اِنتهى كل شيء..|الفصل الخامس عشر|

2.4K 55 36
                                    

"فكّر بأطول ليلة مرت عليك، أ لم يأتي الصباح؟"

قراءة ممتعة⁦❤️⁩..

_________________________________________

ما كانت تخافه قد حصل، فقدانها الشخص الوحيد الذي يحميها، سندها الذي يساعدها وقت الشدة، والدها الذي يوبخها دوماً.

توجهت إلى بيت والدها حالما سمعت الخبر، دون أن تكترث للواقف بجانبها، تجري بأقصى ما تستطيع في تلك اللحظة، دموعها تنهمر و هي تركض؛ دامت على هذا الحال لربع ساعة، حتى وصلت لمنزلها، همّت بقرع الجرس، لكنها وقفت عندما سمعت صوت القرآن في المنزل، كان لديها أمل قليل في أن يفتح لها الباب، لكنه تلاشى! جلست باكية على عتبة الباب، تصرخ باسم والدها، جاعِلةً كل من يمر عليها مشفِقاً على حالها.

فُتح الباب لترفع ميرا نظرها للفاعل لترى أمها مرتدية اللون الأبيض، انخفضت لتصِل لمستوى ابنتها و تعانقها بحسرة و حزن، ارتمت الأخرى في حضن والدتها و شدّت عليه بكل ما أوتيت من قوة، اِلتحق إليهم رامي حال سماعه صوت توأمه.

"رحمه الله، كل شيء سيمضي، رحمه الله، أنا هنا." يتمتم أثناء عناقهما ليمُدهن و لو بقليل من القوة.

أجابته ميرا قائلة بصعوبة " أنت شيء و هو شيء آخر، هو السند و الظهر و الأمل، لقد كان قلبي و مصدر طاقتي."

وصل تيم في تلك اللحظة، رأته ميرا لتتوجه إليه بخُطى لا تمت للإتزان بأي صلة، وقفت أمامه و عيناها مغرورقة بالدموع، قالت بصوت يكاد يسمع " لقد رحل، زوجني بك و رحل!"

هو لم يتحمل رؤيتها تبكي أمامه، يُخدش كبرياؤه بتلك الطريقة، ضمها إليه مواسياً لتبتعد منه بخفة و رقة متفادية إحراجه أمام والدتها، حمحم بإحراج محاولا جمع ما تبقى من كرامته، ليتقدم للسيدة مروى بابتسامة دافئة متمتماً بـ"رحِمه الله."

___________________________________

أَغلقت عليها باب تلك الغرفة مجددا بعد يومين، هي نفسها التي شهدت على جميع أحزانها في الماضي، بجدرانها الرمادية التي تواسيها دائماً، و وسائدها المختلفة المنتشرة في جميع أنحائها و التي أصبحت كالمناديل الماسحة لدموعها في كل مرة تبكي فيها...

كيف له أن يرحل بهذه السرعة؟!
و هو الذي يحرص على جمع شمل العائلة و تماسكها، يذهب دون سابق إنذار، أو عِلم يُذكر! هي مدركة أنه من أقدار الله أن يأخذ أرواح عباده متى شاء، لكنه من غير العادل أيضاً أن لا تشبع رائحة والدها، الإستماع للكنته العربية الرجولية، و حتى توبيخه و غضبه.

الأب دائما هكذا، شخص لا يُشبع منه و لا يُمل..

تتساءل لو أنها تزوجت تَيم عن حب و إرادة، هل سيعوضها و لو قليلا عن ذلك الأمان الذي فقدته، أو سيدللها كما تعودت منه؟ و هل كان سيلجأ لتزويجها بغريب غني يبدو له أنه شهم و خلوق، و ذلك لضمان مستقبلها 'السعيد' معه؟!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 14, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 Eutin اويتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن