☆☆مقتطفااات☆☆

58.5K 748 67
                                    

☆☆مقتطفــات☆☆

ولج للفيلا بهيبته المعتادة غير مكترثٍ لأي شخص من أصحابها فقد اشتاق لرؤية صغاره، قُرابة الأسبوعين ولم يرى أيًا منهم وأيضًا لم يستمع لصوتهم، وكذلك هي التي تعمدت البُعد عنه بسبب رغبته التي لم تبالي بها، قابلته سميرة حين رأته من الأعلى لتمنعه من رؤيتها حتی لا یشتد مرضها، فهو سبب وضعها الحزين هذا التي وصلت إليه، وقفت أمامه بشموخ مرددة بحنقٍ شعر به:
- جاي ليه؟
التوى ثغره بابتسامة ساخرة لما تفوهت به، فكل ما يخصه هنا، زوجته وابناءه الخمسة، رد أيهم بصلابة:
- جاي علشان ولادي!
ردت بنبرة متهكمة وهي تكتف ذراعيها مفطنة سبب مجيئه:
- الولاد مع خالهم عمرو، خدهم يفسحهم مع ولاده، إتفضل روح سرايتك ولما يرجعوا هبعتهملك تشوفهم، دا لو كنت جاي علشانهم زي ما بتقول
قالت جملتها الأخيرة بنظراتٍ قاتمة جعلته يرتبك داخليًا، نظر لها أيهم راسمًا نفس جموده، تسائل عنها طالما فضحته عيناه:
- رسيل فين؟
اتسعت ابتسامة سميرة المستهزئة وهي ترد بنبرة قوية:
- ملكش دعوة بيها، رسيل مش عاوزة تشوفك
اضطرم ضيقه ليهتف بتبرمٍ حانق:
- يعني أيه؟، كان حصل أيه لكل ده!
اكتسح الضيق طلعتها ككل، ردت بغضبٍ وقد إشتدت نظراتها الضروسة عليه:
- فيه إنك عاوز تحرمها تجيب ولاد تاني وهي في سنها الصغير ده، كسرت قلبها لما قالتلك إنها حامل، مفكرتش تسأل عنها لما سابتك ولا تتفاهم معاها، ودلوقتي خلاص بقى مبقاش فيه حاجة تضايقك، إفرح سیادتك!
لم يعي مقصدها من كلماتها الأخيرة تلك، استفهم محركًا رأسه بعدم فهم:
- تقصدي أيه بكلامك ده؟!
ردت باحتدامٍ أبان ثورة هياجها الداخلي:
- يعني رسيل مش هتجيب حاجة، علشان نزل، ودلوقتي بقى إتفضل من غير مطرود
هدرت بذلك وهي تشير ناحية باب الفيلا فقد فاض بها الکیل، بينما أجفل أيهم في حديثها وهو يتطلع عليها بعدم تصديق، رغم أنها رغبته من البداية بعدم حملها ثانيةً لكنه شعر بغصة في حلقه ووخزة في قلبه، في حین نظرت له سميرة بشراسة رغم هدوءها، لم يرتضي كل ذلك ليهتف بإصرار:
- بس أنا مش همشي من هنا غير وهي معايا.....!!!
==================================
☆☆مقتطفــات☆☆

لم يصدق أذنيه التي تستمع لكلماتها وهي تلمح له بأمور شتى كانت سببًا في تأزّم وضعهما في الماضي، والتي حملت في طياتها الكثير مما تضمره بعد تلك العِشرة بينهما، حيث جاءت نور إلى غرفة مكتبه بالفيلا لتتحدث معه بشأن ابنهما، نظر لها زين متأملاً هيئتها المتضايقة، سألها بخيبة أملٍ:
- قصدك أيه يا نور إن أيان زيي!، أنا مربيه يطلع كده يعني؟، ولا لسه بتشكي فيا بعد العُمر ده؟!
ازدردت نور ريقها متوترة، اهتزت نظراتها وهي تُجيب بتزعزع:
- معرفش، بس الولد بيعمل زيك بالظبط
حدق بها زين بنظراتٍ مدهوشة وهو ينهض مستديرًا حول مكتبه ليقف أمامها بخطواتٍ بطیئة، أكملت نور بعدم رضى موضحة:
- بيسهر في العوامة وأوقات بيبات فيها، والله أعلم بيعمل أيه تاني من ورانا!
كلماتها كانت كفيلة بأن يتفهمها، تبادلا النظرات وهما يتطلعان لبعضهما البعض، أزعجه الموضوع وبداخله حزن لعدم تناسيها ما مر عليهما، رد بعقلانيةٍ رابطًا على قلبه الذي فطرته:
- أنا هشوفه يا نور واتکلم معاه، بس اللي قولتيه ده مش هنساه أبدًا....!!!
===================================
☆☆مقتطفــات☆☆

جلست على إحدى مقاعد المدرجات تتابع بشغفٍ ما يفعله من حركاتٍ متقنة داخل ساحة لعب كُرة السلة، شجّعته "لما" ببعض الكلمات لتزيد من حماسه وهي تصفق وتنادي باسمه "أيان"، لم تنتبه لمن يتطلع عليها بنظراتٍ ثاقبة تحمل في طياتها الكثير، تحرك زين نحوها راسمًا لبسمة مزيفة اعربت عن مسرّته بعكس ما يضمره من اغتياظ، القى نظرة غِيرة على ابن خاله وهو يلعب مع رفاقه سرعان ما نفضها فهو لم يبغضه يومًا، جلوسه بجانبها جعلها تلتفت منتبه له، ابتسمت بشدة وهي تردد بعدم تصديقٍ:
- زين!، مش معقول إنت هنا..!
بنفس ابتسامته الزائفة رد ونظراته تتقن الهيام:
- جيت علشان أشوفك
ارتبكت "لما" من نظراته الجديدة عليها، تعلمه متشددًا وباردًا في تلك الأمور فتعجبت، ازدردت ريقها بتوتر وهي تتأمه باستنكارٍ فابتسم لها بمغزى جعلها بالفعل تجفل في هيئته، جذبها قبل مرةٍ بوسامته ولكن عصبيته جعلتها تنفض مجرد التفكير فيه، اكمل زين بولهٍ زائف:
- أيه يا "لما"؟!، أنا افتكرتك هتنبسطي لما تشوفيني!
تنبّهت له ثم تنحنحت بتوتر، ردت وهي ما زالت تستنكر:
- أصلك هادي قوي النهاردة ودا مخليني مستغربة، كل مرة باشوفك فيها بلاقيك عصبي وحتى بتكلمني مش كويس
ثم نظرت له مندهشة بالفعل فقد تغيّر، قهقه زين بقوة جعلتها تضطرب وينتفض قلبها وهي تحدق به بحب لاح في عينيها واستشعره، رد زين بتتيمٍ أجاد تمثيله ليزيدها هيام:
- دايما بانسى أقولك إنك أجمل بنت شوفتها، إنتي حلوة قوي يا "لما"، من أول مرة شوفتك فيها وأنا مش بنام
أثناء لعبه لمحهم أيان لبرهة من الزمن وهو ينهج عاقدًا حاجبيه مدهوشًا من وجود زين!، عاد لوعيه ليكمل لعبه حين ناداه زميله ولکن فکره انشغل قلیلاً، بينما ذابت هي من سحر كلماته وهي تتطلع عليه بشرود، أحسّ زين بسيطرته الكاملة عليها فزاد الأمر تعقيدًا حين أكمل بجدية:
- تتجوزيني يا "لما"؟.........

من قريبٍ جلست مختبئة خلف مجموعة من المتفرجين تتابع عن كثبٍ ما يفعله أخيها بابتسامة ماكرة ونظرات تشفي، تنفست لين بارتياح وهي ترى قروب مبتغاها حين فعل أخيها ما طلبته منه بحذفيره، كشرت ضحى رفیقتها بتعابيرها وهي جاهلة لسبب قدومهم هنا، ناهيك عن غرابتها الجمة في هيئتة صديقتها، خبطتها ضحى على عضدها عدة مراتٍ مستفهمة بفتورٍ:
- نفسي أعرف جيباني هنا ليه؟، هو أنا ليه في الباسكت ولا باحبها
التفتت لها لين لاوية شفتيها من حماقتها، تنهدت لتشرح لها حين سحبتها من أذنها لترى بعينيها ما يحدث، تألمت ضحى قليلاً وهي تحاول استشفاف ما يحدث، انتبهت بالأخير لأخيها ومعه تلك الفتاة التي تدعى "لما" وتبدو العلاقة موطدة بينهما، نظرت بتعجب للين التي تبتسم بثقة، قبل أن تستفهم قالت لين بخبثٍ شارحة لها:
- بيضحك عليها، أومال أيان هيبقى ليا إزاي؟!...........
#مُغـــرَم_بكِ
..مين متابع معايا رواية هي الافظع في تاريخ رواياتي😆😄😄😄😄

((مُغرَم بك))ِ؛؛ مكتمــلة؛؛ للكاتبة إلهام رفعت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن