَ ذاكَ المَكان الحَزين الذي حرَمهُ أعز النَاسِ الى قلبه.. و الأقدارُ تَشاء ويَحدُثُ اللِقاء و تَظهَرُ الحَقيقة ولكِن بَعدَ فَواتِ الأوان. إسلام ~
