(( الفصل الأول ))

68.3K 1.2K 51
                                    

<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>
---------------------------------------------------------
في سوق إحدي الأحياء الشعبية القديمة حيث المباني المتهالكه والأسطح المتقاربه وأماكن ترعرُع البلطجيه وقُطاع الطرق ؛ نجد فتاه محتشمه بملابس فضفاضه وحجاب كبير تمشي بخطي رذينه وبيدها حقائب ممتلئه بما يحتاجه المنزل طيلة الأسبوع متجهه إلي خارج تلك الخيمة الكبيره التي يُنظم بها السوق في مثل هذا اليوم من كل إسبوع وأثناء سيرها تتعرض للكيثر من المضايقات من أولائك المتجبحين ذوات العيون الحاده والنظره الثاقبه الجريئه ؛ فلا توجد فتاه في الحي تنجو من حقارتهم سواء كانت محتشمه أم لا ؛ وتظل تسير هكذا حتي تصل إلي شارع جانبي ذا رائحه كريهه وبه الكيثر من الباعه المتجولين وتسير به بضع خطوات ثم تصل إلي مدخل بنايه متهالكه وتصعد بحذر تلك السلالم الصغيره المقززه التي لطالما أثارت إشمئزازها بسبب تلك الفضلات الحيوانيه المتواجده عليها فأحد سكان هذه البنايه يقوم بتربية أنواع مختلفه من الطيور التي لا تستقر في المكان المخصص لها إنما لا يحلو لها النوم إلا علي هذا السلم وكأن الطيور أيضاً لا تريد راحتها ؛ وأخيراً تصل أمام باب الشقة التي تمقتها فمنذ وفاة والدها وحياتها أصبحت جحيم في هذا البيت وتدق عليه عدة دقات متتاليه خفيفه وبعد ثوانٍ تفتح لها الباب إمرأه ذات ملامح قاسيه عابسه تلوي فمها بإستنكار وتقول : ما لسه بدري ي هانم كل دا بتجيبي شوية طلبات مايستهلوش والله لقول لأخوكي يربيكي ما أنا عارفاكي بتحبي تمشي علي حل شعرك وعامله فيها الخضره الشريفة .....ولكن الأخري لم ترد عليها فهي إعتادت علي هذا الكلام الذي تسمعه كل يوم تقريبا فجذبتها تلك القاسيه من زراعها بقوه قائله : ادخلي ي ختي هتفضلي واقفه كده كتير عايزين نفطر .وبمجرد أن دخلت تلك المسكينه حتي وجدت إخيها بشعره المشعت ووجهه المتورم من النوم يخرج من غرفته يتثاوب وعندما رآها قال بصوت جامد متحشرج : أنا هدخل الحمام خمس دقايق وألاقي الفطار جاهر.فأومات له برأسها ودخلت المطبخ مسرعه ثم وضعت ما بيدها علي الطاوله وبدأت تُخرج محتوياته وتضعه في أطباق وتقوم بإشعال النار وتضع عليها المقلاه وتبدأ بإعداد البيض وما هي إلا بضع دقائق حتي حملت المقلاه وإتجهدت بها نحو طبق فارغ وأفرغت به محتواها وفي هذه اللحظه خرج مازن من الحمام وهو يصيح : إنتي ي متخلفه فين الفطار . ردت حسناء بتوتر : حاضر خلصت أهو
وهمت لتحمل الصينيه ولكن فوجئت بمن يجذبها من حجابها ويقول بغضب : إنتي إتأخرتي بره ليه مش أنا قايلك ميت مره لما تخرجي تجيبي حاجه متتأخريش . حسناء بدموع : والله السوق كان زحمه وال.....ولكن قاطعتها صفعه قويه صدمت رأسها بالحائط ؛
مازن بتحذير : ماعدتش تتكرر تاني بدل وديني ي حسناء لكون قاتلك من الضرب .

أومأت له عدة مرات برأسها ودموعها تنزل بدون توقف ليستكمل بحده : قومي يلا إنتي ناويه تقعدي كده كتير .

حسناء : ح..حاضر هقوم أهو .

مازن : طب يلا ي ختي هاتيلي الفطار بره .

(( أصبحت خادمة لزوجي ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن