-20- سمفونية أبواق الهلاك

Start from the beginning
                                    

رمشت سيلست مرتين وأناملها ارتعشت للمسة شارلوت التي سألت:
"أنتِ بخير؟ أنتِ تمت مهاجمتكِ أيضاً صحيح؟"

"قتلي ليس بسهل."
كتبت.

"أولستِ فخورة بقوتكِ أكثر من اللازم؟"
شارلوت قهقهت ثم قامت بأنين لألم الجرح المفاجئ. شعرت بأنامل سيلست تحط على فروة رأسها لتمسح على خصلاتها وكأنها تواسيها بنظرة متأسفة.

"لقد أتيت اليوم لأطلب منكِ خدمة."
تعجبت شارلوت لرؤية تلك الكلمات الصامتة في وجهها فما الذي تستطيع هذه الشابة التي تحتضر القيام به لنبيلة خالدة؟
"إن كان أمراً في نطاق طاقاتي الحالية فسأساعدكِ بمقابل أن تمضي يوم الغد كاملاً برفقتي."
أجابت ممازحة بشيء من السخرية.

سيلست حطت بأناملها على صدرها بحركة لم تفهمها. لم تستطع السؤال وواجهت الطلب سريعاً.
"إن نجح جيفرسون في تولي العرش فسيقتل إيدغار لأن الأخير لم ولن يطيعه."

شعرت شارلوت بإنزعاج متقزز.
"ذلك الـ... كيف له أن يقتل طفله؟"
صكت على أسنانها ومن ثم أضافت:
"أعني ذلك الإيدغار ليس أكثر الأطفال طاعة بالطبع لأن والده يريد أمه ميتة لكن..."
سيلست بدت وكأنها تضحك على ملامح شارلوت التي تشابكت فكتبت:
"علاقاتنا معقدة."

"إنها بالفعل كذلـ..."
حدقتا شارلوت اتسعتا حين لمحت الكلمات الجديدة التي خطتها سيلست ولم تستطع إنهاء جملتها.
"هيروزيوس سيتوجب عليه أيضاً إعدام إيدغار بتهمة الخيانة."
عضت على شفاهها حين اختتمت سيلست:
"أريدكِ أن تخلصي طفلي من هذا المصير المشؤوم."

"أفهمك لكن..."
تمتمت شارلوت وهي ترى سيلست تكتب بسرعة مجدداً قبل أن تلصق المفكرة بوجهها لتقرأ:
"أنا أم تهتم."

"ماذا تعنين بكلامك؟ أنتِ أميرة وشقيقة والدته. هيروزيوس سيستمع لكِ إن طلبتِ منه عدم قتله فحسب!"
تحدثت شارلوت بحدة وهي تهز رأسها بلا فهم، إلى أين تريد سيلست الوصول؟

"هل تريدين موته؟"
سؤال ارتسم بخط عريض أمام عينيها لتتنهد شارلوت وتجيب بعد لحظة من الصمت بصراحة متأسفة:
"أنا أكرهه. هو حاول قتلي، كاد أن يقتل شخصاً مهماً لي،
اعذريني، لكن لما قد أهتم؟"

"هناك فرصة له شارلوت. ابني محض كيان تشتت بفعل هذه الحرب والصراعات. هو لديه أفكاره ومشاعره الخاصة، لا علاقة له بأوامر والده التي فرضت عليه ولا بحالتي البائسة التي تسببت نفسي بها لي."
شارلوت شعرت بضغط هائل يحط على صدغيها حين سمعت كلمات سيلست تترد فجأة في رأسها.
"إن كان المستقبل يرسم التعايش فأريده أن يتحرر مثل الجميع!"
الدموع المتألمة فرت من عيونها الحور لتجعل سيلست تصمت بدهشة.

"ما الخطب؟"
سألت الأميرة بقلق لتلوح شارلوت بيدها في الهواء مجيبة على مهل:
"لا بد أنه بسبب دماء هيرو...أنا أستطيع سماع صوتكِ في رأسي مجدداً."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now