سمارا هرمز. إلتقينا بها في السنة الأولى من الثانوية في نادي محبي روايات الغموض الإسبوعي. لم يكن النادي مكاناً ممتعاً إلى أن دخلته سمارا وقد جلبت معاها نشاطها وحيويتها ومحبتها للغموض والروايات والكتابة أيضاً.
كانت من نظم جدولاً للقراءة يكمل فيه كل عضو رواية ثم يقوم بكتابة مراجعة لها ونتبادل بعدها أفكارنا وأراءنا عن ما قرأنها ومن ثم نحتفظ بكل ما تم كتابته في خزانة النادي. وبحلول سنتنا الثالثة أصبح نادينا مرجعاً مهماً لكل من يبحث عن كتاب جيد.
لم تكتفي بهذا بل كانت تكتب بنفسها في كثير من الأحيان روايات وقصص قصيرة. أيضاً تم حفظها في سجلات النادي -بإسم غراي- إذ فكرتْ حينها أنه سيكون من المثير عندما يأتي طلبة لهذا النادي بعد سنوات عدة ويجدوا هذه القصص لكن بدون أن يعرفوا الهوية الحقيقية لـغراي فيبدأوا بالبحث عنه لمعرفته حقيقته.
كان لديها الكثير من الأفكار المثيرة والحيوية. وأصبحت مفضلة الجميع من أساتذة وطلبة أيضاً. كان أربعتنا نفكر أننا كنا محظوظين لكونها واحدة من مجموعتنا، وكانت حرفياً محور المجموعة ربما لهذا بعد أن ذهبت للدراسة في الجامعة وإنقطعت أخبارها عنا.. تفرقنا.
أذكر جيداً أنها كانت تحاول كثيراً جعلنا نتسكع سوياً بعد تلك المشكلة ونتناسى ما مر بنا حتى أنها جاءت بفكرة الكبسولة هذه لكن محاولاتها لم تنجح.
بسببي لأنني لم أستطع مواجهة سالي بعدما حصل وبسبب أن المشكلة بين سالي ولونا توسعت وأصبحت أكبر من جدال عادي بسبب إعترافها ذاك.
عانت سمارا كثيراً وقتها لكنها لم تتذمر وأبقت علاقتها مع أربعتنا ما إستطاعت. ثم ذهبت. ودخل كل واحد منا جامعة مختلفة. بقي تواصلها معنا لبضعه أشهر ثم يوماً ما وفجأة... توقفت عن الحديث معنا. وتوقفنا عن الحديث مع بعضنا.
مضت السنوات وها نحن ذا بعد عشر منها نجلس سوياً مرة أخرى في مطعم لتناول طعام الغداء الذي فاتنا. بقربي جلس سامر مستمتعاً بتناول وجبة الأطفال خاصته ولا يبدو أنه قد إنتبه لكل هذه المشاعر المتضاربة التي تحوم فوق الطاولة.
الوحيدة التي كانت تأكل طعامها بإستمتاع كانت سمارا سبب وجوم الجميع. إذ لم تكن مهتمه بكل التناقض الذي سببته للرفاق بعد معرفتهم للحقيقه.
أنها هي غراي الكاتب الذي أُعجبنا به جميعاً. إذ قالت بكل بساطة أنها لا تعتبر نشر روايتين لها امراً مهماً فشركة النشر قامت بإختيارهما من مدونتها على الإنترنت دون رغبة فعليه منها لكنها وافقت بعد إلحاحهم وتم نشرهما.

أنت تقرأ
كبسولة زمن
Short Story- مكتملة - خمسة أصدقاء، عشر سنوات وكبسولة زمن جمعت بينهم لتعيد فتح ملفات تم إغلاقها منذ وقت طويل. ¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬ *الغلاف من صنع الرائعة SleepyHikikomori ✨ كتبت عام ٢٠١٩.